التفاعل
6.4K
الجوائز
600
- تاريخ التسجيل
- 15 أوت 2009
- المشاركات
- 2,193
- الحلول المقدمة
- 1
- آخر نشاط
- الجنس
- أنثى


ركع اوسر للكاهن وكانت الركعة أفضل من الوقوف أمامه وضع يده الباردة على رأس اوسر وقال له: ردد مع هذا القسم اقسم بالرب آمون أنني ما أراه هذه الليلة المقنرة يكون سر لا ابوح به لأحد حتى أباي وامي لن أريده حتى لنفسي وسامحوه من ذاكرتي ابتلع ريقه وهو يردد هذا القسم ولا تزال يد الكاهن على راسه وهو راكع ويواصل كلامه هذه الليلة انت حارس المعبد ستحرس هذا الجسد تبحث روحه عن منفذ لتجد طريقها إلى المملكة الأبدية وغدا صباحا يأتي المحنطون ليكملو عملهم

ارتاح اوسر كثيرا لهذه المهمة لأنه سيحرس مومياء لا يهم لأنها مجرد جثة هامدة ففي بلدته يدفن الفلاحين وعمال الاهرامات في الطين والتراب بلا اي مبالات سواء وجدت الروح طريقها خارج الجسد ام لا
تراجع الكاهن إلى وراء وضغط على حجر وفتح الباب وأشار له بانه سيذهب وغلق الحجر خلفه
احس اوسر أنه استرجع حريته وانه سيغادر هذه الغرفة المظلمة في المعبد ورجع عبر الممر الضيق في الاتجاه الخلفي للمعبد الذي دخل منه ليجد نفسه في حديقة واسعة مليئة بالاشجار ونهر يمر بينهما وعلى حافة النهر يوجد تابوت من الحجر الاسود احس اوسر يبالسعادة لأنه أصبح وحيدا فالميت مهما كان فإنه مجرد ميت حدوده هاذا التابوت سواء خرجت روحه الليلة أو لا تخرج

يهب الهواء من ناحية التابوت فتنبعث منه رائحة الشيح و العنبر والزعفران بدأت الشمس بالغروب خلف النهر الكبير تقدم اوسر خطوات أمام ذلك التابوت والتفت يمينا وشمالا نظر اليه فكان لون الحجر اسود مكتوب عليه رموز بدا في تاملها لكنها توحي بأن داخله امرأة لأنه لم يتعلم الحروف الهيروغليفية ابوه كان فقيرا وكان يعمل بسحب الصخور لبناء المعابد والاهرامات أزاح الغطاء قليلا لم يقدر اوسر على مقاومة فضوله فنظر داخل التابوت ليرى الجسد المغطى بالكتان ساكنا داخله فتقدم أكثر فنظرة أخرى واقرب لن تقتل أحدا يحدث اوسر نفسه وهو يمد يده المرتعشة يضعها بخفة على الغطاء ويزيحه قليلا كاشفا عما تحته انه وجها لفتاة شاحب اللون عينان واسعتان مستكينة في نبل وكأنها تنظر اليه على رأسها تاج ذهبي وجهها فاتن شفتيها مصبوغة باحمر فاقع وخطوط من الكحل على جانب عيونها وجهها دقيق في غاية الجمال رغم شحوب بشرتها وقف متجمدا امام ذلك التابوت لم يعد هناك فرصة للتراجع حتى وإن كانت اللعنة بداخله

يتطاير لحاف الكتان مع هواء النهر ليكشف الجسد كله ..وقف اوسر مشلول القدمين أمام الجسد المسجى ذراعيها متقاطعة قابضة صولجان من ذهب يخر اوسر على الارض مذهول ويتذكر القسم الذي اقسمه مع الكاهن فسار على ركبتيه ويديه مبتعدا على التابوت يستند على شجرة حتى يستطيع الوقوف لقد تعرف على ذاك الوجه وبدا يكلم نفسه هل الموت تطول الأرباب والملوك؟يتساءل كيف ماتت وكيف كستها زرقة الموت
لا يوجد أحد معه واحس أنه لا يستطيع أن يبقى في هذا الوضع طويلا تقدم مرة أخرى وهو يتأمل وجهها الصغير الذي لم يغير الموت ملامحه بعد

...يتبع
آخر تعديل: