نصيـحـة للنسـاء ،، الحلقـة (4)

إنسانة ما

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
28 سبتمبر 2011
المشاركات
1,913
نقاط التفاعل
123
النقاط
79
محل الإقامة
تبسة
الجنس
أنثى
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله

نصيحة للنساء

الحلقة الرابعة:

إلى كل امرأةٍ ذات بعلٍ ـ زوج ـ، ومن هي في طريقها إلى بيت الزوجية، أقول عليك أن تعرفي حق زوجك وحق والديك ولا تخلطي بين الواجبين، فلكلٍ واجب، وحق الزوج أوجب.

يقول الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم: (لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ولا تؤدى المرأة حق الله عز وجل عليها كله حتى تؤدى حق زوجها عليها كله حتى لو سألها نفسها وهى على ظهر قتب لأعطته إياه). أخرجه أحمد وغيره بألفاظ متقاربة وصححه الألباني في " الصحيحة" (1203). وقال عليه الصلاة والسلام: (لو سالت منخراه دما وقيحا وصديدا فلحسته بلسانها ما أدت حقه، لو كان ينبغي لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها إذا دخل عليها لما فضله الله عليها ..). الحاكم وغيره وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

فإذا علمتي و تيقنتي أيتها المسلمة الواجب الذي عليك نحو زوجك فعليك أن تتلمسي رضاه بطرق شتى، فإذا أعيتك طريقة فاسلكي طريقة أخرى مخترعة لإدخال الفرح والسرور إلى نفسه ومن ثم ستنعكس لك؛ إذا ما حس بالراحة في بيته بعد التعب والنصب الذي يلقاه في خارج الدار. وكوني له كالمرأة الصالحة المدللة لزوجها المخففة عنه ما يجد من قسوة الحياة، الناظرة في رغباته فتحققها له وتذلل الصعاب له على حساب نفسها، ألا وهي أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وأرضاها، فكانت نعم الزوجة الصالحة ونعم الرفيق للنبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة، ومعينة له أيام تحنثه بغار حراء، ثم مواساته والتخفيف من روعه عندما أتاه الوحي، فرجع النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم بعد أن نزل عليه قوله تعالى:( اقرأ باسم ربك الذي خلق ....) ترجف بوادره حتى دخل على خديجة فقال:( زملوني زملوني )، فزملوه حتى ذهب عنه الروع، قال لخديجة: ( أي خديجة! ما لي؟ لقد خشيت على نفسي ) فأخبرها الخبر، قالت خديجة:" كلا؛ أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدا، فوالله إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق". رواه الشيخان.

انظرن إلى هذه الكلمات الجميلات التي خرجت من مشكات الصلاح والطهر والعفاف والتُقى، فكانت لها الأثر الكبير في تسكين الروع في قلب سيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام، فلتكن خديجة وبقية أمهات المؤمنين قدوة لكن.

وكوني أيتها الأَمة كتلك المرأة ـ زينب بنت جرير إحدى نساء بني حنظلة من بني تميم ـ. فعن الهيثم بن عدى الطائي قال حدثنا مجالد عن الشعبي قال: قال لي شريح: يا شعبي! عليك بنساء بني تميم فإني رأيت لهن عقولاً، قال: وما رأيت من عقولهن. قال: أقبلت من جنازة ظهرا فمررت بدورهم فإذا أنا بعجوز على باب دار وإلى جنبها جارية كأحسن ما رأيت من الجواري فعدلت فاستسقيت وما بي عطش فقالت أى الشراب أحب إليك فقلت: ويحك يا جارية ما تيسر، قالت ويحك يا جارية ائتيه بلبن فإني أظن الرجل غريباً، قلت: من هذه الجارية؟ قالت: هذه زينب ابنة جرير إحدى نساء حنظلة، قلت: فارغة أم مشغولة؟ قالت: بل فارغة. قلت: زوجينيها. قالت: إن كنت لها كفئا ولم تقل له كفوا وهى لغة تميم فمضيت إلى المنزل فذهبت لأقيل فامتنعت مني القائلة فلما صليت الظهر أخذت بأيدي إخواني من القراء الأشراف علقمة والأسود والمسيب وموسى ابن عرفطة ومضيت أريد عمها فاستقبل فقال يا أبا أمية حاجتك قلت زينب بنت أخيك قال ما بها رغبة عنك فأنكحنيها فلما صارت في حبالى ندمت ندمت وقلت أى شيء صنعت بنساء بني تميم وذكرت غلظ قلوبهن فقلت أطلقها ثم قلت لا ولكن أضمها إلى فإن رأيت ما أحب وإلا كان كذلك فلو رأيتني يا شعبي وقد أقبل نساؤهم يهدينها حتى أدخلت على فقلت إن من السنة إذا دخلت المرأة على زوجها أن يقوم فيصلى ركعتين فيسأل الله من خيرها ويعوذ من شرها فصليت وسلمت فإذا هى من خلفي تصلي بصلاتي فلما قضيت صلاتي أتتني جواريها فأخذن ثيابي وألبسنني ملحفة قد صبغت في عكر العصفر فلما خلا البيت دنوت منها فمددت يدي إلى ناحيتها فقالت على رسلك أبا أمية كما أنت! ثم قالت: الحمد لله أحمده وأستعينه وأصلى على محمد وآله إني امرأة غريبة لا علم لي بأخلاقك فبين لي ما تحب فآتيه وما تكره فأزدجر عنه وقالت إنه قد كان لك في قومك منكح وفي قومي مثل ذلك ولكن إذا قضى الله أمرا كان وقد ملكت فاصنع ما أمرك الله له إمساك بمعروف أو بتسريح بإحسان أقول قولي هذا وأستغفر الله لي و لك. قال: فأحوجتني والله يا شعبي إلى الخطبة في ذلك الموضع، فقلت: الحمد لله أحمده وأستعينه وأصلى على النبي وآله وأسلم وبعد فإنك قد قلت كلاما إن تثبتي عليه يكن ذلك حظك وإن تدعيه يكن حجة عليك أحب كذا وأكره كذا ونحن جميع فلا تفرقي وما رأيت من حسنة فانشريها وما رأيت من سيئة فاستريها، وقالت شيئا لم أذكره كيف محبتك لزيارة الأهل؟ قلت: ما أحب أن يملني أصهاري. قالت: فمن تحب من جيرانك أن يدخل دارك آذن لهم ومن تكرهه أكرهه؟ قلت: بنو فلان قوم صالحون وبنو قوم سوء. قال: فبت يا شعبي بأنعم ليلة ومكثت معي حولا لا أرى إلا ما أحب فلما كان رأس الحول جئت من مجلس القضاء فإذا بعجوز تأمر وتنهى في الدار، فقلت: من هذه؟ قالوا: فلانة ختنك فسرى عني ما كنت أجد، فلما جلست أقبلت العجوز فقالت: السلام عليك أبا أمية قلت: وعليك السلام، من أنت؟ قالت: أنا فلانة ختنك. قلت: قربك الله. قالت: كيف رأيت زوجتك؟ قلت: خير زوجة. فقالت لي: أبا أمية! إن المرأة لا تكون أسوأ منها في حالتين إذا ولدت غلاما أو حظيت عند زوجها، فإن رابك ريب فعليك بالسوط، فوالله ما حاز الرجال في بيوتهم شرا من المرأة المدللة، قلت: أما والله لقد أدبت فأحسنت الأدب، ورضت فأحسنت الرياضة، قالت: تحب أن يزورك ختانك؟ قلت: متى شاءوا، قال: فكانت تأتيني في رأس كل حول توصيني تلك الوصية فمكثت معي عشرين سنة لم أعتب عليها في شيء إلا مرة واحدة وكنت لها ظالما، أخذ المؤذن في الإقامة بعد ما صليت ركعتي الفجر وكنت إمام الحي فإذا بعقرب تدب فأخذت الإناء فأكفأته عليها ثم قلت: يا زينب لا تتحركي حتى آتي فلو شهدتني يا شعبي وقد صليت ورجعت فإذا أنا بالعقرب قد ضربتها فدعوت بالسكت والملح فجعلت أمغث أصبعها وأقرأ عليها بالحمد والمعوذتين". أخرج القصة ابن عبد ربه الأندلسي في كتابه "طبائعالنساء"، وأوردها أبو الفتح الإبشيهي في كتابه "المستطرف ".
فخذي العبرة من هذه القصة لهذه المرأة الصالحة وأمها.

وخذي القدوة أيتها المسلمة من هذه القصة الآتية فهي تخاطب الأم الناصحة لابنتها، وهي تخاطب البنت العاقلة، كما تخاطب كل متزوجة.
فقد ضُرب مثل من أمثال العرب بسبب هذه القصة، وهو: "ما وراءك يا عاصم؟"
أورد أبو الفضل النيسابوري في كتابه "مجمع الأمثال" فقال: ما وراءك يا عصام؟

قال المفضل أول من قال ذلك الحارث بن عمرو ملك كندة وذلك أنه لم بلغه جمال ابنة عوف بن محلم الشيباني وكمالها وقوة عقلها دعا امرأة من كندة يقال لها عصام ذات عقل ولسان وأدب وبيان وقال لها اذهبي حتى تعلمي لي علم ابنة عوف فمضت حتى انتهت إلى أمها وهي أمامة بنة الحارث فأعلمتها ما قدمت له فأرسلت أمامة إلى ابنتها وقالت أي بنية هذه خالتك أتتك لتنظر إليك فلا تستري عنها شيئا إن أرادت النظر من وجه أو خلق وناطقيها إن استنطقتك فدخلت إليها فنظرت إلى مالم تر قط مثله فخرجت من عنها وهي تقول ترك الخداع من كشف القناع فأرسلتها مثلا ثم انطلقت إلى الحارث فلما رآها مقبلة قال لها ما رواءك يا عصام قالت صرح المخض عن الزبد رأيت جبهة كالمرآة المصقولة يزينها شعر حالك كأذناب الخيل إن أرسلته خلته السلاسل وإن مشطته قلت عناقيد جلاها الوابل وحاجبين كأنما خطا بقلم أو سودا بحمم تقوسا على مثل عين ظبية مبهرة بينهما أنف كحد السيف الصنيع حفت به وجنتان كالأرجوان في بياض كالجمان شق فيه فم كالخاتم لذيذ المبتسم فيه ثنايا غر ذات أشر تقلب فيه لسان ذو فصاحة وبيان بعقل وافر وجواب حاضر تلتقي فيه شفتان حمراوان تحلبان ريقا كالشهد إذا دلك في رقبة بيضاء كالفضة ركبت في صدر كصدر تمثال دمية وعضادان مدمجان يتصل بهما ذراعان ليس فيهما عظم يمس ولا عرق يجس ركبت فيهما كفان دقيق قصبهما لين عصبهما تعقد إن شئت منهما الأنامل نتأك في ذلك الصدر ثديان كالرمانتين يخرقان عليها ثيابها تحت ذلك بطن طوي طي القباطي المدمجة كسر عكنا كالقراطيس المدرجة تحيط بتلك العكن سرة كالمدهن المجلو خلف ذلك ظهر فيه كالجدول ينتهي إلى خصر لولا رحمة الله لانبتر لها كفل يقعدها إذا نهضت وينهضها إذا قعدت كأنه دعص الرمل لبده سقوط الطل يحمله فخذان لفا كأنما قلبا على نضد جمان تحتهما ساقان خدلتان كالبرديتين وشيتا بشعر أسود كأن حلق الزرد يحمل ذلك قدمان كحذو اللسان فتبارك الله مع صغرهما كيف تطيقان حمل ما فوقهما فأرسل الملك إلى أبيها فخطبها فزوجها إياه وبعث بصداقها فجهزت فلما أراد أن يحملوها إلى زوجها قالت لها أمها أي بنية إن الوصية لو تركت لفضل أدب تركت لذلك منك ولكنها تذكرة للغافل ومعونة للعاقل ولو أن امرأة استغنت عن الزوج لغنى أبويها وشدة حاجتهما إليها كنت أغنى الناس عنه ولكن النساء للرجال خلقن ولهن خلق الرجال أي بنية إنك فارقت الجو الذي منه خرجت وخلفت العش الذي فيه درجت إلى وكر لم تعرفيه وقرين لم تألفيه فأصبح بملكه عليك رقيبا ومليكا فكوني له أمة يكن لك عبدا وشيكا يا بنية احملي عني عشر خصال تكن لك ذخرا وذكرا الصحبة بالقناعة والمعاشرة بحسن السمع والطاعة والتعهد لموقع عينه والتفقد لموضع أنفه فلا تقع عينه منك على قبيح ولا يشم منك إلا طيب ريح والكحل أحسن الحسن والماء أطيب الطيب المفقود والتعهد لوقت طعامه والهدو عنه عند منامه فإن حرارة الجوع ملهبة وتنغيص النوم مبغضة والاحتفاظ ببيته وماله والإرعاء على نفسه وحشمه وعياله فإن الاحتفاظ بالمال حسن التقدير والإرعاء على العيال والحشم جميل حسن التدبير ولا تفشي له سرا ولا تعصي له أمرا فإنك إن أفشيت سره لم تأمني غدره وإن عصيت أمره أوغرت صدره ثم اتقي مع ذلك الفرح إن كان ترحا والاكتئاب عنده إن كان فرحا فإن الخصلة الأولى من التقصير والثانية من التكدير وكوني أشد ما تكونين له إعظاما يكن أشد ما يكون لك إكراما وأشد ما تكونين له موافقة يكن أطول ما تكونين له مرافقة واعلمي أنك لا تصلين إلى ما تحبين حتى تؤثري رضاه على رضاك وهواه على هواك فيما أحببت وكرهت والله يخير لك فحملت فسلمت إليه فعظم موقعها منه وولدت له الملوك السبعة الذين ملكوا بعده اليمن". انتهى.

كتبـه: جمال بن فريحان الحارثي -حفظه الله-

إلى الملتقى في العدد التالي بحول الله
والسلام عليكم ورحمة الله
 
آخر تعديل:
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top