- الأوسمة
- 43
دخل مُقاتل بن سليمان على المنصور يوم بُويعَ بالخلافة
فقال له المنصور : عِظني يا مُقاتل !
فقال : أعظُك بما رأيتُ أم بما سمعتُ يا أمير المؤمنين !
فقال المنصور : بل بما رأيتَ
فقال مُقاتل : يا أمير المؤمين إن عمر بن عبد العزيز أنجب أحد عشر ولدا ً وترك ثمانية عشر ديناراً
كُفّنَ بخمسة دنانير
واشتُريَ له قبر بأربعة دنانير
وَوزّع الباقي على أبنائه
وهشام بن عبدالملك أنجب أحد عشر ولدا ً
ولما اقتسموا تركته قسموا بعض الذهب بين الورثة بالفؤوس
والله يا أمير المؤمين :
لقد رأيتُ في يومٍ واحدٍ أحد أبناء عمر بن عبد العزيز يتصدق بمئة فرس للجهاد في سبيل الله
وأحد أبناء هشام يتسول في الأسواق
.
.
العبرة الأولى :
أموال الدولة في الإسلام للمسلمين
وليس للحاكم منها إلا راتبه
الذي يتقاضاه مقابل تدبير شؤونهم
وما أخذ فوق ذلك فهو سحت
وأكل لأموال المسلمين بالباطل
وأول ما بدأ الأمر كان الخلفاء يتعففون أصلا عن الراتب
فلما وليَ أبو بكر الخلافة خرج بعد أيام إلى السوق
فلقيه عمر بن الخطاب فسأله : إلى أين يا أبا بكر
فقال : إلى السوق أعمل وأنفق على عيالي
فقال له عمر : أنت تعمل عند المسلمين تدير أموالهم وتسهر عليهم وتدبر شؤونهم
فخذ من بيت المال راتبا
فوجد أبو بكر حرجاً في هذا
فما زال عمر به حتى أقنعه !
.
.
العبرة الثانية :
يحفظ الله الأبناء بصلاح الآباء
فهذا عمر ابن عبد العزيز
أموال الدنيا بين يديه فلا يأخذ أكثر من راتبه
ولم يكن راتبه يكفي عاملاً بسيطا فضلا أن يكفي خليفة
ويوم قسم أموال بيت المال غسله بالماء والطيب
وصلى فيه ركعتين شكرا لله أن أخرج مال الناس للناس
فمات تاركاً أولاداً فقراء
فأغناهم الله
وهذا موسى وصاحبه الخضر
يُقيمان جداراً ليتيمين
نبي من أولي العزم
وعبد صالح فاق علمه علم نبي
يقيمان جدار يتيمين
لسبب واحد " وكان أبوهما صالحا"
ويقول الله :
" وليخشَ الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا"
ً
إنه تأمين حلال على الحياة في بنك التقوى
.
.
العبرة الثالثة :
هناك شيء اسمه البَركة
حين يطرحه الله في شيء يكفي قبيلة
وحين ينزعه من شيء لا يكفي الواحد
إننا نسمع كل يوم عن تاجر أفلس
ولكننا لا نسمع كل يوم عن فقير مات من الجوع
الغنى الذي تنقصه البركة فقر آخر
والفقر الذي تزينه البركة غنى آخر
المال الذي يُجمع من حرام على مدار سنوات
يستطيع الله أن يجعلك تدفعه في يوم واحد
لهذا لا تبحث عن الكمية
بل عن النوعية
إذا كان الحلال سيذهب
فالحرام سيذهب وأهله
وتذكروا دوماً
ليس للأكفان جيوب
كل ما جمعته من حلال وحرام ستتركه خلفك
يستمتع به من بعدك
وتُحاسب عليه وحدك
وأيما لحم نبت من حرام فالنار أولى به
.
.
العبرة الرابعة :
الأولاد العظماء لا يولدون كذلك
إنما يُصنعون في البيوت
صحيح أن التميز هبة من الله
ولكن التربية هي التي تصقل الموهبة وتشحذها
فتجعل الانسان متقداً لتحيّن الفرص
من تربى على شيء عاش عليه
والتربية ليست بالموعظة بقدر ما هي بالقدوة
صدقة في كف فقير أمام ابنك تعدل ألف محاضرة عن الصدقة
وورقة تلقيها في سلة المهملات أمام ابنتك أبلغ من خطبة عصماء عن النظافة
فقال له المنصور : عِظني يا مُقاتل !
فقال : أعظُك بما رأيتُ أم بما سمعتُ يا أمير المؤمنين !
فقال المنصور : بل بما رأيتَ
فقال مُقاتل : يا أمير المؤمين إن عمر بن عبد العزيز أنجب أحد عشر ولدا ً وترك ثمانية عشر ديناراً
كُفّنَ بخمسة دنانير
واشتُريَ له قبر بأربعة دنانير
وَوزّع الباقي على أبنائه
وهشام بن عبدالملك أنجب أحد عشر ولدا ً
ولما اقتسموا تركته قسموا بعض الذهب بين الورثة بالفؤوس
والله يا أمير المؤمين :
لقد رأيتُ في يومٍ واحدٍ أحد أبناء عمر بن عبد العزيز يتصدق بمئة فرس للجهاد في سبيل الله
وأحد أبناء هشام يتسول في الأسواق
.
.
العبرة الأولى :
أموال الدولة في الإسلام للمسلمين
وليس للحاكم منها إلا راتبه
الذي يتقاضاه مقابل تدبير شؤونهم
وما أخذ فوق ذلك فهو سحت
وأكل لأموال المسلمين بالباطل
وأول ما بدأ الأمر كان الخلفاء يتعففون أصلا عن الراتب
فلما وليَ أبو بكر الخلافة خرج بعد أيام إلى السوق
فلقيه عمر بن الخطاب فسأله : إلى أين يا أبا بكر
فقال : إلى السوق أعمل وأنفق على عيالي
فقال له عمر : أنت تعمل عند المسلمين تدير أموالهم وتسهر عليهم وتدبر شؤونهم
فخذ من بيت المال راتبا
فوجد أبو بكر حرجاً في هذا
فما زال عمر به حتى أقنعه !
.
.
العبرة الثانية :
يحفظ الله الأبناء بصلاح الآباء
فهذا عمر ابن عبد العزيز
أموال الدنيا بين يديه فلا يأخذ أكثر من راتبه
ولم يكن راتبه يكفي عاملاً بسيطا فضلا أن يكفي خليفة
ويوم قسم أموال بيت المال غسله بالماء والطيب
وصلى فيه ركعتين شكرا لله أن أخرج مال الناس للناس
فمات تاركاً أولاداً فقراء
فأغناهم الله
وهذا موسى وصاحبه الخضر
يُقيمان جداراً ليتيمين
نبي من أولي العزم
وعبد صالح فاق علمه علم نبي
يقيمان جدار يتيمين
لسبب واحد " وكان أبوهما صالحا"
ويقول الله :
" وليخشَ الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا"
ً
إنه تأمين حلال على الحياة في بنك التقوى
.
.
العبرة الثالثة :
هناك شيء اسمه البَركة
حين يطرحه الله في شيء يكفي قبيلة
وحين ينزعه من شيء لا يكفي الواحد
إننا نسمع كل يوم عن تاجر أفلس
ولكننا لا نسمع كل يوم عن فقير مات من الجوع
الغنى الذي تنقصه البركة فقر آخر
والفقر الذي تزينه البركة غنى آخر
المال الذي يُجمع من حرام على مدار سنوات
يستطيع الله أن يجعلك تدفعه في يوم واحد
لهذا لا تبحث عن الكمية
بل عن النوعية
إذا كان الحلال سيذهب
فالحرام سيذهب وأهله
وتذكروا دوماً
ليس للأكفان جيوب
كل ما جمعته من حلال وحرام ستتركه خلفك
يستمتع به من بعدك
وتُحاسب عليه وحدك
وأيما لحم نبت من حرام فالنار أولى به
.
.
العبرة الرابعة :
الأولاد العظماء لا يولدون كذلك
إنما يُصنعون في البيوت
صحيح أن التميز هبة من الله
ولكن التربية هي التي تصقل الموهبة وتشحذها
فتجعل الانسان متقداً لتحيّن الفرص
من تربى على شيء عاش عليه
والتربية ليست بالموعظة بقدر ما هي بالقدوة
صدقة في كف فقير أمام ابنك تعدل ألف محاضرة عن الصدقة
وورقة تلقيها في سلة المهملات أمام ابنتك أبلغ من خطبة عصماء عن النظافة
