زوجــــــي.. كن صديقــــــــي!؟

وردة الروح

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
9 سبتمبر 2008
المشاركات
10,483
نقاط التفاعل
243
النقاط
323
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
زوجي.. كن صديقي!؟
هل يستطيع الرجل ان يكون صديقا لزوجته؟ هل يمكن ان ينتصر علي انانيته وتسلطة، ليتنازل عن دوره كزوج ويعوضه بدور الصديق؟ هل يستطيع ان يكون متفهماً وصادقاً، وذلك من بوابة أجمل، شكل من اشكال العلاقات الانسانية: الصداقة؟ هل هناك صداقة حقيقية بين الأزواج؟

يتفق أغلب الأزواج علي أهمية الصداقة وحضورها في العلاقة الزوجية، لكن تبقي مسألة تحقيقها خاضعة لكثير من الظروف وللمنطق العام الذي يسود أية مؤسسة زوجية، لأن الصداقة كما تقول (مريم -مهندسة): کهي أساس معرفة الآخر واللجوء إليه في أوقات معينة، والاعتماد علي مشورته ونصيحته والتبادل واياه الهموم اليومية، لذلك أؤمن كثيراً بمسألة الصداقة بين الزوجين وأري بأنها ضرورية، هي حالة أعيشها مع زوجي، لأني أفكر أمامه بصوت عال، اتحدث معه عن عملي وطموحاتي ويشجعني كثيراً ويساندني، كما اني أعيش معه أجواء عمله، علاقاته مع زملائه ومشاكله، زواجنا لم يكن تقليديا، وتعارفنا استمر وقتاً طويلاً عشنا خلال أيام الدراسة مواقف استقلالية هو كان بعيداً عن عائلته وانا ايضاً، وهو الشيء الذي جعلنا نعرف بعضنا دون تأثيرات من الأهل ونؤسس لصداقة متينة جمعتنا قبل ان يجمعنا الحب والزواج، لدرجة نستطيع تخمين ردود افعال بعضنا البعض دون الحاجة الي اعلانها.
نعم، نحن نختلف طبعاً، ولا نتردد في اعلان اختلافنا، قد نصطدم، لكننا نصر بعد ذلك علي جلسات للحوار والمناقشة حتي ننهي تماماً ما اختلفنا فيه.
کاتقاسم مع زوجي هوايات مشتركة، كما ارافقه في الكثير من الاحيان الي السهرات التي يدعي اليها، ويرافقني الي معظم المناسبات التي احضرها، وفي احيان اخري يأتي لاصطحابي حتي لو كنت وحدي برفقة اصدقائي، لان عامل الثقة موجود بيننا بقوة، كما ان اصدقائي اصبحوا اصدقاءه الشيء الذي ساعد علي تعميق صداقتنا واهتماماتنا المشتركة.
الحب والصداقة سر السعادة الزوجية
وتتفق مع هذا الرأي (جنان بوكمال - مدرسة) تقول: صداقتنا انا وزوجي نستمدها من احساسنا بالمسؤولية احدنا تجاه الآخر، وبضرورة الانصات له وتفهم مشاكله ووجهة نظره، وايضاً الوقوف بجانبه وقت الازمات والضيق. اعرف كل نقاط ضعف زوجي وهو ايضاً، اواجهه بها ويواجهني ليس من باب احراجه او احراجي، لكن لتفسير بعض المواقف التي يقفها احدنا ويتعصب لها في لحظات انفعاله، نتحدث ايضاً عن ماضيّ وماضيه نسترجع فيها الذكريات الجميلة وهي احاديث يغلب عليها الظرف والمرح.
في اعتقادي ان الصداقة، الي جانب الحب، تعتبر من مقومات الزواج الناجح، في مواقف كثيرة، تكون أهم من الحب، كما انه ليس من السهل ان نبني صداقة بين الازواج منذ البداية، لكنها عملية تحتاج الي تمارين يومية للتعود علي اعتبار الطرف الآخر صديقاَ قبل ان يكون زوجاً وحبيباً، كما ان الصداقة لابد ان تكون متوجة بالصراحة والصراحة المطلقة لان الصداقة مع الكذب لا يتفقان والكذب يولد الشك والشك يؤدي بالحياة الزوجية ويجرها الي الفشل والنهاية.
الصداقة تتمثل في التقارب الفكري بين الزوجين
تؤكد (بثينة علي صالح - اعلامية) علي ان الصداقة بين الزوجين ضرورية لدفع عجلة الزواج الي الاستمرارية وتحمل ما يواجهها من أزمات وتقول ايضاً: من المهم جداً الاشارة هنا الي عنصر اساسي في بناء الصداقة بين الزوجين، يتمثل في تقارب المستوي الفكري عموماً، الذي يسمح بتبادل الافكار ومناقشتها واستيعاب المقصود منها دون خلفيات سلبية، وهو شيء لا يتحقق بدون وجود تقارب فكري، وبالتالي يتوقف عليه نجاح ومتانة الصداقة بين الزوجين، كما ان الصداقة بين الزوجين تختلف باختلاف ظروفهما الاقتصادية والاجتماعية، بحيث يتسع هامش هذه الصداقة او يضيق بحسب الاستعداد الذي يبديه طرفا العلاقة، خاصة الزوج، والنابع من افكاره وتكوينه ومستواه الاجتماعي، الذي يجعله طرفاً فاعلاً في تأسيس علاقة صداقة ايجابية بينه وبين زوجته، او يكون السبب في فشلها حتي لو قامت الزوجة بمحاولات لاحلال عناصر الشفافية والحوار والمصارحة، لان الزوج الذي يرفض صداقة زوجته لاعتقاده بان اطلاع زوجته علي اسراره ونقط ضعفه ومشاركتها جميع مشاكلة، انما سيؤدي بها لعدم احترامه والانتقاص من هيبته كرجل وزوج يجب ان تظل له دائماً كلمة الفصل الاخيرة.
الصمت شعار زوجي
وفي موقف آخر تقول (ليلي عبدالله - جامعية، ربة بيت): عانيت من جراء ردود افعال زوجي السلبية امام محاولاتي الكثيرة لفتح باب الممناقشة الحرة والايجابية بيننا والتأسيس لصداقة مفتوحة بيننا، عوضاً عن ان ابحث عن صديقة خارج البيت ويبحث هو عن صديق يفضي إليه بأسراره الصغيرة والكبيرة.
زوجي من النوع الذي لا يحب الثرثرة، وغالباً ما يبقي صامتاً لوقت طويل، بحيث لا استطيع تخمين مشاعره دائماً، كما لا استطيع ان اعرف هل هو غاضب ام قلق ام يعاني من مشاكل معينة في عمله، عندما أسأله، يرد قائلاً ان هذا طبعه وانه لا يريد ان يزعجني، ويفضل ان يكون الوقت الذي يمضيه في البيت هادئاً وبدون مناقشات، ومن ثم، فان الحديث عن مشاكله او مشاكلي يعتبر حديثاً غير مرغوب فيه، بالطبع فان هذا الوضع لم يكن ليرضيني، لاني كنت اعرف ان لزوجي مجموعة من الاصدقاء، تستأثر باهتمامه، والاكيد انهم موضع اسراره وثقته التي من المفترض ان تسود بيننا، استمر الحال بيننا علي هذا النحو مدة طويلة، لم أيأس فيها ولم تفتر محاولاتي المستمرة في هدم جدار الصمت الذي اصر زوجي علي فرضه واقعاً مسيطراً علي علاقتنا، الي ان خرج يوماً عن صمته، تحت تأثير غضبه من اصدقائه الذين انقلبوا عليه فيما يشبه المكيدة، وكنت الاقرب إليه ليحكي لي عن صدمته التي لم يكن يتوقعها ممن اعتبرهم اكثر من افراد عائلته، معترفاً بصحة ما رددته دائماً، اي ان نكون اصدقاء بعضنا البعض، نتقاسم اسرارنا الصغيرة والكبيرة دون احراج او خجل او خوف من مشاكل مفترضة.
ومن يومها، فتحت ابوابا عريضة لمناقشة الكثير مما كان يرفض زوجي مجرد الخوض فيه مدفوعاً بخوفه من اثارة المشاكل بيننا، من جانبي لم افوت الفرصة التي طالبت بها كثيراً، وحاولت اعطاء زوجي الكثير من الحرية في الحديث عن يومياته التي تتضمن تفاصيل تغيظني في بعض الاحيان، ولمزيد من الثقة كنت أخبره بكل ما يختلج في اعماقي وعن مخاوفي من عائلته التي تتدخل في حياتنا، وعن اشياء كثيرة تؤرقني او تسعدني، حاولت خلق جو من الصراحة والثقة بيننا ووجدت عنده ما يكفي من الاستعداد الذي تحول بعد ذلك الي ضرورة اساسية، ثم الي شيء بديهي في علاقتنا الزوجية، بكثير من الصبر والمثابرة من جانبي، وشيء من الاستعداد من جانبه.
لا شك ان الاصدقاء يشكلون الكثير بالنسبة للفرد، يستمد منهم العون والدعم المعنوي واحياناً الدعم المادي، وكلما قامت الصداقة علي اساس الوفاء والاخلاص والمصادقة والشفافية، كلما كانت اقوي وامتن، وخاصة بين الزوجين.
صداقة الأبوين من صداقة أطفالهم
ولا شك ان الصداقة ضرورية بين الزوجين لما لها من اثر فعال في جعل العلاقة الزوجية اقوي وامتن بهذا يستهل (فواز السماك - موظف) كلامه قائلاً: ان الزوجة تهدف الي حضور زوجها في حياتها حضوراً عاطفياً كي تشعر بالطمأنينة والسكن النفسي وتحقيق ذاتها في شعورها بان زوجها يحبها وانها غالية عليه وذات قيمة كبيرة في نظره وانها صديقته الحميمة في هذه الحياة وشريكته الوفية في بناء اسرته، والصداقة لها المفعول السحري في الحياة الزوجية بحيث تحس المرأة بأن زوجها يركن لها في كل صغيرة وكبيرة وانها تحتل المرتبة الاولي في حياته، فتتلاشي المشاكل وتتقلص المتاعب وتنتقل الصداقة بين الوالدين الي الابناء فيصبح الابناء اصدقاء آبائهم وتنعم الاسرة بسعادة كبيرة.
كن صديقي قبل زوجي
وفي سياق آخر يتحدث (بدر الكواري - موظف في شركة): الصداقة بين الزوجين علاقة اساسية يصوغانها باختيارهما، ويضمّنانها كل المعاني الجميلة التي تجمعهما كالود والاهتمام والمشاركة والتفهم. اعترف ان زوجتي كانت وراء احلال جو الصداقة الذي يجمعنا منذ وقت طويل. كنت احاول دائماً ان أكبح جماح حماسها الكبير في الحديث عن كل شيء لاعتقادي بأن هناك الكثير من المواضيع غير صالحة لنتحدث عنها كزوجين، ولا تستحق مجرد الخوض فيها، لانني كنت اراها من وجهة نظري اما محسومة او ليست ذات اهمية، او قيمة وهو الشيء الذي يجعلني لا اتردد في رفضها ومناقشتها، لكن زوجتي مدفوعة بحاجتها الشديدة للبوح ومدفوعة بحبها لي، ولم تكف عن عادتها في الحديث عن كل الاشياء التي تشغلها او تقلقها خاصة مع مسؤوليتها الكبيرة تجاه طفلينا، ومع مرور الوقت وجدتني اسلك نحو زوجتي في الحديث عن تفاصيل يومياتي بما فيها من مواقف سيئة، واحيانا عادية جداً، ليتحول الامر الي عادة يومية يمارسها كلانا بمجرد رجوعنا من العمل.
بدأت أفكر بصوت عال امام زوجتي، خاصة انها اثبتت مرات عديدة تفهمها الذي لم اكن لاكتشفه لولا لحظات تواصلنا اليومية التي كنت اعترض عليها في البداية. زوجتي كانت سعيدة جداً بهذا التحول الذي طرأ علي، ومغتبطة وهي تستفز لدي رغبة الاعتراف بكل شيء، وتستنفر كل طاقاتها لتسخر مازحة من حماقات ارتكبتها او ارتكبها. كانت صداقتنا فرصة لاكتشاف مدي حكمة زوجتي خاصة وهي تقدم لي المشورة والتفهم الكبير الذي ظننت انني لن اجده لديها، وكنت احاول من جانبي ان أكون لها نعم الصديق الذي يتسع صدره لكل مشاكلها صغيرها وكبيرها، وكنت احسس بامتنان كبير لها، ولذلك كنت حريصاً علي بذل جهدي لاعاملها بالمثل محاولاً ان اكون صديقها قبل ان اكون زوجها.
التناغم بين الزوجين
ان الحب والصداقة هما مصدر الأمن للزوجة وللأولاد يقول (جميل الصائغ اعمال حرة): کالصداقة تولد التقارب والتناغم والانسجام بين الزوجين وفي غيابها تقوم الحواجز ويتصدع بنيان الاسرة نفسياَ وعاطفياً، والحمد لله فان اسرتي متماسكة ومتينة بفضل صداقتي لزوجتي، فأنا وهي جزء لا يتجزأ، اسراري معها واسرارها معي، فهي تعرف ما اريد قبل ان انطق به، متشابهان في كل شيء في الافكار وفي الاهداف في الطموح في الهوايات نقوم بالانشطة معاً سواء خيرية او اسرية او اقتصادية، نخطط لمستقبلنا معاً بدون عصبية او انانية وهكذا اصبح يضرب بنا المثل في عائلتنا بمدي انسجامنا ونجاحنا في زواجنا.
زوجي حالة سلبية مجسدة...
من جانبها تحكي رُبي محمد (ربة بيت بدون اولاد) عن حالة الانفصال الروحي الذي تعيشه برفقة زوجها: أحس دائماً ان هناك مساحة مظلمة في علاقتي مع زوجي، لم استطع بعد ان اخترق عتمتها، وكلما قمت بمحاولة من جانبي، يقابلها بالانزعاج من طرفه مؤكداً انني اتعدي علي خصوصياته التي لا يجب ان يطلع عليها احد حتي لو كنت انا زوجته. اعترف ان لكل منا خصوصياته الحميمية جداً، لكنني لا اطالب بأكثر من صداقة تجمعنا نحن الاثنان، زاوية من الصدق والتفاهم بعيداً عن مسؤولياتي كزوجة ومسؤولياته كزوج، وما يجعلني اشعر بالاستياء فعلا هو ما يردده زوجي دائماً علي مسامعي، انه يؤمن كل طلباتي وحقوقي كزوجة، لي الحق ان انتقده في ذلك كما اشاء، لكنه يرفض ان اتدخل في أمور اخري، وانه لا يستطيع ان يفصح لي عن امور هي في صلب اهتمامه ولا تعنيني في شيء، حاولت كثيراً ان اشرح لزوجي مدي حاجتي له كصديق، اسهب في شرح احساسي بالفراغ له، وايضاً احدثه عن هواجسي وكل ما افكر به، لكني اصطدم بحالة السلبية التي يقفها دائماً من محاولتي في كسب صداقته، دون ان يفكر جدياً في معاناتي وانا أري حجم المسافة بيننا يزداد يوماً بعد يوم.
أهمية التواصل السليم في العلاقة بين الزوجين
وفي موقف آخر يري (حسين الحلواتي موظف): انا أري أن أهم شيء يجب ان يسود العلاقة بين الزوجين هو التواصل السليم والتفاهم منذ البداية اللذان يؤديان الي التأسيس لعنصر الصداقة، واشير هنا الي ان الكثير من الاسر تفتقد جانب التواصل في علاقاتها الاسرية والاجتماعية، وبالتالي يكون من الصعب اعادة انتاجه في علاقاتهم الخاصة، الشيء الذي يتطلب مجهودات من طرفي العلاقة الزوجية لاحلال الحوار والمناقشة مكان الصمت السلبي او النقاش العقيم.
والصداقة المطلوبة بين الزوجين عليها ان تكون خالية من الانانية والتحدي والغطرسة والا ستفقد معناها وتقذف بالحياة الزوجية الي الهاوية، وها أنذا وبعد مرور اربعة عشر عاما علي زواجان مازلت أنعم بالسعادة وراحة البال.
في فترة الخطوبة يحسم كل شيء
اما جميلة طرادة (موظفة) تقول: الصداقة وسيلة للتقارب بين الزوجين وهي مفتاح السعادة الزوجية، وعليه فان المرأة في فترة خطوبتها عليها ان تعمل جاهدة لخلق روح الصداقة بينها وبين خطيبها فاذا اينعت واثمرت كان الزواج بإذن الله واذا ذبلت وتلاشت كان الانفصال، فالحب لا يكفي لخلق حياة زوجية سعيدة لان هذه الاخيرة مرتكزة علي مجموعة من العوامل يساعد علي تحقيقها، الحب، الصداقة، التفاهم، الالتزام....
وفي نفس السياق يقول لبيب الشهابي (موظف): کصداقتي لزوجتي كانت البلسم الشافي في حياتنا لكونها امتصت كل مشاكلنا وقضت علي كل خلافاتنا الاسرية، وابعدت الروتين والملل عنا، فقد كانت الرافد الذي لا ينضب معينه لتغذية وتوطيد العلاقة بيني وبين زوجتي وأولادي.
لا صداقة بين الزوج والزوجته
وفي تعليق سريع يقول رجل يرفض ذكر اسمه: ليست هناك صداقة بين المرأة وزوجها وانما هي تمثيلية ظريفة يمثلها الاثنان علي بعضهما البعض. فكوني رجل أعمال وزوجتي محدودة التعليم، وانا بحكم عملي اعقد اتفاقيات وعقود في سهرات مع رجال أعمال او سيدات اعمال في أمكنة او في فنادق تعج بالجنس اللطيف والمشروبات الروحانية فهل سترضي زوجتي اذا اخبرتها بأن علي ملاقاة سيدات اعمال في مكان ما، او لن تمطرني حين عودتي بوابل من الاسئلة، او لن تنغص علي حياتي اذا اخبرتها بأجواء المكان وما يعتلج فيه او هل ستصدق براءتي بأن حكم وجودي مع نساء هو محض عمل... أسئلة لا تنتهي وعقل المرأة لا يتفهم.
علم الاجتماع
التواصل مفتقد في كثير من العلاقات الأسرية وتري الاستاذه بهية رضي نائبة جمعية الاجتماعيين: کبأن الاصدقاء يشكلون الجماعة المرجعية للفرد وعلاقة الصداقة تضيف له مجموعة من القيم، واذا تحققت بين الزوجين، فهي تغني العلاقة بينهما وتثريها، وتكسبها الانسجام الروحي والفكري الواجب حضوره كركيزة اساسية في المؤسسة الزوجية، فطبيعة الصداقة بين الزوجة وزوجها لها مقومات تختلف عن الصداقة بين امرأتين او رجلين بحيث تكون اكثر غني وتزداد عمقاً مع الوقت، بعكس الصداقة بين النساء او الرجال التي قد تتعرض لأزمات تؤدي الي فتورها او حتي انكسارها.
ما يميز ايضاً علاقة الصداقة بين الزوجين حسب الاستاذة بهية هو ما تضمنه من استقرار ينعكس علي الأبناء وعلي الحالة العاطفية للزوجين وتواصل قائلة: کان العلاقة الزوجية هي خليط من الحب والود والصداقة والألفة ومن غير ذلك تعتبر العلاقة فاشلة. ويؤكد أن ما يؤثر في الحياة الزوجية عند كثير من الازواج هو طغيان الجانب الذاتي لديهم، اذ هناك من يعتبر انه يعرف اكثر من الآخر ولا يحتاج الي أية نصائح او توجيهات من اي كان، كما ان هناك عوامل اجتماعية وبيئية، تجعل الازواج لا يستفيدون من صداقة بعضهم ويخفون نقاط ضعفهم وبعض مشاكلهم، لاعتقادهم ان ذلك سوف يؤثر علي شخصيتهم ومدي احترام الطرف الآخر لهم.
كما ان هناك بعض الازواج الذين يرتكبون اخطاء كبيرة في تعاملهم مع زوجاتهم كاللجوء الي العنف الجسدي او اللفظي الذي يترك آثاراً نفسية علي المرأة، وبالتالي لا يسمح بوجود مناخ صحي لاقامة صداقة حقيقية بينهما. وللزوج تأثير مهم في تدعيم علاقة الصداقة بينه وبين زوجته او نسفها، فاذا كانت التوجهات النفسية والاجتماعية للزوج ايجابية، فغالباً ما يدعمها ويسعي لاستمرارها حرصاً علي سعادته وسعادة زوجته، وهناك ازواج يتملكهم خوف حقيقي او وهمي من زوجاتهم، وهو خوف مرضي مرده نزعة التسلط الكامنة لديهم، فيعمدون الي محاربة الشجاعة في طرح مشاكلها دون خوف والتعبير عن آرائها دون مواربة، وهو الشيء الذي يبيحه المجتمع للرجال دون النساء معبراً بذلك عن تحيزه الواضح للرجال.
وتختم الاستاذة بهية بقولها: کاستمدوا روح الصداقة التي ينعم بها كبار السن ومدي روح المحبة والمودة والأخوة التي تؤلف بين قلبيهما.
بحسب علم النفس المرأة ميالة لاقامة صداقات متعددة تختلف المرأة عن الرجل من حيث الشخصية والتركيبة النفسية وطبيعة الاهتمام وذلك حسب علماء النفس، فطبيعة الرجل تميل الي الحذر بخلاف المرأة التي تحب اقامة صداقات متعددة، وتبوح بأسرارها وخصوصياتها لاصدقائها مما يجعلها في حالة وقوع مشكلة ما تتعرض لصدمة او أزمة، لذلك فصداقتها لزوجها تكون أهم وتمنحها الكثير من الثقة والاستقرار، نفس الشيء بالنسبة للزوج الذي تنعكس عليه ايجابياً حالة المصارحة والتفاهم والصداقة الحقيقية مع زوجته.
وخلاصة القول فان مما لا شك فيه ان فقدان علاقة الصداقة بين الزوجين، يشكل انذارا لهما بضرورة تجاوز هذه المرحلة لئلا يؤدي ذلك الي فقدان التواصل نهائياً في وقت لاحق، وهو الشيء الذي لا يخدم مصلحتهما ولا مصلحة الأسرة عموماً.
فيا زوجي لنكن صديقين معاً في الحياة نعزف سمفونية المستقبل ونسبح في عالم الشفافية والحب والمودة، فلا خصام ولا جدال ولا.............


تحيـــــاتي
و دعواتكــــم
ور الـــروح دة
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top