بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
حيَّاكم الله // عساكم بخير جميعًا
بينما كنتُ أتصفح وجدتُ مقالاً للشيخ عبد الحميد بن باديس -رحمه الله- بعنوان: الإسلام الوراثي والإسلام الذاتي، فلما بدأتُ أقرأ وجدتُ تطابقًا كبيرًا بين ما تكلمَّ عليه الشيخ -رحمه الله- وبين حالنا اليوم كمسلمين.
يقول الشيخ -رحمه الله- في بداية المقال: (يولد المرء من أبوين مسلمين فيعد مسلما، فيشب ويكتهل ويشيخ وهو يعد من المسلمين. تجري على لسانه وقلبه كلمات الإسلام. وتباشر أعضاؤه عبادات وأعمالا إسلامية، فراق روحه أهون عليه من فراق الإسلام، لو نسبته لغير الإسلام لثار عليك أو بطش بك ولكنه لم يتعلم يوما شيئا من الإسلام ولا عرف شيئا من أصوله في العقائد والأخلاق والآداب والأعمال، ولم يطبق شيئا من معاني القرآن العظيم ولا أحاديث النبي الكريم، صلى الله عليه وسلم. فهذا مسلم إسلاما وراثيا لأنه أخذ الإسلام كما وجده من أهله، ولابد أن يكون – بحكم الوراثة – قد أخذه بكل ما فيه مما أدخل عليه وليس منه من عقائد باطلة أو أعمال ضارة وعادات قبيحة. فذلك كله عنده هو الإسلام، ومن لم يوافقه على ذلك كله فليس عنده من المسلمين ).
فبإسقاط هذه المقدَّمة على وضعنا وحالنا وعلاقتنا بديننا وربنا نجد أنها تنطبق عليه تمامًا.
فنحنُ وُلِدنا مسلمين ونشأنا فوجدنا أنفسنا مسلمين بحكم أننا من أبوين مسلمين، حتى عباداتنا توارثناها وأفقدناها روحانيتها، فالمتطلع لحالنا مع الصلاة مثلاً يجد أننا بدأنا نُصلي لأننا رأينا أهلنا يُصلُّون، وصلينا بنفس الطريقة التي وجدناهم يصلون بها، سواء كانت صحيحة أو خاطئة. بل ولم نُكلِّف أنفسنا عناء البحث عن الصلاة الصحيحة الثابتة عن النبِّي -صلى الله عليه وسلم-. وقس على ذلك جميع العبادات والطاعات، وقد مثَّلتُ بالصلاة لأنها العبادة التي تُلازمنا طوال اليوم.
حتى حبَّنا للنبِّي -صلى الله عليه وسلم-، فهو حبُّ متوارث، منذ أن وعينا على الدُنيا ونحن نسمع أنه يجب علينا أن نُحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأحببناه ظاهريًا ولكننا لم نتبع سُنَّته ولم نسعى لدراسة سيرته ولا تعلم أخلاقه.
وما انتشار البِدع والخُرافات الذي نشهده إلاَّ لأننا توارثنا هذا الدِّين دون البحث عن جوهره والتفكر فيه. فالنَّاس الآن -ولقلَّة علمها ووعيها الديني- تقبل كل شيء يأتيها تحت عباءة الدِّين.
أي خرافة تصلهم وتكون مغلَّفة بغلاف الدِّين فإنهم لا يردونها ويتعبرونها ديننًا يدينون الله به. وهذا لقلَّة التبدبر في آيات الله وفي الآثار النبوية.
ولهذا ختم الشيخ -رحمه الله- مقاله بالقول: [إذا ! فنحن – المسلمون – مطالبون دينيا بأن نكون مسلمين ، إسلاما ذاتيا. فبماذا نتوصل إلى هذا الواجب المفروض ؟ : لذلك سبيل واحد، هو التعليم. فلا يكون المسلم مسلما حتى يتعلم الإسلام، فالمسلمون – أفرادا وجماعات – مسؤولون عن تعلم وتعليم الإسلام، للبنين والبنات، للرجال والنساء، كل بما استطاع والقليل من ذلك خيره كثير، (ولقد يسرنا القرآن للذكر ، فهل من مدّكر)] أهـ.
فالحل هو العودة للعلم الشرعي والتفكر والتدبر ..
بعد كل ما عرضته الآن، أما آن لنا أن نسأل أنفسنا: هل نحن مسلمين بالوارثة؟؟؟
في انتظار مداخلاتكم القيِّمة وآراءكم النيِّرة
وجزاكم الله خيرًا
السلام عليكم ورحمة الله
حيَّاكم الله // عساكم بخير جميعًا
بينما كنتُ أتصفح وجدتُ مقالاً للشيخ عبد الحميد بن باديس -رحمه الله- بعنوان: الإسلام الوراثي والإسلام الذاتي، فلما بدأتُ أقرأ وجدتُ تطابقًا كبيرًا بين ما تكلمَّ عليه الشيخ -رحمه الله- وبين حالنا اليوم كمسلمين.
يقول الشيخ -رحمه الله- في بداية المقال: (يولد المرء من أبوين مسلمين فيعد مسلما، فيشب ويكتهل ويشيخ وهو يعد من المسلمين. تجري على لسانه وقلبه كلمات الإسلام. وتباشر أعضاؤه عبادات وأعمالا إسلامية، فراق روحه أهون عليه من فراق الإسلام، لو نسبته لغير الإسلام لثار عليك أو بطش بك ولكنه لم يتعلم يوما شيئا من الإسلام ولا عرف شيئا من أصوله في العقائد والأخلاق والآداب والأعمال، ولم يطبق شيئا من معاني القرآن العظيم ولا أحاديث النبي الكريم، صلى الله عليه وسلم. فهذا مسلم إسلاما وراثيا لأنه أخذ الإسلام كما وجده من أهله، ولابد أن يكون – بحكم الوراثة – قد أخذه بكل ما فيه مما أدخل عليه وليس منه من عقائد باطلة أو أعمال ضارة وعادات قبيحة. فذلك كله عنده هو الإسلام، ومن لم يوافقه على ذلك كله فليس عنده من المسلمين ).
فبإسقاط هذه المقدَّمة على وضعنا وحالنا وعلاقتنا بديننا وربنا نجد أنها تنطبق عليه تمامًا.
فنحنُ وُلِدنا مسلمين ونشأنا فوجدنا أنفسنا مسلمين بحكم أننا من أبوين مسلمين، حتى عباداتنا توارثناها وأفقدناها روحانيتها، فالمتطلع لحالنا مع الصلاة مثلاً يجد أننا بدأنا نُصلي لأننا رأينا أهلنا يُصلُّون، وصلينا بنفس الطريقة التي وجدناهم يصلون بها، سواء كانت صحيحة أو خاطئة. بل ولم نُكلِّف أنفسنا عناء البحث عن الصلاة الصحيحة الثابتة عن النبِّي -صلى الله عليه وسلم-. وقس على ذلك جميع العبادات والطاعات، وقد مثَّلتُ بالصلاة لأنها العبادة التي تُلازمنا طوال اليوم.
حتى حبَّنا للنبِّي -صلى الله عليه وسلم-، فهو حبُّ متوارث، منذ أن وعينا على الدُنيا ونحن نسمع أنه يجب علينا أن نُحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأحببناه ظاهريًا ولكننا لم نتبع سُنَّته ولم نسعى لدراسة سيرته ولا تعلم أخلاقه.
وما انتشار البِدع والخُرافات الذي نشهده إلاَّ لأننا توارثنا هذا الدِّين دون البحث عن جوهره والتفكر فيه. فالنَّاس الآن -ولقلَّة علمها ووعيها الديني- تقبل كل شيء يأتيها تحت عباءة الدِّين.
أي خرافة تصلهم وتكون مغلَّفة بغلاف الدِّين فإنهم لا يردونها ويتعبرونها ديننًا يدينون الله به. وهذا لقلَّة التبدبر في آيات الله وفي الآثار النبوية.
ولهذا ختم الشيخ -رحمه الله- مقاله بالقول: [إذا ! فنحن – المسلمون – مطالبون دينيا بأن نكون مسلمين ، إسلاما ذاتيا. فبماذا نتوصل إلى هذا الواجب المفروض ؟ : لذلك سبيل واحد، هو التعليم. فلا يكون المسلم مسلما حتى يتعلم الإسلام، فالمسلمون – أفرادا وجماعات – مسؤولون عن تعلم وتعليم الإسلام، للبنين والبنات، للرجال والنساء، كل بما استطاع والقليل من ذلك خيره كثير، (ولقد يسرنا القرآن للذكر ، فهل من مدّكر)] أهـ.
فالحل هو العودة للعلم الشرعي والتفكر والتدبر ..
بعد كل ما عرضته الآن، أما آن لنا أن نسأل أنفسنا: هل نحن مسلمين بالوارثة؟؟؟
في انتظار مداخلاتكم القيِّمة وآراءكم النيِّرة
وجزاكم الله خيرًا