مسابقة في العقيدة ( مسابقة علمية عل منهج أهل السنة و الجماعة، وللفائزين جوائز معتبرة)


بارك الله فيكم على الفائدة.
شرط الإيمان اختاره بعض أهل العِلم ومن بينهم الشيخ الشنقيطي -رحمه الله-، أنا لما ذكرتُه في الإجابة ذكرته من باب ذِكر الخلاف بين العُلماء في هذه المسألة، فقد نجزم هنا بأن الشروط تقتصر فقط على الإخلاص والمتابعة وقد يرى أحد الأعضاء في مصادر أخرى أن الشروط ثلاثة وقد يلتبس عليه الأمر. لهذا رأيتُ من الواجب التعرض للشرط الثالث مع أنِّي أميل لأن شرط الإسلام يدخل في شرط المتابعة. والله أعلم

بارك الله فيك.
لكن أظن أن هذا قد يكون من باب الاجمال و التفصيل، اذ هناك وجه للجمع بين شرط المتابعة و الاسلام.
 
1-متى يكون العمل عبادة


جاءت أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم تبين أن العمل المباح لتحصيل الرزق، متى قصد به طاعة الله تحول إلى قربة وعبادة يثاب عليها صاحبها، من هذه الأحاديث:
ما روى الطبراني في الأوسط (6835) عن كعب بن عجرة قال: مر على النبي صلى الله عليه وسلم رجل فرأى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من جلده ونشاطه ما أعجبهم، فقالوا: يا رسول الله، لو كان هذا في سبيل الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن كان خرج يسعى على ولده صغاراً فهو في سبيل الله، وإن خرج يسعى على نفسه يعفها فهو في سبيل الله، وإن كان خرج رياء وتفاخراً فهو في سبيل الشيطان"وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع رقم: 1428.
فقد بين الحديث أن المكلف متى خرج يسعى على ولده صغاراً، أو يسعى على أبوين شيخين كبيرين، أي يسعى على ما يقيم به أودهم فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على نفسه يعفها أي عن المسألة للناس أو عن أكل الحرام، فهو أيضاً في سبيل الله وهو مثاب مأجور والخروج فيه كالخروج للجهاد. وإن كان خرج يسعى لا لواجب أو مندوب بل رياء ومفاخرة بين الناس فهو في سبيل الشيطان.​



2-شروط العبادة


هناك ستة أوصاف لا تتحقق المتابعة إلا باجتماعها في العبادة :
1- سببها .

2- جنسها .

3- قدرها .

4- كيفيتها .

5- زمانها .

6- مكانها .

وفي مايلي شرح لكل سبب بالتفصيل
قال الشيخ الفقيه محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله تعالى :

أولا : أي أن تكون العبادة موافقة للشريعة في ( سببها ) فأي إنسان يتعبد لله بعبادة مبنية على سبب لم يثبت بالشرع فهي عبادة مردودة ، ليس عليها أمر الله ورسوله ، و للتوضيح نذكر مثال ذلك الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك الذين يحتفلون بليلة السابع والعشرين من رجب يدّعون أن النبي صلى الله عليه وسلم عرج به في تلك الليلة فهو غير موافق للشرع مردود .
1 - لأنه لم يثبت من الناحية التاريخية أن معراج الرسول صلى الله عليه وسلم كان ليلة السابع والعشرين ، وكتب الحديث بين أيدينا ليس فيها حرف واحد يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم عرج به في ليلة السابع والعشرين من رجب ومعلوم أن هذا من باب الخبر الذي لا يثبت إلا بالأسانيد الصحيحة .​
2 - وعلى تقدير ثبوته فهل من حقنا أن نحدث فيه عبادة أو نجعله عيدا ؟ أبدا . ولهذا لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ورأى الأنصار لهم يومان يلعبون فيهما قال : ( إن الله أبدلكم بخير منهما ) وذكر لهم عيد الفطر وعيد الأضحى وهذا يدل على كراهة النبي صلى الله عليه وسلم لأي عيد يحدث في الإسلام سوى الأعياد الإسلامية وهي ثلاثة : عيدان سنويان وهما عيد الفطر والأضحى وعيد أسبوعي وهو الجمعة . فعلى تقدير ثبوت أن الرسول صلى الله عليه وسلم عرج به ليلة السابع والعشرين من رجب - وهذا دونه خرط القتاد - لا يمكن أن نحدث فيه شيئا بدون إذن من الشارع .​
لأن مقتضى هذه البدعة أن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يتم الشريعة ، مع أن الله سبحانه وتعالى يقول : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) . والغريب أن بعض المبتلين بهذه البدع تجدهم يحرصون غاية الحرص على تنفيذها ، مع أنهم متساهلون فيما هو أنفع وأصح وأجدى .​

ثانيا : أن تكون العبادة موافقة للشريعة في ( جنسها )
مثل أن يضحي الإنسان بفرس ، فلو ضحى الإنسان بفرس ، كان بذلك مخالفا للشريعة في جنسها . ( لأن الأضحية لا تكون إلا من بهيمة الأنعام وهي الإبل والبقر والغنم ) .​

ثالثا : أن تكون العبادة موافقة للشريعة في ( قدرها ) لو أن أحدا من الناس قال إنه يصلي الظهر ستا ، فهل هذه العبادة تكون موافقة للشريعة ؟ كلا ؛ لأنها غير موافقة لها في القدر . ولو أن أحدا من الناس قال سبحان الله والحمد لله والله أكبر خمسا وثلاثين مرة دبر الصلاة المكتوبة فهل يصح ذلك ؟ فالجواب : إننا نقول إن قصدت التعبد لله تعالى بهذا العدد فأنت مخطئ ، وإن قصدت الزيادة على ما شرع الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولكنك تعتقد أن المشروع ثلاثة وثلاثون فالزيادة لا بأس بها هنا ، لأنك فصلتها عن التعبد بذلك .

رابعا : أن تكون العبادة موافقة للشريعة في ( كيفيتها )
لو أن الإنسان فعل العبادة بجنسها وقدْرها وسببها ، لكن خالف الشرع في كيفيتها ، فلا يصح ذلك . مثال ذلك : رجل أحدث حدثا أصغر ، وتوضأ لكنه غسل رجليه ثم مسح رأسه ، ثم غسل يديه ، ثم غسل وجهه ، فهل يصح وضوؤه ؟ كلا لأنه خالف الشرع في الكيفية .​

خامسا : أن تكون العبادة موافقة للشريعة في ( زمانها )
مثل أن يصوم الإنسان رمضان في شعبان ، أو في شوال ، أو أن يصلي الظهر قبل الزوال ، أو بعد أن يصير ظل كل شيء مثله ؛ لأنه إن صلاها قبل الزوال صلاها قبل الوقت ، وإن صلى بعد أن يصير ظل كل شيء مثله ، صلاها بعد الوقت فلا تصح صلاته .​
ولهذا نقول إذا ترك الإنسان الصلاة عمدا حتى خرج وقتها بدون عذر فإن صلاته لا تقبل منه حتى لو صلى ألف مرة . وهنا نأخذ قاعدة مهمة في هذا الباب وهي كل عبادة مؤقتة إذا أخرجها الإنسان عن وقتها بدون عذر فهي غير مقبولة بل مردودة .​
ودليل ذلك حديث عائشة رضي الله عنها : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد .​

سادسا : أن تكون العبادة موافقة للشريعة في ( مكانها )
فلو أن إنسانا وقف في يوم عرفة بمزدلفة ، لم يصح وقوفه ، لعدم موافقة العبادة للشرع في مكانها . وكذلك على سبيل المثال لو أن إنسانا اعتكف في منزله ، فلا يصح ذلك ؛ لأن مكان الاعتكاف هو المسجد ، ولهذا لا يصح للمرأة أن تعتكف في بيتها ؛ لأن ذلك ليس مكانا للاعتكاف . والنبي صلى الله عليه وسلم لما رأى بعض زوجاته ضربن أخبية لهن في المسجد أمر بنقض الأخبية وإلغاء الاعتكاف ولم يرشدهن إلى أن يعتكفن في بيوتهن وهذا يدل على أنه ليس للمرأة اعتكاف في بيتها لمخالفة الشرع في المكان .​





والله أعلم
جزاك الله خير على الاجابة، و على كل الجهد المبذول.
فيما يخص الشطر الأول من الاجابة، فنفس الملاحظة التي ذكرته للاخت (
انسانة ما)، أما الشطر الثاني فينقصه شرط الاخلاص
قال تعالى (
فمن كان يرجو لقاء ربه فاليعمل عملا صالحا و لا يشرك بعبادة ربه أحدا) و لن يكون صالحا الا اذا كان موافقا للسنة و كذلك لا بد أن يكون على وجه الاخلاص لله تعالى و هذا معنى قوله عز وعلى (لا يشرك بعبادة ربه أحدا) .
التقييم: 12/20(قريب من الجيد و يمكنك الأكثر بارك الله فيك)
 
السّلامُ عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

باركَ اللهُ فيكُم: القائمينَ على المُسابقةِ، والمُشاركينَ فيها،
ونفعَ بكُم، ووفقكُم.

ونُبارك الأقسام الفرعيّة الجَديدةِ؛ لمُنتَدى الشّريعةِ الإسلاميّة.
أسألهُ تعالى أن يُعينكُم، ويُبارك جُهودكُم.

الحَمدُ للهِ تَعالى.
الحَقُّ أنّى استفدتُ كثيراً، ولا زلتُ؛ فشكر الله لكُم.





يَكونُ العَملُ عِبادةً: إذا كمُل فيها شيئان:
كَمال الحُبّ مع كمال الذلّ لله تعالى.
وقد جمع الله تعالى بين ذلك في قوله: ( إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ) [الأنبياء: 90]

وأمّا شُروطُ العبادةِ؛

الشّرط الأوّل:
الإخلاص: وهو أن يقصد العبد بعبادته وجه الله تعالى دون سواه. قال الله تعالى: ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين ) ( البينة:5 ).
وبناء على هذا الشرط فمن أدّى العبادة ونوى بها غير وجه الله، كأن يريد مدح الناس، أو يريد مصلحة دنيوية، أو فعلها تقليداً لغيره دون أن يقصد بها وجه الله تعالى؛ فلا تقبل منه، ولا يثاب عليها.
وإن قصد بالعبادة وجه الله وخالط نيته رياء حبط عمله أيضاً.

الشّرط الثّاني: مُوافقة شرع الله تعالى: وذلك بأن تكون العبادة في وقتها وصفتها موافقة لما جاء في كتاب الله وسنة نبيه صلى اله عليه وسلم، فلا يزيد في عبادته قولاً أو علماً لم يرد فيهما، ولا يفعلهما في غير وقتهماـ
وكذلك لا يتعبد لله بعبادة لم ترد فيهما،
وهذا مُقتضى شهادة أن محمداً رسول الله،
فلا يعبد الله تعالى إلاّ بما شرعه على لسان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
قال الله تعالى: ( وما آتاكم الرّسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) ( الحشر: 7 ).
وقال النّبي صلى الله عليه وسلم: ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ ) ( مُتّفق عليه ).

وقد فصّلَ سماحة الوالِد الشيخ الفقيه مُحمّد بن صالح بن عثيمين رحمه الله تعالى كيفيّة المُتابعةَ ( الشّرط الثّاني ) فجعلها ستّة أوصاف لا تتحقّق مُوافقة الشّريعةِ إلاّ باجتِماعها في العبادة وهي:

1- سبَبها . 2- جِنسها . 3- قَدرها .
4- كيفيّتها .5- زَمانها .6- مَكانها .

فائدةٌ:
صنّف أهلُ العِلم النّاس بالنسبة إلى العبادة وأركانها وشروطها
إلى سبعة أصناف:
1 - من عبد الله تعالى بالحبّ والرّجاء والخوف والإخلاص ومتابعة السنة فهو مُوحّد سُنّي .
2 - من عبد غير الله تعالى فهو مُشرك .
3 - من عبد الله بالحب وحده ، لا رجاء الجنّة ولا خوفًا من النار كالصوفية القائلين : ((لا مقصود إلا الله)) فهو زنديق .
4 - ومن عبد الله بالرجاء وحده فهو مُرجئ .
5- من عبد الله بالخوف وحده فهو حروري خارجيّ .
6 - ومن عبد الله بدون الإخلاص فهو منافق ، مراء .
7 - ومن عبد الله بدون اتباع السنة فهو مُبتدع راهب ضالّ .

والله تعالى أعلى وأعلمُ.

وفّقكمُ اللهُ ونفعَ بكُم.

موفقة بارك الله فيك.
لست أجد تعليق.
العلامة الكاملة.
 
بارك الله فيك عبد الرحمان، لكني لم أقصد هنا ما عنيته بتعقيبك حفظك الله ووفقك، و هذا بين واضح في قولي (و لا قبول للاعمال بدون اسلام صاحبها)، أي أن الأعمال ان كان ظاهرها المتابعة، لا بد لها من الاسلام كركن أصيل، اذ العمل الصالح لا يقبل على وجه الثواب و الجزاء من كافر، و لعل هذا الذي عناه من ذكره من أهل العلم كشرط مستقل، فالمسألة فيها اجمال و تفصيل، فمن أجمل ذكر شرطي الاخلاص و المتابعة، و اعتبر دخول شرط الاسلام في المتابعة، و من فصل ذكر شرط الاسلام استقلالا لبيان عدم صحة العمل من الكافر وان في ظاهره مثل عمل المسلمين، كالاحسان الى الفقراء و صلة الأرحام وغيره، و كذلك منهم من ذكر شرط صدق العزيمة كما فعله الشيخ الجليل حافظ حكمي في أعلام السنة المنشورة، و على سبيل المثال عن حكم عمل الكافر أنظر ما ذكره الشيخ ابن عثيمين في فقه العبادات في باب الصيام، في مسألة صوم الكافر.
يأتي باذن الله نقله.

بارك الله فيك أخي أبو ليث لكن أظن أننا لسنا مختلفين في الفكرة
فقط أن نقول كما فصلت في درك آنفا ( أن المسألة في إجمال وفيها تفصيل ) وأنا أعطيتك رأي أهل العلم الذين يأخذون بالاجمل لان الاخت إنسانة ما سبقتني بالتنويه لمسألة التفصيل
بارك الله فيكم ونفع بكم
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يكون العمل عبادة إذا توفر فيه شرطان وهما الاخلاص والمتابعة

أما شروط العبادة فهي شرطان

الاخلاص : وهو التنقية ، أن يقصد بعبادته وجه الله والدار الاخرة ، ولايدخل مع ذلك حب االثناء أو الرياء . ودليل ذلك قوله تعالى (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ) [البينة : 5] وقوله تعالى ( فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ) [غافر : 14]
المتابعة : والمتابعة يقصد بها إتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جميع الاحوال ودليل ذلك الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه (ومن عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد). وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ )
والله أعلم
أخي عبد الرحمان لست أجد ما أقيمك به، غير أنك لو ذكرت في جواب الشطر الأول السؤال الركنان لا الشرطان.
حقيقتا أخشى تقييم من أحسبه أعلم مني.

قيم أنت الاجابة وفق ما ذكره الشيخ حافظ حكمي.
 
كم مراتب دين الإسلام، أذكرها مع ذكر دليلها والتعريف بها ؟
 
أخي عبد الرحمان لست أجد ما أقيمك به، غير أنك لو ذكرت في جواب الشطر الأول السؤال الركنان لا الشرطان.
حقيقتا أخشى تقييم من أحسبه أعلم مني.

قيم أنت الاجابة وفق ما ذكره الشيخ حافظ حكمي.

بارك الله فيك أخي أبو ليث
يقولون فهم السؤال نصف الجواب وكما ترى أنا أجبت بما أحفظه من كلام أهل العلم أن شرطا قبول العمل هي ....... وأنت كنت تقصد الاركان
وكما قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله (لكل جواد كبوة ولكل عالم هفوة)
كما أعلمك أخي أن الهدف الاسمى من هاته المسابقة ليس في التنقيط لكن الهدف الاسمى أن ينتفع الاخوة والاخوات من خلال مشاركاتنا وأضن أن ذلك قد حصل والحمد لله فذلك هو التنقيط
وفقكم الله ورعاكم ويسر لكم في إكمال هاته المسيرة
 
كم مراتب دين الإسلام، أذكرها مع ذكر دليلها والتعريف بها ؟

السلام عليكم ورحمة الله
بارك الله فيكم
مراتب الدين ثلاثة:
* الإسلام: الإسلام هو الإستسلام لله والإنقياد له والبراءة من الشِرك وأهله، وهو خمسة أركان: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، إقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت.
* الإيمان: هو بضع وسبعون شُعبة أعلاها لا إله إلاَّ الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شُعبة من الإيمان. وأركانه ستة: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقضاء خيره وشره.
* الإحسان: هو ركن واحد، وهو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
والدليل على هذه المراتب حديث جبريل -عليه السلام- الذي رواه مسلم: فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: بينما كنَّا جلوس عند رسول الله إذ طلع علينا رجلاً شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر،
لا يُرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منَّا أحد. حتى جلس إلى النبِّي -صلى الله عليه وسلم- فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه، وقال: (يا محمد أخبرني عن الإسلام). فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (الإسلام أن تشهد أن لا إلـه إلا الله وأن محمَّدًا رسول الله، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليـه سبيلا). قال: (صدقت). فعجبنا لـه يسأله ويُصدِّقه. قال: (فأخبرني عن الإيمان). قال: (أن تؤمن بالله وملائكتة وكتبه ورسله واليوم الآخر، وأن تؤمن بالقدر خيره وشرِّه). قال (صدقت. فأخبرني عن الإحسان). قال: (أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك). قال: (فأخبرني عن الساعـة). قال: (ما المسئول عنها بأعلم من السائل). قال: (فأخبرني عن أمـاراتها). قال: (أن تلد الأمـة ربَّتها، وأن ترى الحفاة العراة العالـة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان). ثم انطلق، فلبثنا مليًّا ثم قال: (يا عمر! أتدري من السائل؟). قلت: الله ورسولـه أعلم. قال:(فإنه جبريل أتاكم يعلِّمكم دينكم).

 
السّلامُ عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

باركَ اللهُ فيكُم.
الحَقّ: أحياناً أجِدُ إجاباتي إنّما هي تكرارٌ لِما سبقَ إليهِ إخوَتي وأخواتي حفظهمُ ربّي.
ولكِن مِن قَبيلِ: ما تكرّر تقرّرَ.


كم مراتب دين الإسلام، اذكرها مع ذكر دليلها والتعريف بها؟

الحَمدُ للهِ تَعالى.
أمّا مَراتِبُ الدّين فثلاثةٌ: ذكرها الإمام المُجدّد شيخ الإسلام مُحمّد بن عَبدالوهاب رحمه الله تعالى في كتابه: " ثلاثة الأصول ". ثمّ شَرحها سماحة الوالد العلاّمة مُحمد صالح العثيمين في كتابه: " شَرح ثلاثة الأصول ".

وأمّا بيانُها: الإسلامُ، والإيمانُ، والإحسانُ.
وأمّا الدّليلُ: فمِن السُّنَّةِ: حَدِيثُ جِبْرِيلَ الْمَشْهُورُ عَلَيْهِ السَّلامُ عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وهو ثاني حديث في الأربعين النّوويّة - قَالَ: (بَيْنَما نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ، شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ، لاَ يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَر، وَلاَ يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ، فَجَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ.
فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنِ الإِسْلاَمِ؟
فَقَالَ: ((أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ، وَتُقِيمَ الصَّلاَةَ، وَتُؤْتِيَ الزّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلاً).
فَقَالَ: صَدَقْتَ، فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ.
قَالَ: أَخْبِرْنِي عَنِ الإِيمَانِ؟
قَالَ: ((أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ، وَمَلاَئِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَاليَوْمِ الآخِرِ، وَبِالقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ)).
قَالَ: صَدَقْتَ.
قَالَ: أَخْبِرْنِي عَنِ الإِحْسَانِ؟
قَالَ: ((أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ)).
قَالَ: صَدَقْتَ.
قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ؟
قاَلَ:((مَا المَسْؤُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ)).
قَالَ: أَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَاتِهَا؟
قَالَ: ((أَنْ تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّتَهَا، وَأَنْ تَرَى الحُفَاةَ العُرَاةَ العَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ في البُنْيَانِ).
قَالَ: فَمَضَى فَلَبِثْنَا مَلِياًّ.
فَقَالَ صَلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((يَا عُمَرُ؛ أَتَدْرِي مَنِ السَّائِلُ))؟
قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ.
قَالَ: ((هذَا جبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ أَمْرَ دِينِكُمْ)).

وأمّا تَعريفُها:
الإسلامُ: هو الاستِسلام لله بالتّوحيد والانقياد له بالطاعة، والبراءة من الشّرك وأهله.
وهو خمسةُ أركانٍ:
شهادة أن لا إله إلاّ الله، وأن مُحمّداً رسول الله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام فدليل الشّهادة قوله تعالى: ( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائماً بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم).
وقوله : ( قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأننا مسلمون ).
الإيمانُ: الإيمان لُغة: التّصديق، وشرعاً : التّصديق الجازم بوُجود الله الخالق وأنه سُبحانه واحِد لا شريك له.
فهو: ( الإقرارُ بالقلب، والنّطق باللّسان، والعمل بالجَوارح).
وأركانه ستّة: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره.
والدليل قوله تعالى : ( ليس البرّ أن تولوا وجوهكم قبل المَشرق والمَغرب ولكن البرّ من آمن بالله واليوم والآخر والملائكة والكِتاب والنّبيين ) .
ودليل القدر قوله تعالى : ( إنّا كلّ شيء خلقناه بقدر ))
الإحسانُ: ركن واحِد.
والإحسانُ في اللّغة: إتقانُ الشيء وإتمامه، مأخوذ من الحُسن، وهو الجمال، ضدّ القبح، وهو ينقسم إلى أقسام:
1. إحسان بين العبد وبين ربّه، وهذا هو المقصود.
2. إحسان بين العبد وبين النّاس. 3. إحسان الصّنعة وإتقانها.
أن تعبد الله كأنك تراه، أي تُخلص في عبادة الله وحده مع تَمام الإتقان، كأنّك تراه وقت عِبادته، فإن لم تقدر على ذلك فتذكّر أنّ الله يُشاهدك ويرى منك كلّ صغير وكبير.
والدّليل قوله تعالى : ( إنّ الله مع الذين اتّقوا والذين هم مُحسنون )) .

فائدةٌ:
أهمية الحديث أعلاهُ:
قال ابن دقيق العيد: هذا حَديث عظيمٌ اشتَمل على جميع وظائف الأعمال الظّاهرة والباطنة، وعلوم الشّريعة كلها راجعة إليه ومُتشعبة منه؛ لما تضمنه من جمعه علم السنة، فهو كالأم للسُّنة؛ كما سُميت الفاتحة " أمّ القرآن "؛ لما تضمّنه من جمعها معاني القُرآن.


والله تعالى أعلى وأعلمُ.

نفع ربّي بكُم وثبّتكُم.

 
جزاك الله خير على الاجابة، و على كل الجهد المبذول.
فيما يخص الشطر الأول من الاجابة، فنفس الملاحظة التي ذكرته للاخت (
انسانة ما)، أما الشطر الثاني فينقصه شرط الاخلاص
قال تعالى (
فمن كان يرجو لقاء ربه فاليعمل عملا صالحا و لا يشرك بعبادة ربه أحدا) و لن يكون صالحا الا اذا كان موافقا للسنة و كذلك لا بد أن يكون على وجه الاخلاص لله تعالى و هذا معنى قوله عز وعلى (لا يشرك بعبادة ربه أحدا) .
التقييم: 12/20(قريب من الجيد و يمكنك الأكثر بارك الله فيك)
بارك الله فيك وجزاك كل خير
المهم التعلم وتصحيح المفاهيم الخاطئة
 
كم مراتب دين الإسلام، أذكرها مع ذكر دليلها والتعريف بها ؟
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
الاجابة
للدين الإسلامي ثلاث مراتب وهي : الإسلام ، والإيمان ، والإحسان . وكل مرتبة لها معنى ، ولها أركان .
المرتبة الأولى : الإسلام وهو لغة : الانقياد والإذعان .
وأما في الشرع : فيختلف معناه بحسب إطلاقه وله حالتان :
الحالة الأولى : أن يطلق مفرداً غير مقترن بذكر الإيمان فهو حينئذ يراد به الدين كله أصوله وفروعه من اعتقاداته وأقواله وأفعاله ، كقوله تعالى : ( إن الدين عند الله الإسلام ) آل عمران/19 ، وقوله تعالى : ( ورضيت لكم الإسلام دينا ) المائدة/3 ، وقوله : ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه ) آل عمران/85 . ولذا عرفه بعض أهل العلم بقوله : هو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك وأهله .
الحالة الثانية : أن يطلق مقترنا بالإيمان فهو حينئذ يراد به الأعمال والأقوال الظاهرة كقوله تعالى : ( قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم ) الحجرات/14
وفي صحيح البخاري ( 27 ) ومسلم ( 150 ) عن سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطَى رَهْطًا وَسَعْدٌ جَالِسٌ فِيهِمْ قَالَ سَعْدٌ : فَتَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُمْ مَنْ لَمْ يُعْطِهِ وَهُوَ أَعْجَبُهُمْ إِلَيَّ . فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لَكَ عَنْ فُلَانٍ ؟ فَوَاللَّهِ إِنِّي لَأَرَاهُ مُؤْمِنًا . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَوْ مُسْلِمًا" قَالَ : فَسَكَتُّ قَلِيلا ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَعْلَمُ مِنْهُ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لَكَ عَنْ فُلَانٍ ؟ فَوَاللَّهِ إِنِّي لأَرَاهُ مُؤْمِنًا . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "أَوْ مُسْلِمًا" قَالَ : فَسَكَتُّ قَلِيلا ثُمَّ غَلَبَنِي مَا عَلِمْتُ مِنْهُ ، فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ : مَا لَكَ عَنْ فُلانٍ ؟ فَوَاللَّهِ إِنِّي لأَرَاهُ مُؤْمِنًا . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَوْ مُسْلِمًا إِنِّي لأُعْطِي الرَّجُلَ وَغَيْرُهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ خَشْيَةَ أَنْ يُكَبَّ فِي النَّارِ عَلَى وَجْهِهِ "
فقوله صلى الله عليه وسلم : "أو مسلما " ؛ لما قال له سعد رضي الله عنه مالك عن فلان فوالله إني لأراه مؤمنا : يعني أنك لم تطلع على إيمانه وإنما اطلعت على إسلامه من الأعمال الظاهرة .
المرتبة الثانية : الإيمان وهو في اللغة : التصديق المستلزم للقبول والإذعان .
وفي الشرع : يختلف معناه بحسب إطلاقه وله حالتان أيضا :
الحالة الأولى : أن يطلق على الإفراد غير مقترن بذكر الإسلام فحينئذ يراد به الدين كله كقوله عز وجل : ( الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور ) البقرة /257 ، وقوله تعالى : ( وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين ) المائدة/23
وقوله صلى الله عليه وسلم : " إنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون " أخرجه مسلم ( 114 ) . ولهذا أجمع السلف على أنه : " تصديق بالقلب ـ ويدخل فيه أعمال القلب ـ ، وقول باللسان ، وعمل بالجوارح ، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية "
ولهذا حصر الله الإيمان فيمن التزم الدين كله باطنا وظاهرا في قوله عز وجل : ( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون (2) الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون (3) أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم (4)) الأنفال/2-4
وقد فسر الله تعالى الإيمان بذلك كله في قوله تعالى : ( ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون ) البقرة/177 ، وفسره النبي صلى الله عليه وسلم بذلك كله في حديث وفد عبد القيس في صحيح البخاري ( 53 ) ومسلم ( 17 ) فقال : " آمركم بالإيمان بالله وحده قال : أتدرون ما الإيمان بالله وحده ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة وصيام رمضان ، وأن تؤدوا من المغنم الخمس " .
وقد جعل صلى الله عليه وسلم صيام رمضان إيمانا واحتسابا من الإيمان وكذا قيام ليلة القدر وكذا أداء الأمانة وكذا الجهاد والحج واتباع الجنائز وغير ذلك وفي صحيح البخاري ( 9) ومسلم ( 35 ) : " الإيمان بضع وسبعون شعبة فأعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق " والآيات والأحاديث في هذا الباب يطول ذكرها .
الحالة الثانية : أن يطلق الإيمان مقرونا بالإسلام وحينئذ يفسر بالاعتقادات الباطنة كما في حديث جبريل وما في معناه وكما في قول النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء الجنازة : "اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان " أخرجه الترمذي ( 1024 ) وقال : حسن صحيح ، وصححه الألباني كما في صحيح سنن الترمذي ( 1 / 299 ) وذلك أن الأعمال بالجوارح وإنما يتمكن منها في الحياة فأما عند الموت فلا يبقى غير قول القلب وعمله .
والحاصل أنه إذا أفرد كل من الإسلام والإيمان بالذكر فلا فرق بينهما حينئذ بل كل منهما على انفراده يشمل الدين كله وإن فرق بين الاسمين كان الفرق بينهما بما ذكر ( وهو أي الإسلام يختص بالأمور الظاهرة على الجوارح والإيمان بالأمور القلبية الباطنة ) وهو الذي دل عليه حديث جبريل الذي رواه مسلم في صحيحه ( 8 ) عن عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ : بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ لا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ وَلا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ حَتَّى جَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ وَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنْ الإِسْلامِ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الإِسْلامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَتُقِيمَ الصَّلاةَ ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ ، وَتَصُومَ رَمَضَان ،َ وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنْ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلا . قَالَ : صَدَقْتَ . قَالَ : فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ . قَالَ : فَأَخْبِرْنِي عَنْ الإِيمَانِ . قَالَ : " أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ " قَالَ : صَدَقْتَ . قَالَ : فَأَخْبِرْنِي عَنْ الإِحْسَانِ ؟ قَالَ : أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ . قَالَ : فَأَخْبِرْنِي عَنْ السَّاعَةِ ؟ قَالَ : "مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنْ السَّائِلِ" قَالَ : فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَتِهَا ؟ قَالَ : " أَنْ تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّتَهَا وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ " قَالَ : ثُمَّ انْطَلَقَ فَلَبِثْتُ مَلِيًّا ، ثُمَّ قَالَ لِي:" يَا عُمَرُ أَتَدْرِي مَنْ السَّائِلُ " ؟ قُلْتُ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ . قَالَ : " فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ"
المرتبة الثالثة : الإحسان وهو في اللغة : إجادة العمل وإتقانه وإخلاصه .
وفي الشرع يختلف معناه بحسب إطلاقه وله حالتان :
الحالة الأولى : أن يطلق على سبيل الإفراد غير مقترن بذكر الإسلام والإيمان ، فيراد به الدين كله كما سبق في الإسلام والإيمان .
الحالة الثانية : أن يقترن بهما أو أحدهما فيكون معناه : تحسين الظاهر والباطن وقد فسره النبي صلى الله عليه وسلم تفسيراً لا يستطيعه أحد من المخلوقين غيره صلى الله عليه وسلم لما أعطاه الله من جوامع الكلم فقال صلى الله عليه وسلم : " الإحسان : أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك" وهي أعلى مراتب الدين وأعظمها خطرا وأهلها هم السابقون بالخيرات المقربون في أعلى الدرجات .
وقد أخبر صلى الله عليه وسلم أن مرتبة الإحسان على درجتين وأن للمحسنين في الإحسان مقامين متفاوتين :
المقام الأول وهو أعلاهما : أن تعبد الله كأنك تراه وهذا يسميه بعض العلماء (مقام المشاهدة ) وهو أن يعمل العبد كأنه يشاهد الله عز وجل بقلبه فيتنور القلب بالإيمان حتى يصير الغيب كالعيان فمن عبد الله عز وجل على استحضار قربه منه وإقباله عليه وأنه بين يديه كأنه يراه أوجب له ذلك الخشية والخوف والهيبة والتعظيم .
المقام الثاني : مقام الإخلاص [والمراقبة ] وهو أن يعمل العبد على استحضار مشاهدة الله إياه واطلاعه عليه وقربه منه فإذا استحضر العبد هذا في عمله وعمل عليه فهو مخلص لله تعالى لأن استحضاره ذلك في عمله يمنعه من الالتفات إلى غير الله ، وإرادته بالعمل . وهذا المقام إذا حققه العبد سهل عليه الوصول إلى المقام الأول . ولهذا أتى به النبي صلى الله عليه وسلم تعليلا للأول فقال : " فإن لم تكن تراه فإنه يراك " وفي بعض ألفاظ الحديث : " فإنك إلا تكن تراه فإنه يراك" فإذا تحقق في عبادته بأن الله تعالى يراه ويطلع على سره وعلانيته وباطنه وظاهره ولا يخفى عليه شيء من أمره فحينئذ يسهل عليه الانتقال إلى المقام الثاني وهو دوام استشعار قرب الله تعالى من عبده ومعيته حتى كأنه يراه . نسأل الله من فضله العظيم .
والله أعلم
بارك الله فيكم وجزاكم الجنة
 
بارك الله فيكم اخواني و أخواتي، و جزى الله خيرا كل من تابعنا و شاركنا، في انتظار مشاركة البقية ثم نجيب بعدها بجواب أهل العلم.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نشكر الأخوات اللواتي سبقن بالإجابة ولا أضن أني أزيد عليها ولكن مشاركتي ستكون من باب الإضافة والتوسع في الشرح فقط

روى مسلم في صحيحه عن عمر بن الخطاب، قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب. شديد سواد الشعر. لا يرى عليه أثر السفر. ولا يعرفه منا أحد. حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم. فاسند ركبتيه إلى ركبتيه. ووضع كفيه على فخذيه. وقال: يا محمد! أخبرني عن الإسلام. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وتقيم الصلاة. وتؤتي الزكاة. وتصوم رمضان. وتحج البيت، إن استطعت إليه سبيلا) قال: صدقت. قال فعجبنا له. يسأله ويصدقه. قال: فأخبرني عن الإيمان. قال: (أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر. وتؤمن بالقدر خيره وشره) قال: صدقت. قال: فأخبرني عن الإحسان. قال:(أن تعبد الله كأنك تراه. فإن لم تكن تراه، فإنه يراك). قال: فأخبرني عن الساعة. قال: (ما المسؤول عنها بأعلم من السائل) قال: فأخبرني عن أمارتها. قال: (أن تلد الأمة ربتها. وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء، يتطاولون في البنيان). قال ثم انطلق. فلبثت مليا. ثم قال لي: (يا عمر! أتدري من السائل؟) قلت: الله ورسوله أعلم. قال: (
هفإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم).

قال أهل العلم في شرح حديث جبريل عليه السلام في الشطر الأخير منه
( هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم) أي أن كل الدين الإسلامي محصور في هذا الحديث كما قال الإمام النووي رحمه الله (واعلم أنَّ هذا الحديث يجمع أنواعاً من العلوم والمعارف والآداب واللطائف، بل هو أصل الإسلام، كما حكيناه عن القاضي عياض ) وقال ابن رجب في جامع العلوم والحكم (1/97): (وهو حديث عظيم يشتمل على شرح الدِّين كلِّه، ولهذا قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم في آخره: (هذا جبريل أتاكم يعلِّمكم دينكم)، بعد أن شرح درجة الإسلام ودرجة الإيمان ودرجة الإحسان، فجعل ذلك كلَّه ديناً.
وبالتالي تكون الإجابة على السؤال أن مراتب الدين الإسلامي هي: الإسلام ، الإيمان ، الإحسان

الإسلام :
هو الاستسلام لله وحده بالطاعة فعلاً للمأمور وتركاللمحظور في كل زمان ومكان والاستسلام لله يكون ظاهرا وباطنا
فالاستسلام الظاهر يقصد به قوله صلى الله عليه وسلم: (الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وتقيم الصلاة. وتؤتي الزكاة. وتصوم رمضان. وتحج البيت، إن استطعت إليه سبيلا)

والاستسلام الباطن ويقصد به الإيمان ودليله من الحديث (أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر. وتؤمن بالقدر خيره وشره)

وعرفه الشيخ العثيمين رحمه الله قال:
الإيمان
: هو الإقرار والاعتراف المستلزم للقبول والإذعان وهو مطابق للشرع، وأما قولهم: الإيمان في اللغة التصديق ففيه نظر، لأنه يقال: آمنت بكذا وصدقت فلاناً ولايقال: آمنت فلاناً، بل يقال: صدقه، فصدق فعل متعدٍ، وآمن فعل لازم
وقولنا: الإيمان المستلزم للقبول والإذعان احترازاً مما لو أقر لكن لم يقبل كأبي طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم ،حيث أقر بالنبي صلى الله عليه وسلم وأنه صادق لكن لم يقبل ماجاء به - نسأل الله العافية - ولم يُذعن ولم يتابع، فلم ينفعه الإقرار، فلابد من القبول والإذعان.


أما الإحسان كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث
:(أن تعبد الله كأنك تراه. فإن لم تكن تراه، فإنه يراك).
وتعريفه هو : من
أحسن يحسن، وهو بذل الخير والإحسان في حق الخالق: بأن تبني عبادتك على الإخلاص لله تعالى والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكلما كنت أخلص وأتبع كنت أحسن. وأما الإحسان للخلق: فهو بذل الخير لهم من مال أوجاه أو غير ذلك.
للإحسان مرتبتان: مرتبة الطلب، ومرتبة الهرب.
مرتبة الطلب: أن تعبد الله كأنك تراه.
ومرتبة الهرب: أن تعبد الله وهو يراك عزّ وجل فاحذره، كما قال عزّ وجل: (وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ )(آل عمران: الآية30)، وبهذا نعرف أن الجملتين متباينتان والأكمل الأول، ولهذا جعل النبي صلى الله عليه وسلم الثاني في مرتبة ثانية متأخرة.

وفي التعليق على هذا الحديث كلام نفيس للشيخ أبن باز رحمه الله أنقل لكم جزئ منه :

فالإسلام أخص بالأعمال الظاهرة التي يظهر بها الانقياد لأمر الله والطاعة له والإتباع لشريعته وتحكيمها في كل شيء، والإيمان أخصّ بالأمور الباطن المتعلقة بالقلب من التصديق بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر وبالقدر خيره وشره؛ ولهذا لما سئل صلى الله عليه وسلم عن الإيمان قال: (أن تؤمن بالله وملائكته ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره)، ففسر الإيمان بهذه الأمور الستة التي هي من أصول الإيمان، وهي في نفسها أصول الدين كله؛ لأنه لا إيمان لمن لا إسلام له، ولا إسلام لمن لا إيمان له، فالإيمان بهذه الأصول لابد منه لصحة الإسلام، لكن قد يكون كاملا وقد يكون ناقصا، ولهذا قال الله عز وجل في حق الأعراب: (قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا) .
فلما كان إيمانهم ليس بكامل، بل إيمان ناقص لم يستكمل واجبات الإيمان نفى عنهم الإيمان يعني به الكامل؛ لأنه ينفي عمن ترك الواجبات، كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا إيمان لمن لا صبر له)، (لا يؤمن أحدهم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت)، (..فليكرم ضيفه)، (..فليصل رحمه)، (..فلا يؤذي جاره) إلى غير ذلك؛ فالمقصود أن الإيمان يقتضي العمل الظاهر، كما أن الإسلام
بدون إيمان من عمل المنافقين، فالإيمان الكامل الواجب يقتضي فعل ما أمر الله به رسوله، وترك ما نهى عنه الله ورسوله، فإذا قصر في ذلك جاز أن ينفي عنه ذلك الإيمان بتقصيره كما نفى عن الأعراب بقوله تعالى: (قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا) .، وكما نفى عمن ذكر الأحاديث السابقة
وسمي الإيمان إيمانًا لأنه يتعلق بالباطن والله يعلمه جل وعلا، فسمي إيمانًا لأنه يتعلق بالقلب المصدق، وهذا القلب المصدق للدلالة على تصديقه وصحة إيمانه أمور ظاهرة، إذا أظهر الإسلام واستقام عليه وأدى حقه دل ذلك على صحة إيمانه، ومن لم يستقم دل ذلك على عدم إيمانه أو على ضعف إيمانه، والإيمان عند الإطلاق يدخل فيه الإسلام، والعكس كذلك عند إطلاق الإسلام يدخل فيه الإيمان عند أهل السنة والجماعة كما قال الله عز وجل (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ) ، فالمعنى فيه الإيمان عند أهل السنة والجماعة فإنه لا إسلام إلا بإيمان، فالدين عند الله الإسلام وهو الإيمان وهو الهدى وهو التقوى وهو البر، فهذه الأسماء وإن اختلفت ألفاظها، فإنها ترجع إلى معنى واحد وهو الإيمان بالله ورسله والاهتداء بهدى الله والاستقامة على دين الله، فكلها تسمى برًا وتسمى إيمانًا وتسمى إسلامًا، وتسمى تقوى وتسمى هدى، وكذلك إذا أطلق الإحسان دخل فيه الأمران الإسلام والإيمان لأنه يخص الكلّ من عباد الله فبإطلاقه يدخل فيه الأمران الأولان الإسلام والإيمان، وعند إطلاق أحد الثلاثة إذا أطلق فإنه يدخل فيه الآخران، فإذا قيل المحسنون هم أخص عباد الله، فلا إحسان إلا بإسلام وإيمان قال تعالى (وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) وقال سبحانه: (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) فالمحسن إنما يكون محسنًا بإسلامه وإيمانه وتقواه لله وقيامه بأمر الله بهذا سمي محسنًا، ولا يتصور أن يكون حسنًا بدون إسلام وإيمان.


كما أرجو المعذرة من الاخ أبو ليث على الإطالة وهذا فقط لتعم الفائدة
بارك الله فيكم وفي مجهوداتكم ووفقكم لما فيه الخير

 
س : كم مراتب دين الإسلام ؟

جـ : هو ثلاث مراتب : الإسلام والإيمان والإحسان ، وكل واحد منها إذا أطلق شمل الدين كله .
س : ما معنى الإسلام ؟

جـ : معناه الاستسلام لله بالتوحيد ، والانقياد له بالطاعة ، والخلوص من الشرك ، قال الله تعالى : { وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ } ، وقال تعالى : { وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى } ، وقال تعالى : { فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ } .
س : ما الدليل على شموله الدين كله عند الإطلاق ؟

جـ : قال الله تعالى : { إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ } ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : « بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ » (1) ، وقال صلى الله عليه وسلم : « أفضل الإسلام إيمان بالله » (2) . وغير ذلك كثير .

س : ما الدليل على تعريفه بالأركان الخمسة عند التفصيل ؟

جـ : قوله صلى الله عليه وسلم في حديث سؤال جبريل إياه عن الدين : « الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا » (3) ، وقوله صلى الله عليه وسلم : « بني الإسلام على خمس » (4) ، فذكر هذه غير أنه قدم الحج على صوم رمضان وكلاهما في الصحيحين .
_________

_________
(1) رواه مسلم ( الإيمان / 232 ) ، والترمذي ( 2629 ) ، وابن ماجه ( 3986 ، 3987 ) ، وغيرهم .
(2) رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : « سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل ؟ قال : إيمان بالله . . » . ( الإيمان 135 ) ، ورواه أحمد ( 4 / 114 ) ، وعبد الرزاق ( 11 / 127 ) من حديث عمرو بن عتبة .

(3) رواه البخاري ( 50 ، 4777 ) ، ومسلم ( الإيمان / 1 ، 5 ) ، وغيرهما .
(4) رواه البخاري ( 4514 ) ، ومسلم ( الإيمان / 19 ) ، وغيرهما
 
آخر تعديل:
س : ما هو الإيمان ؟

جـ : الإيمان قول وعمل : قول القلب واللسان ، وعمل القلب واللسان والجوارح ، ويزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ، ويتفاضل أهله فيه .
س : ما الدليل على أنه قول وعمل ؟

جـ : قال الله تعالى : { وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ } . الآية ، وقال تعالى : { فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ } . وهذا معنى الشهادتين اللتين لا يدخل العبد في الدين إلا بهما ، وهي من عمل القلب اعتقادا ومن عمل اللسان نطقا لا تنفع إلا بتواطئهما ، وقال تعالى : { وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ } يعني صلاتكم إلى بيت المقدس قبل تحويل القبلة ، سمى الصلاة كلها إيمانا ، وهي جامعة لعمل القلب واللسان والجوارح ، وجعل النبي صلى الله عليه وسلم الجهاد وقيام ليلة القدر وصيام رمضان وقيامه وأداء الخمس وغيرها من الإيمان ، وسئل النبي صلى الله عليه وسلم « أي الأعمال أفضل ؟ قال : " إيمان بالله ورسوله » " (1) .
_________
(1) رواه البخاري ( 26 ، 1519 ) ، ومسلم ( الإيمان / 135 ) .
 
س : ما الدليل على أن الإيمان يشمل الدين كله عند الإطلاق ؟

جـ : قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث وفد عبد القيس : «
آمركم بالإيمان بالله وحده " ، قال : " أتدرون ما الإيمان بالله وحده " . قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : " شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وأن تؤدوا من المغنم الخمس » " (1) .
_________

س : ما الدليل على تعريف الإيمان بالأركان الستة عند التفصيل ؟


جـ : قول النبي صلى الله عليه وسلم لما قال له جبريل عليه السلام : «
أخبرني عن الإيمان قال : " أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره » " (2) .

س : ما دليلها من الكتاب جملة ؟

جـ : قال الله تعالى : { لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ } ، وقوله تعالى : { إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ } ، وسنذكر إن شاء الله دليل كل على انفراده .

س : ما معنى الإيمان بالله عز وجل ؟

جـ : هو التصديق الجازم من صميم القلب بوجود ذاته تعالى الذي لم يسبق بضد ولم يعقب به ، هو الأول فليس قبله شيء ، والآخر فليس بعده شيء ، والظاهر فليس فوقه شيء ، والباطن فليس دونه شيء ، حي قيوم ، أحد صمد { لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ }{ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ } ، وتوحيده بإلهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته .
_________
(1) رواه البخاري ( 53 ، 87 ، 523 ) ، ومسلم ( الإيمان / 23 ).
(2) رواه البخاري ( 50 / 4777 ) ، ومسلم ( الإيمان / 1 ، 5 ) .
 
آخر تعديل:
س : ما دليل الإحسان من الكتاب والسنة ؟

جـ : أدلته كثيرة منها قوِله تعالى : { وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } ، { إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ } ، { وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى } ، { لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ } ، { هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ } . وقال النبي صلى الله عليه وسلم : « إن الله كتب الإحسان على كل شيء » (1) ، وقال صلى الله عليه وسلم : " « نعما للعبد أن يتوفى يحسن عبادة الله وصحابة سيده نعما له » (2) .



س : ما هو الإحسان في العبادة ؟
جـ : فسره النبي صلى الله عليه وسلم في حديث سؤال جبريل لما قال له : « فأخبرني عن الإحسان ؟ قال : أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك » (1) ، فبين صلى الله عليه وسلم أن الإحسان على مرتبتين متفاوتتين ، أعلاهما عبادة الله كأنك تراه ، وهذا مقام المشاهدة ، وهو أن يعمل العبد على مقتضى مشاهدته لله تعالى بقلبه وهو أن يتنور القلب بالإيمان وتنفذ البصيرة في العرفان حتى يصير الغيب كالعيان ، وهذا هو حقيقة مقام الإحسان . الثاني : مقام المراقبة وهو أن يعمل العبد على استحضار مشاهدة الله إياه واطلاعه عليه وقربه منه فإذا استحضر العبد هذا في عمله وعمل عليه فهو مخلص لله تعالى ؛ لأن استحضاره ذلك في عمله يمنعه من الالتفات إلى غير الله تعالى وإرادته بالعمل ، ويتفاوت أهل هذين المقامين بحسب نفوذ البصائر .

_________
(1) رواه مسلم ( الصيد / 57 ) .
(2) رواه البخاري ( 2549 ) ، ومسلم ( 46 ) .

(3) رواه البخاري ( 50 ، 4777 ) .
 
آخر تعديل:
ترقبوا التقييم غدا باذن الله.
 
س : ما هو الإيمان ؟
جـ : الإيمان قول وعمل : قول القلب واللسان ، وعمل القلب واللسان والجوارح ، ويزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ، ويتفاضل أهله فيه .
س : ما الدليل على أنه قول وعمل ؟

بارك الله فيكم أخ أبو ليث
أردتُ فقط التعقيب على هذا التعريف، أعتقد والله أعلم أنه ناقص.
فالإيمان حسب تعريف أهل السنة والجماعة: هو اعتقد بالجنان وقول باللسان وعمل بالجوارح والأركان يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان.
فاعتقاد الجنان (القلب) يدخل في التعريف. والدليل قوله صلى الله عليه وسلم:
(الإيمان بضع وسبعون شعبة؛ أعلاها أعلاها: قول: لا إله إلا الله. وأدناها: إماطة الأذى عن الطريق. والحياء شعبة من الإيمان).
وهنا يتضح تعريف الإيمان؛ فقوله:
(أعلاها قول لا إله إلا الله) يشمل الإعتقاد بالقلب والقول باللسان.
وقوله:
(وأدناها: إماطة الأذى عن الطريق) يشمل العمل بالجوارح.
أود أن أشكركم على التذكير فبارك الله فيكم، البارحة غاب عنِّي هذا التعريف والله المستعان، وبعد أن رأيتُ ردكم هذا رجعت ذاكرتي. فبارك الله فيكم على التذكير.

 

بارك الله فيكم أخ أبو ليث
أردتُ فقط التعقيب على هذا التعريف، أعتقد والله أعلم أنه ناقص.
فالإيمان حسب تعريف أهل السنة والجماعة: هو اعتقد بالجنان وقول باللسان وعمل بالجوارح والأركان يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان.
فاعتقاد الجنان (القلب) يدخل في التعريف. والدليل قوله صلى الله عليه وسلم:
(الإيمان بضع وسبعون شعبة؛ أعلاها أعلاها: قول: لا إله إلا الله. وأدناها: إماطة الأذى عن الطريق. والحياء شعبة من الإيمان).
وهنا يتضح تعريف الإيمان؛ فقوله:
(أعلاها قول لا إله إلا الله) يشمل الإعتقاد بالقلب والقول باللسان.
وقوله:
(وأدناها: إماطة الأذى عن الطريق) يشمل العمل بالجوارح.
أود أن أشكركم على التذكير فبارك الله فيكم، البارحة غاب عنِّي هذا التعريف والله المستعان، وبعد أن رأيتُ ردكم هذا رجعت ذاكرتي. فبارك الله فيكم على التذكير.

ما وجه نقصه بارك الله فيك، مع أن التعريف للعلامة حافظ حكمي رحمه الله، أخبرني أين النقص بالظبط حتى يتبين لي الخلل.
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top