صُنع الإنسان

ام@الاء

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
23 أوت 2013
المشاركات
12,832
نقاط التفاعل
18,407
النقاط
351

PIC-399-1360877047.gif


صُنع الإنسان

هذه العبارة مقصودة وتعني أن يخلق الانسان خلقا آخر يتلآئم ويتناغم مع الرسالة التي نزل من أجلها، والمهمة التي خلق لها، قال الله تعالى" وَلتُصنَعَ عَلَى عَيْنِى~"
فأقرا القرآن صنع الإنسان والمقصود به أن نكون مع الإنسان منذ نعومة أظافره تربية وتعليما حتى ينشأ النشأة الإسلامية السوية فيكون إنسانا سويا من الناحية العلمية والثقافية والإنسانية والاجتماعية والإسلامية، ولقد اعتنى الإسلام أيما عناية بالإنسان قبل أن يوجد وعند ولادته وفي كل مراحل عمره طفلا وصبيا وغلاما وشابا وشيخا وكهلا ذكرا أو أنثى وإذا رمينا بالطرف لنستجلي هذه الحقيقة وجدناها ماثلة بين ناظرينا فقد اهتم الإسلام بالإنسان قبل أن يوجد ومهد الحياة تمهيدا.
"الرّحْمَنُ عَلمَ الْقُرءَانَ خَلَقَ الإِنسَنَ" فوضع المنهج والرؤية والتخطيط المستقبلي للإنسان موضوع قبل خلقه كما قال تعالى " إنّ أَوّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَاسِ للَذِى بِمكّة مُبَارَكًا" "
فالبيت موضوع لابد أولا من وضع هدف كبير محدد ورسم السُبل التي توصل إليه من أقرب طريق حتى يخطو الإنسان عن وعي وبصيرة.
وكذلك اعتنى الإسلام بصنع الإنسان عند اختيار أمه فنبه الأب إلى حسن اختيار زوجته ( أم الولد) حيث قال " فاظفر بذات الدين تربت يداك" لأن الزوجة ( الأم) إذا كانت واعية برسالتها مدركة لمهمتها، مثقفة وعالمة بدورها خرج الأبناء وقد نُشّئُو تنشئة واعية حصيفة ناضجة حيث ترضعهم الرجولة والوطنية وحب العطاء والإيثار بُعد الرؤية وصدق التوجه وحسن الصلة وكريم العطاء.
فالأم مدرسة إذا اعددتها
اعددت شعبًا طيب الأعراق

وكذلك في أثناء سعي الأب طلب إليه أن يتقي الله في عمله فلايأكل حراما ولايرتكب مايخل بعقله كالمسكرات ونحوها ولايتعامل بربا يدخل عليه مالا حراما وعلّمه إن كل مسكر حرام وأن التعامل بالربا لايجوز حرصا منه على كرامة الإنسان الذي يبتغي له الكمال.
" وَلَقَدْ كَرّمْنَا بَنِى ءَادَمَ" فيعطيه هذا الخلق النبيل بأنه إنسان مكرم فيبتعد بهذا التنبيه عما يتدني بكرامته ويقول " ياأيها الإنسان ماغرك بربك الكريم"
فيناديه بإنسانيته ويعلو من قدر آدميته " لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم " فأبدع خلقته وأكرم هيئته ثم سخرله كل شيء في الكون والمستقري لآيات التسخير يعجب لهذا المخلوق حيث سخرت كل له السموات والأرض والشمس وغيرها حتى ماتحت الثرى مسخر له ليضطلع بمهمته ويقوم بدوره خيركمال ويتحمل تبعات التكليف
" ولربك فاصبر".
وأنزل الملائكة على الأنبياء الذين صنعهم على عينه ليكونوا قادة الدنيا إليه سبحانه وسماهم (أولي العزم) وغرس فيهم الكمال الإنساني حتى قال في حق رسوله " وإنك لعلى خلق عظيم" وقال في سيدنا إبراهيم عليه السلام " واتخذ الله إبراهيم خليلا"
"إبراهيم الذي وفى" " إن إبراهيم كان أُمة "
أي أنه صنع صنعا آخر وأنه يزن مجتمعات بأكملها وهذا من تربية الله له ومن صنعه إياه وجعله أقدر على القيام بالمهمة بين الناس ليكون قدوة وأسوة.
إن من صنع الإنسان أن يكون صاحب ضمير حي وأن يكون صادق الرقابة بينه وبين الله وأن يكون على علم بمطلوب السماء وبسيرة الأنبياء وأن يتمتع بالنقاء والصفاء بمعنى أن يكون داخله وخارجه ومخبره كمظهره لايعرف اغتيابا ولايتدنى بارتكاب فسق أو قطيعة رحم أوسباب أو إضاعة وقت.
وإنما الإنسان الكبير المصنوع على عين الله هو ذلك الشخص الذي تحب صحبته وتتمنى رؤيته وتسعد بلقائه لأنه إنسان لايبخل بل يعطي ويتكرم ولا يحمل شيئا في قلبه بل يحمل وداد بين جوانحه ويعرف انفتاح الصدر لاانغلاقه ولديه نظرات أوسع ورؤي أشمل وبُعد نظر أكمل ، إذا سألته سارع بالجواب وإذا طلبت رأيه أوسعك رأيا وإذا طلبت منه اقتراحا أعطاك اقتراحات واقتراحات لأنه رُبي على العطاء دون ارتقاب لثناء أو انتظار لعطاء بل هو ينتظر رب العطاء ويرتقب عطاء السماء لأنه نعم العطاء وثناؤه هو الثناء ولذلك فإن الله تعالى أثنى على هؤلاء الذين صنعوا صنعا حقيقا وتصادقوا وتآخوا مؤاخاة صادقة حتى قال الله فيهم " الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين" فقد استثنى الذين أحسن تربيتهم واعتنى بصنعهم واهتم بهم أهلهم وذويهم.
ويمكن الإنسان إذا سلك الخطوات الآتية فإنه يصنع صنعا آخر ويكون دارجا في مراقي الكمال منها:
1. أن يجلس إلى مربي فاضل وهو من غمار القوم ولكنه شديد الاتصال بالله على علم بربه ، يلازمه كظله ويتابعه ويرتبط معه ارتباط الإنسان بقلبه يتخذه شيخا يقلده في أخلاقياته الطاهرة وسلوكياته النظيفة ويطالبه بأن يقّوم سلوكه إذا رأه معوجا وأن يستحثه إذا كسل وإن يعاتبه إذ تباطأ وأن يكلفه بعمل بعض الطاعات الزائدة عمايفعله الناس.
2. أن يطالع سير الكبار وأن يقرأ تراجم المؤثرين في حياة الناس وأن يجتهد في تقليد هؤلاء ويتعرف على أخبارهم وسيرهم وأخلاقهم ومعاملاتهم وسفرهم وإقامتهم وكيف كانوا يتعاملون مع طبائع البشر المختلفة ويتشبه بهم.
قال القائل:
فتشبهوا بهم إن لم تكونوا مثلهم
إن التشبه بالرجال فلاح.
3.عليه أن يتصفح تجارب الفاشلين ويتعرف على أسباب هذا الفشل على أن يستفيد منه فلايقع فيما وقعوا فيه ولاينجرف إلى المأوى الذي سقطوا فيه.

تعرفت الشر لا الشر
وإنما مخافة أن أقع فيه.
4.أن يقرأ ماكتبه العلماء والمفكرين عن قيام المجتمعات وانهيارها وأسباب ذلك ويتأملها ويفقها ويعكسها على نفسه حتى تستفيد من التاريخ الطويل في صنع الإنسان.
5. أن يقرأ في كتب الثقافة التي تحمل المضامن الآتية:
الإنسان الفعّال ، صنع الرجال ، المعلم الفاضل ، الأمم الكبيرة ، نهضة الأمم ، كيف أكون رجلا قويا ، وسائل الترابط بين الناس ، سلامة الصدر، بُعد الرؤي والكمال الإنساني وغير ذلك.
فإذا الإنسان قام بهذه الخطوات واعتنى بنفسه وحصلها أمكنه أن يكون إنسانا مصنوعا صنعا آخر يحق أن يتصف بقول الله تعالى "" وَلتُصنَعَ عَلَى عَيْنِى~"


أيها الأحبة :
فكيف أنتم مع أنفسكم ؟ هل تحبون أن تعيدوا صنعها وفق المنظور الإسلامي الصحيح والمعايير الدقيقة؟!

نسأل الله أن يرزقنا كمال الخُلق وكمال الخلق وأن يجعلنا من الذين صنعهم على عينهم وأكرمهم بحسن التربية وصدق المراقبة وسلامة الاتصال ودقة البصر بالطريق.
بارك الله فيكم وأنارطريقكم.
 
رد: صُنع الإنسان

صَدَقْتِ فِيْ مَآَ طَرَحْتِيْ

بِحُكْمِ آَلْفِطْرَةِ نَنَشَئُ عَلَىْ تَرْبِيَةُ آَسَلآَمِيَةَ وِفْقَ مَنْهَجْ آَلْقُرْآَنْ آَلْكَرِيْم
لَكِنْ بَعْدَ مُرُوْرِ آَلْسِنيِنْ نَجِدْ آَنْفُسَنَآَ قَدْ تَغَيَرَتْ
لِذَلِكَ يَجِبُ عَلَيْنَآَ مُرَآَجَعَةُ آَلْنَفْسِ وَ آَلْرُجُوْعِ آِلى طَرِيْقِ
آَلْقُرْآَنْ وَ آَلْشَرِيْعَةُ آَلِْآسْلآَمِيَةُ

..............

مَوْضُوْعَ رَآَئِعْ كَآَلْعَآَدَةُ
دُمْتِ { نَجْمَةُ آَلْلَمَة } آَلْتِيْ لآَ تَآْفَلْ
بُوْرِكْتِ


 
رد: صُنع الإنسان

صَدَقْتِ فِيْ مَآَ طَرَحْتِيْ

بِحُكْمِ آَلْفِطْرَةِ نَنَشَئُ عَلَىْ تَرْبِيَةُ آَسَلآَمِيَةَ وِفْقَ مَنْهَجْ آَلْقُرْآَنْ آَلْكَرِيْم
لَكِنْ بَعْدَ مُرُوْرِ آَلْسِنيِنْ نَجِدْ آَنْفُسَنَآَ قَدْ تَغَيَرَتْ
لِذَلِكَ يَجِبُ عَلَيْنَآَ مُرَآَجَعَةُ آَلْنَفْسِ وَ آَلْرُجُوْعِ آِلى طَرِيْقِ
آَلْقُرْآَنْ وَ آَلْشَرِيْعَةُ آَلِْآسْلآَمِيَةُ

..............

مَوْضُوْعَ رَآَئِعْ كَآَلْعَآَدَةُ
دُمْتِ { نَجْمَةُ آَلْلَمَة } آَلْتِيْ لآَ تَآْفَلْ
بُوْرِكْتِ



بارك الله فيك ومتعك بالصحة والعافيه
أسعدني تشريفك لموضوعي وأنار به البهجة والسرور
فجزآك الله خير الجزاء

 
رد: صُنع الإنسان

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

بكل بساطة راااااائع

هذه بنت بسكرة و بنت عقبة بن نافع لما تبدع و تنثر كلمات من الذهب و الياقوت و المرمر في أرجاء هذا المنتدى

كم نحتاج لمثل هذه المواضيع و الله ملينا من المواضيع التافهة بحجة تنشيط القسم

فرح جعل الله أيامك كلها فرح
 
رد: صُنع الإنسان

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

بكل بساطة راااااائع
والله مرورك الاروع اخي

هذه بنت بسكرة و بنت عقبة بن نافع لما تبدع و تنثر كلمات من الذهب و الياقوت و المرمر في أرجاء هذا المنتدى
ربي يحفظك
كم نحتاج لمثل هذه المواضيع و الله ملينا من المواضيع التافهة بحجة تنشيط القسم

فرح جعل الله أيامك كلها فرح
ولك بالمثل اخي باارك الله فيك
بارك الله فيك ومتعك بالصحة والعافيه
أسعدني تشريفك لموضوعي وأنار به البهجة والسرور
فجزآك الله خير الجزاء
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top