دروس وعبر في الاتباع مستفادة من حجة النبي صلى الله عليه وسلم

الطيب الجزائري84

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
14 جوان 2011
المشاركات
4,033
نقاط التفاعل
4,409
النقاط
191
العمر
39
الجنس
ذكر
  • أ.د. عاصم بن عبد الله القريوتي



بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وبعد:
فيقول الله تبارك و تعالى: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾ [الكهف:110].
ويقول الإمام ابن كثير الدمشقي - رحمه الله - في تفسيره في هذه الآية:
«﴿فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا﴾ أي: ما كان موافقًا لشرع الله عز وجل، ﴿وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾ وهو الذي يراد به وجه الله وحده لا شريك له، وهذان ركنا العمل المتقبل لا بد أن يكون خالصا لله، صوابا على شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم».
وروى الشيخان الإمامان: البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أخبروا كأنهم تقالوها، فقالوا: وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر؟ قال أحدهم: أما أنا فإني أصلي الليل أبدا، وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم، فقال:
«أنتم الذين قلتم كذا وكذا ؟ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني».
ونحن معشر المسلمين إنما أمرنا بالاتباع الحق للرسول الله صلى الله عليه وسلم، والاهتداء بهديه في سائر الطاعات والقربات.
ولقد صلَّى النبيُّ محمد صلى الله عليه وسلم مرة على المنبر كما روى ذلك الإمام أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري عن سهل بن سعد رضي الله عنه إذ قال:
«ولقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قام عليه فكبر وكبر الناس وراءه وهو على المنبر، ثم رفع فنزل القهقرى حتى سجد في أصل المنبر، ثم عاد حتى فرغ من آخر صلاته، ثم أقبل على الناس فقال: يا أيها الناس إني صنعت هذا لتأتموا بي ولتعلموا صلاتي».
وروى الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله بسنده إلى مالك بن الحويرث رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «صلوا كما رأيتموني أصلي».
و لقد كان الصحابة رضي الله عنهم يحرصون على معرفة صفة وضوئه وصلاته وسائر عباداته صلى الله عليه وسلم، وضربوا لنا صوراً رائعة من الطاعة والاستجابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم والتأسي به مع الحذر والتحذير من مخالفة نهجه وهديه، نجد ذلك مسطورا في ثنايا كتب الحديث والعقيدة المسندة وغيرها.
ولقد حجَّ النبي صلى الله عليه وسلم مع صحابته رضي الله عنهم وقال: «لِتَأْخُذُوا مَنَاسِككُمْ فَإِنِّي لا أَدْرِي لَعَلِّي لا أَحُجّ بَعْد حَجَّتِي هَذِهِ». رواه مسلم وأبو داود و غيرهما.
و فِي هذا الحديث كما قال الإمام النووي – رحمه الله -: «إِشَارَة إِلَى تَوْدِيعهمْ وَإِعْلَامهمْ بِقُرْبِ وَفَاته صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحَثّهمْ عَلَى الاعْتِنَاء بِالأَخْذِ عَنْهُ، وَانْتِهَاز الْفُرْصَة مِنْ مُلازَمَته، وَتعلُّم أُمُور الدِّين، وَبِهَذَا سُمِّيَتْ حَجَّة الْوَدَاع وَاَللَّه أَعْلَم».
ولقد روى جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه صفة حج النبي في حديث اشتهر بـ «حديث جابر الطويل في الحج» وهو حديث عظيم رواه الإمام مسلم - رحمه الله - في صحيحه.
و يقول النووي في هذا الحديث: «وَهُوَ حَدِيث عَظِيم مُشْتَمِل عَلَى جُمَل مِنْ الْفَوَائِد وَنَفَائِس مِنْ مُهِمَّات الْقَوَاعِد، وَهُوَ مِنْ أَفْرَاد مُسْلِم لَمْ يَرْوِهِ الْبُخَارِيّ فِي صَحِيحه، وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ كَرِوَايَةِ مُسْلِم. قَالَ الْقَاضِي: وَقَدْ تَكَلَّمَ النَّاس عَلَى مَا فِيهِ مِنْ الْفِقْه، وَأَكْثَرُوا، وَصَنَّفَ فِيهِ أَبُو بَكْر بْن الْمُنْذِر جُزْءًا كَبِيرًا، وَخَرَّجَ فِيهِ مِنْ الْفِقْه مِائَة وَنَيِّفًا وَخَمْسِينَ نَوْعًا، وَلَوْ تُقُصِّيَ لَزِيدَ عَلَى هَذَا الْقَدْر قَرِيب مِنْهُ».
أقول: إنَّ من أبرز معالم الاتباع في هذا الحديث العظيم، والدروس العظيمة المستفادة منه حرص الصحابة رضي الله عنهم على الحج مع النبي صلى الله عليه وسلم، فأعظم بها من رفقة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، في ركن عظيم من أركان الإسلام استجابة لداعي الله ﴿وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ﴾ [الحج:27].
ولقوله تعالى: ﴿وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ﴾ [آل عمران:97].
ويقول جابر الأنصاري رضي الله عنه في وصفه حجة النبي صلى الله عليه وسلم:
«إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث تسع سنين لم يحج، ثم أذن في الناس في العاشرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حاج، فقدم المدينة بشر كثير، كلهم يلتمس أن يأتم برسول الله صلى الله عليه وسلم ويعمل مثل عمله».
نعم، هكذا كانت سرعة الاستجابة لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الأذان بالحج، وكلُّهم يحرص على الائتمام برسول الله صلى الله عليه وسلم والتأسي به، والعمل مثل عمله، حتى وصف جابر التفاف الصحابة حول النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «نظرت إلى مد بصري بين يديه من راكب وماش، وعن يمينه مثل ذلك، وعن يساره مثل ذلك، ومن خلفه مثل ذلك».
ويقول أيضاً: «ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا، وعليه ينزل القرآن، وهو يعرف تأويله، وما عمل به من شيء عملنا به».
ولم تكن سرعة استجابة الصحابة رضي الله عنهم لأوامر الله وأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم خاصة بالحج بل في كلِّ أمر، كما وصف الله سبحانه عباده المؤمنين وأثنى عليهم بقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾[النور:51].
والصحابة هم أولى وأول من يدخل ضمن ﴿الْمُؤْمِنِينَ﴾ في هذه الآية الكريمة.
و يقول جابر رضي الله عنه في سياقه للحديث: «فولدت أسماء بنت عميس محمد بن أبي بكر، فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف أصنع ؟ قال: اغتسلي واستثفري بثوب وأحرمي».
فانظري أختي المسلمة - رعاك الله - ما في سؤال أسماء الخثعمية رضي الله عنها النبيَّ صلى الله عليه وسلم ماذا تصنع عندما ولدت؛ إذ لم يمنعها الحياء من السؤال في دين الله وعن حكم الشرع في ذلك، وهذا يدلُّ على مدى حرص صحابيات رسول الله صلى الله عليه وسلم على السنة والاتباع.
ومن ذلك تقول عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها وعن سائر الصحابة: «نعم النساء نساء الأنصار؛ لم يكن يمنعهن الحياء أن يتفقَّهنَ في الدِّين» رواه مسلم.
ثم ذكر جابر رضي الله عنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لو أني استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدي، وجعلتها عمرة، فمن كان منكم ليس معه هدي فليحل» إلى أن قال: «وقدم علي من اليمن ببُدْن النبي صلى الله عليه وسلم فوجد فاطمة رضي الله عنها ممن حلَّ ولبست ثيابا صبيغا واكتحلت، فأنكر ذلك عليها فقالت: إنَّ أبي أمرني بهذا، قال: فكان علي يقول بالعراق فذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم محرشا على فاطمة للذي صنعت، مستفتيا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيما ذكرت عنه فأخبرته أني أنكرت ذلك عليها فقال: صدقت صدقت».
وإنَّ في قصة فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع زوجها علي - رضي الله عنهما وعن سائر الصحابة - لدليل آخر على حرص الصحابة على السنة والاتباع؛ إذ ما كان من فاطمة رضي الله عنها لما سمعت الأمر من النبي صلى الله عليه وسلم بالتحلل لمن لم يسق الهدي ويجعلها عمرة – وكانت لم تسق الهدي – إلا بأن تحلَّلت من إحرامها بالحج وجعلته عمرة، ولما قدم زوجها رضي الله عنه من اليمن وجدها ممن حل من إحرامه، حيث لبست ثياباً صبيغاً واكتحلت، فأنكر ذلك رضي الله عنه؛ إذ أنَّى لها ذلك وهي محرِمة؟ فما كان من علي رضي الله عنه إلا أن ذهب للنبي صلى الله عليه وسلم - حيث إنه لم يكن يعلم أمر النبي بالحل لمن لم يسق الهدي - معاتباً فاطمة ما صنعت، ومستفتياً لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيما ذكرت عنه، فأجاب رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً عما سأل واستشكل علي ما فعلته فاطمة فقال له: «صدَقَتْ صَدَقَتْ» أي أن ما فعلته لتحللها إنما هو من أمر النبي صلى الله عليه وسلم.
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه: «ماذا قلتَ حين فرضت الحج؟ قال: قلت اللهم إني أهل بما أهل به رسولُك».
أقول: وإنَّ في إحرام علي رضي الله عنه على وجه ما أحرم به رسول الله صلى الله عليه وسلم لدليل آخر على مدى حرصه على الاتباع، حيث إنه لم يشاهد ويعلم ماذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته، و لذا قال: «اللهم إني أهل بما أهل به رسولك»، وهذا هو الاتباع الحق المتعين، وهذا هو شأن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كما ساق جابر رضي الله عنه خطبة النبي صلى الله عليه وسلم العظيمة بنمِرة التي قال فيها:
«إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا. ألا كلُّ شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع. ودماء الجاهلية موضوعة، وإنَّ أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث، كان مسترضعا في بني سعد فقتلته هذيل. وربا الجاهلية موضوع، وأول ربا أضع رِبانا؛ رِبَا عباس بن عبد المطلب فإنَّه موضوع كله. فاتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمان الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن أن لا يوطئن فُرشكم أحدًا تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربًا غير مبرح، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف. وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله. وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون؟. قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت. فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس: اللهم اشهد اللهم اشهد ثلاث مرات».
وإنَّ في هذه الخطبة دلالات عظيمة، ومعان وأبعاد كبيرة، ومن ذلك ما نحن بصدده حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله>».
وفي هذا إقامة الحجة والبيان، وبأن من تمسك بهذا القرآن واعتصم به لا يضل ولا يشقى، وكتاب الله عز وجل هو الكتاب المبين، فيه الهدى والنور، وهو الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
وإن مما في كتاب الله عز وجل الأمر بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يخفى على كل مسلم ما للسنة النبوية من مكانة في الشرع وقد قال الله عز وجل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً﴾[النساء:59].
وهي بلا أدنى ريبة داخلة ضمن قول الله عز وجل: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾[الحجر:9]؛ لأنَّها المبيِّنة والموضحة لكتاب الله إذ يقول سبحانه وتعالى: ﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [النحل: من الآية44].
و السنة وحيٌ من الله؛ إذ يقول الله جل جلاله: ﴿وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى﴾[النجم:3-4].
وإن في وصف جابر رضي الله عنه صفة ما رمى به النبي الجمار في قوله:
«فرماها بسبع حصيات يُكبِّر مع كلِّ حصاة منها مثل حصى الخذف» لدليلٌ على أن السنة رمي الحصيات على نحو ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم دون مجاوزة الحد.
ولقد نهينا عن الغلو في كتاب الله وسنة رسوله حيث قال الله تعالى:
﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ﴾ [النساء: 171]، ويقول تبارك وتعالى: ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ﴾ [المائدة:77].
وذلك لأن أمتنا أمة وسطية وديننا دين وسط كما قال سبحانه: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا﴾ [البقرة: 143].
ولقد وردت في السنة النبوية أحاديث كثيرة، فيها التحذير من الغلو، ومنها ما يتعلق برمي الجمار ما رواه النسائي و ابن ماجه عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة العقبة وهو على راحلته: «هات القط لي، فلقطت له حصيات هن حصى الخذف. فلما وضعتهن في يده قال: بأمثال هؤلاء وإياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين».
أخي القارئ: إن في هذه الدروس والوقفات، عبرة لنا في أن نتأسى بالنبي صلى الله عليه وسلم، في حجه وسائر العبادات، لما أسلفت من كون الاتباع شرط في قبول العمل.
وحريٌّ بك أيها الحاج، وقد عزمت على أداء الحج وتحملت المشاق، بأن تجرد ذلك لله وأن تتحرى هدي النبي صلى الله عليه وسلم.
ختاماً:
اسأل الله أن يتقبل منا جميعاً سائر عباداتنا، وأن يرزقنا الإخلاص له سبحانه، وأن يجنبنا الشرك صغيرة وكبيرة، وأن يوفقنا للاتباع الصادق للنبي صلى الله عليه وسلم قولاً وعملاً.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
والحمد لله رب العالمين

المصدر ...موقع راية الاصلاح
 
احسنت اخي جعلنا الله نسير في خطاهم فهم ادرى بالعلم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم
 
jtx41599.bmp
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top