أبنُ مَنْ أنتَ ؟؟

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

CHAMEKH

:: في ذمة الله ::
أحباب اللمة
إنضم
30 سبتمبر 2008
المشاركات
1,919
نقاط التفاعل
543
النقاط
51
أبنُ مَنْ أنتَ ؟؟




هل نحن الذين نترك الزمان أم الزمان هو الذي يمرّ علينا ويتركنا ؟!

هذا هو التساؤل الذي يتردد على ذهني دوما ً !! واطلقت العنان للتفكير به ..

وما الزمان إلا مجموعة الأيام والليالي التي تتعاقب علينا والتي تحتوينا كما يحتوي الظرف الرسالة !! وما علينا إلا أن نترك المرحلة السابقة إلى المرحلة اللاحقة ..
إن ما نحسه وما أثبته العلم هو إن الإنسان لم يتمكن حتى الآن من السيطرة على الزمان ... فلا يمكنه أن يحول دون طول الليل أو دون إنقضاء الشباب وتحوله الى الشيخوخة ..
أذاً فما عسانا نصنع ؟؟
هل نتشبث بالزمان الذي مضى أم نهرول مسرعين إلى زمان قادم .. هناك أنواع من الناس يمكن وصفهم بحسب تفاعلهم وتعاملهم مع هذا الواقع .. وهم :

1- الذين يعيشون في الوقت الحاضر .... الا إنهم لا يدركون مستلزمات وشروط الحياة المعاصرة .. ولم يعدّوا العدة التي تؤهلهم للانسجام مع واقع هذه الحياة .. فيتم تصنيفهم ضمن خانة الجيل القديم !! فهم قد تخلفوا عن قافلة المتقدمين !!

2- الذين يعيشون في العصر الحاضر .. ويدرون مستلزمات وشروط الحياة الثقافية والإقتصادية ويبذلون الجهد من أجل الإستفادة من الإمكانيات المتاحة لهم .. فهؤلاء هم الناحجون الذين يدركون قيمة وقتهم وزمانهم .. " فالعالم بزمانه لا تهجم عليه اللوابس " أي لا تختلط عليه الامور .

3- الذين يعيشون في هذا العصر .. ولكن يعدون من المتقدمين على زمانهم .. لعدم إستيعاب الوقت الحاضر لأفكارهم وآرائهم .. وهذه الفئة تحتوي القلائل من العباقرة .. ويسمون النوابغ عبر التاريخ البشري .

4- الذين يعيشون في هذا العصر ويدركون حقيقته .. والذين يحاولون ربط الماضي بالحاضر من خلال الاستفادة من تجارب الاخرين وضرورة اقتحام سدود الزمان واحياء العباقرة والعظماء من جديد .

والفئة الرابعة هي بالتأكيد أفضل الفئات وهي الفئة الممتازة والأكثر أعتدالا إذ إن الأشخاص فيها يعدّون ابناء زمانهم .. فهم يدركونه بشكل صحيح ويخططون لمستقبلهم ومستقبل الجيل الذين معهم .

فمن أفضل ما يمكن ان يصل اليه أي منا هو ان يكون " أبن زمانه " وهذا لا يعني إنه تأييد العوارض الواهية والناشئة عن التقليد الأعمى وانعدام الثقة بالنفس وأنما هو ناظر إلى الإستيعاب الصحيح لمقتضيات العصر الذي هو فيه والإستفادة من امكانيات العصر الإيجابية .. ويربي نفسه الخصال والسجايا الإنسانية التي تناسب العصر الذي يعيش به

الحكمة تقول " لا تقسروا أولادكم على آدابكم , فإنهم مخلوقون لزمان ٍ غير زمانكم "

وفي الحكمة تلك إلتباس .. قد يسيء فهم المعنى المراد منها ...

1- فهل هي تعني ... أدبوا أبنائكم وفقا ً لمقتضيات المستقبل .. وإن كانت القيم السائدة في المستقبل هي الكذب وعدم الوفاء والتقليد الأعمى والنفاق ونقض العهود والمعصية والابتعاد عن أوامر الله والإقتراب من نواهيه ؟!! حتى وإن عدت هذه الأمورمن مقومات الذكاء والرقي ؟؟!! ليمكنهم أن ينسجكوا مع ذلك الزمان ؟!!
وأظن إن الأمر مستحيل لإن هذا لاينسجم مع المباني العقائدية والاخلاقية ...

2 إن الآداب بشكل عام تطلق على مجموعة التقاليد التي تحتوي على جوانب تشريفية , وينبغي تعلمها والسعي من أجلها ... فمثلا إن كنت تتمنى أن يكون ولدك طبيبا ً .. هل ترشده إلى طبيب معاصر أم إلى طبيب قديم ؟!وهل لو كنت تريد أن تعلمه السياقة مثلا فهل تعلمه ركوب الخيل ؟!.. وها يجري على الاخلاق والآداب دون الابتعاد عن القيم والاسس الاخلاقية .

3- فالحكمة تدعو إلى ضرورة الإنتباه إلى المستقبل والإعداد له والإستفادة القصوى من امكانيات الحاضر لأجل المستقبل ..ليحضى الجيل القادم بحياة افضل ..ولا يقيدوا انفسهم بزمانهم فيتخلفوا عن ركب التقدم البشري من ناحية العلوم والصناعات .


على كل حال فان معرفة الزمان والرضا بالتقاليد التي فيه لكل مجتمع لا يعني بالضرورة التنكر للأصول والهوية الإنسانية والسقوط في هوة الضياع والاغلال بل يعني الوعي بمقتضيات الزمان وعدم الغفلة عن اكتساب القابليات العلمية والفنية في اطار التحلي بالمسؤولية والرفعة لإنفسنا ولمجتمعنا .

سبق لي في احد الايام وان قرات هذا الموضوع وكنت قد نقلته في مذكرة لي ( استسمح صاحب هذا الموضوع لاني نقلته الى مذكرتي دون ان اطلب منه ) وها انا اكرر ذلك وانقل هذا الموضوع الذي اعجبني كثيرا وان شاء الله يعجبكم لما تقراوه )
 
شكرا للموضوع
بارك الله فيك
 
موضوع رائع
شكرا لك و ربي يحفظك

 
سلام
مجهودات قيمة
و تميز دائم
بارك الله فيك اخي
الف شكر على الموضوع
تقبل مروري المتواضع
و تحياتي الندية
سلام
 
موضوعك عقلاني وواقعي
لقد نال اعجابي حقا مشكور على هدا الموضوع
امنيتي ان تتقبل مروري
دمت ودامت مواضيعك متالقة
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top