~
كمدرّس في الطّور الابتدائي، ومصادف للحالات الّتي يتحدّث عنها الموضوع، أختلفُ تماما مع فكرة إدماج ذوي الاحتياجات الخاصة
(أتحدث عن العقلية والنفسية) مع باقي الأطفال.
ليس لأنّ هذا لا يساعد. ماهيش قرايتي ولا رأيي فيها يهمّ، بل لأنّ الواقع كالآتي:
أنا نقرّي فرونسي، فما يتوشينيش الموضوع، بصّح اللي معايا ويقرّوا "العربية" وكلّ المواد الباقية، وكلّهم نساء. عليها تحضير مذكّرة عن كلّ مادة كلّ يوم.
تزيين القسم، مراقبة الأعمال المنزلية والدفاتر والكتب وأدوات التلميذ (خاطرش يخونوهالو) وتصحيح كراريس القسم، وتنظيف القيء وسواه.
ثمّ تقديم الدّرس لأزيد من 40 طفلا، والحفاظ على النّظام والهدوء وحسن التعامل بينهم، بلا زعاف ولا ضرب، خاطرش ممنوعين!
ثمّ عليها تجهيز الغداء، وتوزيعه على تلاميذ المدرسة كلّها، ثمّ جلي الصّحون وتنظيم الصّفوف لأداء تحيّة العلم.
وخطراتش تسيّق القسم خاطرش مكانش اللي تنظّف.
وحضور التّكوين البيداغوجي أيام السّبت.
وفوق كلّ هذا باغيينها تتعلّم معاملة ذوي الاحتياجات الخاصّة، اللي هي حاجة الأخت التونسية ذي قرات
عليها في فرنسا ما نعرف شعال من عام!
~
وكاين نقطة ما عندهاش دخل في الموضوع، بصّح كيفاش يتوقّعوا من وحدة احتياط رقم سبعمية الف ولا ما نعرف شعال
أنّها تعلّم جيل! لا مخزون معرفي عندها، ولا حب اطلاع أكاديمي، ولا رغبة في التطوّر حتّى، بعد الإجهاد من كلّ ما ذكر أعلاه.
ويقولك علاش التعليم راه ينهار. خاطرش حوّلتوه بزنس، ماشي رسالة.
وراني نبان ندافع على الأستاذات، بصح إذا اشتكات لي وحدة، ردّي: "شا وصّل جدّك تخدمي p:؟"
~
أمّا عن الحلّ. عادة نكتب مذكّرات تخرج. والصّيف اللي فات كتبت ميموار لواحد عن الأطفال ذوي الاحتياجات العقلية والنفسية الخاصة.
السيّد دار تربّص، وفي تقريره يبدو أنّه هنا في غليزان (آخر ولاية ترقيما وماشي ترقيما) كاين ع الأقل 3 مراكز خاصة بهذه الفئة من الأطفال.
ما نعرف صحّ يخدموا، وإذا غاليين ولا لا. بصّح هذا قدر الله. حطّ ولدك في مركز خاص، يعلّمه شخص متخصّص.
وعامله في الدّار معاملة طبيعية كيما قالت التّونسية.
ما تتوقّعش من أستاذ ولا أستاذة مهدود حيلهم يزيدوا يفكّرولك في ولدك اللي has no business being with normal kids.
~
		 
		
	 
السلام عليكم..
سأبدأ من آخر كلامك استاذ..
يوجد من مهدود حيلو ويخمم كيف يتعامل مع معاق ويدمجوا مع اطفال عاديين وانا منهم..
تكلمت عن واقع ومشكور عليه ، ولا استغرب 
ان تقف او تنصف من يعانين ( وان خالفتهم في الواقع وهذا الواضح دوماً) ..ولكن ان تقتل كل احساس بالانسانية ومعه المسؤولية فذاك الألم بعينه..
اذكر يوماً جائني ولي وعيونه تدمع قائلاً رفضت زميلتك بقاء ابنتي في قسمها لسبب ما وانتِ تدرسين القسم الموازي فماذا اقدّم لكِ من توسلات انتِ الاخرى؟؟ وانا لا املك الا يدان ترتجفان وكرسي متحرك ككرسي ابنتي!!!
فلتعلم ردّ اي شخص في مثل هكذا موقف ، ولا تخبرني اننا نتكلم بالعاطفة وكفى ..كما لا تقنعني انّ امّ قبل ان تكون معلمة تسكت وتفكر في ابعاد قبول تلميذة معاقة تزيد من مشاكلها.....
اجبت بكلمتين : ماذا لو توجهت الى بيتي الآن وصدمتني سيارة واصبحتُ معاقة أيتقبلني زوجي واهلي ومجتمعي؟؟ ماذا لو انجبت طفلتي وكانت معاقة أأرميها ؟؟؟
لا تتصور الأمر كيف كان وكيف تحول بعد عام لنقف في نفس المكان مع كامل الطاقم التربوي وغيرهم لاسمع كلمة لم احسب لها يوماً ولم ادرجها في حساباتي لحظة اللقاء الأول...كانت البلسم الشافي من كل الأتعاب رغم انني لم انتظرها لانني اقوم بواجبي...دمعتي كانت اقل من دموع أؤلئك الذين رفضوا وافلتوا من مسؤولياتهم واولهم المدير والمعلمة والبواب و...و....
عن العواطف كنت اتحدث استاذي الفاضل وان كانت عيباً فاحمد الله عن هكذا عيوب...
...
أنا نقرّي فرونسي، فما يتوشينيش الموضوع؟؟
ولما لا يمسك الموضوع، اتعتبر نفساً ضيفاً في القسم لمدة قصيرة وكفى؟؟؟
آسفة لكن المسؤولية مشتركة وحدثنا عن آلية الدمج تلك وكيف تتعامل معها، وهل أخذت تكويناً انت الآخر ؟ 
حدثتنا عن عمل تقوم به زميلتك ولم تحدثنا عن العمل الموازي الذي تقوم به انت في حصصك الاسبوعية ، فحقاً اريد ان تشاركنا إياه...
...
بصّح كيفاش يتوقّعوا من وحدة احتياط رقم سبعمية الف ولا ما نعرف شعال
أنّها تعلّم جيل! لا مخزون معرفي عندها، ولا حب اطلاع أكاديمي، ولا رغبة في التطوّر حتّى، بعد الإجهاد من كلّ ما ذكر أعلاه.
...
بهذا الحكم سأحكم انا الاخرى ان  من رقمها مليوناً ستكون اكثر تحجراً وتقوقعاً وانعداماً للعقل كذلك؟؟هذا ان كانت تحمل شهادة اصلا؟؟؟
لم تفاجئني حقيقةً فالواقع اشد مرارة...
وليكن في علمك ان هناك من كانوا أوائل دفعاتهم قانون الاجحاف في المسابقات وقلة الحظوظ أخرت نصيبهم وأخرت ترتيبهم كذلك..
المراكز موجودة وبأم عيني رأيت الكوارث فيها وكإنسان اولا وام ثانياً لن اقبل ان أرمي بطفل صغير هناك...( لو رأيتُ انسانية خارجاً وداخلا لغيرت مفهومي)
ثم انني مع الدمج وبعض الاخوة يعلمون رأيي في موضوع سابق في قسم الأسرة للاطفال بمثابة صرخة براءة..لما لا نتغير نحن ؟ انا وانت وهو وهي وكل من يقابلونهم؟؟
لما لا نرتقي نحن ؟؟ ماذنبهم هم ؟؟
نحتاج لأن تتغير نظرتنا وان ندفن نظرة الشفقة
لتلك الفئة  ...
ألسنا مسلمون؟؟ ألم يكرمنا الله عن باقي المخلوقات ام انهم ليسو ببشر وحقت لهم الاهانة اينما ذهبوا؟؟
اين نحن من قول الحق(ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً) (الإسراء ـ الآية 70)،
وأين نحن من سنة المختار عليه افضل صلاة وسلام حين غضب لسوء المعاملة بدون قصد حين سأله رجلا قائلا: والله يا رسول الله! إني لأتأخر عن صلاة الغداة (أي صلاة الصبح) من أجل فلان مما يطيل بنا، فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في موعظة أشد غضبا منه يومئذ، ثم قال: (يا أيها الناس! منكم منفرين؛ فأيكم ما صلى بالناس؛ فليتجوز؛ فإن فيهم الضعيف والكبير وذا الحاجة) رواه البخاري ومسلم
وهذا لأن الدين يُسر ومراعي للمريض وذوي الحاجة..
شكراً لتدخلاتك...