مسابقة في العقيدة ( مسابقة علمية عل منهج أهل السنة و الجماعة، وللفائزين جوائز معتبرة)


السلام عليكم ورحمة الله
بارك الله فيكم
مراتب الدين ثلاثة:
* الإسلام: الإسلام هو الإستسلام لله والإنقياد له والبراءة من الشِرك وأهله، وهو خمسة أركان: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، إقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت.
الإسلام: الإسلام هو الإستسلام لله بالتوحيد والإنقياد له بالطاعة والبراءة من الشِرك وأهله،و هذا وفقا لما شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب.
* الإيمان: هو بضع وسبعون شُعبة أعلاها لا إله إلاَّ الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شُعبة من الإيمان. وأركانه ستة: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقضاء خيره وشره.
حبذا لو ذكرت تعريفه اللغوي ثم أردفت بتعريفه الشرعي، فأنت أهل لذلك وأكثر.
* الإحسان: هو ركن واحد، وهو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
أحسن ما فسر به الاحسان كلام خير الخلق و أعرفهم بربه عليه من ربي أفضل الصلاة و أزكى السلام.
والدليل على هذه المراتب حديث جبريل -عليه السلام- الذي رواه مسلم: فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: بينما كنَّا جلوس عند رسول الله إذ طلع علينا رجلاً شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر،
لا يُرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منَّا أحد. حتى جلس إلى النبِّي -صلى الله عليه وسلم- فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه، وقال: (يا محمد أخبرني عن الإسلام). فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (الإسلام أن تشهد أن لا إلـه إلا الله وأن محمَّدًا رسول الله، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليـه سبيلا). قال: (صدقت). فعجبنا لـه يسأله ويُصدِّقه. قال: (فأخبرني عن الإيمان). قال: (أن تؤمن بالله وملائكتة وكتبه ورسله واليوم الآخر، وأن تؤمن بالقدر خيره وشرِّه). قال (صدقت. فأخبرني عن الإحسان). قال: (أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك). قال: (فأخبرني عن الساعـة). قال: (ما المسئول عنها بأعلم من السائل). قال: (فأخبرني عن أمـاراتها). قال: (أن تلد الأمـة ربَّتها، وأن ترى الحفاة العراة العالـة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان). ثم انطلق، فلبثنا مليًّا ثم قال: (يا عمر! أتدري من السائل؟). قلت: الله ورسولـه أعلم. قال:(فإنه جبريل أتاكم يعلِّمكم دينكم).
و هذا دليل جامع مع وجود أدلة كثر أخرى.

بارك الله فيك، و نفع بك، جعلك الله ممن انتفع به الكثير من خلقه و جعل ذلك كله لك ذخرا يوم لا ينفع مال و لا بنون الا من أتى الله بلقب سليم.
 
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
الاجابة
للدين الإسلامي ثلاث مراتب وهي : الإسلام ، والإيمان ، والإحسان . وكل مرتبة لها معنى ، ولها أركان .
المرتبة الأولى : الإسلام وهو لغة : الانقياد والإذعان .
وأما في الشرع : فيختلف معناه بحسب إطلاقه وله حالتان :
الحالة الأولى : أن يطلق مفرداً غير مقترن بذكر الإيمان فهو حينئذ يراد به الدين كله أصوله وفروعه من اعتقاداته وأقواله وأفعاله ، كقوله تعالى : ( إن الدين عند الله الإسلام ) آل عمران/19 ، وقوله تعالى : ( ورضيت لكم الإسلام دينا ) المائدة/3 ، وقوله : ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه ) آل عمران/85 . ولذا عرفه بعض أهل العلم بقوله : هو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك وأهله .
الحالة الثانية : أن يطلق مقترنا بالإيمان فهو حينئذ يراد به الأعمال والأقوال الظاهرة كقوله تعالى : ( قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم ) الحجرات/14
وفي صحيح البخاري ( 27 ) ومسلم ( 150 ) عن سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطَى رَهْطًا وَسَعْدٌ جَالِسٌ فِيهِمْ قَالَ سَعْدٌ : فَتَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُمْ مَنْ لَمْ يُعْطِهِ وَهُوَ أَعْجَبُهُمْ إِلَيَّ . فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لَكَ عَنْ فُلَانٍ ؟ فَوَاللَّهِ إِنِّي لَأَرَاهُ مُؤْمِنًا . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَوْ مُسْلِمًا" قَالَ : فَسَكَتُّ قَلِيلا ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَعْلَمُ مِنْهُ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لَكَ عَنْ فُلَانٍ ؟ فَوَاللَّهِ إِنِّي لأَرَاهُ مُؤْمِنًا . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "أَوْ مُسْلِمًا" قَالَ : فَسَكَتُّ قَلِيلا ثُمَّ غَلَبَنِي مَا عَلِمْتُ مِنْهُ ، فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ : مَا لَكَ عَنْ فُلانٍ ؟ فَوَاللَّهِ إِنِّي لأَرَاهُ مُؤْمِنًا . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَوْ مُسْلِمًا إِنِّي لأُعْطِي الرَّجُلَ وَغَيْرُهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ خَشْيَةَ أَنْ يُكَبَّ فِي النَّارِ عَلَى وَجْهِهِ "
فقوله صلى الله عليه وسلم : "أو مسلما " ؛ لما قال له سعد رضي الله عنه مالك عن فلان فوالله إني لأراه مؤمنا : يعني أنك لم تطلع على إيمانه وإنما اطلعت على إسلامه من الأعمال الظاهرة .
المرتبة الثانية : الإيمان وهو في اللغة : التصديق المستلزم للقبول والإذعان .
وفي الشرع : يختلف معناه بحسب إطلاقه وله حالتان أيضا :
الحالة الأولى : أن يطلق على الإفراد غير مقترن بذكر الإسلام فحينئذ يراد به الدين كله كقوله عز وجل : ( الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور ) البقرة /257 ، وقوله تعالى : ( وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين ) المائدة/23
وقوله صلى الله عليه وسلم : " إنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون " أخرجه مسلم ( 114 ) . ولهذا أجمع السلف على أنه : " تصديق بالقلب ـ ويدخل فيه أعمال القلب ـ ، وقول باللسان ، وعمل بالجوارح ، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية "
ولهذا حصر الله الإيمان فيمن التزم الدين كله باطنا وظاهرا في قوله عز وجل : ( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون (2) الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون (3) أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم (4)) الأنفال/2-4
وقد فسر الله تعالى الإيمان بذلك كله في قوله تعالى : ( ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون ) البقرة/177 ، وفسره النبي صلى الله عليه وسلم بذلك كله في حديث وفد عبد القيس في صحيح البخاري ( 53 ) ومسلم ( 17 ) فقال : " آمركم بالإيمان بالله وحده قال : أتدرون ما الإيمان بالله وحده ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة وصيام رمضان ، وأن تؤدوا من المغنم الخمس " .
وقد جعل صلى الله عليه وسلم صيام رمضان إيمانا واحتسابا من الإيمان وكذا قيام ليلة القدر وكذا أداء الأمانة وكذا الجهاد والحج واتباع الجنائز وغير ذلك وفي صحيح البخاري ( 9) ومسلم ( 35 ) : " الإيمان بضع وسبعون شعبة فأعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق " والآيات والأحاديث في هذا الباب يطول ذكرها .
الحالة الثانية : أن يطلق الإيمان مقرونا بالإسلام وحينئذ يفسر بالاعتقادات الباطنة كما في حديث جبريل وما في معناه وكما في قول النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء الجنازة : "اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان " أخرجه الترمذي ( 1024 ) وقال : حسن صحيح ، وصححه الألباني كما في صحيح سنن الترمذي ( 1 / 299 ) وذلك أن الأعمال بالجوارح وإنما يتمكن منها في الحياة فأما عند الموت فلا يبقى غير قول القلب وعمله .
والحاصل أنه إذا أفرد كل من الإسلام والإيمان بالذكر فلا فرق بينهما حينئذ بل كل منهما على انفراده يشمل الدين كله وإن فرق بين الاسمين كان الفرق بينهما بما ذكر ( وهو أي الإسلام يختص بالأمور الظاهرة على الجوارح والإيمان بالأمور القلبية الباطنة ) وهو الذي دل عليه حديث جبريل الذي رواه مسلم في صحيحه ( 8 ) عن عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ : بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ لا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ وَلا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ حَتَّى جَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ وَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنْ الإِسْلامِ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الإِسْلامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَتُقِيمَ الصَّلاةَ ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ ، وَتَصُومَ رَمَضَان ،َ وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنْ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلا . قَالَ : صَدَقْتَ . قَالَ : فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ . قَالَ : فَأَخْبِرْنِي عَنْ الإِيمَانِ . قَالَ : " أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ " قَالَ : صَدَقْتَ . قَالَ : فَأَخْبِرْنِي عَنْ الإِحْسَانِ ؟ قَالَ : أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ . قَالَ : فَأَخْبِرْنِي عَنْ السَّاعَةِ ؟ قَالَ : "مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنْ السَّائِلِ" قَالَ : فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَتِهَا ؟ قَالَ : " أَنْ تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّتَهَا وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ " قَالَ : ثُمَّ انْطَلَقَ فَلَبِثْتُ مَلِيًّا ، ثُمَّ قَالَ لِي:" يَا عُمَرُ أَتَدْرِي مَنْ السَّائِلُ " ؟ قُلْتُ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ . قَالَ : " فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ"
المرتبة الثالثة : الإحسان وهو في اللغة : إجادة العمل وإتقانه وإخلاصه .
وفي الشرع يختلف معناه بحسب إطلاقه وله حالتان :
الحالة الأولى : أن يطلق على سبيل الإفراد غير مقترن بذكر الإسلام والإيمان ، فيراد به الدين كله كما سبق في الإسلام والإيمان .
الحالة الثانية : أن يقترن بهما أو أحدهما فيكون معناه : تحسين الظاهر والباطن وقد فسره النبي صلى الله عليه وسلم تفسيراً لا يستطيعه أحد من المخلوقين غيره صلى الله عليه وسلم لما أعطاه الله من جوامع الكلم فقال صلى الله عليه وسلم : " الإحسان : أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك" وهي أعلى مراتب الدين وأعظمها خطرا وأهلها هم السابقون بالخيرات المقربون في أعلى الدرجات .
وقد أخبر صلى الله عليه وسلم أن مرتبة الإحسان على درجتين وأن للمحسنين في الإحسان مقامين متفاوتين :
المقام الأول وهو أعلاهما : أن تعبد الله كأنك تراه وهذا يسميه بعض العلماء (مقام المشاهدة ) وهو أن يعمل العبد كأنه يشاهد الله عز وجل بقلبه فيتنور القلب بالإيمان حتى يصير الغيب كالعيان فمن عبد الله عز وجل على استحضار قربه منه وإقباله عليه وأنه بين يديه كأنه يراه أوجب له ذلك الخشية والخوف والهيبة والتعظيم .
المقام الثاني : مقام الإخلاص [والمراقبة ] وهو أن يعمل العبد على استحضار مشاهدة الله إياه واطلاعه عليه وقربه منه فإذا استحضر العبد هذا في عمله وعمل عليه فهو مخلص لله تعالى لأن استحضاره ذلك في عمله يمنعه من الالتفات إلى غير الله ، وإرادته بالعمل . وهذا المقام إذا حققه العبد سهل عليه الوصول إلى المقام الأول . ولهذا أتى به النبي صلى الله عليه وسلم تعليلا للأول فقال : " فإن لم تكن تراه فإنه يراك " وفي بعض ألفاظ الحديث : " فإنك إلا تكن تراه فإنه يراك" فإذا تحقق في عبادته بأن الله تعالى يراه ويطلع على سره وعلانيته وباطنه وظاهره ولا يخفى عليه شيء من أمره فحينئذ يسهل عليه الانتقال إلى المقام الثاني وهو دوام استشعار قرب الله تعالى من عبده ومعيته حتى كأنه يراه . نسأل الله من فضله العظيم .
والله أعلم
بارك الله فيكم وجزاكم الجنة
حقيقتا استفدت كثيرا من اجابتك، نفع الله بك ووفقك و سددك و أيدك.
كثر الله من اخوتنا الذين همهم الدين و شغفهم بطاعة رب العالمين.
 
السّلامُ عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

باركَ اللهُ فيكُم.
الحَقّ: أحياناً أجِدُ إجاباتي إنّما هي تكرارٌ لِما سبقَ إليهِ إخوَتي وأخواتي حفظهمُ ربّي.
ولكِن مِن قَبيلِ: ما تكرّر تقرّرَ.




الحَمدُ للهِ تَعالى.
أمّا مَراتِبُ الدّين فثلاثةٌ: ذكرها الإمام المُجدّد شيخ الإسلام مُحمّد بن عَبدالوهاب رحمه الله تعالى في كتابه: " ثلاثة الأصول ". ثمّ شَرحها سماحة الوالد العلاّمة مُحمد صالح العثيمين في كتابه: " شَرح ثلاثة الأصول ".

وأمّا بيانُها: الإسلامُ، والإيمانُ، والإحسانُ.
وأمّا الدّليلُ: فمِن السُّنَّةِ: حَدِيثُ جِبْرِيلَ الْمَشْهُورُ عَلَيْهِ السَّلامُ عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وهو ثاني حديث في الأربعين النّوويّة - قَالَ: (بَيْنَما نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ، شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ، لاَ يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَر، وَلاَ يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ، فَجَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ.
فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنِ الإِسْلاَمِ؟
فَقَالَ: ((أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ، وَتُقِيمَ الصَّلاَةَ، وَتُؤْتِيَ الزّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلاً).
فَقَالَ: صَدَقْتَ، فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ.
قَالَ: أَخْبِرْنِي عَنِ الإِيمَانِ؟
قَالَ: ((أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ، وَمَلاَئِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَاليَوْمِ الآخِرِ، وَبِالقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ)).
قَالَ: صَدَقْتَ.
قَالَ: أَخْبِرْنِي عَنِ الإِحْسَانِ؟
قَالَ: ((أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ)).
قَالَ: صَدَقْتَ.
قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ؟
قاَلَ:((مَا المَسْؤُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ)).
قَالَ: أَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَاتِهَا؟
قَالَ: ((أَنْ تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّتَهَا، وَأَنْ تَرَى الحُفَاةَ العُرَاةَ العَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ في البُنْيَانِ).
قَالَ: فَمَضَى فَلَبِثْنَا مَلِياًّ.
فَقَالَ صَلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((يَا عُمَرُ؛ أَتَدْرِي مَنِ السَّائِلُ))؟
قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ.
قَالَ: ((هذَا جبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ أَمْرَ دِينِكُمْ)).

وأمّا تَعريفُها:
الإسلامُ: هو الاستِسلام لله بالتّوحيد والانقياد له بالطاعة، والبراءة من الشّرك وأهله.
وهو خمسةُ أركانٍ:
شهادة أن لا إله إلاّ الله، وأن مُحمّداً رسول الله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرامفدليل الشّهادة قوله تعالى: ( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائماً بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم).
وقوله : ( قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأننا مسلمون ).
الإيمانُ:الإيمان لُغة: التّصديق، وشرعاً : التّصديق الجازم بوُجود الله الخالق وأنه سُبحانه واحِد لا شريك له.
فهو: ( الإقرارُ بالقلب، والنّطق باللّسان، والعمل بالجَوارح).
وأركانه ستّة: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره.
والدليل قوله تعالى : ( ليس البرّ أن تولوا وجوهكم قبل المَشرق والمَغرب ولكن البرّ من آمن بالله واليوم والآخر والملائكة والكِتاب والنّبيين ) .
ودليل القدر قوله تعالى : ( إنّا كلّ شيء خلقناه بقدر ))
الإحسانُ: ركن واحِد.
والإحسانُ في اللّغة: إتقانُ الشيء وإتمامه، مأخوذ من الحُسن، وهو الجمال، ضدّ القبح، وهو ينقسم إلى أقسام:
1. إحسان بين العبد وبين ربّه، وهذا هو المقصود.
2. إحسان بين العبد وبين النّاس. 3. إحسان الصّنعة وإتقانها.
أن تعبد الله كأنك تراه، أي تُخلص في عبادة الله وحده مع تَمام الإتقان، كأنّك تراه وقت عِبادته، فإن لم تقدر على ذلك فتذكّر أنّ الله يُشاهدك ويرى منك كلّ صغير وكبير.
والدّليل قوله تعالى : ( إنّ الله مع الذين اتّقوا والذين هم مُحسنون )) .

فائدةٌ:
أهمية الحديث أعلاهُ:
قال ابن دقيق العيد: هذا حَديث عظيمٌ اشتَمل على جميع وظائف الأعمال الظّاهرة والباطنة، وعلوم الشّريعة كلها راجعة إليه ومُتشعبة منه؛ لما تضمنه من جمعه علم السنة، فهو كالأم للسُّنة؛ كما سُميت الفاتحة " أمّ القرآن "؛ لما تضمّنه من جمعها معاني القُرآن.


والله تعالى أعلى وأعلمُ.

نفع ربّي بكُم وثبّتكُم.

اجابة جامعة و نافعة، و كذلك تعجبني طريقة التفصيل و التفريع كونها أكثر رسوخا في الذهن و أدل على خفيا العلم.
بارك الله فيك، و نفع بك.
أظنني صرت أكثر الناس استفدتا من الموضوع بما تضعونه من علم زاخر بالدليل من الكتاب والسنة و كلام علماء الأمة سلفا وخلف.
ماذا عساني أقول الا جزاكن الله عني كل خير.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نشكر الأخوات اللواتي سبقن بالإجابة ولا أضن أني أزيد عليها ولكن مشاركتي ستكون من باب الإضافة والتوسع في الشرح فقط

روى مسلم في صحيحه عن عمر بن الخطاب، قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب. شديد سواد الشعر. لا يرى عليه أثر السفر. ولا يعرفه منا أحد. حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم. فاسند ركبتيه إلى ركبتيه. ووضع كفيه على فخذيه. وقال: يا محمد! أخبرني عن الإسلام. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وتقيم الصلاة. وتؤتي الزكاة. وتصوم رمضان. وتحج البيت، إن استطعت إليه سبيلا) قال: صدقت. قال فعجبنا له. يسأله ويصدقه. قال: فأخبرني عن الإيمان. قال: (أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر. وتؤمن بالقدر خيره وشره) قال: صدقت. قال: فأخبرني عن الإحسان. قال:(أن تعبد الله كأنك تراه. فإن لم تكن تراه، فإنه يراك). قال: فأخبرني عن الساعة. قال: (ما المسؤول عنها بأعلم من السائل) قال: فأخبرني عن أمارتها. قال: (أن تلد الأمة ربتها. وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء، يتطاولون في البنيان). قال ثم انطلق. فلبثت مليا. ثم قال لي: (يا عمر! أتدري من السائل؟) قلت: الله ورسوله أعلم. قال: (
هفإنه جبريل أتاكميعلمكم دينكم).

قال أهل العلم في شرح حديث جبريل عليه السلام في الشطر الأخير منه
(هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم) أي أن كل الدين الإسلامي محصور في هذا الحديث كما قال الإمام النووي رحمه الله (واعلم أنَّ هذا الحديث يجمع أنواعاً من العلوم والمعارف والآداب واللطائف، بل هو أصل الإسلام، كما حكيناه عن القاضي عياض ) وقال ابن رجب في جامع العلوم والحكم (1/97): (وهو حديث عظيم يشتمل على شرح الدِّين كلِّه، ولهذا قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم في آخره: (هذا جبريل أتاكم يعلِّمكم دينكم)، بعد أن شرح درجة الإسلام ودرجة الإيمان ودرجة الإحسان، فجعل ذلك كلَّه ديناً.
وبالتالي تكون الإجابة على السؤال أن مراتب الدين الإسلامي هي: الإسلام ، الإيمان ، الإحسان

الإسلام :
هو الاستسلام لله وحده بالطاعة فعلاً للمأمور وتركاللمحظور في كل زمان ومكان والاستسلام لله يكون ظاهرا وباطنا
فالاستسلام الظاهر يقصد به قوله صلى الله عليه وسلم: (الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وتقيم الصلاة. وتؤتي الزكاة. وتصوم رمضان. وتحج البيت، إن استطعت إليه سبيلا)

والاستسلام الباطن ويقصد به الإيمان ودليله من الحديث (أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر. وتؤمن بالقدر خيره وشره)

وعرفه الشيخ العثيمين رحمه الله قال:
الإيمان
: هو الإقرار والاعتراف المستلزم للقبول والإذعان وهو مطابق للشرع، وأما قولهم: الإيمان في اللغة التصديق ففيه نظر، لأنه يقال: آمنت بكذا وصدقت فلاناً ولايقال: آمنت فلاناً، بل يقال: صدقه، فصدق فعل متعدٍ، وآمن فعل لازم
وقولنا: الإيمان المستلزم للقبول والإذعان احترازاً مما لو أقر لكن لم يقبل كأبي طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم ،حيث أقر بالنبي صلى الله عليه وسلم وأنه صادق لكن لم يقبل ماجاء به - نسأل الله العافية - ولم يُذعن ولم يتابع، فلم ينفعه الإقرار، فلابد من القبول والإذعان.


أما الإحسان كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث
:(أن تعبد الله كأنك تراه. فإن لم تكن تراه، فإنه يراك).
وتعريفه هو : من
أحسن يحسن، وهو بذل الخير والإحسان في حق الخالق: بأن تبني عبادتك على الإخلاص لله تعالى والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكلما كنت أخلص وأتبع كنت أحسن. وأما الإحسان للخلق: فهو بذل الخير لهم من مال أوجاه أو غير ذلك.
للإحسان مرتبتان: مرتبة الطلب، ومرتبة الهرب.
مرتبة الطلب: أن تعبد الله كأنك تراه.
ومرتبة الهرب: أن تعبد الله وهو يراك عزّ وجل فاحذره، كما قال عزّ وجل: (وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ )(آل عمران: الآية30)، وبهذا نعرف أن الجملتين متباينتان والأكمل الأول، ولهذا جعل النبي صلى الله عليه وسلم الثاني في مرتبة ثانية متأخرة.

وفي التعليق على هذا الحديث كلام نفيس للشيخ أبن باز رحمه الله أنقل لكم جزئ منه :

فالإسلام أخص بالأعمال الظاهرة التي يظهر بها الانقياد لأمر الله والطاعة له والإتباع لشريعته وتحكيمها في كل شيء، والإيمان أخصّ بالأمور الباطن المتعلقة بالقلب من التصديق بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر وبالقدر خيره وشره؛ ولهذا لما سئل صلى الله عليه وسلم عن الإيمان قال: (أن تؤمن بالله وملائكته ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره)، ففسر الإيمان بهذه الأمور الستة التي هي من أصول الإيمان، وهي في نفسها أصول الدين كله؛ لأنه لا إيمان لمن لا إسلام له، ولا إسلام لمن لا إيمان له، فالإيمان بهذه الأصول لابد منه لصحة الإسلام، لكن قد يكون كاملا وقد يكون ناقصا، ولهذا قال الله عز وجل في حق الأعراب: (قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا) .
فلما كان إيمانهم ليس بكامل، بل إيمان ناقص لم يستكمل واجبات الإيمان نفى عنهم الإيمان يعني به الكامل؛ لأنه ينفي عمن ترك الواجبات، كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا إيمان لمن لا صبر له)، (لا يؤمن أحدهم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت)، (..فليكرم ضيفه)، (..فليصل رحمه)، (..فلا يؤذي جاره) إلى غير ذلك؛ فالمقصود أن الإيمان يقتضي العمل الظاهر، كما أن الإسلام
بدون إيمان من عمل المنافقين، فالإيمان الكامل الواجب يقتضي فعل ما أمر الله به رسوله، وترك ما نهى عنه الله ورسوله، فإذا قصر في ذلك جاز أن ينفي عنه ذلك الإيمان بتقصيره كما نفى عن الأعراب بقوله تعالى: (قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا) .، وكما نفى عمن ذكر الأحاديث السابقة
وسمي الإيمان إيمانًا لأنه يتعلق بالباطن والله يعلمه جل وعلا، فسمي إيمانًا لأنه يتعلق بالقلب المصدق، وهذا القلب المصدق للدلالة على تصديقه وصحة إيمانه أمور ظاهرة، إذا أظهر الإسلام واستقام عليه وأدى حقه دل ذلك على صحة إيمانه، ومن لم يستقم دل ذلك على عدم إيمانه أو على ضعف إيمانه، والإيمان عند الإطلاق يدخل فيه الإسلام، والعكس كذلك عند إطلاق الإسلام يدخل فيه الإيمان عند أهل السنة والجماعة كما قال الله عز وجل (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ) ، فالمعنى فيه الإيمان عند أهل السنة والجماعة فإنه لا إسلام إلا بإيمان، فالدين عند الله الإسلام وهو الإيمان وهو الهدى وهو التقوى وهو البر، فهذه الأسماء وإن اختلفت ألفاظها، فإنها ترجع إلى معنى واحد وهو الإيمان بالله ورسله والاهتداء بهدى الله والاستقامة على دين الله، فكلها تسمى برًا وتسمى إيمانًا وتسمى إسلامًا، وتسمى تقوى وتسمى هدى، وكذلك إذا أطلق الإحسان دخل فيه الأمران الإسلام والإيمان لأنه يخص الكلّ من عباد الله فبإطلاقه يدخل فيه الأمران الأولان الإسلام والإيمان، وعند إطلاق أحد الثلاثة إذا أطلق فإنه يدخل فيه الآخران، فإذا قيل المحسنون هم أخص عباد الله، فلا إحسان إلا بإسلام وإيمان قال تعالى (وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) وقال سبحانه: (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) فالمحسن إنما يكون محسنًا بإسلامه وإيمانه وتقواه لله وقيامه بأمر الله بهذا سمي محسنًا، ولا يتصور أن يكون حسنًا بدون إسلام وإيمان.


كما أرجو المعذرة من الاخ أبو ليث على الإطالة وهذا فقط لتعم الفائدة
بارك الله فيكم وفي مجهوداتكم ووفقكم لما فيه الخير

و علما الاعتذار أخي الحبيب.
اخترت من الكلام أطيب ما تملك، فهل جزاء الاحسان الا الاحسان.
أحسن الله اليك و بارك فيك و نفع بك.
 
ما وجه نقصه بارك الله فيك، مع أن التعريف للعلامة حافظ حكمي رحمه الله، أخبرني أين النقص بالظبط حتى يتبين لي الخلل.

بارك الله فيكم
أعتذر، التقصير كان منِّي والله المستعان، لم أنتبه لقوله -رحمه الله-: (قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح).
لهذا ركزتُ على مسألة إعتقاد بالجنان.
وقد عدتُ لكتاب الشيخ رحمه الله.
وفقكم الله

 

الإسلام: الإسلام هو الإستسلام لله بالتوحيد والإنقياد له بالطاعة والبراءة من الشِرك وأهله،و هذا وفقا لما شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب.
حبذا لو ذكرت تعريفه اللغوي ثم أردفت بتعريفه الشرعي، فأنت أهل لذلك وأكثر.


بارك الله فيكم وشُكرًا لكم على حُسنِ ظنِّكم، أنا أتعلم منكم ومما يُطرح في هذه المسابقة وغيرها.
بالنسبة للتعاريف فأنا كتبتُ ما أحفظ من متن الأصول الثلاثة للشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله وجزاه الله عنَّا كلَّ خير-.
ففي مثل هذه المسابقات أحب أن أشارك مما أحفظ دون النقل حتى أختبر نفسي أولاً ثم لأستفيد من الأخطاء وأستفيد من منقولات وإجابات الإخوة والأخوات -جزاهم الله خيرًا-. والله الموفق

بارك الله فيك، و نفع بك، جعلك الله ممن انتفع به الكثير من خلقه و جعل ذلك كله لك ذخرا يوم لا ينفع مال و لا بنون الا من أتى الله بلقب سليم.

آمين ولكم بالمثل
وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح

 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي أبوليث لقد إفتقدناك عسى أن يكون غيابك خير إن شاء الله
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي أبوليث لقد إفتقدناك عسى أن يكون غيابك خير إن شاء الله
و عليكم و السلام و رحمة الله و بركاته.
أعتذر عن الغياب للظرف العائلي، مع انتهاء أجل الانترنات.
نسأل الله التيسير و التوفيق.
أرجوا أنت تبقى أنت و الاخوان قريبا من المنتدى.
 
عدنا بحمد الله و العود أحمد.
كل الاخوة و الأخوات المشاركين تلقوا التقدير و العلامة الكاملة.
 
المرحلة الأولى/
السؤال السادس/
سبق في تعريف الايمان أنه
قول وعمل : قول القلب واللسان ، وعمل القلب واللسان والجوارح ، ويزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ، ويتفاضل أهله فيه.

ما دليل
من الكتاب و السنة أن الايمان يزيد وينقص و على تفاضل أهله فيه ، و هل في ذلك رد على من يقولون أن لا تفاضل بين أهل القبلة في الايمان؟
من هم الذين يقررون مثل هذه العقيدة (عرفهم و أذكر باختصار رد العلماء عليهم)؟

 
آخر تعديل:
المرحلة الأولى/
السؤال السادس/
سبق في تعريف الايمان أنه
قول وعمل : قول القلب واللسان ، وعمل القلب واللسان والجوارح ، ويزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ، ويتفاضل أهله فيه.

ما دليل
من الكتاب و السنة أن الايمان يزيد وينقص و على تفاضل أهله فيه ، و هل في ذلك رد على من يقولون أن لا تفاضل بين أهل القبلة في الايمان؟
من هم الذين يقررون مثل هذه العقيدة (عرفهم و أذكر باختصار رد العلماء عليهم)؟


بارك الله فيكم ونفع بكم
وردت آيات كثيرة وأحاديث كثيرة تُثبِت بأن الإيمان يزيد وينقص، والدليل قوله تعالى: (ويزداد الذين آمنوا إيمانا)، وقوله: (فزادتهم إيمانا). ومن السُنَّة قوله -صلى الله عليه وسلم-: (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ، ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع إليه فيها الناس أبصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن فإياكم إياكم ، والتوبة معروضة بعد). فهذا دليل صريح على أن الذنوب تُنقص الإيمان.
وقوله -صلى الله عليه وسلم-:
( يدخل أهل الجنة, الجنة وأهل النار, النار ثم يقول الله تعالى أخرجوا من في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان فيخرجون منها قد اسودوا فيلقون في نهر الحيا أو الحياة – شك مالك – فينبتون كما تنبت الحبة في جانب السيل ألم ترى أنها تخرج صفراء ملتوية )
وكذلك ما جاء في حديث
حنظلة الأُسيدي قال : " قلت : نافق حنظلة يا رسول الله ، فقال صلى الله عليه وسلم : (وما ذاك ؟) قلت يا رسول الله نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة ، حتى كأنّا رأي عين ، فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات ، نسينا كثيراً ، فقال صلى الله عليه وسلم : (والذي نفسي بيده لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر صافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم ولكن يا حنظلة ساعة وساعة) رواه مسلم.
أما عن تفاضل أهل الإيمان فالأدلَّة كثيرة أيضا، فقد قال تعالى: (والسابقون الأولون)، وبداية سورة الواقعة فيها أدلة كثيرة، كقوله تعالى: (وَكُنتُمْ أَزْوَاجًا ثَلاثَةً * فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ * وَأَصْحَابُ الْمَشْئمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْئمَةِ * وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ)، وأيضًا في آخر السورة، والشواهد كثيرة في هذا الباب.
أما الذين يقولون أن الإيمان لا يزيد ولا ينقص ويقولون أن لا تفاضل بين أهل الإيمان هم المرجئة، وعقيدتهم في الإيمان تختلف على ما كان عليه السلف، والإرجاء في الشرع معناه
تأخير العمل وإخراجه عن حقيقة الإيمان، فالمرجئة جردوا الإيمان من حقيقته وقالو أنه قول بلا عمل وقالوا أنه لا يزيد ولا ينقص، وقد انقسموا على فرقتين: مرجئة الفقهاء والجهمية، ومؤسس فرقة الإرجاء هو الجهم بن صفوان، وقال الفضيل بن عياض -رحمه الله- في تعريف المرجئة : (أهـل الإرجاء - إرجاء الفقهاء - يقولون : الإيمان قول بلا عمل، وتقول الجهمية: الإيمان المعرفة بلا قول ولا عمل، ويقول أهل السنة: الإيمان المعرفة والقول والعمل).
أكتفي بهذا القدر حتى لا تختلط الأمور على الإخوة والأخوات.
والله أعلم

 
آخر تعديل:
من فضلك اخي ابو ليث ممكن الافاده حول آخر أجل للاجابه
بارك الله فيك وجزاك خيرا
 
عدنا بحمد الله و العود أحمد.
كل الاخوة و الأخوات المشاركين تلقوا التقدير و العلامة الكاملة.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله على عودتكم وإننا لنفرح لما نجتمع مع إخواننا
ففظكم الله ويسر لكم أموركم
 
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وقائد الغر المبجلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،أما بعد

المسألة الأولى: هل العمل شرط كمال للإيمان أم شرط وجوب، أم هو شرط صحة وركن لا يقوم الإيمان إلاّ به؟

والمسألة الثانية:
هل يكفر الإنسان بقول أو عمل؟

فإن الذي عليه أهل السنة والجماعة أن الإيمان هو قول باللسان وقول بالقلب، وعمل بالجوارح وعمل بالقلب، ولهذا كان من قول أهل السنة أن الإيمان قول وعمل، وقولهم: الإيمان قول وعمل ونية، فالإيمان اسم يشمل أربعة أمور لابد أن تكون فيه، وهي:

- اعتقاد القلب أو قوله، وهو تصديقه وإقراره.

- عمل القلب، وهو النية والإخلاص، ويشمل هذا انقياده وإرادته، وما يتبع ذلك من أعمال القلوب كالتوكل والرجاء والخوف والمحبة.

- إقرار اللسان، وهو قوله والنطق به.

- عمل الجوارح - واللسان من الجوارح - والعمل يشمل الأفعال والتروك قولية وفعلية.


وجميع ما صح عن رسول الله من الشرع والبيان كله حق . والإيمان واحد ، وأهله في أصله سواء ، والتفاضل بينهم بالخشية والتقى ، ومخالفة الهوى، وملازمة الأولى

اختلف الناس فيما يقع عليه اسم الإيمان ، اختلافاً كثيراً : فذهب مالك و الشافعي و أحمد و الأوزاعي و إسحق بن راهويه وسائر أهل الحديث وأهل المدينة رحمهم الله وأهل الظاهر وجماعة من المتكلمين : إلى أنه تصديق بالجنان ، وإقرار باللسان ، وعمل بالأركان . وذهب كثير من أصحابنا إلى ما ذكره الطحاوي رحمه الله : أنه الإقرار باللسان ، والتصديق بالجنان . ومنهم من يقول : إن الإقرار باللسان ركن زائد ليس بأصلي ، وإلى هذا ذهب أبو منصور الماتريدي رحمه الله ، ويروى عن أبي حنيفة رضي الله عنه . وذهب الكرامية إلى أن الإيمان هو الإقرار باللسان فقط ! فالمنافقون عندهم مؤمنون كاملو الإيمان ، ولكنهم يقولون بأنهم يستحقون الوعيد الذي أوعدهم الله به ! وقولهم ظاهر الفساد . وذهب الجهم بن صفوان وأبو الحسن الصالحي أحد رؤساء القدرية - إلى أن الإيمان هو المعرفة بالقلب ! وهذا القول أظهر فساداً مما قبله ! فإن لازمه أن فرعون وقومه كانوا مؤمنين ، فإنهم عرفوا صدق موسى وهارون عليهما الصلاة والسلام ، ولم يؤمنوا بهما ، ولهذا قال موسى لفرعون : لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر . وقال تعالى : )وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ ( . وأهل الكتاب كانوا يعرفون النبي كما يعرفون أبناءهم ، ولم يكونوا مؤمنين به ، بل كافرين به ، معادين له ، وكذلك أبو طالب عنده يكون مؤمناً ، فإنه قال :
ولقد علمت بأن دين محمد.......من خير أديان البرية دينا
لولا الملامة أو حذار مسبة......لوجدتني سمحاً بذاك مبينا
وحاصل الكل يرجع إلى أن الإيمان : إما أن يكون ما يقوم بالقلب واللسان وسائر الجوارح ، كما ذهب إليه جمهور السلف من الأئمة الثلاثة وغيرهم رحمهم الله ، كما تقدم ، أو بالقلب واللسان دون الجوارح ، كما ذكره الطحاوي عن أبي حنيفه وأصحابه رحمهم الله . أو باللسان وحده ، كما تقدم ذكره عن الكرامية . أو بالقلب وحده ، وهو إما المعرفة ، كما قاله الجهم ، أو التصديق كما قاله أبو منصور الماتريدي رحمه الله . وفساد قول الكرامية والجهم بن صفوان ظاهر .
والاختلاف الذي بين أبي حنيفة والأئمة الباقين من أهل السنة - اختلاف صوري . فإن كون أعمال الجوارح لازمة لإيمان القلب ، أو جزءاً من الإيمان ، مع الاتفاق على أن مرتكب الكبيرة لا يخرج من الإيمان ، بل هو في مشيئة الله ، إن شاء عذبه ، وإن شاء عفا عنه - : نزاع لفظي ، لا يترتب عليه فساد اعتقاد . والقائلون بتكفير تارك الصلاة ، ضموا إلى هذا الأصل أدلة أخرى . وإلا فقد نفى النبي الإيمان عن الزاني والسارق وشارب الخمر والمنتهب ، ولم يوجب ذلك زوال اسم الإيمان عنهم بالكلية ، اتفاقاً . ولا خلاف بين أهل السنة أن الله تعالى أراد من العباد القول والعمل ، وأعني بالقول : التصديق بالقلب والإقرار باللسان ، وهذا الذي يعنى به عند إطلاق قولهم : الإيمان قول وعمل . لكن هذا المطلوب من العباد : هل يشمله اسم الإيمان ؟ أم الإيمان أحدهما ، وهو القول وحده ، والعمل مغاير له لا يشمله اسم الإيمان عند إفراده بالذكر ، وإن أطلق عليهما كان مجازاً ؟ هذا محل النزاع .
إذا كان النزاع في هذه المسألة بين أهل السنة نزاعاً لفظياً ، فلا محذور فيه ، سوى ما يحصل من عدوان إحدى الطائفتين على الأخرى والإفتراق بسبب ذلك ، وأن يصير ذلك ذريعة إلى بدع أهل الكلام المذموم من أهل الإرجاء ونحوهم ، وإلى ظهور الفسق والمعاصي ، بأن يقول : أنا مؤمن مسلم حقاً كامل الإيمان والإسلام ولي من أولياء الله ! فلا يبالي بما يكون منه من المعاصي . وبهذا المعنى قالت المرجئة : لا يضر مع الإيمان ذنب لمن عمله ! وهذا باطل قطعاً . فالإمام أبو حنيفة رضي الله عنه نظر إلى حقيقة الإيمان لغة مع أدلة من كلام الشارع . وبقية الأئمة رحمهم الله نظروا إلى حقيقته في عرف الشارع ، فإن الشارع ضم إلى التصديق أوصافاً وشرائط ، كما في الصلاة والصوم والحج ونحو ذلك .
فمن أدلة الأصحاب لأبي حنيفة رحمه الله : أن الإيمان في اللغة عبارة عن التصديق ، قال تعالى خبراً عن إخوة يوسف : وما أنت بمؤمن لنا ، أي بمصدق لنا ، ومنهم من ادعى إجماع أهل اللغة على ذلك . ثم هذا المعنى اللغوي ، وهو التصديق بالقلب ، هو الواجب على العبد حقاً لله ، وهو أن يصدق الرسول فيما جاء به من عند الله ، فمن صدق الرسول فيما جاء به من عند الله فهو مؤمن فيما بينه وبين الله تعالى ، والإقرار شرط إجراء أحكام الإسلام في الدنيا . هذا على أحد القولين ، كما تقدم ، ولأنه ضد الكفر ، وهو التكذيب والجحود ، وهما يكونان بالقلب ، فكذا ما يضادهما . وقوله : إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ، يدل على أن القلب هو موضع الإيمان ، لا اللسان ، ولأنه لو كان مركباً من قول وعمل ، لزال كله بزوال جزئه ، ولأن العمل قد عطف على الإيمان ، والعطف يقتضي المغايرة ، قال تعالى : آمنوا وعملوا الصالحات وغيرها ، في مواضع من القرآن .
وقال أيضاً : البذاذة من الايمان . فإذا كان الإيمان أصلاً له شعب متعددة ، وكل شعبة منها تسمى : إيماناً ، فالصلاة من الإيمان ، وكذلك الزكاة والصوم والحج ، والأعمال الباطنة ، كالحياء والتوكل والخشية من اللة والإنابة إليه ، حتى تنتهي هذه الشعب إلى إماطة الأذى عن الطريق ، فإنه من شعب الايمان . وهذه الشعب ، منها ما يزول الإيمان بزوالها إجماعاً ، كشعبة الشهادتين ، ومنها ما لا يزول بزوالها إجماعاً ، كترك إماطة الأذى على الطريق ، وبينهما شعب متفاوتة تفاوتاً عظيماً ، منها ما يقرب من شعبة الشهادة ، ومنها ما يقرب من شعبة إماطة الأذى . وكما أن شعب الإيمان إيمان ، فكذا شعب الكفر كفر، فالحكم بما أنزل الله - مثلاً من شعب الإيمان ، والحكم بغير ما أنزل الله كفر . وقد قال : من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان . رواه مسلم . وفي لفظ : ليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل . وروى الترمذي عن رسول الله أنه قال : من أحب لله ، وأبغض لله ، وأعطى لله ، ومنع لله - : فقد استكمل الإيمان . ومعناه - والله أعلم - أن الحب والبغض أصل حركة القلب ، وبذل المال ومنعه هو كمال ذلك ، فإن المال آخر المتعلقات بالنفس ، والبدن متوسط بين القلب والمال ، فمن كان أول أمره وآخره كله لله ، كان الله إلهه في كل شيء ، فلم يكن فيه شيء من الشرك ، وهو إرادة غير الله وقصده ورجاؤه ، فيكون مستكملاً الإيمان . إلى غير ذلك من الأحاديث الدالة على قوة الإيمان وضعفه بحسب العمل .
وسيأتي في كلام الشيخ رحمه الله في شأن الصحابة رضي الله عنهم : وحبهم دين وإيمان وإحسان ، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان . فسمى حب الصحابة إيماناً ، وبغضهم كفراً .
وما أعجب ما أجاب به أبو المعين النسفي وغيره ، عن استدلالتهم بحديث شعب الإيمان المذكور ، وهو : أن الراوي قال : بضع وستون أو بضع وسبعون ، فقد شهد الراوي بفعله نفسه حيث شك فقال : بضع وستون أو بضع وسبعون ، ولا يظن برسول الله الشك في ذلك ! وأن هذا الحديث مخالف للكتاب .
فطعن فيه بغفلة الراوي ومخالفته الكتاب . فانظر إلى هذا الطعن ما أعجبه ! فإن تردد الراوي بين الستين والسبعين لا يلزم منه عدم ضبطه ، مع أن البخاري رحمه الله إنما رواه : بضع وستون من غير شك . وأما الطعن بمخالفة الكتاب ، فأين في الكتاب ما يدل على خلافه ؟! وإنما فيه ما يدل على وفاقه ، وإنما هذا الطعن من ثمرة شؤم التقليد والتعصب .
وقالوا أيضاً : وهنا أصل آخر ، وهو : أن القول قسمان : قول القلب وهو الإعتقاد ، وقون اللسان وهو التكلم بكلمة الإسلام . والعمل قسمان : عمل القلب ، وهو نيته وإخلاصه ، وعمل الجوارح . فإذا زالت هذه الأربعة زال الإيمان بكماله ، وإذا زال تصديق القلب لم ينفع بقية الأخر ، فإن تصديق القلب شرط في اعتبارها وكونها نافعة ، وإذا بقي تصديق القلب وزال الباقي فهذا موضع المعركة ! !
ولا شك أنه يلزم من عدم طاعة الجوارح عدم طاعة القلب ، إذا لو أطاع القلب وانقاد ، لأطاعت الجوارح وانقادت ، ويلزم من عدم طاعة القلب وانقياده عدم التصديق المستلزم للطاعة . قال : إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح لها سائر الجسد ، وإذا فسدت فسد لها سائر الجسد، ألا وهي القلب . فمن صلح قلبه صلح جسده قطعاً ، بخلاف العكس . وأما كونه يلزم من زوال جزئه زوال كله ، فإن أريد أن الهيئة الاجتماعية لم تبق مجتمعة كما كانت ، فمسلم ، ولكن لا يلزم من زوال بعضها زوال سائر الأجزاء ، فيزول عنه الكمال فقط .
 
المرحلة الأولى/
السؤال السادس/
سبق في تعريف الايمان أنه
قول وعمل : قول القلب واللسان ، وعمل القلب واللسان والجوارح ، ويزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ، ويتفاضل أهله فيه.

ما دليل
من الكتاب و السنة أن الايمان يزيد وينقص و على تفاضل أهله فيه ، و هل في ذلك رد على من يقولون أن لا تفاضل بين أهل القبلة في الايمان؟
من هم الذين يقررون مثل هذه العقيدة (عرفهم و أذكر باختصار رد العلماء عليهم)؟


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إتفق علماء أهل السنة والجماعة على زيادة الايمان ونقصانه
أولا من الكتاب قوله تعالى : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ) [الأنفال : 2] وقوله كذلك (وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَـذِهِ إِيمَاناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ) [التوبة : 124]

ثانيا من السنة: قوله صلى الله عليه وسلم :(
من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان) وقوله كذلك (ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن)

أما الادلة على تفاضل أهل الايمان
أولا من الكتاب قوله تعالى: ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ) [فاطر : 32]
ثانيا من السنة: عن أنس ابن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(
يخرج من النار من قال: لاإله إلا الله، وكان في قلبه مثقال شعيرة من خير. ويخرج من النار من قال: لاإله إلا الله، وكان في قلبه مثقال برة من خير. ويخرج من النار من قال: لاإله إلا الله، وكان في قلبه مثقال ذرة من خير).

أما الفرق التي حادت عن منهج أهل السنة والجماعة في زيادة الايمان ونقصانه فهم الخوارج والمعتزلة والمرجئة

أولا الخوارج :
هم طائفة خرجت عن على بن أبي طالب رضي الله عنه ومن أهل العلم من يرجّح بداية نشأة الخوارج إلى زمن النبي صلى الله عليه وسلم ويجعل أول الخوارج ذا الخويصرة الذي اعترض على الرسول في قسمة ذهب كان قد بعث به علي رضي الله عنه من اليمن ويقولون في الايمان لا يزيد ولا ينقص ومن إرتكب معصية فهو مخلد في النار

المعتزلة : هم طائفة
إعتزلوا مجلس الحسن البصري حيث كان يقرر أن فاعل الكبيرة لا يخرج من الإيمان بل هو مؤمن ناقص الإيمان أو مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته فاعتزلوا هذا المجلس مجلس الحسن البصري وقالوا بمقولتهم المشهورة إن فاعل الكبيرة في منزلة بين منزلتين فليس مؤمنا وليس كافرا لكنه مع ذلك مخلد في النار

المرجئة : هم طائفة يعتقدون فقد أن الايمان مجرد التصديق ولا علاقة للايمان بالعمل ومثال ذلك عندهم ( من أفسق القوم عندهم إيمانه مثل إيمان أبي بكر الصديق رضي الله عنه )

أما رد العلماء عنهم فلا يحضرني ننتضر إجابات بقية الاعضاء
والله أعلم
وبارك الله فيكم على مجهودكم
 
المرحلة الأولى/
السؤال السادس/
سبق في تعريف الايمان أنه
قول وعمل : قول القلب واللسان ، وعمل القلب واللسان والجوارح ، ويزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ، ويتفاضل أهله فيه.

ما دليل
من الكتاب و السنة أن الايمان يزيد وينقص و على تفاضل أهله فيه ، و هل في ذلك رد على من يقولون أن لا تفاضل بين أهل القبلة في الايمان؟
من هم الذين يقررون مثل هذه العقيدة (عرفهم و أذكر باختصار رد العلماء عليهم)؟

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
الجواب
ماورد عن الصحابة في زيادة الايمان ونقصانه
قال أبو الدرداء: الإيمان يزداد وينقص]، وهذا قول أبي هريرة وابن عباس. [وقاعمر بن حبيب الإيمان يزيد وينقص، قيل له: وما زيادته ونقصانه؟ قال: إذا ذكرنا الله فحمدناه وسبحناه فتلك زيادته، وإذا غفلنا ونسينا فذلك نقصانه]. كأنه يقول: زيادته ونقصانه بالعمل، فإذا كان العمل طاعة ازداد به الإيمان، وإذا كان معصية نقص به الإيمان
قال عبد الله بن عكيم سمعت ابن مسعود يقول في دعائه: اللهم زدنا إيماناً ويقيناً وفقهاً]. [وقال سعيد بن جبير: في قول الله تعالى:
sQoos.gif
وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي
eQoos.gif
[البقرة:260] أي: ليزداد إيماناً]. قال: [عنذر بن عبد الله أن عمر كان يأخذ بيده الرجل والرجلين في الحلق فيقول لهما: تعالوا نزدد إيماناً]. إذاً: ازدياد الإيمان ونقصانه كان أمراً مستقراً عند السلف، وكذلك [قال معاذ: اجلس بنا نؤمن ساعة]، أي: نزداد إيماناً، لا أنهم كانوا كفاراً وكان يطالبهم بالإيمان كما فهم ذلك بعض الطلاب. [وقالجندب بن عبد الله البجلي رضي الله عنهما: (كنا مع رسول الله عليه الصلاة والسلام غلماناً حزاورة -أي: صغاراً في سن واحدة- فنتعلم الإيمان قبل أن نتعلم القرآن، فإذا نزل القرآن ازددنا به إيماناً)]. ٌ[وقال أبو الدرداء : كانابن رواحة يأخذ بيدي فيقول: تعال نؤمن ساعة -أي: نزداد إيماناً- إن القلب أسرع تقلباً من القدر إذا استجمعت غلياً]، أي: أن القدر حين نضع فيه الماء، وحين تغلي يتقلب الماء بداخله، فكذلك القلب أسرع تقلباً، أي: أنه لا بد من تعاهد القلب. حينما تكون عندك سيارة، فحينما تريد أن تسافر بالسيارة تنظر إلى الماء والزيت وغير ذلك.. كل هذا من باب المتابعة، فقلبك أولى بهذا، وحينما يكون عندك حيوان أيا كان فهو مأذون فيه شرعاً ككلب الحراسة وكلب الصيد والماشية، فالمطلوب منك شرعاً أن ترعى هذا الكلب طعاماً وشراباً ومأوى وغير ذلك، حتى لو مرض وجب عليك تطبيبه، والله تعالى شكر لامرأة بغي وجدت كلباً يلهث، فنزلت وملأت خفها من البئر فناولته فشرب حتى ارتوى، فشكر الله لها ذلك وأدخلها الجنة وهي بغي، والله تعالى أدخل امرأة النار في هرة حبستها حتى ماتت، فلا هي أطعمتها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض. ودائماً الملاحدة لا تعجبهم مثل هذه الأحاديث، يقولون: هل يعقل أن باغية تدخل الجنة في كلب، وأخرى مؤمنة تدخل النار في هرة؟ فليست القضية قضية قطة، وإنما القضية أن هذه نفس، وأن المعذب بسببها قد قتل نفساً متعمداً، وكان بإمكانه ألا يفعل ذلك. وكان ابن رواحة يأخذ بيده فيقول: تعال نؤمن ساعة، إن القلب أسرع تقلباً من القدر إذا استجمعت غلياناً.......
وقيل لسفيان بن عيينة: الإيمان يزيد وينقص؟ قال: أليس تقرءون
sQoos.gif
فَزَادَهُمْ إِيمَانًا
eQoos.gif
[آل عمران:173]

قال أبو هريرة رضي الله عنه: قال النبي عليه الصلاة والسلام: (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن..)

الآيات الدالة على تفاضل أهل الايمان فيه
قال الله تعالى:
sQoos.gif
سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ
eQoos.gif
[الحديد:21]]، فالله تعالى يحثنا على السبق في العمل الصالح حتى نحظى بمغفرته سبحانه وتعالى. [وقال:
sQoos.gif
وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ
eQoos.gif
[التوبة:100] فبدأ بالمهاجرين الأولين على درجاتهم في السبق، ثم ثنى بالأنصار على سبقهم، ثم ثلث بالتابعين لهم بإحسان، فوضع كل قوم على درجاتهم ومنازلهم عنده سبحانه. ثم ذكر ما فضل به أولياءه بعضهم على بعض، فبدأ بالرسل والأنبياء فقال:
sQoos.gif
تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ
eQoos.gif
[البقرة:253]، وقال:
sQoos.gif
وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ
eQoos.gif
[الإسراء:55]. وأمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يتأمل ذلك، فقال تعالى:
sQoos.gif
كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا * انظُرْ[الإسراء:20-21] أي: يا محمد [
sQoos.gif
كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا
eQoos.gif
[الإسراء:21]. وقال تعالى:
sQoos.gif
هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ
eQoos.gif
[آل عمران:163]]، والدرجة لا تطلق إلا على العلو، بخلاف الدركة فإنها تطلق على الأسفل، فالجنة درجات والنار دركات، ولذلك قال الله تعالى:
sQoos.gif
إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ
eQoos.gif
[النساء:145] ولم يقل: في الدرجات السفلى أو في أسفل درجة. [وقال تعالى:
sQoos.gif
وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ
eQoos.gif
[هود:3]]، أي: يوضع كل إنسان في درجته ومنزلته على حسب ما عنده من أعمال وإيمان. [وقال تعالى:
sQoos.gif
لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا
eQoos.gif
[الحديد:10]. وقال:
sQoos.gif
يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ
eQoos.gif
[المجادلة:11]]، وهذه الآية صريحة في زيادة الإيمان وزيادة الدرجات. [وقال تعالى:
sQoos.gif
وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا
eQoos.gif
[النساء:95]. وقال تعالى:
sQoos.gif
الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ
eQoos.gif
[التوبة:20].

وفي هذا
رد على من يقولون أن لا تفاضل بين أهل القبلة في الايمان


 
الذين يقررون مثل هذه العقيدة هم المرجئة
تعريفهم
فإن المرجئة -أو فكرة الارجاء- ظهرت في آخر القرن الأول الهجري، في الكوفة، وأول من تكلم في ذلك هو حماد بن أبي سليمان.
والمرجئة: اسم فاعل من الإرجاء، وهو التأخير، تقول أرجأت كذا: أخرته، ومنه قوله تعالى:قال أرجئه أي أخره.
ويطلق الارجاء على إعطاء الرجاء: تقول: أرجيت فلانا، أي أعطيته الرجاء، وإطلاق المعنى الأول على الفرقة المبتدعة هو المقصود لأنهم يؤخرون العمل عن الإيمان
ويجوز أن يكون مأخوذا من المعنى الثاني لأنه حكي عن غلاتهم أنه: لا تضر مع الإيمان معصية، ولا تنفع مع الكفر طاعة، فيعطون بذلك المؤمن العاصي الرجاء في ثواب الله تعالى.
وقد قسم أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري المرجئة إلى عشر فرق في كتابه مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين.
وهذه الفرق أهم أقوالها: أن الإيمان مجرد تصديق القلب ومعرفته بالله تعالى، وإن الكفر هو الجهل به، وهو قول جهم بن صفوان رأس الجهمية.
الثاني: قول محمد بن كرام رأس الكرامية: إن الإيمان هو التصديق باللسان دون القلب.
الثالث: قول مرجئة الفقهاء: أبو حنيفة ومن معه: إن الإيمان اعتقاد بالقلب ونطق باللسان، لا يزيد ولا ينقص، ولا يعدون عمل الجوارح من الإيمان.
والحاصل أن فكرة الإرجاء ظهرت أول ما ظهرت في أواخر القرن الأول الهجري، ولمزيد من المعلومات عن المرجئة يرجى الاطلاع على كتاب مقالات الإسلاميين لأبي الحسن الأشعري صفحة 46 وما بعدها​

رد العلماء عليهم
رد ابن تيمية على المرجئة
بالاجمال ثم فصل الرد، ورد عليهم أيضاً ابن حزم مستدلاً بقول الله تعالى:
sQoos.gif
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ
eQoos.gif
[الحجرات:15]، أي: الصادقون في إيمانهم، فقال: (( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا ))، فجعل عدم الارتياب -وهو الشك- والإيمان سواء وهما من عمل القلب، ثم قال: (( وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ )) وهذا عمل الجوارح، فبمجمل هذه الأفعال الإيمان، ونفي الارتياب، والمجاهدة في سبيل الله بالمال والنفس، يصدق عليه أن يكون مؤمناً صادقاً، فهذا رد على المرجئة الذين لا يدخلون الأعمال في الإيمان. وأيضاً قال الله تعالى:
sQoos.gif
فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا
eQoos.gif
[النساء:65]، فتحكيم شرع الله غير الإيمان، فالإيمان محله القلب، والتحكيم محله الجوارح وهو اعتقاد القلب بأن الرب هو السيد الآمر الناهي المطاع، وجعل التسليم أيضاً غير الإيمان، فالتسليم عمل من أعمال القلوب، وهذا فيه رد على غلاة المرجئة الذين ينفون أيضاً أعمال القلوب من مسمى الإيمان، وإن كان غالبهم من مرجئة الفقهاء يدخلون أعمال القلوب في مسمى الإيمان، فهذا رد شيخ الاسلام وابن حزم على هؤلاء المرجئة، ولقد رد ابن تيمية بنفس طويل في كتاب الإيمان على المرجئة في ذلك، وبين أن الأعمال متلازمة مع الإيمان، فإذا انتفى اللازم انتفى الملزوم، وأوضح ذلك بضرب الأمثلة على ذلك منها قوله: لا يتصور في رجل يقول: رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً، ثم بعد ذلك لا يسجد لله سجدة، ولا يتصدق لله بدرهم، ولا يطوف حول البيت، بل هذا ليس في قلبه إيمان البتة، وكذلك قال: إن الإيمان الذي في القلب إن كان تاماً ظهر ذلك على الجوارح، ثم نقل تأكيداً لكلامه عن الحسن أنه قال: الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل، ولقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله)، وهذه المضغة هي مضغة القلب. ......

والله أعلم


 
المرحلة الأولى/
السؤال السادس/
سبق في تعريف الايمان أنه
قول وعمل : قول القلب واللسان ، وعمل القلب واللسان والجوارح ، ويزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ، ويتفاضل أهله فيه.

ما دليل
من الكتاب و السنة أن الايمان يزيد وينقص و على تفاضل أهله فيه ، و هل في ذلك رد على من يقولون أن لا تفاضل بين أهل القبلة في الايمان؟
من هم الذين يقررون مثل هذه العقيدة (عرفهم و أذكر باختصار رد العلماء عليهم)؟


بسم الله الرّحمن الرّحيم
السّلامُ عليكُم ورَحمةُ الله تعالى وبَركاتهُ

بارَكَ ربّي جُهودكُم، وجمعكُم عَلى طاعتهِ أبَداً.

الحَمدُ للهِ تَعالى.

أمّا الأدلّةُ مِن الكِتابِ والسُّنّةِ عَلى أنّ الإيمان يزيدُ وينقُصُ فكثيرةٌ؛ مِنها:
1. أدلّةٌ مِن كِتابِ الله تعالى: قال الله تعالى : ( ليزدادوا إيماناً مَع إيمانهم ) ، ( الفَتح 4 ) ، ( وزدناهُم هُدى ) ، ( الكهف 13 ) ، ( ويزيدُ الله الذين اهتَدوا هُدى ) ، ( مريم 76 ) ، وقال تَعالى: ( والذين اهتَدوا زادهُم هُدى وآتاهُم تقواهُم ) ، ( محمد 17 ) ، ( ويَزداد الذين آمنوا إيماناً ) ، ( المُدثّر 31 ) ، وقوله تَعالى : ( وما زادَهم إلاّ إيماناً وتسليماً ) ، ( الأحزاب 22 ) .
2. وأمّا الأدلّةُ مِن السُّنّةِ: 1. منها قولُ التّرمذيّ رحمه الله تعالى: باب في استِكمال الإيمان والزّيادة والنّقصان، وساق فيه حَديث عائِشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إنّ أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً وألطفهم بأهلهِ )، 2. وحَديثُ: ( يا مَعشَر النّساء تَصدّقن . . . ( الحَديثُ ) ) وهو في الصّحيحين.

أمّا الدّليلُ عَلى تَفاضُل أهل الإيمانِ في الأعمالِ: - بالإضافَةِ إلى الأدلّةِ أعلاهُ -:
1. فمِن الكِتابِ: قولُ اللهِ تَعالى: ( وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ) [الأنبياء:47]
2. وقول الله تَبارك وتعالى: ( لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنْ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى ) [الحديد:10].
1. وأمّا دَليلُ ذلكَ مِن السّنّةِ: فحَديثُ أبي سعيد الخُدريّ رضي الله عنهُ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( بينما أنا نائم رأيت الناس يعرضون علي وعليهم قمص منها ما يبلغ الثدي ومنها ما دون ذلك وعرض علي عمر بن الخطاب وعليه قميص يجرّه ) قالوا: بِمَ أوّلت ذلك يا رسول الله؟ قال: ( الدّين ).
2. وكَذلكَ حَديثُ الشّفاعَةِ؛ وعلَ يُرجَعُ إليهِ للاستِزادةِ؛ إذ لم يُعرض هُنا ( نظراً لطولهِ ).
3. ودليلٌ مِن قولِ السّلفِ عن هزيل بن شَرحبيل قال : قال عُمر بن الخطّاب رضي اللهُ عنهُ: ( لو وزن إيمان أبو بكر الصديق بإيمان أهل الأرض لرَجَحهم بل الإيمان يزيد بل الإيمان يزيد قالها ثلاثاً ).

أمّا أهلُ البِدعِ فيَقولون: أن لا تفاضُل بين أهل القِبلة في الإيمان!
ومنهُم 1. المُرجئةُ: وعَقيدتهمُ مِن أمرِ زيادةِ ونَقصِ الإيمانِ هي: قالوا: لا يضُرّ ذنبٌ مَع إيمان ( يقولون: الإيمان تصديق، والعمل خارج مُسمّاه ).
2. والمُعتَزلةُ: 3. والخَوارجُ:
وعَقيدةُ كُلّ مِن المُعتَزلةِ والخَوارجِ مِن أمرِ زيادةِ ونَقصِ الإيمانِ هي: قالوا بكُفر مُرتكب الكَبيرة وأنّه مخلّد في النّار.
4. والجهميّة: وعَقيدتهمُ مِن أمرِ زيادةِ ونَقصِ الإيمانِ هي: جعلوا الإيمان ما في القلبِ فحَسب، فالإيمانُ واحِد عندهم، لا يقبل التّعدد.
5. والأشاعِرةُ:
وعَقيدتهمُ مِن أمرِ زيادةِ ونَقصِ الإيمانِ قولان: فجمهورهم على أنّه لا يقبل الزّيادة والنّقصان، وذهب بعضهم إلى أنه يقبلها.
6. والماتوردية:
وعَقيدتهمُ مِن أمرِ زيادةِ ونَقصِ الإيمانِ هي: أنّ الإيمان غير قابل للزّيادة والنّقصان.

وأمّا ردودُ العُلماءِ عَليهِم؛ فكثيرةٌ، ومِنها ردُّ سَماحةِ الوالِد العلاّمَةِ/ عَبدالعَزيز بن عَبدالله بِن باز؛ رحمهُ اللهُ تَعالى،
وهذا مُجملهُ – علّ يرجِع إليهِ إخواني وأخواتي للتّفصيلِ -: (... أهل السنة والجماعة لهم طريق ولهم صراط مستقيم، ليس كطريق أهل البدع من الخوارج و المعتزلة وغيرهم، فـأهل السنة والجماعة يقولون: إن الإيمان يزيد وينقص -الإيمان بالله ورسوله يزيد وينقص- يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي، وأصل إيماننا شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وأركان الإسلام خمسة -وهي معلومة لديكم-: الشهادتان، والصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، وأركان الإيمان ستة: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره، مع ما في هذا من الفائدة والعلم. هذه أصول أهل السنة والجماعة، عليها ساروا، وعليها استقاموا، وأهل البدع الذين غيروا وبدلوا على أنواع وعلى أقسام، لكن أهل السنة والجماعة يقولون: ..... أما أهل السنة والجماعة من أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأتباعهم بإحسان، فيقولون: إن الإيمان يزيد وينقص ما دام أصله موجوداً، أما فروعه فإنه إذا أخل منها بشيء لا يكفر ما لم يستحلّه، فإذا شرب الخمر وهو يعلم أنها حرام، وأنه عاصٍ، فهو عاصٍ وإيمانه ناقص، ويستحق الحد في الدنيا والعذاب في الآخرة، لكن لا يكون كافراً مثل اليهود والنصارى والمشركين، إلا إذا استحله، إذا قال: إن المسكر حلال؛ صار كافراً كفراً أكبر مخرجاً عن الإسلام، كالكفار واليهود والنصارى وغيرهم، بل أشد؛ لأن الردة فوق ذلك ).

فائِدةٌ:
كِتابٌ: ( الأجوبَةُ المُفِيدَة عَنْ أَسئِلَةِ المْنَاهِجِ الجَدِيدَةِ ).
مِنْ إجَابَاتِ مَعَالي فضيلة الشَّيخ الدّكتور صَالحِ بْن فوزان بْن عبد الله الفَوزَان عُضوُ هَيئة كِبَارِ الْعُلَمَاءِ وَعُضْوُ اللَّجنَةِ الدَّائِمَةِ للإِفْتَاءِ حَفظهُ الله تَعالى.
جَمْعُ وَتَعْليقُ وَتخريجُ الشّيخ/ جَمَال بْن فُريحِان الحَْارِثَّي حَفظهُ الله تَعالى.
والكِتابُ لا يَحتاجُ للرّفعِ؛ فالرّابِطُ مُباشِرٌ.
http://islamport.com/w/aqd/Web/1899/2.htm

حفظكُم اللهُ، وثبّتكُم.


 

بارك الله فيكم ونفع بكم
وردت آيات كثيرة وأحاديث كثيرة تُثبِت بأن الإيمان يزيد وينقص، والدليل قوله تعالى: (ويزداد الذين آمنوا إيمانا)، وقوله: (فزادتهم إيمانا). ومن السُنَّة قوله -صلى الله عليه وسلم-: (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ، ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع إليه فيها الناس أبصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن فإياكم إياكم ، والتوبة معروضة بعد). فهذا دليل صريح على أن الذنوب تُنقص الإيمان.
وقوله -صلى الله عليه وسلم-:
( يدخل أهل الجنة, الجنة وأهل النار, النار ثم يقول الله تعالى أخرجوا من في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان فيخرجون منها قد اسودوا فيلقون في نهر الحيا أو الحياة – شك مالك – فينبتون كما تنبت الحبة في جانب السيل ألم ترى أنها تخرج صفراء ملتوية )
وكذلك ما جاء في حديث
حنظلة الأُسيدي قال : " قلت : نافق حنظلة يا رسول الله ، فقال صلى الله عليه وسلم : (وما ذاك ؟) قلت يا رسول الله نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة ، حتى كأنّا رأي عين ، فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات ، نسينا كثيراً ، فقال صلى الله عليه وسلم : (والذي نفسي بيده لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر صافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم ولكن يا حنظلة ساعة وساعة) رواه مسلم.
أما عن تفاضل أهل الإيمان فالأدلَّة كثيرة أيضا، فقد قال تعالى: (والسابقون الأولون)، وبداية سورة الواقعة فيها أدلة كثيرة، كقوله تعالى: (وَكُنتُمْ أَزْوَاجًا ثَلاثَةً * فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ * وَأَصْحَابُ الْمَشْئمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْئمَةِ * وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ)، وأيضًا في آخر السورة، والشواهد كثيرة في هذا الباب.
أما الذين يقولون أن الإيمان لا يزيد ولا ينقص ويقولون أن لا تفاضل بين أهل الإيمان هم المرجئة، وعقيدتهم في الإيمان تختلف على ما كان عليه السلف، والإرجاء في الشرع معناه
تأخير العمل وإخراجه عن حقيقة الإيمان، فالمرجئة جردوا الإيمان من حقيقته وقالو أنه قول بلا عمل وقالوا أنه لا يزيد ولا ينقص، وقد انقسموا على فرقتين: مرجئة الفقهاء والجهمية، ومؤسس فرقة الإرجاء هو الجهم بن صفوان، وقال الفضيل بن عياض -رحمه الله- في تعريف المرجئة : (أهـل الإرجاء - إرجاء الفقهاء - يقولون : الإيمان قول بلا عمل، وتقول الجهمية: الإيمان المعرفة بلا قول ولا عمل، ويقول أهل السنة: الإيمان المعرفة والقول والعمل).
أكتفي بهذا القدر حتى لا تختلط الأمور على الإخوة والأخوات.
والله أعلم

بارك الله فيك، جواب مختصر و مفيد.
 
ليعذرني الاخوة و الأخوات على هذه الانقطعات و التغيبات، نظرا للشغل و تعدد المسؤوليات، و ان شاء الله تتيسر الأمور و أكون معكم على خط واحد و درب سوي.
لا تنسوا أن تدعوا الله لي بالتيسير و التوفيق و الفرج في الأمور كلها.
ابقوا قريبا، فبإذن الله تكون لي في هذا اليوم الطيب رجعة
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top