دمشق .. قاعدة الجهاد في الأرض

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

رياح النصر

:: عضو منتسِب ::
إنضم
28 جويلية 2011
المشاركات
96
نقاط التفاعل
0
النقاط
2
بسم الله الرحمن الرحيم

دمشق .. قاعدة الجهاد في الأرض






الحديث عن الشام ، حديث ذو شجون .. حديث عن تأريخ ، ورجال ، ومعارك ، ووقائع ، وعقل ، وسياسة ، وعلم ، وهمّة ، وبطولة ، ودهاء ، وعبقرية ، وحنكة ، واختراع ، وابتكار ، وإبداع ..

الشام وما أدراك ما الشام !!

خير أجناد الأرض ..

عن عبد الله بن حوالة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ستجنّدون أجناداً ، جُنْداً بالشام ، وجُنْداً بالعراق ، وجنداً باليَمَنِ" ، قال عبد الله : فقمت ، قلت : خِرْ لي يا رسول الله ! فقال "عليكم بالشام ، فمن أبى فليلحق بيمنه ، وليستق من غُدُرِه ، فإن الله - عز وجل - قد تكفَّل لي بالشام وأهله" (أحمد وأبو داود والحاكم وصححه ووافقه الذهبي ، وصححه الألباني في فضائل الشام وقال : حديث صحيح جداً) . فائدة : قال ربيعة: فسمعت أبا إدريس يحدث بهذا الحديث ، يقول : ومن تكفَّل الله به فلا ضيعة عليه. وفي رواية : "عليك بالشام فإنها خيرة الله من أرضه ، يجتبى إليها خيرته من عباده ، فأما إن أبيتم فعليكم بيمنكم ، واسقوا من غُدُركم ، فإن الله توكللي بالشام وأهله" (أحمد وأبو داود والحاكم وقال : صحيح الإسناد ، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحية) والغُدُر : جمع غدير ..

الشام .. أرض العلم والإيمان ..

عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم :
"إني رأيت عمودَ الكتاب انْتُزِعَ من تحت وسادتي ، فنظرتُ فإذا هو نورٌ ساطعٌ عُمِدَ به إلى الشام ، ألا إنّ الإيمان - إذا وقعت الفتن - بالشام". (أخرجه أبو نعيم في الحلية وابن عساكر والطبراني في الكبير والأوسط والحاكم وصححه ووافقه الذهبي ، وصححه الألباني في فضائل الشام) ، وعن عمر رضي الله عنه، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رأيت عموداً من نور ، خرج من تحت رأسي ساطعا حتى استقر بالشام" (البيهقي في دلائل النبوة ، وصححه الألباني في صحيح الجامع) ، وفي لفظ آخر عن عمرو بن العاص "إني رأيت كأنعمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي فأتبعته بصري فإذا هو نور ساطع عمد به إلى الشام ألا وإن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام" (أحمد والطبراني في الكبير والأوسط والحاكم وقال صحيح على شرطهما، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب)

أرض المحشر والمنشر ..

عن أبي ذر - رضي الله عنه – قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم : "الشام أرض المحشر والمنشر". (أحمد وابن عساكر والحاكم وصححه ووافقه الذهبي وصححه الألباني في فضائل الشام وفي صحيح الترغيب) ، وعن معاوية بنحيدة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "إنكم تحشرون رجالاً ورُكباناً وتجرون على وجوهكم هاهنا ، وأومأ بيده نحو الشام" (أحمد والترمذي والحاكم، وصححه الألباني في صحيح الجامع) ، وعن سالم بن عبد الله عن أبيه - رضي الله عنه – قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم : "ستخرج نار في آخر الزمان من حَضْرَمَوْت تحشرُ الناس ، قلنا : فماذا تأمرنا يا رسول الله ؟ قال : عليكم بالشام" (أحمد وابن حبان والترمذي وصححه ، وصححه الألباني في فضائل الشام) ، وعن بهز بن حيكم بن معاوية القشيري ، عن أبيه ، عن جده قال : "قلت: يا رسول الله ! أين تأمرني ؟ فقال : ها هنا ، وأومأ بيده نحو الشامِ ، قال : إنكم محشورون رجالًا وركبانًا ، ومُجْرَون على وجوهِكم" (أحمد والترمذي والحاكم وصححه ووافقه الذهبي ، وصححه الألباني في فضائل الشام) ، وعن ابن عمر رضي اللهعنهما أن مولاة له أتته فقالت : اشتد عليّ الزمان وإني أريد أن أخرج إلى العراق ، قال: فهلا إلى الشام أرض المنشر ..." (الترمذي وقال : حديث حسن صحيح غريب من حديث عبيد الله . وصححهالألباني)

خير المهجر ..

عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ستكون هجرة بعد هجرة فخيار أهل الأرض ألزمهم مهاجر إبراهيم ويبقى في الأرض شرار أهلها تلفظهم أرضوهم وتقذرهم نفس الله وتحشرهم النار مع القردة والخنازير" (أبوداود والحاكم وأحمد وقال أحمد شاكر : اسناده صحيح ، وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب : صحيح لغيره)

لا خير فينا إذا فسد أهل الشام ..

عن قرة بن إياس المزني مرفوعاً : "إذا فسدَ أهلُ الشامِ فلا خيرَ فيكم" (أحمد وابن ماجه وابن حبان والطيالسي الترمذي وقال : حديث حسن صحيح ، وصحح سنده الألباني في فضائل الشام وفي صحيح الترمذي).

أهل الحق ..

ومن حديث سعد بن أبي وقاص مرفوعًا : "لا يزال أهلُ الغربِ ظاهرين على الحقِّ حتى تقوم الساعةُ" (مسلم وغيره) .. قال الألباني : "وأهل الغرب هم أهل الشام ، كما قال الإمام أحمد ، وأيَّدَه شيخ الإسلام ابن تيمية في "فضل الشام وأهله" من وجهين :
الأول: ورود ذلك صراحةً في بعض الأحاديث.
الثاني: أن لغته -صلى الله عليه وسلم- وأهل مدينته في أهل الغرب ؛ أنهم أهل الشام (انظر فضائل الشام ودمشق للألباني)
ومن حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "لا تزال من أمتي عصابة قوامة على أمر الله عز وجل ، لا يضرها من خالفها ، تقاتل أعداءها ، كلما ذهب حرب نشب حرب قوم آخرين ، يزيغ الله قلوب قوم ليرزقهم منه ، حتى تأتيهم الساعة ، كأنها قطع الليل المظلم ، فيفزعون لذلك ، حتى يلبسوا له أبدان الدروع ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هم أهل الشام ، ونكت رسول الله صلى الله عليه وسلم بإصبعه يؤمئ بها إلى الشام حتى أوجعها" (صحيح : سلسلة الأحاديث الصحيحة)

الأرض المباركة ..

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، قال : صلَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر ، ثم أقبل على القوم ، فقال : "اللهم بارك لنا في مدينتنا ، وبارك لنا في مُدِّنَا وصاعِنَا ، اللهم بارك لنا في حَرَمِنَا ، وبارك لنا في شَامِنَا". فقال رجل: وفي العراق؟ فسكت ، ثم أعاد ، قال الرجل : وفي عراقنا ، فسكت ، ثم قال : "اللهم بارك لنا في مدينتا ، وبارك لنا في مُدِّنَا وصاعِنَا ، اللهم بارك لنا في شامِنَا ، اللهم اجعل مع البركة بركةً ..." (قال الألباني : حديث صحيح ... فضائل الشام ودمشق) ...
عن ابنعمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "اللهم بارك لنا في شامنا وبارك لنا في يمننا ، قالوا وفي نجدنا ، قال : اللهم بارك لنا في شامنا وبارك لنا في يمننا ، قالوا : وفي نجدنا ، قال : هناك الزلازل والفتن وبها - أو قال - منها يخرج قرن الشيطان" (الترمذي وقال : حديث حسن غريب ، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب ، ونجد هنا هي نجد العراق كما قرر الألباني وغيره)

صفوة البلاد وخيرة العباد ..

عن عبد الله بن حوالة أنه قال: يا رسول الله! اكتب لي بلدًا أكون فيه ، فلو أعلم أنك تبقى لم أختر على قربك. قال : "عليك بالشام "ثلاثًا". فلما رأي النبي -صلى الله عليه وسلم- كراهيته للشام فقال : "هل تدرون ما يقول الله عز وجل ؟ يقول: ... أنت صفوتي من بلادي ... وإليك المحشرُ ...". (قال الألباني : قلت : حديث صحيح ... ومن حديث ابن حوالة نفسه بلفظ : "... عليك بالشام ، فإنه خيرة الله من أرضه ، يجتبي إليها خيرته من عباده". رواه أبو داود وأحمد بسندٍ صحيح) .. وعن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "عليكم بالشام فإنها صفوة بلاد الله يسكنها خيرته من خلقه ..." (الطبراني ، وصححه الألباني في صحيح الجامع) وفي رواية : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لحذيفة بن اليمان ومعاذ بن جبل وهما يستشيرانه في المنزل فأومأ إلى الشام ثم سألاه فأومأ إلى الشام ، قال : عليكم بالشام فإنها صفوة بلاد الله يسكنها خيرته من خلقه ..." (قال الألباني في صحيح الترغييب والترهيب : صحيح لغيره)

عقر دار المؤمنين ..

عن سلمة بن نفيل الكندي قال : كنت جالساً عند رسولالله صلى الله عليه وسلم ، فقال رجل : يا رسول الله عن سلمة بن نفيل الكندي ، قال كنتُ جالساً عند رسول الله الله عليه وسلم فقال رجل : أذال الناس الخيل ، ووضعواالسلاح ، وقالوا : لا جهاد ! قد وضعت الحرب أوزارها ! فأقبل رسول الله صلى اللهعليه وسلم بوجهه ، وقال : كذبوا الآن الآن جاء القتال ، ولا يزال من أمتي أمة ،يقاتلون على الحق ، ويزيغ الله لهم قلوب أقوام ، ويرزقهم منهم ، حتى تقوم الساعة، وحتى يأتي وعد الله ، والخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة ، وهو يوحي إليّ أني مقبوض غير ملبث ، وأنتم تتبعوني أفنادا ، يضرب بعضكم رقاب بعض ، وعقر دارالمؤمنين الشام" (النسائي وصححه الالباني في الصحيحة) ..

قاصمة الدجاجلة ..

عن أبي هريرة رضي الله عنه أ، النبي صلى الله عليه وسلم قال "الإيمان يمان ، والكفر من قبل المشرق، وإن السكينة في أهل الغنم ، وإن الرياء والفخر في أهل الفدادين : أهل الوبر وأهل الخيل ، ويأتي المسيح من قبل المشرق ، وهمته المدينة ، حتى إذا جاء دبر أُحد تلقته الملائكة فضربت وجهه قبل الشام ، هنالك يهلك ، هنالك يهلك" (الترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع)

أرض الغنيمة والرزق ..

عن أبي أمامة الباهلي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إن الله استقبل بي الشام ، وولّى ظهري اليمن وقال لي : يا محمد إني جعلت لك ما تجاهك غنيمة ورزقا ، وما خلف ظهرك مددا ..." (الطبراني وصححه الأباني في صحيح الجامع) .

أما دمشق ، وما أدراك ما دمشق !!

قاعدة المسلمين الجهادية وخير منازلها ..

عن أبي الدرداء -رضي الله عنه : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "فُسطاطُ المسلمين يوم الملحمةِ بـ"الغوطة"، إلى جانب مدينةٍ يُقال لها : "دمشق"؛ من خيرِ مدائنِ الشامِ". وفي رواية ثانية قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم يقول: "يومُ الملحمةِ الكبرى ؛ فُسطاطُ المسلمين بأرضٍ يقالُ لها "الغوطة" ، فيها مدينةٌ يقالُ لها "دمشق" ؛ خير منازِل المسلمين يومئذٍ". (أبو داود وأحمد والحاكم وصحح إسناده ووافقه الذهبي وصححه الألباني في فضائل الشام) . الفُسطاط : المدينة التي فيها مجتمع الناس. والغوطة : اسم البساتين والمياه التي حول دمشق وهي غوطتها (النهاية) .
وعن عوف بن مالك - رضي الله عنه - قال : "أتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في بناءٍ له ، فسلَّمتُ عليه ، فقال : عوف !قلت : نعم يا رسول الله ، قال : ادخل . فقلت : كلِّي أم بعضي ، قال : بل كلّك ، قال : فقال لي : اعدد عوف ستًّا بين يدي الساعة : ... والسادسة : هدنةٌ تكون بينكم وبين بني الأصفر ، يسيرون إليكم على ثمانين راية ، تحت كل راية اثنا عشر ألفًا ، فسطاطُ المسلمين يومئذٍ في أرض يقال لها :"الغوطة"، فيها مدينة ، ويقال لها : "دمشق". (أحمد والحاكم وصححه ، وصححه الألباني في فضائل الشام ودمشق) .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق ، فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ ، فإذا تصافوا ، قالت الروم : خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم ، فيقول المسلمون : لا والله لا نخلي بينكم وبين إخواننا ، فيقاتلونهم ، فيهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدا ، ويقتل ثلث هم أفضل الشهداء عند الله ، ويفتح الثلث ، لا يفتنون أبدا ، فيفتحون القسطنطينية ، فبينما هم يقتسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون ، إذ صاح فيهم الشيطان : إن المسيح قد خلفكم في أهليكم ، فيخرجون وذلك باطل ، فإذا جاؤوا الشام خرج ، فبينما هم يعدون للقتال ، يسوون الصفوف ، إذ أقيمت الصلاة ، فينزل عيسى ابن مريم ، فأمهم ، فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء ، فلو تركه لانذاب حتى يهلك ، ولكن يقتله الله بيده ، فيريهم دمه في حربته" (مسلم) .

دمشق على موعد مع رسول الله عيسى بن مريم عليه السلام ..

عن النواس بن السمعان الكلابيّ قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم – يقول : "ينزلُ عيسى بنُ مريم - عليه السلام - عندَ المنارةِ البيضاء شرقيّ دمشق". (مسلم وأبو داود وابن ماجه والترمذي وصححه والحاكم وصحح إسناده وأحمد) ، وعن أوس بن أوس الثقفي - رضي الله عنه - أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : "ينزلُ عيسى بنُ مريم - عليه السلامُ - عندَ المنارةِ البيضاء شرقيِّ دمشقَ ، عليه ممصَّرتان ، كأنَّ رأسَه يقطُر منه الجُمان". (ابن عساكر وصصحه الألباني في فضائل الشام ودمشق) .. الممصَّرة من الثياب : التي فيها صُفرة خفيفة. والجمان : صغار اللؤلؤ ، وقيل: حب يتخذ من الفضة أمثال اللؤلؤ. (فضائل الشام ، نقلاً عن النهاية)

الله تعالى يؤيد الدين بأهل دمشق الكرام ..

وعن أبو هريرة - رضي الله عنه - أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
"إذا وقعت الملاحِمُ بَعث الله من دمشقَ بعثًا من الموالي ، أكرمَ العرب فرسًا ، وأجودهم سلاحًا، يؤيدُ الله بهم الدين". (ابن ماجه والفسوي وابن عساكر والحاكم ، وحسّنه الألباني)

طوبى للشام ..

عن زيد بن ثابت الأنصاري - رضي الله عنه - قال : سمعت رسول الله -صلى الله عليه سلم : "يا طوبَى للشام ، يا طوبَى للشام ، يا طوبَى للشام [في أكثر الروايات : طوبى لأهل الشام] ، قالوا : يا رسول الله ، وبِمَ ذلك ؟ قال: تلك ملائكة الله باسطو أجنحتها على الشام". (أحمد والحاكم وابن حبان والطبراني والترمذي ، وصححه الألباني في فضائل الشام) ، وفي رواية "طوبى للشام إن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليه" (ابن حبان والترمذي وصححه ، وصححه الألباني في صحيح الترغيب).

قد يسأل سائل : إذا كانت كل هذه الفضائل لدمشق والشام ، فأين كانت مدائن الشام طيلة العقود الماضية ، ولماذا نام أهلها ، وكيف تركوا الجهاد في سبيل الله ولم ينصروا قضاياهم ، فضلاً عن قضايا الأمة !!
الجواب على هذا ليس صعباً ولا مستحيلاً ولا مجهولا ، بل الجواب واضح بيّن ظاهر مذكور في كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ، قال تعالى في كتابه {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (آل عمران : 165) ، لقد غابت الشام عن واقع المسلمين لأنها – ولفترة تأريخية بسيطة – عدلت عن شعار الإسلام إلى شعارات جاهلية كفرية تمثّلت في القومية والوطنية ، فكان عقاب الله تعالى أن سلب ذلك الجيل الخيريّة وسلّط عليه شر البريّة من اليهود والماسون والنصيريّة ، ولا يرجع الفضل إلا بالرجوع إلى شعار الإسلام الخالد {ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (الأنفال : 53) ، فهذه الأحاديث التي ذكرت فضائل أهل الشام ليست للقوميين والبعثيين والوطنيين والإشتراكيين فضلاً عن الماسون والنصيرية والرافضة والدروز والنصارى ، بل هي لأهل الإيمان الخالص : من المجاهدين الناصرين الحق القائمين به الذابين عن حياض الدين من أولياء الله الصالحين الذين لا يبتغون العزّة من عند غير الله ولا يرضون برب سواه ولا يشركون به ما دونه من المخلوقات ..

لقد أصاب أهل الشام ما أصابهم يوم أن استبدلوا راية الجهاد بالمقاومة الوطنية ، وهويّة الإسلام بالقومية والحزبية ، وعقيدة الإسلام بالبعثية والإشتراكية ، عندها أوكلهم الله إلى ما اختاروا لأنفسهم ، وكان ما اختاروا وبالاً عليهم ، وما ظنوا فيه العزة أوردهم ذلّة ومهانة ، وهذا كله مصداق قول نبينا صلى الله عليه وسلم "إذا ضنّ الناس بالدينار والدرهم وتبايعوا بالعينة وتبعوا أذناب البقر وتركوا الجهاد في سبيل الله أدخل الله تعالى عليهم ذلا لا يرفعه عنهم حتى يراجعوا دينهم" (أحمد والطبراني وبلفظ عن أبي داود ، وصححه الألباني في صحيح الجامع 675) ، وعن ابي بكر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما ترك قوم الجهاد إلا عمهم الله بالعذاب" (رواه الطبراني في الأوسط ، وحسنه ابن النحاس الدمياطي في "مصارع العشاق " ( 1 / 107 ) ، وهو في السلسلة الصحيحة 2663) ، وقال صلى الله عليه وسلم "ما من أهل بيت يغدو عليهم فدان إلا ذلوا" (صحيح : صحيح الجامع 5698) ..

لقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسم بأننا نتبع سنن من كان قبلنا من اليهود والنصارى حذو القذة بالقذة ، واليهود أنجاهم الله تعالى من فرعون مصر فما لبثوا أن عبدوا العجل ثم تقاعسوا عن دخول الأرض الموعودة وأحجموا عن الجهاد خوفاً وجُبناً و{قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ} (المائدة : 22) ثم أعلنوا غياب إيمانهم وضعف يقينهم وابتعادهم عن منهج ربّهم في تقرير وقح أظهر قلّة عقولهم وسفاهة رأيهم {قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلاَ إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} (المائدة : 24) !! وليس هذا الكفر ببعيد عما قاله شاعر البعث العربي :


آمنت بالبعث رباً لا شريك له ... وبالعروبة ديناً ما له ثاني

فأوكل الله البعثيين لبعثهم كما أوكل اليهود لعجلهم ولجبنهم ولكفرهم .. وكم صرخ أهل الإيمان في الناس بأن : البعث كفر، وأن النصيرية كفر ، وأن الإشتراكية كفر ، وأن القومية كفر ، وأن الوطنية كفر ، وأن الديمقراطية كفر ، وأن الدين عند الله الإسلام وليس غير الإسلام {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (آل عمران : 85) تماماً كما أعلن صاحبي موسى في بني إسرائيل {قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} (المائدة : 23) ، فلما علم المخلصون بأن الرقعة اتسعت على الراقع وأن الله قد آذن بهلاك ذلك الجيل التائه فكرياً أعلن العقلاء كفرهم بكل شعار يخالف الإسلام ، ومفاصلتهم له ولمن يرفعه كما فعل موسى من قبل {قَالَ رَبِّ إِنِّي لاَ أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} (المائدة : 25) ، عندها كانت الحكمة الربانية أن يتيه هذا الجيل المسرف على نفسه {قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} (المائدة : 26) ، فتاه أهل الشام في أرضهم أربعة عقود بين القومية والبعثية والوطنية والإشتراكية ، تجلد ظهورهم سياط النصيرية كما لفحت وجوه بني إسرائيل رياح سيناء القاسية ..

شرذمة قليلة من أهل الكفر والضلال ركبوا ظهور أهل الشام في وقت غفلة وتيه .. إن تعداد سكان سوريا (عام 2010م) قرابة 22,5 مليون ، يكوّن أهل السنة أكثر من (80%) أي أكثر من (18) مليون .. والنصيرية نحو (8%) وأعتقد أنها نسبة مبالغ فيها ، والنصارى (4%) والباقي (8%) من الدروز والرافضة الإثنا عشرية واليهود وغيرهم.


فكيف تغلّبت هذه الشرذمة الحقيرة الذليلة على خير أجناد الأرض ؟! السبب بسيط : سُلبت الخيرية من أهل الشام لبُعدهم عن مصدره ، فكان ما كان ..

من هم النّصيرية !!

فرقة باطنية ظهرت في القرن الثالث على يد رجل يدعى : أبو شعيب محمد بن نصير البصري النميري (ت 270ه‍) ادّعى النبوّة ، وألّه الخليفة الراشد عليّ رضي الله عنه ، وزعم أنه البابُ إلى الإمام الحسن العسكري ، وأنه وارثُ علمه ، والحجة والمرجع للشيعة من بعده ، وأن صفة المرجعية والبابية بقيت معه بعد غيبة الإمام المهدي ، وغلا في حق الأئمة إذ نسبهم إلى مقام الألوهية ، وقالت النصيرية بأن ظهور علي (رضي الله عنه) الروحاني بالجسد الجسماني الفاني كظهور جبريل في صورة بعض الأشخاص ، وأن ظهوره في صورة الناسوت لم يكن إلا إيناساً لخلقه وعبيده ، ويحبون "عبد الرحمن بن ملجم" قاتل الإمام علي ويترضون عنه لزعمهم أنه خلّص اللاهوت (علي) من الناسوت (الجسد) ، ويخطِّئون من يلعنه ، ويعتقد بعضهم أن علياً يسكن السحاب بعد تخلصه من الجسد الذي كان يقيّده وإذا مر بهم السحاب قالوا : السلام عليك يا أبا الحسن ، ويقولون إن الرعد صوته والبرق سوطه ، ويعتقدون أن علياً خلق محمد صلى الله عليه وسلم وأن محمداً خلق سلمان الفارسي وأن سلمان الفارسي قد خلق الأيتام الخمسة الذين هم :
- المقداد بن الأسود : ويعدونه رب الناس وخالقهم والموكل بالرعود.
- أبو ذر الغفاري : الموكل بدوران الكواكب والنجوم.
- عبد الله بن رواحة : الموكل بالرياح وقبض أرواح البشر.
- عثمان بن مظعون : الموكل بالمعدة وحرارة الجسد وأمراض الإنسان.
- قنبر بن كادان : الموكل بنفخ الأرواح في الأجسام.


ولهؤلاء الفجرة ليلة يختلط فيهم الحابل بالنابل ، وهم يعظمون الخمرة ، ويحتسونها ، ويعظّمون شجرة العنب ويستفظعون قلعها أو قطعها لأنها هي أصل الخمرة التي يسمُّونها "النور" ، ويصلّون في اليوم خمس مرات لكنها صلاة تختلف في عدد الركعات ولا تشتمل على سجود [وأول من قال بعدم السجود في الصلاة هو مسيلمة الكذاب] وإن كان فيها نوع من ركوع أحيانا. ، ولا يصلّون الجمعة ولا يتمسكون بالطهارة : من وضوء ورفع جنابة قبل أداء الصلاة ، وليس لهم مساجد عامة ، بل يصلون في بيوتهم ، وصلاتهم تكون مصحوبة بتلاوة الخرافات ، ولهم قدَّاسات شبيهة بقداسات النصارى من مثل : قداس الطيب لك أخ حبيب ، وقداس البخور في روح ما يدور في محل الفرح والسرور ، وقداس الأذان وبالله المستعان !!
ولا يعترفون بالحج ، ويقولون بأن الحج إلى مكة إنما هو كفر وعبادة أصنام ، ولا يعترفون بالزكاة الشرعية ، وإنما يدفعون ضريبة إلى مشايخهم زاعمين بأن مقدارها خمس ما يملكون ، والصيام لديهم هو الامتناع عن معاشرة النساء طيلة شهر رمضان ، ويبغضون الصحابة بغضاً شديداً ، ويلعنون أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم أجمعين ، ويزعمون بأن للعقيدة باطناً وظاهراً وأنهم وحدهم العالمون ببواطن الأسرار ، ومن ذلك :
- الجنابة : فهي موالاة الأضداد والجهل بالعلم الباطني.
- الطهارة : وهي معاداة الأضداد ومعرفة العلم الباطني.
- الصيام : هو حفظ السر المتعلق بثلاثين رجلاً وثلاثين امرأة.
- الزكاة : ويرمز لها بشخصية سلمان.
- الجهاد : وهو صب اللعنات على الخصوم وفُشاة الأسرار.
- الولاية : وهي الإخلاص للأسرة النصيرية وكراهية خصومها.
- الشهادة : وهي أن تشير إلى صيغة (ع. م. س).
- القرآن : هو مدخل لتعليم الإخلاص لعلي ، وقد قام سلمان (تحت اسم جبريل) بتعليم القرآن لمحمد.
- الصلاة : عبارة عن خمس أسماء هي : علي وحسن وحسين ومحسن وفاطمة ، و"محسن" هذا هو "السر الخفي" إذ يزعمون بأنه سقْطٌ طرحته فاطمة ، وذِكر هذه الأسماء يُجزئ عن الغُسل والجنابة والوضوء.

ولهم أعياد كثيرة تدل على مجمل العقائد التي تشتمل عليها عقيدتهم ومن ذلك :
- عيد النَّيروز: في اليوم الرابع من نيسان ، وهو أول أيام سنة الفرس ، وهو عيد مجوسي.
- عيد الغدير ، وعيد الفراش ، وزيارة يوم عاشوراء في العاشر من المحرم ذكرى استشهاد الحسين في كربلاء.
- يوم المباهلة أو يوم الكساء : في التاسع من ربيع الأول ذكرى دعوة النبي صلى الله عليه وسلم لنصارى نجران للمباهلة.
- عيد الأضحى : ويكون لديهم في اليوم الثاني عشر من شهر ذي الحجة.
- يحتفلون بأعياد النصارى كعيد الغطاس ، وعيد العنصرة ، وعيد القديسة بربارة ، وعيد الميلاد ، وعيد الصليب الذي يتخذونه تاريخاً لبدء الزراعة وقطف الثمار وبداية المعاملات التجارية وعقود الإيجار والاستئجار.
- يحتفلون بيوم "دلام" وهو اليوم التاسع من ربيع الأول ويقصدون به مقتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فرحاً بمقتله وشماتة به.
فهل بعد هذا السّفه سفه ، وهل بعد هذا الحمق حمق ، وهل بعد هذا الكفر كفر !! لقد استمد النصيرية معتقداتهم من الوثنية القديمة ، وتأثروا بالأفلاطونية الحديثة وبالفلاسفة المجوس ، وأخذوا عن النصرانية ، وخاصة الغنوصية النصرانية التي تمسكوا بما لديها من التثليث والقداسات وإباحة الخمور ، ونقلوا فكرة التناسخ والحلول عن المعتقدات الهندوسية والبوذية ، وهم من غلاة الرافضة الباطنية .
والنصيرية الآن متواجدون في منطقة جبال النصيريين في اللاذقية ، وانتشروا مؤخراً في المدن السورية المجاورة لهم ، ويوجد عدد كبير منهم في غربي الأناضول ويُعرفون باسم "التختجية : الحطابون" فيما يطلق عليهم شرقي الأناضول اسم "القزل باشيه" ويعرفون في أجزاء أخرى من تركيا وألبانيا باسم "البكتاشية" ، ولهم تواجد بسيط في بلاد فارس وتركستان ويعرفون باسم "العلي إلهية" ، ومنهم من اتخذ من لبنان وفلسطين موطنا .

ومن لقب "العلي إلهية" أتى مسمى "العلوية" ، وهو لقب للنصيرية أضفته عليهم فرنسا بعد احتلالها للشام ، وأرادت به خداع المسلمين ، وتقريب النصيريين إليهم بإبرازم كفرقة "شيعية" ، وقد كان النّصيريّون من أخلص الناس للإحتلال الفرنسي ، ومن أكثرهم خدمة لهم حتى كافأتهم فرنسا بأن أعانتهم على الإستيلاء على السلطة في دمشق ، وسلّطتهم على المسلمين فيها ..


أما حكم النصيريّة ..

فقد سُئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (الفتاوى ج35) : عن ‏[‏الدرزية‏]‏ و ‏[‏النصيرية‏]‏‏:‏ ماحكمهم‏؟‏فأجاب‏:‏
هؤلاء ‏[‏الدرزية‏]‏ و ‏[‏النصيرية‏]‏ كفار باتفاق المسلمين ، لا يحل أكل ذبائحهم ، ولا نكاح نسائهم ، بل ولا يقرّون بالجزية ؛ فإنهم مرتدون عن دين الإسلام ،ليسوا مسلمين ؛ ولا يهود ، ولا نصاري ، لا يقرون بوجوب الصلوات الخمس ، ولا وجوب صومرمضان ، ولا وجوب الحج ، ولا تحريم ما حرم الله ورسوله من الميتة والخمر وغيرهما ‏.‏وإن أظهروا الشهادتين مع هذه العقائد فهم كفار باتفاق المسلمين‏" (انتهى) ..

وقال "هؤلاء القوم المسمون بالنّصيرية هم وسائرأصناف القرامطة الباطنية أكفر من اليهود النصاري ، بل وأكفر من كثير من المشركين، وضررهم علي أمة محمد صلى الله عليه وسلم أعظم من ضرر الكفار المحاربين مثل كفارالتتار والفرنج وغيرهم ؛ فإن هؤلاء يتظاهرون عند جهال المسلمين بالتشيع ، وموالاة أهلالبيت ، وهم في الحقيقة لا يؤمنون بالله ولا برسوله ولا بكتابه ، ولا بأمر ولا نهي ،ولا ثواب ولا عقاب ، ولا جنة ولا نار ، ولا بأحد من المرسلين قبل محمد صلى الله عليهوسلم ، ولا بملة من الملل السالفة ، بل يأخذون كلام الله ورسوله المعروف عند علماءالمسلمين يتأولونه علي أمور يفترونها ، يدّعون أنها علم الباطن..." (فتاوى ابن تيمية - ج : 35)

وقال رحمه الله (فتاوى ابن تيمية ج28) : "النصيرية من أعظم الناس كفرًا ... و‏[‏النصيرية‏]‏ لا يكتمون أمرهم ، بل هم معروفون عند جميع المسلمين ، لا يصلون الصلوات الخمس ، ولا يصومون شهر رمضان ، ولا يحجون البيت ، ولا يؤدون الزكاة ، ولا يقرون بوجوب ذلك ، ويستحلون الخمر وغيرها من المحرمات ، ويعتقدون أن الإله على بن أبى طالب ، ويقولون‏:‏


نشهد أن لا إله إلا ... حيدرة الأنزع البطين

ولا حجاب عليه إلا ... محمد الصادق الأمين
ولا طريق إليه إلا ... سلمان ذو القوة المتين"

قال الشيخ حمود بن عقلا الشعيبي رحمه الله " ومن الأمور المتأصلة في مذهب النصيرية شدة عدائهم للإسلام والمسلمين وبغضهم لهم ، ومن شدة عدائهم للإسلام أنهم يلقبون الفاروق أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه بإبليس الأبالسة ، ويليه في الإبليسية أبوبكر ثم عثمان .. ويحرمون زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم لأن في جواره أبى بكر وعمر رضي الله عنهما !! وهذه الطائفة كانت محصورة في مكان في بلاد الشام لايمكنون من الوظائف ولا من التعليم بناء على فتوى صادرة بذلك من شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ومازالوا كذلك إلى أن احتلت فرنسا بلاد الشام فأخرجتهم ولقبتهم بالعلويين ومكنتهم من المناصب الهامة بالدولة .. أما رأي علماء الإسلام فيهم فهو الحكم عليهم بالخروج من الملة لما يقوم عليه مذهبهم من الشرك والقول بتناسخ الأرواح وإنكار البعث والجنة والنار" (انتهى) .

فهذه هي النصيرية الكافرة المرتدة التي سلّطها الله - جل وعلا - على أهل الشام لمّا زاغوا عن الحق واتبعوا ناعق القومية وهاتف الوطنية وكفر البعثية وسفاهة الإشتراكية وتركوا المنهج القويم والصراط المستقيم .. ولن ترجع لهم عزّه ، ولن ينالوا الفضل الذي جاء على لسان نبيّهم إلا بالرجوع إلى دينهم ..

لقد أتى سامرّيوا الشام بأكثر من عجل ليعبده أهل الشام من دون الله ، وزعم كل صاحب عجل أن عجله هو الإله الحق ، فتبعهم من تبعهم من أهل الشام وعبدوا الإشتراكية والبعثية والقومية والوطنية وغيرها من العجول ، وقد آن الأوان لأهل الشام – وخاصة أهل سوريا – أن يقولوا لصاحب عجلهم {فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لاَ مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا} (طه : 97) وكذلك يكون التخلّص من الآله الزائفة ، فقد كان يكفي موسى عليه السلام أن يُذيب العجل الذهبي ليستفيد من الذهب المسال في رفع المعاناة عن بني إسرائيل ، ولكن في حرق ونسف العجل حكمة بالغة : فقد أراد موسى عليه السلام أن يقطع كل علاقة بين قومه وبين هذا المعبود من دون الله ، فكانت الحكمة أن يمحوا له كل أثر حتى لا يظهر لقومه جزء منه يذكّرهم ما كان منهم من شرك وكفر من دون الله وحتى لا تتعلّق قلوبهم بغير الله ، وحتى يعرف قومه قيمة الذهب الحقيقية أمام الإيمان بالله ، ولذلك قال لهم موسى عليه السلام بعد هذا الفعل العظيم {إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا} (طه : 98) ..

رحم الله إقبال إذا قال :

ندعو جهارا لا إله سوى الذي ... صنع الوجود وقدّر الأقدارا

ورؤسنا يا رب فوق أكفنا ... نرجوا ثوابك مغنماوجِوارا
كنا نرى الأصنام من ذهب ... فنهدمها ونهدم فوقها الكفارا
لو كان غير المسلمين لحازها ... كنزا وصاغ الحلي والدينارا

لقد كان العجل الذي عبده بنو إسرائيل مصنوع من الذهب الخالص ، ولكن ما يعبده الناس اليوم من رمزو تمثّل بريق ذلك العجل ذي الخوار ولا تقلّ فتنة عنه ، إن لم تزيد عليه : فالحاكم عجل معبود من دون الله ، والمال عجل ، والهوى عجل معبود ، والأفكار والنظريات والعقيدة المخالفة لمنهج الله عجل ، والخوف من غير الله عجل معبود ، فكل عجل من هؤلاء لا بد أن يُحرّق ويُنسف في يم التأريخ حتى تتحرر النفوس من كل ما يصرفها عن توحيد خالقها ..

إن أول عجل يجب التحرر منه هو عجل الخوف ، ثم عجل الهوى ، وكل عجل بعدهما مربوط بهما ، ونحن نرى بوادر التخلّص من عجل الخوف في شام الإيمان ، وسيلحقه عجل الهوى بإذن الله ، ثم ترجع الشام – كما كانت – أرض الإيمان تزيح من طريقها الأدران ، ويرجع جندها خير جند على مر زمان ، وسيلقي أهل الشام بالعجل النصيري في غياهب الجبّ بعد تحريقه ونسفه ..

إذا رجع أهل الشام إلى جادة الصواب ، وعلا دوي الرصاص في جنباتها ، وهتف الشباب في ساحاتها "الله أكبر" ، وتعالت أصوات المآذن تنادي "حي على الجهاد" : فإني أبشّر المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بريح صرصرٍ عاتية تُهلك الكفر وتخلع الظلم وتجتثّه من أصله .. إذا قام أهل الشام وهتفوا بهتاف الإسلام فويل للكفر وأهله من جند الشام ، ثم ويل للكفر وأهله من جند الشام ..

والله أعلم .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم ..

كتبه
حسين بن محمود
20 ربيع الثاني 1432هـ
 
.

.


موضوع رائع وبحث مميز عن الشام ... الأوضاع حقيقة تحتاج التأمل والتدبر ... اللهم اهلك الأسد وأعوانه الروافض يارب العالمين
 
إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم


نعم لقد أفسد الخبيث العلوي الصهيوني الشام وأهل الشام ولم أرى في حياتي فسادا كالفساد فيها ولكن عسى الله أن يهدي أهله إليه ويصلح أحوالهم
ونرى على مر التاريخ لم يكن المسلمون أعزة إلا والشام وأهله أعزة
الشام مختطف كباقي أرض الإسلام ولكن الخير فيه باق بإذن الله تعالى ففيه الأبدال
حفظ الله المسلمين في الشام وقيض لهم من لدنه سلطانا نصيرا​

__
بورك فيك​
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top