التفاعل
20.4K
الجوائز
3.4K
- تاريخ التسجيل
- 19 ماي 2011
- المشاركات
- 10,472
- آخر نشاط
- الحالة الإجتماعية
- متزوجة
- الجنس
- أنثى
- الأوسمة
- 46

السلام عليكم و رحمة اللّه تعالى و بركاته
العدد السابع من سلسلة مشاهير علماء المسلمين
الشخصية السابعة هي العالم و الطبيب و الفيلسوف
ابن سينا
وُلد أبو الحسين بن عبد اللّه بن سينا سنة 370 هـ / 980 م في قرية ( أفشنة ) بالقُرب من بُخارى في أوزباكستان في آسيا الوِسطى
كانت لبُخارى و سمرقند أهمية كبيرة في تعليم ابن سينا لكونهما مركزًا ثقافيًا في الدولة الإسلامية آنذاك
كان والده عبد اللّه عالِمًا معروفًا لإحدى القرى التابعة للسلطان و كان بيتهم مكانًا يلتقي فيه العلماء في المنطقة لذا كان ابن سينا معتادٌ على الجدل و النقاشات حول مختلف المواضيع منذ طفولته
و كان عبد اللّه شديد الإهتمام بتعليم ابنه
لا سيّما أنه لاحظ في الفتى ذاكرة قوية و تعطُشًا للعلم
فجلب له والده معلمًا للقرآن و آخر للأدب
و حين بلغ ابن سينا العاشرة كان قد حفِظ من القرآن و قرأ العديد من الأعمال الأدبية التي عُرضت عليه
ثم درس الأدب و حفِظ أشياء من أصول الدّين و حساب الهندسة و الجبر و المقابلة
بعدها رغب في دراسة الطّب فعكف على قراءة الكتب الطّبية و برزفي هذا العلم مدة قصيرة و كان عمره الا 16 عامًا
شجع عبد الله ابنه على تعلم الحساب و الجبر و في أحد الأيام وصلى إلى بُخارى رجل يُدعى ( عبد الله الناطلي ) و كان معلمًا للفلسفة فطلب منه والد ابن سينا أن يبقى في دارهم و
أن يُعلم ابنه
و كانت تلك نقطة تحول في حياة ابن سينا فقد أبدى الغلام ولعًا شديدًا بالفلسفة و سرعان ما إستخلص من معلمه كل ما استطاع أخذه من علم و لم يمض زمن طويل حتى أقرّ معلمه بأنه لم يعد لديه ما يعلمه إياه
و هكذا بدأ ابن سينا بحثه الخاص في الفلسفة إلى أن تمكن منها بشكل جيد
و قد درس بالإضافة إليها الهندسة الإقليدية
بعد أن درس الفلسفة و الجبر و الهندسة حوّل اهتمامه إلى الطّب و لم يطل الأمر بابن سينا حتى تعلم كل ما كان متوفرًا عن علم الطّب و أبدع كثيرًا في هذا المجال إلى حّد أن الأطباء البارزين كانوا يستشيرونه و يأخذ ن عنه معارفهم
كان في عمر 16 عندما بدأ يُزاول مهنة الطّب و يعالج المرضى
و مع تقدم الأيام زادت خبرته و معرفته بالطّب و في نفس الفترة كرّس نفسه أيضا لمعالجة الخلافات القضائية
عندما كان عمر ابن سينا 18 عاما تعرض سلطان بُخارى ( السّامي ) لمرض غريب
فاستُدعيَ ابن سينا مع غيره من الأطباء لمعالجة السلطان
و قد تمكن ابن سينا من علاج السلطان و بقي يعمل في القصر و كان لعمله هذا الكثير من الفوائد أهمها أنه كان يحصل على الإذن في ارتياد المكتبة الملكية السّامانية الضخمة
قرأ ابن سينا الكثير من الكتب في مكتبة السلطان و قد وجد فيها كُتُبا لم يكن قد سمععنخا أو رآها من قبل
و بعد أن قضى ابن سينا عدة سنوات في خدمة السلطان قررّ أن يسافر إلى أماكن أخرى و كانت أولى المحطات التي توقف فيها هي بلدة ( أوغرنش ) ثم ذهب إلى ( نيسابور ) و ( مرو) ثم وصل أخيرا إلى ( جرجان ) على بحر قزوين حيث افتتح مدرسة كان يُعلم فيها المنطق و علم الفلك
غادر ابن سينا ( جرجان ) و ارتحل إلى ( خراسان ) و ( الرّي ) و ( قزوين ) و حطّ به المطافُ أخيرًا في ( همذان ) حيث أصبح الطبيب الشخصي للأمير شمس الدولة
و بعد وفاة الأمير ذهب ابن سينا إلى أصفهان و قد أكرمه حاكم أصفهان علاءُ الدولة ( بن قاقويه ) كثيرا و عاش ابن سينا قرابة 14 عامًا في أصفهان و يُعتقد أن هذه الفترة من حياته كانت الأكثر إنتاجًا
استمر ابن سينا في الكتابة خلال هذه الفترة و كان أحد أعماله كتاب ( قانون الطّب )الذي أصبح فيما بعد المرجع الأساس لتدريس الطّب في أوروبا النهضة و في العالم الإسلام
كان ابن سينا إذا تحيّر في مسألة و لم يجد حلًا لهاو لم يكن يظفر بالحّد الأوسط في قياس كان يقول " ترددتُ إلى المسجد و صلّيتُ و ابتهلتُ إلى مُبدِعِ الكّل حتى فتح لي المغلق و تيّسر المُعسّر "
ضمّ كتابه ( قانون الطّب ) إقرارًا بالطبيعة المُعدية لمرض السُّل و معلومات عن انتقال العدوى في التربة و الماء و عن علا قوتو ة الصّحة النفسية بصّحة الإنسان الجسمية
كما ذكر الكتاب 760 عقارًا مُتوفرًا يُمكن استخدامها في ذلك الحين
كما كتب كتابًا صغيرًا يتعلّق بموضوع النّبض باللغة الفارسية و لكّن أضخم أعماله كان كتاب ( الشّفاء )
و يُناقش الكتاب أمورًا في المنطق و الفلسفة الطبيعية و الرياضيات و الغيبيات
و تضم أعماله الرئيسية الأخرى كتاب ( النجاة ) و ( الإشارات و التنبيهات ) و ( عيون الحِكمة ) و كتاب ( الهِداية )
و له كذلك كتاب ( دفع المضار الكُلية عن الأبدان الإنسانية ) و كتاب ( القولنج ) و ( رسالة في سياسة البدن و فضائل الشراب ) و ( رسالة في تشريح الأعضاء ) و ( رسالة في الفصد ) و ( رسالة في الأغذية و الأدوية )
كانت أعمال و أفكار ابن سينل مُتقدّمة على عصره فقد كان أول من ذكر بعض أساليب العلاج الحديثة كالعلاج النفسي و ضبط الحِمية
و كان أول من ناقش الجِراحة كفرع طّبي مستقل
ناقش ابن سينا أيضا مختلف الأدوية في مؤلفاته و شرح الخواص الشفائية للعديد من العقاقير و الأمراض التي تُستخدمُ لها و ناقش آثار التخذير في الجراحة و وصف الأمراض المُعدية و كيفية إنتشارها
و كان من الأوائل الذين ربطوا بين إنتشار الطاعون و الفئران
أدّت أعمال ابن سينافي العلوم الطبيعية إلى بذر بذور العلوم المتعلّقة بدراسة الأرض كالجيولوجيا غي الزمن الحديث
و كان أول من تأمّل و كتب عن تشكل الصخور و المركبات المعدنية في الأرض
كما ناقش منشأ الزلازل و الأحداث الكارثية الأخرى التي تحدث بشكل طبيعي
كما تكرق لدراسة علم الأرصاد الجوية و ناقش فيه تشكل الغيوم و الأمطار و تعليل ظهور قوس الألوان و الرياح و المذنبات و الشُهب
كان ابن سينا ما يزال بصُحبة علاء الدولة حين أُصيب بالمرض حيث كان يشعر بنوبات من المغص الحاد
و يُعتقد أن الشخص الذي طلب منه ابن سينا أن يصنع له العلاج قد غيّر فيه مما زاد المُشكلة تفاقمًا و أُصيب ابن سيما بتقرحات في أمعائه
ضعُفت صحة ابن سينا كثيرًا و كان يأخد المُسكنات ليرتاح من الألم
و لكن هناك من كان يسّممه باعطائه جرعات قوية من العقاقير التي كان يستخدمها للتخلص من الألم
توفي ابن سينا في 428 هـ / 1037م عن عمر ناهز 58 سنة و قد دُفن في همذان في إيران حاليا
انتهى .....
العدد السابع من سلسلة مشاهير علماء المسلمين
الشخصية السابعة هي العالم و الطبيب و الفيلسوف
ابن سينا
وُلد أبو الحسين بن عبد اللّه بن سينا سنة 370 هـ / 980 م في قرية ( أفشنة ) بالقُرب من بُخارى في أوزباكستان في آسيا الوِسطى
كانت لبُخارى و سمرقند أهمية كبيرة في تعليم ابن سينا لكونهما مركزًا ثقافيًا في الدولة الإسلامية آنذاك
كان والده عبد اللّه عالِمًا معروفًا لإحدى القرى التابعة للسلطان و كان بيتهم مكانًا يلتقي فيه العلماء في المنطقة لذا كان ابن سينا معتادٌ على الجدل و النقاشات حول مختلف المواضيع منذ طفولته
و كان عبد اللّه شديد الإهتمام بتعليم ابنه
لا سيّما أنه لاحظ في الفتى ذاكرة قوية و تعطُشًا للعلم
فجلب له والده معلمًا للقرآن و آخر للأدب
و حين بلغ ابن سينا العاشرة كان قد حفِظ من القرآن و قرأ العديد من الأعمال الأدبية التي عُرضت عليه
ثم درس الأدب و حفِظ أشياء من أصول الدّين و حساب الهندسة و الجبر و المقابلة
بعدها رغب في دراسة الطّب فعكف على قراءة الكتب الطّبية و برزفي هذا العلم مدة قصيرة و كان عمره الا 16 عامًا
شجع عبد الله ابنه على تعلم الحساب و الجبر و في أحد الأيام وصلى إلى بُخارى رجل يُدعى ( عبد الله الناطلي ) و كان معلمًا للفلسفة فطلب منه والد ابن سينا أن يبقى في دارهم و
أن يُعلم ابنه
و كانت تلك نقطة تحول في حياة ابن سينا فقد أبدى الغلام ولعًا شديدًا بالفلسفة و سرعان ما إستخلص من معلمه كل ما استطاع أخذه من علم و لم يمض زمن طويل حتى أقرّ معلمه بأنه لم يعد لديه ما يعلمه إياه
و هكذا بدأ ابن سينا بحثه الخاص في الفلسفة إلى أن تمكن منها بشكل جيد
و قد درس بالإضافة إليها الهندسة الإقليدية
بعد أن درس الفلسفة و الجبر و الهندسة حوّل اهتمامه إلى الطّب و لم يطل الأمر بابن سينا حتى تعلم كل ما كان متوفرًا عن علم الطّب و أبدع كثيرًا في هذا المجال إلى حّد أن الأطباء البارزين كانوا يستشيرونه و يأخذ ن عنه معارفهم
كان في عمر 16 عندما بدأ يُزاول مهنة الطّب و يعالج المرضى
و مع تقدم الأيام زادت خبرته و معرفته بالطّب و في نفس الفترة كرّس نفسه أيضا لمعالجة الخلافات القضائية
عندما كان عمر ابن سينا 18 عاما تعرض سلطان بُخارى ( السّامي ) لمرض غريب
فاستُدعيَ ابن سينا مع غيره من الأطباء لمعالجة السلطان
و قد تمكن ابن سينا من علاج السلطان و بقي يعمل في القصر و كان لعمله هذا الكثير من الفوائد أهمها أنه كان يحصل على الإذن في ارتياد المكتبة الملكية السّامانية الضخمة
قرأ ابن سينا الكثير من الكتب في مكتبة السلطان و قد وجد فيها كُتُبا لم يكن قد سمععنخا أو رآها من قبل
و بعد أن قضى ابن سينا عدة سنوات في خدمة السلطان قررّ أن يسافر إلى أماكن أخرى و كانت أولى المحطات التي توقف فيها هي بلدة ( أوغرنش ) ثم ذهب إلى ( نيسابور ) و ( مرو) ثم وصل أخيرا إلى ( جرجان ) على بحر قزوين حيث افتتح مدرسة كان يُعلم فيها المنطق و علم الفلك
غادر ابن سينا ( جرجان ) و ارتحل إلى ( خراسان ) و ( الرّي ) و ( قزوين ) و حطّ به المطافُ أخيرًا في ( همذان ) حيث أصبح الطبيب الشخصي للأمير شمس الدولة
و بعد وفاة الأمير ذهب ابن سينا إلى أصفهان و قد أكرمه حاكم أصفهان علاءُ الدولة ( بن قاقويه ) كثيرا و عاش ابن سينا قرابة 14 عامًا في أصفهان و يُعتقد أن هذه الفترة من حياته كانت الأكثر إنتاجًا
استمر ابن سينا في الكتابة خلال هذه الفترة و كان أحد أعماله كتاب ( قانون الطّب )الذي أصبح فيما بعد المرجع الأساس لتدريس الطّب في أوروبا النهضة و في العالم الإسلام
كان ابن سينا إذا تحيّر في مسألة و لم يجد حلًا لهاو لم يكن يظفر بالحّد الأوسط في قياس كان يقول " ترددتُ إلى المسجد و صلّيتُ و ابتهلتُ إلى مُبدِعِ الكّل حتى فتح لي المغلق و تيّسر المُعسّر "
ضمّ كتابه ( قانون الطّب ) إقرارًا بالطبيعة المُعدية لمرض السُّل و معلومات عن انتقال العدوى في التربة و الماء و عن علا قوتو ة الصّحة النفسية بصّحة الإنسان الجسمية
كما ذكر الكتاب 760 عقارًا مُتوفرًا يُمكن استخدامها في ذلك الحين
كما كتب كتابًا صغيرًا يتعلّق بموضوع النّبض باللغة الفارسية و لكّن أضخم أعماله كان كتاب ( الشّفاء )
و يُناقش الكتاب أمورًا في المنطق و الفلسفة الطبيعية و الرياضيات و الغيبيات
و تضم أعماله الرئيسية الأخرى كتاب ( النجاة ) و ( الإشارات و التنبيهات ) و ( عيون الحِكمة ) و كتاب ( الهِداية )
و له كذلك كتاب ( دفع المضار الكُلية عن الأبدان الإنسانية ) و كتاب ( القولنج ) و ( رسالة في سياسة البدن و فضائل الشراب ) و ( رسالة في تشريح الأعضاء ) و ( رسالة في الفصد ) و ( رسالة في الأغذية و الأدوية )
كانت أعمال و أفكار ابن سينل مُتقدّمة على عصره فقد كان أول من ذكر بعض أساليب العلاج الحديثة كالعلاج النفسي و ضبط الحِمية
و كان أول من ناقش الجِراحة كفرع طّبي مستقل
ناقش ابن سينا أيضا مختلف الأدوية في مؤلفاته و شرح الخواص الشفائية للعديد من العقاقير و الأمراض التي تُستخدمُ لها و ناقش آثار التخذير في الجراحة و وصف الأمراض المُعدية و كيفية إنتشارها
و كان من الأوائل الذين ربطوا بين إنتشار الطاعون و الفئران
أدّت أعمال ابن سينافي العلوم الطبيعية إلى بذر بذور العلوم المتعلّقة بدراسة الأرض كالجيولوجيا غي الزمن الحديث
و كان أول من تأمّل و كتب عن تشكل الصخور و المركبات المعدنية في الأرض
كما ناقش منشأ الزلازل و الأحداث الكارثية الأخرى التي تحدث بشكل طبيعي
كما تكرق لدراسة علم الأرصاد الجوية و ناقش فيه تشكل الغيوم و الأمطار و تعليل ظهور قوس الألوان و الرياح و المذنبات و الشُهب
كان ابن سينا ما يزال بصُحبة علاء الدولة حين أُصيب بالمرض حيث كان يشعر بنوبات من المغص الحاد
و يُعتقد أن الشخص الذي طلب منه ابن سينا أن يصنع له العلاج قد غيّر فيه مما زاد المُشكلة تفاقمًا و أُصيب ابن سيما بتقرحات في أمعائه
ضعُفت صحة ابن سينا كثيرًا و كان يأخد المُسكنات ليرتاح من الألم
و لكن هناك من كان يسّممه باعطائه جرعات قوية من العقاقير التي كان يستخدمها للتخلص من الألم
توفي ابن سينا في 428 هـ / 1037م عن عمر ناهز 58 سنة و قد دُفن في همذان في إيران حاليا
انتهى .....