أخذني خليل الوقت في الوقت, وعلمني من ميت عن ميت, حتي اتخذت لي زاوية.. وتحلق حولي المريدون يشربون مني, فيتحولون جميعا إلي عميان, فعدت لخليلي فوجدت مريديه مبصرين, يناطحون الحجة بالحجة, فيبتسم, ويقيم الدليل وراء الدليل, فآلمني رأسي وعدت لزاويتي فوجدت مريديني يتخبطون في وصفي وعلمي فزجرتهم, وتقيأت نفسي علي ما مر من وقت.
***
تقلب قلبي بين القهر واللطف بهم, فسددت عليهم باب الزاوية وسددت كل منافذها ونفثت فيها ناري حتي تجد النار قوتها, عدت لخليل الوقت ألتمس الجمع, فقال: حين تعطن مائي في وصار نجسا, بخرته الشمس وأساقط علي طاهرا فتعلمت من الأقذار العالقة بي كيف يكون طهري. فتجذبني الشمس إلي أعلي, ويحملني السحاب لموضعي, ويسوقني من طرق مختلفة.
***
كان خليل الوقت يخصني بحديثه دون أن ينظر إلي فتأملت أفكاري, تاركا لها العنان, فكرة وراء فكرة, وفكرة تبث فكرة إلي ما لا نهاية, فوجدت أفكاري أكثر حياة من موج البحر وكان سيري باطني وخليل الوقت مرشدي إلي حقيقة صحاري وفيافي وأوديتي حتي يتسني لروحي الانعتاق من جسدي والسفر في الكون أكثر خفة.
ربت علي كتفي مطمئنا بأنه لا يستطيع أن يأخذ بيدي, وأن كل نفس بما كسبت رهينة, فاستعنت بنور نفسي الخارج من ظلمات فوقها ظلمات.. طبقات من الظلمات انبثق منها فتيل من نور يمشي أمامي, وأنا أزعق ياخليلي الصحبة.. الصحبة, فلم أجد لصوتي صدي, ودموعي دم, حوله حزني لماء يغمرني, والفتيل يتطاول, ونور يتسع أمامي وصورته تنعكس علي جسدي فتتساقط الأدران العالقة بي فينزل من قلبي خليل ومعه مريدوه يفكون عن عنقي الأغلال.
***
غطاني في عباءته وأنا أتفصد بكلمات من هنا وكلمات من هناك, كلها كلمات من معين واحد, وقال بح: كنت مأخوذا بالدنيا, فسرقت ما وسعني من طينها, فنقص نصيبي من كسبها.
في الوقت الذي أنكرت فيه ذاتي كان وجودي متحققا ودليلا علي عكس إنكاري فظللت في الوقت.
لقد خرج أبي من تراب وخروجي من أبي لا ينكر ترابيتي, وكنت وكنا جميعا في الوقت كلمح البصر, وفي الوقت لم أكن شيئا.
حين واتتني الفكرة دققت عليها فلم يكن خاطري متيقظا فلم يحتو المعني وانزلق وجوده.
في قلبي قطع متجاورات تسقي بدم واحد.
أعماني الحرص فأصابني الحرمان.
***
كنت أجذب كل مشتر بيدي, ولم أصبر حتي أجد المشتري الذي يبحث عني, ولم أجد من المشتري الذي اجذبه إلي ثمن فردة حذاء وأنا أعرض عليه خزائني الممتلئة بالجواهر.
فيأتيني الصوت أصبري ستجدي المشترين يهرعون إليك فتعلقت بحبل الله فصك مسمعي يا بشري فتحولت معادني الرخيصة ذهبا واعتصمت, وما اعتصم احد بغض البصر إلا حصد المعني وما حصد الزبد, إياك والنظر, الصياد ينظر للفريسة والفريسة تطلب الصياد, فهي التي طلبت السهم والسهم ما انطلق إلا عندما نفذ النظر.
فلقد خرجوا من الحجاب حين فتحت لهم أعين القلوب فثقل ميزان لساني من الألف إلي الياء.
***
نصبت شبكتي فلم أصطد سوي نفسي, فقال خليلي:
- أن تكوني صيدا خير من أن تكوني صيادا.
فخدعت نفسي, وتركت داري وسكنت باب خليلي فاردا شبكتي, لكن العشق لا تسعه شباك الصيادين, فانسلخت عن ذاتي فانقشع سحابي ووجدتني كقرص القمر, وكان السحاب عدوا لي, يخفيني عن أحبائي, أبعد سحاباتي عني بعد ما أظلم وجهي.
غيبت نفسي حتي تنجو نفسي ممن كانت تأخذ كل نفس غصبا, وأفقرتني حتي أهرع من حرص الطامعين إلي الغني, وخبأت كنوزي في خرائبي حتي تنجو من السطو فلم يتفوه لساني ميزاني, فكلامي في صدري وفي صمتي نماء للب الروح, فعندما يزيد القشر يقل اللب, والليل يفر هاربا عندما يري النور من علي البعد, فأي علم إذن لظلمة الليل بأحوال النور.
تساقطت أغلال أعناقي وطائري في عنقي ملازمني منذ أن قدر لي من الأزل.
من لي بانتقاء حرصي حتي أمضي خفيفا, يسير جسدي كسير رمح لا يقف حائل أمامه, فيتم البناء علي الوفاء, من لي؟
***
نفض عني العباءة وأجلسني ومريديه علي الأنوال فجلس من جلس, منا من ينسج الحصير, ومنا من ينسج الصوف, ومنا من ينسج الحرير, وقال لي: ليس غيرك, فجلست علي نول الوقت, أغزل الربيع في الخريف في الشتاء في الصيف في العام فلم أتذكر ولم أكن شكورا, وأصابعي تعمل بسرعة علي النول ولا أعرف متي سينتهي غزلي, والجواد تحت ساقي وأنا أبحث عن الجواد!.
لست انا من كتبه
***
تقلب قلبي بين القهر واللطف بهم, فسددت عليهم باب الزاوية وسددت كل منافذها ونفثت فيها ناري حتي تجد النار قوتها, عدت لخليل الوقت ألتمس الجمع, فقال: حين تعطن مائي في وصار نجسا, بخرته الشمس وأساقط علي طاهرا فتعلمت من الأقذار العالقة بي كيف يكون طهري. فتجذبني الشمس إلي أعلي, ويحملني السحاب لموضعي, ويسوقني من طرق مختلفة.
***
كان خليل الوقت يخصني بحديثه دون أن ينظر إلي فتأملت أفكاري, تاركا لها العنان, فكرة وراء فكرة, وفكرة تبث فكرة إلي ما لا نهاية, فوجدت أفكاري أكثر حياة من موج البحر وكان سيري باطني وخليل الوقت مرشدي إلي حقيقة صحاري وفيافي وأوديتي حتي يتسني لروحي الانعتاق من جسدي والسفر في الكون أكثر خفة.
ربت علي كتفي مطمئنا بأنه لا يستطيع أن يأخذ بيدي, وأن كل نفس بما كسبت رهينة, فاستعنت بنور نفسي الخارج من ظلمات فوقها ظلمات.. طبقات من الظلمات انبثق منها فتيل من نور يمشي أمامي, وأنا أزعق ياخليلي الصحبة.. الصحبة, فلم أجد لصوتي صدي, ودموعي دم, حوله حزني لماء يغمرني, والفتيل يتطاول, ونور يتسع أمامي وصورته تنعكس علي جسدي فتتساقط الأدران العالقة بي فينزل من قلبي خليل ومعه مريدوه يفكون عن عنقي الأغلال.
***
غطاني في عباءته وأنا أتفصد بكلمات من هنا وكلمات من هناك, كلها كلمات من معين واحد, وقال بح: كنت مأخوذا بالدنيا, فسرقت ما وسعني من طينها, فنقص نصيبي من كسبها.
في الوقت الذي أنكرت فيه ذاتي كان وجودي متحققا ودليلا علي عكس إنكاري فظللت في الوقت.
لقد خرج أبي من تراب وخروجي من أبي لا ينكر ترابيتي, وكنت وكنا جميعا في الوقت كلمح البصر, وفي الوقت لم أكن شيئا.
حين واتتني الفكرة دققت عليها فلم يكن خاطري متيقظا فلم يحتو المعني وانزلق وجوده.
في قلبي قطع متجاورات تسقي بدم واحد.
أعماني الحرص فأصابني الحرمان.
***
كنت أجذب كل مشتر بيدي, ولم أصبر حتي أجد المشتري الذي يبحث عني, ولم أجد من المشتري الذي اجذبه إلي ثمن فردة حذاء وأنا أعرض عليه خزائني الممتلئة بالجواهر.
فيأتيني الصوت أصبري ستجدي المشترين يهرعون إليك فتعلقت بحبل الله فصك مسمعي يا بشري فتحولت معادني الرخيصة ذهبا واعتصمت, وما اعتصم احد بغض البصر إلا حصد المعني وما حصد الزبد, إياك والنظر, الصياد ينظر للفريسة والفريسة تطلب الصياد, فهي التي طلبت السهم والسهم ما انطلق إلا عندما نفذ النظر.
فلقد خرجوا من الحجاب حين فتحت لهم أعين القلوب فثقل ميزان لساني من الألف إلي الياء.
***
نصبت شبكتي فلم أصطد سوي نفسي, فقال خليلي:
- أن تكوني صيدا خير من أن تكوني صيادا.
فخدعت نفسي, وتركت داري وسكنت باب خليلي فاردا شبكتي, لكن العشق لا تسعه شباك الصيادين, فانسلخت عن ذاتي فانقشع سحابي ووجدتني كقرص القمر, وكان السحاب عدوا لي, يخفيني عن أحبائي, أبعد سحاباتي عني بعد ما أظلم وجهي.
غيبت نفسي حتي تنجو نفسي ممن كانت تأخذ كل نفس غصبا, وأفقرتني حتي أهرع من حرص الطامعين إلي الغني, وخبأت كنوزي في خرائبي حتي تنجو من السطو فلم يتفوه لساني ميزاني, فكلامي في صدري وفي صمتي نماء للب الروح, فعندما يزيد القشر يقل اللب, والليل يفر هاربا عندما يري النور من علي البعد, فأي علم إذن لظلمة الليل بأحوال النور.
تساقطت أغلال أعناقي وطائري في عنقي ملازمني منذ أن قدر لي من الأزل.
من لي بانتقاء حرصي حتي أمضي خفيفا, يسير جسدي كسير رمح لا يقف حائل أمامه, فيتم البناء علي الوفاء, من لي؟
***
نفض عني العباءة وأجلسني ومريديه علي الأنوال فجلس من جلس, منا من ينسج الحصير, ومنا من ينسج الصوف, ومنا من ينسج الحرير, وقال لي: ليس غيرك, فجلست علي نول الوقت, أغزل الربيع في الخريف في الشتاء في الصيف في العام فلم أتذكر ولم أكن شكورا, وأصابعي تعمل بسرعة علي النول ولا أعرف متي سينتهي غزلي, والجواد تحت ساقي وأنا أبحث عن الجواد!.
لست انا من كتبه
