التفاعل
9.1K
الجوائز
660
- تاريخ التسجيل
- 15 أوت 2009
- المشاركات
- 2,869
- الحلول المقدمة
- 1
- آخر نشاط
- الجنس
- أنثى
- الأوسمة
- 19


في قرية نائية تحيط بها الغابات والضباب كان الناس يتحدثون عن طفل يقال إنه ولد في ليلة برق دون رعد ومع صرخته الأولى انطفأت كل الشموع في البيوت المجاورة أطلقوا عليه اسم يونس لكنه في أحاديثهم السرية سمي "المشعوذ الصغير"
لم يكن يونس يعرف لماذا يخافه الناس أو لماذا حين يمر في السوق تشيح النساء بوجوههن ويشد الرجال على أذرع أطفالهم كان صبيا هادئا لا يحب الأذى ولا يطلب من الحياة أكثر من دفتر وبعض ألوان
لكنه كان مختلفا حين يغضب تهتز النوافذ وحين يبكي تمطر السماء فوق بيته فقط وحين يحلم يرى ما لم يره أحد
جدته المرأة الوحيدة التي آمنت به كانت تهمس له كل ليلة أنت لا تشبههم ولا يجب أن تصبح مثلهم
كانت تقص عليه حكايات عن أناس طيبين امتلكوا قوى غريبة لكنهم استخدموها للخير وكانوا يسمونهم الحكماء لا المشعوذين
لكن بعد موت جدته تغير كل شيء
في يومٍ عاصف مرضت ابنة العمدة مرضا شديدا لم ينفعها دواء ولا طبيب حينها تجرأ يونس وطرق بابهم للمرة الأولى ضحكوا في وجهه لكنه قال بهدوء: لن أؤذيها… أعدكم
جلس قربها، وضع يده على جبينها وتمتم بكلمات لا تشبه تلك التي يتلوها المشعوذون بل كانت تشبه الدعاء... ثم قال: ستشفى عند أول ضوء غدا
وفي الفجر فتحت الطفلة عينيها
تعافت
ولأول مرة انحنت القرية كلها ليونس ومنذ ذلك اليوم لم يناد بـ"المشعوذ الصغير"
بل بـ: "حكيم الضباب."
يتبع../..