قصة شبه حقيقية عن واقعنا المرير

yani thiziri

:: عضو مُشارك ::
إنضم
13 مارس 2014
المشاركات
329
نقاط التفاعل
833
النقاط
31
في هذا الجو العاصف و القاسي
.
.
ليس في وسعي الا أن أرتدي معطفي الأسود ذلك ..و قبعتي السوداء ايطالية الصنع ..و حذائي رمادي اللون ذلك ..الذي و ان لم يجعلني أنيقا ..فانه سيقيني بردا قاسيا لا يرحم أبدا
.
.
و أخرج من غرفتي المظلة ..حاملا مطريتي السوداء ..باتجاه مجهول بحثا عن شخص سيقودني حنين قلبي الى مكانه دون شك ..
.
.
و مع اقتراب ضلام الليل و حلكته التي تترك في نفسي مشاعر حزن و بؤس .. ..تبدأ الشوارع تبدو خالية و خاوية على عروشها ..لا أحد يتحدى هذا الجو الا أنا ..الا أنا و لباسي هذا اللذي يأبى أن يستسلم لتلك الأمطار الغاضبة ..و قبعتي الايطالية التي تكاد تطير من رياح الشتاء هاته
.
.أمشي وحيدا حاملا سيجارتي ..فتارة تنطفأ فأشعلها بصعوبة .. و تارة تسقط رغما عني فأحملها و هي مبللة ..فأرميها و أشعل غيرها و هكذا انشغل بالي بسيجارتي فقط
.
.
واصلت المشي .و واصلت الحرب.. و قد خسرت احد جنودي ..مطريتي حملتها مني رياي و عواصف تريد ان تعيدني الى غرفتي قاطعة طريقي نحو شخص مجهول يقودني حنين قلبي اليه
.
و أنا أمشي.. مطأطأ الرأس ..و أقطع الشوارع شارعا تلو الاخر ..غير ابه الى اين سأصل ..و غير مهتما ان خرجت عن أسوار هاته الميدنة العاصف ..
.
و فجاة توقفت ..رفعت رأسي فوجدت نفسي في حي قصديري لم أزره لمدة 5 سنوات ..
.
توغلت بين ثنايا هذا الحي ..الذي ملا قلبي حزنا و ألما و أسفا لأجل سكان هذا الحي و الحياة المريرة التي يعيشونها مع كل عاصفة ..و دعوت الله ان يملأ قلوبهم دفئا ينسيهم برد أجسامهم
.
و أنا متوغلا في أعماق هذا الحي...حتى استوقفني أنين و صراخ هادئ يندلع من احد المنازل المهشمة ..
.
توقفت ..و كأنني وصلت الى ذلك الشخص الذي لاجله خرجت دون ارادتي وسط الشتاء الاسود هذا
.
توقفت ..و بقيت أستمع للانين و الصراخ و البكاء ..لم أعرف ماذا أفعل ..هل أدخل دون اذن ..ربما أهل المنزل لن يحبون فعلي هذا ..هل أستفسر عن صراخ لا يعنيني
.
وفت بجانب الحائط المبلل رافعا رأسي راجيا من الامطار ان تتوقف ليتوقف بكاء الشخص الذي يقف خلف الحائط
.
و بعد أن تحملت كثيرا ..دخلت دون اذن..فودت منزلا خاويا بين جدرانه ترتمي صبية بيضاء وجهها ذابلة عيونها كما تذبل الورود في الشتاء
.
هل احتضنها لأقيها من البرد أم ماذا أفعل ..سألتها ..يا انسة ..لست بمجرم أو انسان سيزيد ف صراخك ..أن شاء الله ان فاعل خير استوقفني بكاءك
.
ما بك ..لماذا انت هكذا ..فتكلمت الصبية ..لقد ذهب أهلي الى حيث يوجد أخي الذي توفي الان ..اخي جند في جبل من جبال الجزائر
.
و بقيت وحيدة أنتظر جثة أخي ..و أنتظر من يساعدني و يحمل حقيبتي هاته و يسترها من الامطار ..حقيبتي تحمل مستلزمات دراستي ..فأنا مقبلة على شهادة البكالوريا
.
و قد بدأت كتبي تتبلل و معها سيضيع مستقبلي
.
حملت الفتاة ..ألبستها معطفي فشعرت بقليل من الدفئ..و حذائي و ان كان أكبر منها ..فانه سيقيها كما وقاني ..و قبعتي التي و ان كان من الصعب أن أتخلى عنها ..الا أنه كان لزاما عليا أن أفعل هذا ..
.
نظرت الى المرأة فابتمست الصبية ..رغم الألم ..ابتسمت من منظرها هذا بملابسي ..ابتمست ابتسامة زادتها جمالا .و احمرت خدودها خجلا مني و من جميلي .فحقا كم أنت جميلة يا انسة
.
.
أما أخيك يا انسة ..فهاته مشيئة الله ..ان لله و انا اليه راجعون..لا تحزني ..و لا تبكي ..و اجتهدي لتصلي بنفسك بعيدا عن هذا البرد و المعاناة
.
.
و أنا أهعم بالخروج من منزلها المهترئ ذلك ..استوقفتني الصبية ..قبلت رأسي قائلة ..شكرا لك ..شكرا ..لا ....و قد قطعت كلامها و مسحت دموعها قائلا ..بعد ثلاثة أيام ..ساتي الى حيث تدرسين لأسلمك حقيبتك ..لا تخافي عليها
.
و خرجت ....
 
بارك الله فيك اخى

ينقل الى القسم المناسب
 
بـآركـ الله فيكـ ع الموضوع الهـآدف
سلامي
 
أنها راائعة جدا جدا
ان كانت بأناملك فقد ابدعت
و ان كانت منقولة فقد احسنت الاختيار
 
مازالت القصة لم تنته بعد فهي طويلة وقد قسمتها لعدة اجزاء فانتظروني
 
الجزء الثاني

و خرجت ..حاملا حقيبتها و مستقبلها بين أحضاني ..تركتها وحيدة صابرة على بلائها هذا ..و الدموع لا تفارق وجهها البريء ذلك ..
.
تركتها رغما عني ..تركتها وحيدة و أنا أعرف أنه من الممكن أن تموت الصبية يأسا على حالتها هاته و أخوها الشهيد البريء
.
تركتها و أنا أعلم أنها في رعاية الله ..فلابرد و لا عواصف و لا فقر سيقهر قلب الصبية تلك
.
عدت أدراجي الى غرفتي المظلمة ..و قد فعل فيا البرد القاسي فعلته هاته المرة ..فلا وجود لقبعتي الايطالية تلك الت ستدفأ رأسي و لا لمعطفي الأسود ذلك الذي سيشعرني بحنان و دفئ وسط هيجان الشتاء هذا
.
عدت بكثير من الأسى و الأسف على حالة تلك الصبية ..عدت و قد عرفت من هو الشخص الذي أشعل لهب قلبي و حنينه و أخرجني على مقربة من ظلمة هذا اليوم المريع و الحزين ..
.
عدت و أنا لم أرد أن أعود و أتركها وحيدة ..مشيت طويلا مقاوما غضب الطبيعة ..قطعت الشوارع شارعا تلو الاخر ..و حتى سيجاراتي خانتني و لم ترافقني في طريق العودة هاته ..لم يكن لدي مال لأشتري .و لو سيجارة واحدة
.
.طأطأت رأسي حتى لا يعرف من حولي من أكون ..و لا أشعر بشفقتهم عليا ..و حتى لا يقولون بعد أن يعرفوني مابه هذا الشاب لا يرتدي ملابس ..هل جن هذا الشاب ..ماذا يحصل معه يا ترى ..هل هو فقير الى درجة أنه لا يستطيع شراء معطف و حذاء و مطرية ..لماذا خرج بملابس و عاد بدونها ؟
.
تجنبت الجميع ..و توغلت وحيدا بمحاذات نهر صغير مياهه هائجة تكاد تهاجمني لتزيد من محنتي هاته و معاناتي ..
.
و أنا على مقربة من غرفتي المظلمة ..شعرت بالخوف من أن أعود اليها في هذا الوقت ..كانت الساعة تشير الى التاسعة ليلا
.
بقيت واقفا ..أفكر فقط في تلك الصبية ..حتى توقفت أمامي سيارة ..و خرج منها صديقي الوحيد و الحميم ..ثم ذهب بي دون علمي الى محل لبيع الملابس ..معه شعرت بقليل من الدفئ..شعرت أنني مع أبي ..
.
جن جنون صديقي لما راني هكذا ..غضب كثيرا و ثرثر كثيرا دون أن يعرف حكايتي ..اشترى لي معطف و حذاء ..و الغضب لا يفارق ملامحه الصادقة تلك ..ابتسمت و ارتديتها لأرضيه فقط
.
ثم جلسنا في السيارة على حافة ذلك النهر الهائج لأحكي له حكايتي و حكاية الصبية هاته ..
.
قلت له يا صديقي ..لقد كنت نائما في غرفتي وحيدا حتى أيقظني حنين داخل قلبي قائلا لي أخرج و امشي ..و توقف عندما ينطفئ هذا الحنين
.
و فعلا يا صديقي ..فعلت ..و مشيت ..و جاهدت ..رغم بعد المسافة وصلت ..وصلت ..عندما وصلت وجدت صبية تنوح بهدوء و البرد يكاد يقتلها مسكينة ..
.
كانت الأمطار كالسهام تهاجمها دون رحمة ..و هي تستذكر ذكريات أخيها الذي توفي هذا اليوم فقط .تركوها أهلها وحيدة لتدرس و تنتظر جثة أخيها
.
من الصعب أن أكمل لك يا صديقي ..حكايتها المتني ..كثيرا ..فقد كان أن أمنحها ملابسي هو أقل ما يمكن أن أقوم به ..هذه حقيبتها ..كانت خائفة من أن تبللها المياه و تضيع دراستها ..يكاد أن لا يكون لها منزل يا صديقي ..انها فقيرة جدا ..و زادتها الهموم دون رحمة
.
غدا ستكون جنازة أخيها ..تحتاج الفتاة الى كثير من المساواة و الدعم ..لن أتخلى عنها حتى تسترد بسمتها و ضحكتها البريئة ..أشعر أنني أخيها
.
أنهيت كلامي ..تنهد صديقي كثيرا ..و عيونه تتلالأ تكاد تدمع ..قائلا ..نعم ..و لهذا أحبك يا صديقي ..
.
سأدعمك من بعيد ..أعلم أنك تستطيع وحدك ..ساندها ..و سأراقبك من بعيد فقط..
.
تركت صديقي و عدت الى غرفتي في وقت متأخر ..و غدا يجب أن أكون حاضرا في جنازة أخيها ..و يجب أن أقابلها خفية عن أهلها ..
 
قصة رائعة و مشوقة

شكرا لك دمت بخير
 
الجزء الثالث

بعد أن دخلت غرفتي وسط ذلك الظلام الحالك و الدامس ..جففت ملابسي ..صليت صلاتي و جلست أمام المدفأة
أستذكر أحداث هذا اليوم الغريب التي مرت بي..و تساءلت ..كيف يمكن أن يوفظني قلبي و يرسلني الى شخص مجهول كان في حاجتي ؟؟ ماهذه الصدفة يا الهي ..
.
.
ثم فكرت في حال الصبية كثيرا ؟ هل هي الان تشعر بالدفئ..هل هي بخير ؟ هل هي تشعر بالجوع ؟؟ هل أخرج لها في وسط هذا الظلام و العواصف لاخذ لها طعاما يقتل جوعها و يروي عطشها ..و أكون لها ايناسا في وحدتها و بؤسها هذا ؟
.
من تكون هاته الفتاة لتفعل بي هكذا ؟ صحيح ..هي صبية بريئة جميلة أخلاقها تظهر على ملامحا التي تصفها بأنها ملاك طاهر لا يحمل بين ثنايا قلبه خبث أو خديعة لبني البشر ..لماذا قادني طريق المجهول اليها ؟
.
ارتسمت أمام ذهني عديد الأسئلة الغريبة...مع تأخر الوقت ..هرعت الى مضجعي و قد انهرت تماما من غرابة ما يحدث لي ..
.
سريعا ..فتحت عيوني على وقع عاصفة أخرى ..جاء الصباح سريعا متجردا من نسيمه المعتاد ..و شمسه المبتسمة المبشرة بصباح و يوم أفضل ..
.
جاء الصباح غاضبا على غير عادته ..نهضت من فراشي ..لم أشأ التفكير في شيء حتى أهيأ نفسي للخروج ..لبست ملابس صديقي التي اشتراها لي بالأمس ..و قد افتقدت كثيرا لقبعتي الايطالية التي دائما أشعر معها أنني مكتمل و أنيق ..بدونها أكون كتلك الصبية التي تتجرد من ابتسامتها فتبدو قبيحة بعيدة عن جمالها النادر ..
.
خرجت باكرا على غير عادتي و خفية عن أمي ..أقفلت الباب بلطف ..و وقفت أمام باب منزلنا أفكر الى أين أتجه .؟ الى الجنازة ؟ جنازة شخص غريب لا أعرفه تماما و سيحتار أهله من وجودي ؟ هل ستكون الصبية سائرة مع ذلك الموكب الحزين الذي يحمل جنديا بطلا اغتالته أيادي الغدر و تركت عائلة فقيرة و صبية جميلة في حياة مريرة من جميع النواحي ..
.
نعم ..سأذهب الى الجنازة ..و ما أنا الا شاب فاعل للخير يريد نيل بعض الحسنات من خطواته مع الموكب الحزين ذلك ..سأقوم بواجبي تجاه هذا الجندي البطل ..و سأترحم عليه ..لعل يأتي يوما ما و يحظر لجنازتي شخص غريب يترحم علي دون أن يعرفني ..هي الحياة ..كما تدين تدان ..
.
ذهبت صدفة بلباس أسود يتماشى مع سواد المناظر التي سأصادفها ..ذهبت الى ذلك البيت المهترئ حريصا كل الحرص أن لا تراني الصبية ..فربما هي لن تحب وجودي..
.
ذهبت كعادتي بجانب ذلك النهر الهائج لأكون وحيدا بعيدا عن قذف الناس الظالم لغيرهم من الناس المحبين للانعزال و الوحدة فيتهمونهم بالجنون و مرض عصبي يدفعهم ليكونوا هكذا ..
.
وصلت الى ذلك البيت ..وقفت من بعيد أقاسم الأهل ألمهم و مأساتهم ..و لقد تراءت لي من بعيد الصبية بملابسي و قبعتي الايطالية صابرة قانعة بقدر الله ..ما أجمل منظرها يا الهي ..وسط هذا الام ..يسرني فقط أتن أرى الى عيونها الذابلتين ..و لو بتلك الدموع ..فان عيونها قتلتني و جعتلني أقف أتأملها دون حراك .
.
حمل الرجال الصندوق المزين بعلم البلاد المخدوعة و المنهوبة ..حملوا الجندي البطل و أخرجوه من ذلك المنزل على وقع الام و أحزان أمه ..و نواحها و نحيبها الذي جعل الجميع يشاركها و لو بدمعتين ..دمعة ترحم على روح الشهيد .. و دمعة مواساة لأمه المسكينة ..
.
أما أنا ..فقد نزلت مني دمعة لحالة الصبية الهادئة و الصابرة ..لا أحد لاحظ وجودها ..و لا أحد أحس بها ..كانت بعيدة عن الجميع و سلمت أمرها لله
.
خرجوا بالشهيد ..و تركوا الأهل جالسين يندبون حياتهم المريرة ..و ذهبت معهم متألما معهم .أكملنا المهمة سريعا ..و تفرق الجمع الغفير كل الى اتجاه خاص ..و عدت أنا الى منزلي بكثير من الأسى ..عدت و صورة الشهيد يدفن و صورة الصبية تبكي لم تفارق مخيلتي ..عدت و أنا راغب أن لا أعود ..عدت و حنين في قلبي ملتهب لن ينطفئ الا بضم الصبية لصدري و أمسح دموعها ..
.
عدت ..لكنني غدا سأذهب لها ..وة أحمل لها أمانتها ....
 
الجزء الرابع ____________
انتهت المأساة ..دفن الشهيد ..و انتهت دموع الجميع ..ماعدا دموع الأم التي تأبى التوقف عن السيل ..ااااه يا أماه ..كم دعوت لك في صلاتي أن يكون الله معك في محنتك هاته ..
.
عدت في المساء ..دخلت المنزل و أمي حائرة ..و تسأل ..مابك يا بني ..تبدو متعبا و مرهقا ؟ مالذي يحصل ؟ أنا بجانبك يا بني ؟لا تقلق أبدا
افعل كل ما تراه صوابا ..فأنت ابني الذي لن يخيبني أبدا ..أنت بطلي يا ابني و ثقتي بك كبيرة
.
حتى و ان واجهتك المشاكل ..فلا أظن أنك ستضع نفسك في مشاكل متعلقة بالشرف ..اني أثق بك يا بني
.
كان هذا قلق أمي التي حيرها شرودي المستمر طيلة 3 أيام الماضية ...هرعت الى مضجعي سريعا ..و فكرت طويلا كعادتي في تلك الصبية التي لم أعرف اسمها بعد ..و مازاد في توهج نيران قلبي صورتها تلك و هي واقفة أمام غرفة أخيها الشهيد تحمل صورته و تستذكر ذكراياتهما معا .. فتارة تبكي و يغطي شعرها الحريري وجهها المضيء براءة و نورا ..و تارة تبتسم ابتسامة حسرة على فقدان أخيها ..الذي هو توأمها ..
.
قفاسية تلك الوقفة يا انسة .قاسية على قلبي ..وقوفك ذلك في زاوية المنزل مستسلمة للأمر الواقع جعل قلبي يمرض يا انسة ..عذبتني و أنا بريء من ما حصل يا انسة ..
.
نمت أخيرا و صورتها بين عيوني ..
.
جاء الصباح كعادته خاليا من نسيمه العطر ..جاء غاضبا مشاركا تلك الصبية حزنها ..جاء مريرا بغزارة أمطاره تلك ..و رياحه العاصفة التي تكاد أن تقتلع منزل الصبية المهترئ .و معها تقتلع حياة أسرة صالحة فعل فيهم القدر مالا يستحقوه
.
جاء الصباح ..و أنا أعلم أن الصبية ستنتظرني لكي تذهب الى مدرستها ..حملت حقيبتها المدرسية ..و مع تأخر الوقت ..فقد أخذت سيارة صديقي و ذهبت مسرعا اليها ..
.
لم يكن في وسعي أن أمشي كعادتي بمحاذاة النهر ..فمشيت بالسيرة راضيا بالازدحام و ضوضواء الصباح هذا ..الذي و رغم هيجان طبيعته ..الا أن الناس خرجوا باكرا لقضاء حاجياتهم ..و ما أشد سعادة الناس في هذا الصباح المثلج ..انهم يتمتعون بمنظر العاصفة المثلجة ..غير مبالين بحالة الصبية و أمثالها الفقراء
.
وصلت بسرعة الى باب المدرسة ..لم أجد الصبية ؟ هل أنتظرها يا ترى و ان لم تأتي أعود أدراجي ..هل تخلت عن دراستها مستسلمة لظروفها الصعبة و القاهرة ...لا أظن هذا يا انسة ..فعيونك قد أخبرتني من أـول نظرة أنك صلبة و متحدية لحياتك المريرة تلك ..عيونك يا انسة .. و ان كانت ذابلة ..فقوتك و ارادتك ليست ذابلة و منحنية لقسوة الحياة
.
و أنا مطأطأ الرأس أمدح في نفسي تلك الصبية ..حتى رأيت نورا يتحدى سواد الصباح هذا قادما من بعيد بهدوء وحيدا خطواته بطيئة مثقلة أنهكتها الثلوج ..
.
أنها هي .لقد جاءت و هي لا تعلم أنني سأكون موجودا .
.
تقدمت اليها ..توقفت أمامي ..فاشتعلت نيران في داخلي ..اشتعلت مشاعري و توهجت ..مابالي أنا يا الهي ..لماذا كلما أرى ينيها الذابلتين يحدث هكذا لي ..يا الهي وفقني أمامها ..
.
صباح الخير يا انسة ..أرجو أنك استرجعت بعضا من قواك ..لا يجب أن تفشلي ..واصلي سيرك لتحققي أحلامك ..أحلامك تبدأ من هاته الحقيبة ..خوذيها يا انسة ..لقد اعتنيت بها قدر المستطاع ..و بالمناسبة ..فقد أعجبتني علاماتك ..أنت ذكية جدا ..وأنا واثق أنك ستكونين متفوقة بامتياز نهاية السنة ..
.
أحسنت يا انسة ..هكذا سيحبك أخيك ..
.
ثرثرت كثيرا ..و هي لم تحرك ساكنة ..و لم ترفع رأسها لتراني ..هل هي خجولة مني ؟ ما بها ..
.
انتبهت معها ..فقد كانت ترتدي ملابسي أنا و قبعتي أنا ..ليست لديها ملابس لهذا الشتاء ..فقلت لها ..ماذا قال أهلك يا انسة عن هذه الملابس ..
.
تحدثت بصوتها الخافت دون أن ترفع رأسها و قالت ..لقد دعوا الله أن يجازي صاحب الملابس خيرا ..
.
لكن يا انسة ..اا ..اممم ..ااا ..لم أستطع التحدث ..و أمسكتها من يدها ..دون أن أشعر و طلبت منها أن تصعد معي الى السيارة ..صعدت رغما عنها ..
.
كانت في يدي 20 دقيقة قبل بداية دروسها ..حملتها معي و بسرعة توجهت بها لكي أشتري لها ملابس ..
 
فلتعلمو ان باقي القصة مشوق جدا ومؤثر لاقصى الحدود

ولن اضع الاجزاء الباقية الا اذا وجدت التفاعل :-r
 
لم اجد هنا من يهتم بروايتي او

حتى يقدر مجهودي لن تكنمل

للاسف لن تكتمل الرواية

وساضعها في منتدى اخر يقدر مجهودي

اعذروني ....​
 
لم اجد هنا من يهتم بروايتي او

حتى من يقدر مجهودي

للاسف لن تكتمل الرواية

وساضعها في منتدى اخر

فيه اناس يقدرون مجهودي

اعذروني ....​
 
آخر تعديل:
حشمتيني ختي فخاطرك راح نكملها

وهاذي اخر مرة ندير فيها قصة هنا
 
_________________ الجزء الخامس __________
رغم أنني لا أملك المال لكي أشتري لها ملابس ..لكنني لم أعر المال أي اهتمام ..
.
دخلت بالصبية الى محل ملابس فاخر ..يا انسة ..سأنتظر في الخارج ..عديني أن تخرجي لي بملابس جميلة تليق بك ..لا تخجلي يا انسة ..فأنا أخيك الذي كان سيفعل ما أفعله أنا معك الان ..لا تخجلي أرجوك ..انني فقير مثلك و ملابس هاته اشتراها لي صديقي ..فانني أقبل صدقة من القلوب الرحيمة يا انسة لا عيب في ذلك
.
لم تتكلم الصبية ..و لم ترفع رأسها ..لكنها كانت تبدو راضية بما أفعله ..
.
هيا يا انسة لا تضيعي الوقت ..أريد أن أراك جميلة بملابس جديدة ..
ابتمست معي أخيرا ..ابتسامتها جعلتني أشعر بثقل كبير داخل قلبي ..انها تشعر بالدفئ بجانبي ..انها تشعر بالأمان ..انها سعيدة معي رغم مأساتها التي تأبى أن تفارق عينيها ..
.
بقيت أفكر فيها ..و أنا متوتر ..يا الهي ..ان كان هذا حبا فان الحب لا يمكن أن يكون هكذا ..وقوفي أمامك يبا انسة يجعلني أحس باكتمال رجولتي ..وجودي معك يجعلني أحس بالمسؤولية ..من أنت يا أيتها الصبية ؟ لماذا أيقظتني يا قلبي في تلك الليلة ؟ هل هذا هو ما يسمى بالقدر
.
و ما هي الا لحظات ..حتى خرجت الانسة ..فتحت فمي لأقول لها ما أجملك ..لكنني لم أستطع الكلام ..ذلك المعطف الأبيض يا انسة ..هلى اخترتيه لتغيري به بعض من السواد الذي يملئ حياتك ؟ اني لا أعرف اسمك يا انسة ..و لا أريد أن أعرف ..لأنني من الان سأسميك الوردة البيضاء ..
.
وردة أنت يا انسة ..وردة بيضاء تفتحت وسط العواصف و الثلوج و فاحت عطرا لشخصا استيقظ ذات ليلة عندما كنت في حاجة لترتوي بماء الحنان و الرحمة ..فرواك حبا و حنانا و أمانا و ها أنت تتفتحين يا أيتها الوردة
.
عيونك يا انسة ..هل تعذبني لوحدي أم تعذب الجميع معي ؟
.
غريب أمرك يا انسة ..لم أستطع أن أقاوم .
.
كانهذا ما يدور في ذهني ..ثم قلت لها ..لقد أحسنت الاختيار ..و كن لماذا لم تضعي قبعة أخرى ؟
.
فقالت لي ..قبعتك يا سيدي ..أحس أنني جميلة بها ..ثم ابتسمت من قلبها ..ابتمست لأنها اعترفت لنفسها أنها جميلة
.
نعم يا انسة قبعتي الايطالية لم أكن أحس بأناقتي الا حينما أضعها على رأسي ..هي لك ..احتفظي بها ..و تذكريني بها اذن
.
أدخلت يدي في جيوبي ..وجدت خاتما ذهبيا لأمي ..طلبت مني أمي اصلاحه ..لم أفكر ..فقد دفعت الخاتم ثمنا لملابس الصبية ..و قد وافق صاحب المحل
.
تألمت الصبية عندما رأتني أقوم بهذا الشيء ..و أخفضت رأسها كعادتها و سارت بهدوء نحو السيارة
.
حملتها سريعا الى مدرستها ..يا انسة لقد تأخر الوقت ..ادخلي ..ادرسي جيدا ..فكل ما قمت به لأجلك كان لأنك ذكية و تدرسين جيدا ..تستحقين يا صبيتي تستحقين
.
لن تكون هاته لحظة وداعنا رغم انتهاء ما كان يجمعنا ..قلت لها هذا فتألم قلبي و كاد يغشى عليها ..فوظعت يدها على قلبي و هي خائفة فازعة من ما حل بي ..يا سيدي ما بك .أرجوك أخبرني هل أنت مريض ..قلت لها لا تخافي مجرد وعكة و مضت
.
يا انسة اذهبي ..ساتي في المساء ربما لأودعك ..اذهبي ..لم أعد أحتمل
.
ذهبت و قد تركت على يدي دمعة من دموعها ..
.
لماذا الدموع يا انسة ..سيأتي المساء سريعا ..و انني أشتاق أن أقف معك و أنت بهذا البياض و الثلوج تسقط ..اني أشتاق يا انسة ..لكنني سأودعك ..نعم سأودعك ..فقد أهملت حياتي هذه المدة ..و ما أصعب حياتي أيضا يا انسة
 
______________________ الجزء السادس ________________
.
بدأت التحضير لمساء الوداع ..لم أشأ العودة الى غرفتي ..قررت أن أنتظرها لأنهي معها معاناتي ..
.
أرجعت السيارة الى صديقي ..و مع بقاء بعض المال ..قررت أن أمر على محلا لأشتري قبعة أخرى تحمي رأسي من برد حبات الثلج البيضاء
.
اشتريت قبعة أبيض لونها ..اخترتها بيضاء لأن تلك الصبية اشترت ملابس بيضاء ..أردت أن ترى عيناها الا البياض ..كفاها سوادا المسكينة ..
.
مع بعض سيجاراتي ...جلست وحيدا على مقربة من مدرستها ..تأملت مدرستها ..قائلا في نفسي ..من هذه المدرسة تخرج صبية بمستقبل زاهر يمكن لها أن ترفع الغبن عن امة قتل مسؤولوها أخوها و هي لا تعلم بالحقيقة
.
أخاك يا صبية لم يقتله الارهاب ..أخاك جندي قتلته سياسة الترهيب من قبل مسؤولي الأمة الجهلاء
.
أشياء لا تفقهيها ..لكن دعيها لله ..هو فقط من سيأخذ بحق أخيك ..
.
و الوقت يمر ..كان قلبي يهمس لي بصوت خافت ..انتظرها .انتظرها ..و ان اشتدت العاصفة فهي لن تكون كالعاصفة التي عصفت بالصبية ..انتظرها ..أشعل سيجاراتك الواحدة تلو الأخرى و انتظرها ..تذكر تلك الليلة العاصفة عندما خرجت من غرفتك متبعا حنين قلبك لها و انتظرها ..
.
انتظرها ..انها تستحق الانتظار
.
و قد جاء المساء ..و خرج الطلاب من تلك المدرسة ..كنت أبحث عن الفتاة البيضاء التي تسير وحدها و رأسها مطأطأ وجهها حزين عيونها الذابلة ترسل لمحدقها أحاسيس الرهبة و الألم ..
.
و هاهي من هناك تأتي الصبية تحمل حقيبتها على ظهرها و قبعي الايطالية جعلتها أجمل من في هذا الكون ..تأتي ببطئ من بعيد ..
.
و شعرها الحريري يتلاوح مع تلاوح العاصفة
.
نعم يا انسة ..لقد أوفيت بوعدي و حضرت ..قبل وقت قصير لم أكن أعرفك ...كيف عرفتك ؟؟
.
هل تعرفين أنت ..أرجوك تكلمي و أزيلي الغموض عن قلبي .تكلمي يا أيتها القبيحة ..
.
رفعت رأسها متفاجأة ..هل أنا قبيحة ..و صرخت ..كاذب أنت ..أنا جميلة .و أنت تعرف أنني جميلة ..غضبت كثيرا فابتمست لها
.
و أخيرا تكلمت يا أيتها الجميلة ..تكلمي و أخبريني أي شيء ..
.
نعم يا سيدي ..فيتلك الليلة كنت وحيدة أتألم و العاصفة اشتدت عليا ..كدت أموت من البرد ..كنت مريضة ..أخي مات ..و تركني أهلي وحيدة ..و العاصفة لم ترحمني
.
و أنا على شفى الموت يا سيدي رأيت حلما عندما أنغمضت عيوني رغما عني ..رأيتي شخصا أنيقا يرتدي قبعة يسير على حافة نهر هائج يقوم الصعاب من أجل أن يصل و يساعدني ..
.
أخبرني قلبي أن أصرخ عندما أستشعر أنه وصل
.
و نعم ..صرخت فجأة دون ارادتي ..صرخة صرخة منادية على صاحب القبعة هذا ..فكنت أنت يا سيدي ..دخلت عليا و منحتني الحياة ...حياتي كانت ستنتهي يا سيدي ..لولاك لكنت بجانب أخي ميتة
.
منحتني ملابسك ..أشعرتني بالدفئ و الحنان ..حافظت على كتبي التي كانت ستتلف ..
.
أوقفتها ..أجهشت بكاءا الصبية ..و معها سقطت دمعة من دموعي ..و قلت لها ..غريب أمرنا يا انسة ..حقا غريب و أنا أيضا أيقظني قلبي و أخذي في طريق و قال لي من هنا ستصل لشخص ستحبه و يحتاجك كثيرا
.
وصلت اليك أنت ..هذا هو القدر يا انسة و أنا راضي به ..
.
أم الان ..فقد تحسنت كثيرا و بدأت عيونك الذابلة تظهر أنها مبتسمة ..ربما لا شيء ينقصك الان ..
.
فقالت لي و الدموع تغمرها ..لماذا تسأل هكذا ..نعم لا شيء ينقصني .لكن لماذا ..هل ستذهب
.
أجل يا انسة ..أنا شاب فقير وراءه أمه المريضة ..يجب أن أعتني بها ..
.
يجب أن أحصل على عمل ..يجب أن أسافر و أشقى ..و أتعب و أجاهد ..لترضى و تشفى أمي
.
و فجأة ارتمت في أحضاني الصبية و هي تصرخ باكية ..سحقا لهاته الحياة المريرة ..سحقا لك يا أيتها الحياة ..لماذا دائماهكذا أنا ..هل ستأخين مني سيدي بعد أن أخذتي أخي ..لا تذهب أرجوك ..أحبك يا سيدي
.
أحبك لأنك منتحني الحياة ..لا تتركني وحيدة ..أنت هو أنا ..لا حياةلي بدونك
.يا سيدي ..
.
أوقفت صراخها الذي حرض العاوصف على الاشتداد و ضممتها بقوة الى صدري قائلا لها ..يا انسة ..أنا أيضا أحبك و أعشقك لكن ينتظرني طريق صعب لا أستطيع البقاء
.
ربما سأعود و ان عدت ..فلك فقط سأعود ..عديني أن لا تنسيني يا انسة ..عيديني أن تتذكري صاحب القبعة و أن لا تدعي الزمان يغيرك عليه ..عديني أن تواصلي الاجتهاد من أجل صاحب القبعة فقط
.
عديني أن تصبحي طبيبة تداوي أم صاحب القبعة الايطالية ..عديني أن تحتفظي بقبعتي الايطالية ..و أن لا تمنحي ابتسامتك لغيري
.
عديني يا انسة ..سنلتقي ..قبيليني و اتركيني أذهب أرجوك ..
.
قبلتني بدموعها ..و جلست على ركبتيها ..قائلة ..شكرا لك يا سيدي ..سيجمعنا القدر المرير هذا يوما ..اعتني بنفسك ..و شكرا ..لا يمكنني أن أنسى رجلا مثلك فعل كل هذا لي ..
.
سيدي .أحبك ..أنت سيدي و أنا صبيتك ..كن معي أرجوك دائما.
.
سأفعل ما تحبه لكن عدلي يوما ما ..سأنتظرك كما انتظرتني
.
..
و ذهبت عائدا الى حياتي الصعبة و تركتها وحيدة تبكي تندب حظها ...تركتها مستلقية على الأرض ..
.
مشيت في طريسق ..و ان دمعت عيوني على فراقها ..فقد كنت أعلم أنني سأعود لها يوما ما ..
 
لم اجد هنا من يهتم بروايتي او

حتى يقدر مجهودي لن تكنمل

للاسف لن تكتمل الرواية

وساضعها في منتدى اخر يقدر مجهودي

اعذروني ....​

أرجووووووووووك أن تكملهاااااااا
أنا حقاااا مهتمة
 
حشمتيني ختي فخاطرك راح نكملها

وهاذي اخر مرة ندير فيها قصة هنا
شكرا اخي
والله القصة رائعة
شكرا لك مجددا على اكمالك للقصة
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top