الاستعانة بالجن المسلم

الامين محمد

:: أمين اللمة الجزائرية ::
طاقم الإدارة
إنضم
7 أفريل 2015
المشاركات
16,807
الحلول
1
نقاط التفاعل
48,960
النقاط
1,886
محل الإقامة
الجزائر الحبيبة
الجنس
ذكر
بسم الله الرحمان الرحيم
بدأت أسمع في الآونة الأخيرة عن أناسش رقات يستعينون بالجن مدعين جواز ذالك
لذالك قررت وضع هذا الموضوع في اللمة المباركة

قال الله تعالى : " وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا " .
وقال جل في علاه : " وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ " .

قال ابن كثير رحمه الله : أي يلقي بعضهم إلى بعض القول المزين المزخرف ، وهو المزوق الذي يغتر سامعه من الجهلة بأمره .

وأي تزيين وتزويق أعظم من قول الجني للمستعين به : إن فلانا معيون , وفلانا ممسوس , وفلانا مسحور, فيجد أن كلامه مطابق للواقع فيحسب أنه من كرامة الله له !

وقال جل جلاله : "وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ " .
ذكر البغوي رحمه الله أن من استمتاع الإنس بالجن : تزيينهم لهم الأمور التي يهوونها , وتسهيل سبيلها عليهم .

وقال شيخ الإسلام رحمه الله : ومن استمتاع الإنس بالجن استخدامهم في الإخبار بالأمور الغائبة .

وهذا النقل عن شيخ الإسلام يبطل من زعم أنه يذهب إلى تجويز الاستعانة بالجن في الرقية وغيرها, فالكشف عن بواطن العلل الروحية من الأمور الغائبة يقينا .

وقال العيني رحمه الله : وما نهي عنه هو رقية العزامين ومن يدعي تسخير الجن .

وقد سُحر النبي صلى الله عليه وسلم , واحتاج للمخبرين في غزواته وتحركات أعدائه , ولم يستعن بالجن مع أنه قد ثبت أن بعض الجن اجتمع به صلى الله عليه وسلم وآمنوا به , وولوا إلى قومهم منذرين كما في سورة الجن , وهذا من الدلائل على حرمة هذا الفعل .

قال شيخ الإسلام رحمه الله : والنبي صلى الله عليه وسلم لم يستخدم الجن أصلا لكن دعاهم إلى الإيمان بالله , وقرأ عليهم القرآن , وبلغهم الرسالة , وبايعهم كما فعل بالإنس .

أضف إلى ذلك أن هذا العمل فيه من التشبه بالسحرة والكهان وأهل الضلال , وأهل العلم يقررون أن الحق إذا اختلط بالباطل وجب منع الجميع !

فكيف يقال عن أمر مثل هذا بأنه جائز بحجج ضعيفة , أو دعوى المنفعة ؟!

وقد قال الشيخ عبد الله ابابطين رحمه الله : والشيء إذا كان محرماً في الشرع ، فلا يبيحه دعوى نفعه بالتجربة .

وهذا من كيد الشيطان لبعض الناس خاصة أهل الصلاح والخير , وقد تقدم فصل في كيد الشيطان , وأنه ماض في إغواء بني آدم بكل الطرق , وأنه يدخل من مدخل الطاعة ويدخل بالشبهة والشهوة , والله عز وجل حذرنا مكر الشيطان وخديعته في أكثر من موضع من كتابه , ومن ذلك قول خالقنا وخالقه تعالى وتقدس : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (168) إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ " .

قال الألباني رحمه الله في هذه المسألة: فهي عندي نوع من الدجل والوساوس يوحي بها الشيطان إلى عدوه الإنسان { وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا } ، وهو نوع من الاستعاذة بالجن التي كان عليها المشركون في الجاهلية المذكورة في قوله تعالى : { وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا } , فمن استعان بهم على فك سحر زعموا أو معرفة هوية الجني المتلبس بالإنسي أذكر هو أم أنثى ؟ مسلم أم كافر ؟ وصدقه المستعين به ثم صدق هذا الحاضرون عنده ، فقد شملهم جميعا وعيد قوله صلى الله عليه وسلم : من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول ، فقد كفر بما أنزل على محمد ، وفي حديث آخر : لم تقبل له صلاة أربعين ليلة , فينبغي الانتباه لهذا ، فقد علمت أن كثيرا ممن ابتُلُوا بهذه المهنة هم من الغافلين عن هذه الحقيقة ، فأنصحهم إن استمروا في مهنتهم أن لَا يزيدوا في مخاطبتهم على قول النبي صلى الله عليه وسلم : اخرج عدو الله ، مذكرا لهم بقوله تعالى { فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم } , والله المستعان , ولا حول ولا قوة إِلَّا بالله .

ومع هذه النقول فإن الراقي الذي يدعي الاستعانة بالجن يزعم أنه لا يستعين إلا بالمسلم فقط , وأن ما تقدم من نصوص إنما هو في حق الاستعانة بالكفار منهم أو العصاة , والجواب عن هذه الشبهة :

 أن الجن عالم غيبي مجهول لنا فكيف يقال بأن فلانا الجني مسلم !

 وإن سُلّم أنه مسلم مع كثرة كذبهم وادعائهم الإسلام , فمن أين يُعرف أنه ثقة يوثق به في أمور الناس وأعراضهم الصحية .

 وإن سُلّم تنزلا أنه مسلم ثقة , فمن أين يُعرف أن عمله هذا لله , وأنه غير مُجبر من قبل الشياطين على استدراج هذا الراقي إلى المعاصي , ثم البدع ثم الشرك , وقد وقع هذا مع بعض الرقاة .

قال الألباني رحمه الله: وادعاء بعض المبتلين بالاستعانة بهم ( أي الجن ) أنهم إنما يستعينون بالصالحين منهم , دعوى كاذبة لأنهم مما لا يمكن عادة مخالطتهم و معاشرتهم , التي تكشف عن صلاحهم أو طلاحهم , ونحن نعلم بالتجربة أن كثيرا ممن تصاحبهم أشد المصاحبة من الإنس , يتبين لك أنهم لا يصلحون , قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم و أولادكم عدوا لكم فاحذروهم ) , هذا في الإنس الظاهر , فما بالك بالجن الذين قال الله تعالى فيهم : ( إنه يراكم هو و قبيله من حيث لا ترونهم ) .

والذي يُخلص إليه في هذه المسألة أن الاستعانة بالجن محرم شرعا , وأن المستعينين بهم على درجات , فإن أوقعوه في الشرك فهو مشرك , وإن أوقعوه في البدع والضلال فهو مبتدع , وإلا فهو عاص آثم .
وقد أفتت اللجنة الدائمة بحرمة هذا الفعل في عدة فتاوى .
هدى الله عموم المسلمين للخير وجنبهم خطوات الشيطان إنه خير مسئول ومرجو .
 
جزاك الله خير الجزاء و بارك الله فيك
اللهم عافنا و اعفو عنا
 
جزاكم الله خيرا اخاف مثل هذه المواضيع
 
do.php
 
جزاك الله خيرا و بارك الله فيك
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top