آداب العشرة وذكر الصحبة والأخوة 8

ابو عمر البلدي

:: عضو مُشارك ::
إنضم
15 أكتوبر 2015
المشاركات
323
نقاط التفاعل
385
النقاط
13
أشهد أن لا إله إلا الله البر الكريم، الرؤوف الرحيم، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وحبيبه وخليله، الهادي إلى صراط مستقيم، والداعي إلى دين قويم. صلوات الله وسلامه عليه، وعلى سائر النبيين، وآل كلٍ، وسائر الصالحين.
أما بعد:
القول عن مواساة الاخوان
ومنها إنصاف الإخوان من نفسه، ومواساتهم من ماله؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (أشرف الأعمال ذكر الله تعالى، وإنصاف المؤمن من نفسه، ومواساة الأخ من ماله).
الصبر على الهجران
ومنها الصبر على جفاء الإخوان، وإسقاط التهمة عنهم بعد صحة الأخوة.
وصية علقمة لابنه
ومن جامع الصحبة والعشرة قول يحيى بن أكثم لما حضرت علقمة العطار الوفاة، قال لابنه: (يا بني إذا صحبت الرجال، فاصحب من إذا أخدمته صانك، وإن صحبته زانك، وإن تحركت بك مؤنة صانك، وإن أمددت بخير مد، وإن رأى منك حسنة عدها، أو سيئة سترها، وإن أمسكت ابتدأك، أو نزلت بك نازلةٌ واساك، وإن قلت صدقك، أو حاولت أمراً أمرك، وإذا تنازعتما في حق آثراك). قال عبد الملك: (سمع الشعبي هذه الوصية فقال: تدري لم أوصاه بها؟ فقلت: لا! قال: لأبنه أوصاه ألا يصحب أحداً، لأن هذه الخصال لم تكمل في أحد).
التوقير والرحمة
ومنها تعظيم حرمة المشايخ، والرحمة والشفقة على الإخوان، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا). وقال عليه السلام: (من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة في الإسلام).
أدب الأحداث
ومنها ألا يكلم الأحداث بحضرة الشيوخ. قال جابر: قدم وفد جهينة على النبي صلى الله عليه وسلم فقام غلام ليتكلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (وأين الكبراء؟).
ومنها أن الإنسان إذا أراد سفراً يسلم على إخوانه ويزورهم، فلعل لأحدهم حاجةً في وجهته، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (إذا سافر أحدكم فليسلم على إخوانه، فإنهم يزيدونه بدعائه خيراً).
دوام العهود
ومنها ألا يتغير عن إخوانه إذا حدث له غنىً. أنشد المبرد:
لَئِن كانَت الدُنيا أَنالتكَ ثَروةً ... وَأَصبَحتَ مِنها بَعدَ عُسرٍ أَخا يُسرِ
لَقَد كَشَفَ الإِثراءُ عَنكَ خَلائِقاً ... مِن اللؤمِ كانَت تَحتَ سِترٍ مِن الفَقرِ
التمادي في الخصام
ومنها ألا يغرق في الخصومة، ويترك للصلح موضعاً؛ فقد روي عن عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أو علي كرم الله وجهه: (أحبب حبيبك هوناً ما، عسى أن يكون بغيضك يوماً ما، وابغض بغيضك هوناً ما، عسى أن يكون حبيبك يوماً ما).
قيل لأبي سفيان بن حرب: (بم نلت هذا الشرف؟ قال: ما خاصمت رجلاً إلا جعلت للصلح بينناً موضعاً).
معرفة أقدار الرجال
ومنها معرفة الرجال ومعاشرتهم على حسب ما يستحقونه، فقد قيل: إن فتى جاء إلى سفيان بن عيينة من خلفه فجذبه، وقال: يا سفيان، حدثني فالتفت سفيان إليه، وقال: يا بني، من جهل أقدار الرجال، فهو بنفسه أجهل.
مخالف الاعتقاد
ومنها ألا يعاشر من يخالفه في اعتقاده. قال يحيى بن معاذ: (من خالف عقدك عقده خالف قلبك قلبه).
ذو الود القديم
ومنها معرفة حق من سبقك بالمودة. قال بلال بن سعيد: (من سبقك بالود، فقد استرقك بالشكر).
الإخاء والثناء
ومنها ترك التطرية والثناء بعد صحبة الأخوة والمودة. قال عبد الرحمن بن مهدي: (إذا تأكد الإخاء سقط الثناء)، وقال الحجي لرجل: (حبي لك يمنع من الثناء عليك).
آداب الصحبة
قال السلمي: والصحبة على أوجه، لكل آدابٌ ومواجب ولوازم.
صحبة الله
فمع الله، سبحانه: باتباع أوامره، وترك نواهيه، ودوام ذكره، ودرس كتابه، ومراقبة أسرار العبد إن يختلج فيها ما لا يرضاه مولاه، والرضا بقضائه، والصبر على بلائه، والرحمة والشفقة على خلقه.
صحبة النبي صلى الله عليه وسلم
ومع النبي صلى الله عليه وسلم : باتباع سنته، وترك مخالفته فيما دق وجل.
صحبة الصحابة وآل البيت
ومع أصحابه وأهل بيته: بالترحم عليهم، وتقديم من قدم، وحسن القول فيهم، وقبول أقوالهم في الأحكام والسنن، لقوله عليه السلام: (أصحابي كالنجوم، بأيهم اقتديتم اهتديتم)، وقوله عليه السلام: (إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي).
صحبة أولياء الله
ومع أولياء الله: بالخدمة، والاحترام لهم، وتصديقهم فيما يخبرون عن أنفسهم ومشايخهم؛ فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم : (أن الله، تعالى، يقول: من أهان لي ولياً فقد بارزني بالمحاربة).
صحبة السلطان
ومع السلطان: بالطاعة في غير معصية الله إذ مخالفته سنة، فلا يدعو عليه فيهما، بل يدعو له غائباً، ليصلحه الله تعالى، ويصلح على يديه؛ وينصحه في جميع أمور دينه، ويصلي ويجاهد معه؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (الدين النصيحة)، قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: (لله، ولكتابه، ولرسوله ولأئمة المسلمين، وعامتهم).
صحبة الأهل والولد
ومع الأهل والولد: بالمداراة وسعة الخلق والنفس وتمام الشفقة وتعليم الأدب والسنة، وحملهم على الطاعة؛ لقوله تعالى: (يا أَيُّها الَّذين آَمَنُوا قُوا أَنفُسَكُم وَأَهليكُم ناراً). الآية، والصفح عن عثراتهم، والغض عن مساوئهم في غير إثمٍ أو معصيةٍ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (المرأة كالضلع، إن أقمتها تكسرها، وإن داريتها تعش منها على عوج).
صحبة الإخوان
ومع الإخوان: بدوام البشر، وبذل المعروف، ونشر المحاسين، وستر القبائح، واستكبار برهم إياك، واستقلال إياهم، وإن كثر، ومساعدتهم بالمال والنفس، ومجانبة الحقد والحسد والبغي وما يكرهون من جميع الوجوه، وترك ما يعتذر منه.
والى غذ ان شاء الله
 
رد: آداب العشرة وذكر الصحبة والأخوة 8

موضوع قيم......سلمت يمناك
 
رد: آداب العشرة وذكر الصحبة والأخوة 8

شكرآ جزيلا على الموضوع الرائع و المميز
واصل تالقك معنا في المنتدى
بارك الله فيك اخي ...
ننتظر منك الكثير من خلال ابداعاتك المميزة
لك منـــــــ اجمل تحية ـــــــــي
 
رد: آداب العشرة وذكر الصحبة والأخوة 8

جزاك الله كل خير اختي الفاضلة اسال الله العلي القدير ان يهب لك اليقين الذي لا تسكن النفوس الا اليه ولا يعول في الدين الا عليه
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top