الذهاب مع أبي ( بْيٍ )

أبو عاتكة

فُـ,ـريڊ أبـٌـٌٌـٌٌٌـٌٌـٌوُفُـ,ـيصُـ,ـلُـِـِِـِِِـِِـِـ
طاقم الإدارة
إنضم
1 أوت 2008
المشاركات
8,539
الحلول
4
نقاط التفاعل
13,907
النقاط
2,156
الجنس
ذكر
ختم-التميز (1).gif
IMG_20220410_132034.JPG

في السابق كانت مهمة التسوق او الشراء و القضيان بعاميتنا المتنوعة لها تقاليد وأعراف وربما طقوس تختلف من شخص لاخر ومن عائلة لاخرى ومن علاقة عن غيرها خاصة ما ارتبط بالاولاد والأولياء وذكريات مرافقتهم والتسوق بصحبتهم والذهاب معهم الى الخضارة والى اسواق الفلاح والاروقة الجزائرية ( مونوبري) والاسواق الاسبوعية وأسواق الرحمة وأسواق الطحطاحة والرحبة والرملاية وغيرها فسمي منها ما تشتاق وما تشاء.

لا ابالغ اذا اعتبرت ان التسوق حينها كان بمثابة رحلة طويلة لا تعلم متى تنتهي ولا كيف تجري ، فهي مربوطة بكمّ من نلاقيهم على الطريق ومحتوى المحادثات ومدة النقاشات التي يجريها " الشايب" مع الاصدقاء والمعارف ومع أصحاب المحلات وطاولات العرض وشيوخ وسادات العرش وماشابه من القاشي والشعب .
انها رحلة استكشافية متأنية بطيئة يتوقف فيها الزمن تتطلب منك الصبر على مشقة المشي والتجول وكذا الصبر على احتباس الدمع و التبول .( اكرمكم الله يا من كنتم يوما اطفال)

الرحلة الخالدة تبدء من الصباح باستيقاظ مبكر على وقع النداء ( تسجيل اشتياق) نداء الوالدة المسكينة :
" وجد روحك راك رايح مع بْيٍكْ "

رحمها الله انها لحظة التباهي و الافتخار بالنسل والولد بالأمل والسند بعضد يسندها حين يعجز أحب الاولاد عن الوفاء للأم ، كيف لا وفي صحن بيتها سبع له وقار و شبل مغوار.
إييييه .... يا لنيات الامهات الحالمة وما تخبئه المفاجئات والفجائع الصادمة.


وانت صغير ما ان تسمع هذا النداء الخالد في الاذهان لنبع المحبة و الحنان حتى تبادر بالتجهيز نفسيا وجسديا ( وأوله ايجاد بشماقك او بليقتك او حذاءك المودر بما انك غالب وقتك تقضيه في العراء كالحرباء حافي القدمين تلاحق كويرة تصنعها من صاشيات الحليب تطاردها ككلب مسعور ) وبعد ان تنهال عليك الام الحنون بالتغسيل والتنشيف فالتمشيط والتلبيس فالتجليس والتوقيف حتى تتحول الى أجمل وأزهى عصفور عرفه عالم الطيور أو تيس جميل وأمور.

لا يمكنك ان تكون غير جاهز مع الڨُفة عند نداء والدك الاخير كأنك في مطار لا يحتمل الموقف تأخيرا ولا انتظار. الجميع جاهز الرحلة انطلقت يوما سعيدا وعودا حميدا مع السلامة،،، بالسلامة ،،، باي باي.....

لكل انسان روايته الحلوة منها و المملة.

لم أسبق في طفولتي او شبابي خطوات والدي اثناء مرافقته ولم أجرء على مجاورته أومجاراته في الخطوات كان من العيب مجاوزته و الافضل ان تبقى دائما متواريا وراءه ولا تشجعت حتى بالحديث معه لاأتحدث عن مجادلته ضرب من الخيال ان تناديه او تلاعبه لما كان يحمل من وقار وهيبةو شيء من الصرامة و الغلظة وشحا في العواطف والكلام أو هذا ما اختار ان يبديه حينها .
تجرأت وسبقته في مرة وحيدة عندما حملته الى مثواه الاخير فرحمة الله وليسامحني.

قضاء نصف يوم او يزيد مقيدا كالاسرى والعبيد بلا حرية ولا اختيار بعيدا عن العابك وخططك اليومية مفوتا لمواعيد اصدقائك اللامتناهية هذا النظام والالتزام يجعلك تختنق وتفكر اكثر من مرة في الفرار لكن اين المفر الوالد من أمامكم والشحواط سيكون في انتظاركم لا مجال للتحرر والانتصار.

لست جحودا لمتعة التسوق مع الآباء وما يقع فيها من احداث ومكافئات خاصة للابناء المحظوظين فهي تبقى دوما الرحلة الوحيدة المشابهة لرحلة الحج قد تقضيها مرة واحدة في العمر ثم لا تتكرر.


لا يذكرني بمشهد مرافقة " أُبَّيٍ " في الخضارة سوى المشاهد التمثيلية لغلمان وعبيد تتبع اسيادها باسواق مكة في بداية فيلم الرسالة ولا يذكرني بأبي سوى هيبته ولا يذكرني بالذهاب مع أبي يوما سوى الخضارة.


الى اللقاء.
 
آخر تعديل بواسطة المشرف:
أبكتيني يا أخي فما وصفته يذكرني بحالي مع جدي إلا أن جدي لم يكن غلظا أبداً بل كان صديقي الذي أختبئ فيه لا وراءه
الله يرحم والدكم اخي ويجعل الجنة مثواهما ويجمعنا الله بهما في الجنة
رحمهما الله ونور قبرهما وجعل الله قبرهما روضة من رياض الجنة

المشهد مؤثر جداً لم أستطع تجاوزه
 
مؤثرة جدا ذكرتي بابي رحمه الله
سلمت يمينك على الموضوع الرائع جعله الله في ميزان حسناتك يا رب العالمين اجمعين
 
تصوير لمشهد مؤثر لايتكرر كثيرا
رحم الله والدك وأحسن اليه.
 
أمتعتني هنا
لقد رأيت مقامات الهمذاني
وأصمعيات الأصمعي
تصوير موفق لواقع معاش
لطفل يعيش في كنف الأبوة والأمومة التي يفتقدها الكثير
ما أجمل الوالدين في حياة الصغير وأيضا الكبير
الآباء والأمهات أركان في هذه الحياة
اللهم اغفر لأبي وارحمه وجازه عنا خير الجزاء
وأجعل أمي تاجا فوق رؤوسنا
وبارك في عمرها يا رب العالمين
تقبل مروري أخي فيصل

 
الله على هذه الوقفة الشامخة و الكلمات التي عبرت عن اشتياق دفين و عن الفرق بين ذلك الزمن و هذا الزمن .. كيف بهذا الموقف اذن و بمواقف الرسول عليه الصلاة و السلام و الصحابة و أيام وان كانت شاقة فانها حقا لن تجد مثلها اليوم في المعاملة و العقل الواعي و كيف نحن اليوم يا الله كل المشاهد اليوم تكسرنا فقط لا هي تربينا و لا هي تعلمنا و لا هي تجعلنا نشتاق ( أصبح القوي فينا يتمنى الرحيل العاجل من الدنيا ههه للاسف ).
كلمات رائعة تستحق الختم ,,🤎
 
لحظة هاربة من زمن حميل
اتدري ربما نحن الوحيدون الذي انتقل بنا الزمن لزمن اخر
انفصال حاد بين الاجيال
لم تتريث الايام قليلا لتخيط الماضي بالحاضر والمستقبل
استفاق الناس في زمننا على حاضر منفصل تماما عن ماضيه اجتماعيا
ما السبب
لا احد يعلم
 
مشاهدة المرفق 146694
مشاهدة المرفق 144099

في السابق كانت مهمة التسوق او الشراء و القضيان بعاميتنا المتنوعة لها تقاليد وأعراف وربما طقوس تختلف من شخص لاخر ومن عائلة لاخرى ومن علاقة عن غيرها خاصة ما ارتبط بالاولاد والأولياء وذكريات مرافقتهم والتسوق بصحبتهم والذهاب معهم الى الخضارة والى اسواق الفلاح والاروقة الجزائرية ( مونوبري) والاسواق الاسبوعية وأسواق الرحمة وأسواق الطحطاحة والرحبة والرملاية وغيرها فسمي منها ما تشتاق وما تشاء.

لا ابالغ اذا اعتبرت ان التسوق حينها كان بمثابة رحلة طويلة لا تعلم متى تنتهي ولا كيف تجري ، فهي مربوطة بكمّ من نلاقيهم على الطريق ومحتوى المحادثات ومدة النقاشات التي يجريها " الشايب" مع الاصدقاء والمعارف ومع أصحاب المحلات وطاولات العرض وشيوخ وسادات العرش وماشابه من القاشي والشعب .
انها رحلة استكشافية متأنية بطيئة يتوقف فيها الزمن تتطلب منك الصبر على مشقة المشي والتجول وكذا الصبر على احتباس الدمع و التبول .( اكرمكم الله يا من كنتم يوما اطفال)

الرحلة الخالدة تبدء من الصباح باستيقاظ مبكر على وقع النداء ( تسجيل اشتياق) نداء الوالدة المسكينة :
" وجد روحك راك رايح مع بْيٍكْ "

رحمها الله انها لحظة التباهي و الافتخار بالنسل والولد بالأمل والسند بعضد يسندها حين يعجز أحب الاولاد عن الوفاء للأم ، كيف لا وفي صحن بيتها سبع له وقار و شبل مغوار.
إييييه .... يا لنيات الامهات الحالمة وما تخبئه المفاجئات والفجائع الصادمة.


وانت صغير ما ان تسمع هذا النداء الخالد في الاذهان لنبع المحبة و الحنان حتى تبادر بالتجهيز نفسيا وجسديا ( وأوله ايجاد بشماقك او بليقتك او حذاءك المودر بما انك غالب وقتك تقضيه في العراء كالحرباء حافي القدمين تلاحق كويرة تصنعها من صاشيات الحليب تطاردها ككلب مسعور ) وبعد ان تنهال عليك الام الحنون بالتغسيل والتنشيف فالتمشيط والتلبيس فالتجليس والتوقيف حتى تتحول الى أجمل وأزهى عصفور عرفه عالم الطيور أو تيس جميل وأمور.

لا يمكنك ان تكون غير جاهز مع الڨُفة عند نداء والدك الاخير كأنك في مطار لا يحتمل الموقف تأخيرا ولا انتظار. الجميع جاهز الرحلة انطلقت يوما سعيدا وعودا حميدا مع السلامة،،، بالسلامة ،،، باي باي.....

لكل انسان روايته الحلوة منها و المملة.

لم أسبق في طفولتي او شبابي خطوات والدي اثناء مرافقته ولم أجرء على مجاورته أومجاراته في الخطوات كان من العيب مجاوزته و الافضل ان تبقى دائما متواريا وراءه ولا تشجعت حتى بالحديث معه لاأتحدث عن مجادلته ضرب من الخيال ان تناديه او تلاعبه لما كان يحمل من وقار وهيبةو شيء من الصرامة و الغلظة وشحا في العواطف والكلام أو هذا ما اختار ان يبديه حينها .
تجرأت وسبقته في مرة وحيدة عندما حملته الى مثواه الاخير فرحمة الله وليسامحني.

قضاء نصف يوم او يزيد مقيدا كالاسرى والعبيد بلا حرية ولا اختيار بعيدا عن العابك وخططك اليومية مفوتا لمواعيد اصدقائك اللامتناهية هذا النظام والالتزام يجعلك تختنق وتفكر اكثر من مرة في الفرار لكن اين المفر الوالد من أمامكم والشحواط سيكون في انتظاركم لا مجال للتحرر والانتصار.

لست جحودا لمتعة التسوق مع الآباء وما يقع فيها من احداث ومكافئات خاصة للابناء المحظوظين فهي تبقى دوما الرحلة الوحيدة المشابهة لرحلة الحج قد تقضيها مرة واحدة في العمر ثم لا تتكرر.


لا يذكرني بمشهد مرافقة " أُبَّيٍ " في الخضارة سوى المشاهد التمثيلية لغلمان وعبيد تتبع اسيادها باسواق مكة في بداية فيلم الرسالة ولا يذكرني بأبي سوى هيبته ولا يذكرني بالذهاب مع أبي يوما سوى الخضارة.


الى اللقاء.
نص ثري بالجمال يحمل كما من المشاعر المترجمة باتقان 👏👏 كنت هنا و استمتعت
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top