ظاهرة الفشوش

إلياس

👑 TOP5 ✍️
أوفياء اللمة
تعتبر ظاهرة “الفشوش” في العائلات من بين الظواهر التي انتشرت مؤخرا، وهي علاقة الطفل بوالديه أو بالأسرة كاملة، حيث يعامل معاملة خاصة، وفي بعض الأحيان، يتجاوز الأمر إلى أن تصبح هذه الظاهرة معاملة سيئة، بالرغم من كونها ظاهريا تعني الحب والقرب منه، لكن، مع مرور الوقت، وتقدم الطفل في العمر، تتحول إلى عبء على العائلة، ويصبح هذا الطفل، عالة على أبويه، إن صح القول، سواء في تصرفاته أم تفكيره أم علاقته بالمحيط عامة.

لقد وقعت الكثير من العائلات في فخ هذه التربية الخاطئة، وأصبحت تعتبرها ظاهرة سلبية على العائلة عامة وعلى الشخص خاصة، لأنها ظاهرة تربي فيه الكسل وعدم الرضا، والحصول على كل شيء أو التمرد على أعراف العائلة. والأكثر من هذا، حينما يتقدم في السن، يصبح فردا عديم الشخصية، وعديم القدرة على تحمل نتائج أفعاله، وتجده دائما يعود إلى الأسرة في الكثير من شؤون الحياة. وهذا، يسقط عنه لقب رجل مسؤول أو امرأة مسؤولة.
يتساءل العديد من الناس اليوم: لمَ يربي الكثير من الآباء أبناءهم على التدليل، أو كما يقال بالعامية “الفشوش”، بالرغم من أن نتائجه سوف تكون عكسية عليه، إلا أنهم يصرون على هذه التربية الخاطئة، غير أن الواجب ذكره أن هذه التربية لا تليق، إن صح العبير، بجميع الأبناء، بحيث نجد التفضيل، يكون خاصا، سواء بالطفل البكر أم آخر العنقود، كما يقال، وهنا مربط الفرس، إذ إن الطفل الأول في العائلة يعتبر الثمرة الأولى للزواج، لهذا، نجده يلقى الكثير من الدلال والحب والقرب من الوالدين، أكثر من الإخوة الآخرين، وهو في الحقيقة نوع من التفريق بين الأبناء، لذا، يضاف هذا السلوك إلى “الفشوش” الزائد، الذي يتحول في يوم ما إلى عبء على الشخص والأهل على حد سواء. كما أننا نجد أن هذا الدلال يكون للطفل الأخير في العائلة، حيث ينظر إليه من باب الضعف والصغر، لهذا، يعامل بهذه المعاملة الخاصة من طرف العائلة، التي تتجاوز في الكثير من الأحيان الحدود، وتصبح ضارة بالطفل.

هي تربية خاطئة، حتى وإن أصر عليها الكثير من الآباء، لأنه يأتي اليوم الذي تظهر سلبيات هذه التربية، وتجعل الطفل شخصا عاجزا في المجتمع، وتسلب منه الإرادة في الكثير من شؤون الحياة، حينها يكون الأمر قد قضيه
 
العودة
Top Bottom