ليتك تحلو و الحياة مريرة⁦♥️⁩⁦♥️⁩⁦♥️⁩

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

sanaya

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
8 ديسمبر 2016
المشاركات
3,495
نقاط التفاعل
38
النقاط
157
الجنس
أنثى
في كل مرة أقرأ رواية {قواعد العشق الأربعون} للكاتبة التركية : أليف شافاق ، تلفت نظري كلمة عاشق ، عاشق بعيدا عن قصص الحب و الغزل بين الرجل و أنثاه ، كما جرت العادة ، بل لأولائك الذين يسيحون في الارض بحثا عن آيات الله العظمى في الكون ، تستوقفني كلمة المحب و العاشق فأجدها غريبة عجيبة ،عن الدراويش الباحثين عن الحق و الحب ، عن عشاق الله و آياته.
نعم ، ماذا عن حب الله يا ترى؟ عن صحبته ؟ عن معيته ؟ عن عشقه؟ عن الخلوة به ، عن التضرع و النجوى ، عن فتنة الخضوع و قوته و المرء في أوج ضعفه ، عن الأنس به حين يبتعد الخلان ، أو حين نجدهم فنوثر لقيا الحبيب على لقياهم .
الثالثة صباحا........
أبت عيني أن تغفو بعد ساعات طويلة من النوم ، فأخدت في ملل أبحلق في سقف الغرفة ، ثم في الفراغ ، أتأمل الضوء الخافت جنب السرير شاردة ، ثم ضوء الشارع المتطفل من النافدة ، ثم أستمع لأنفاس بناتي و كلاهما تغط في النوم ، لا أعلم تحديدا لم أسرني ذلك الهدوء للحظات ، خطر فجأة على فكري خاطر ، أن أتوضأ و أصلي ركعتين و أدعو الله بما أريده ثم أعود للنوم ، و لكنني لم أطق مغادرة السرير ، عنفتني نفسي بشدة ، كيف لي أن أسهر أحيانا للثانية صباحا مع القيل و القال أو على صفحات النت ، و كثيرة هي المرات التي أنهض فيها للمطبخ لاكل شيئا ما ، أو أستفيق قبل الفجر بساعة لأنجز عملا مهما ، ولكن عندما يتعلق الأمر بقيام الليل يصبح الأمر أثقل من الجبال ، الصالحون قديما لم يجدو ماءا ساخنا و لافراشا وثيرا و لا مدافئ ، و كانوا يقومون الليل ، فماهو عدرنا أمام الله ؟ أبعد كل هاته النعم ؟
مابالنا نحرم أنفسنا من لقاء الحبيب ، نحرمها لذة الدعاء و لذة المناجاة ، لسان حالنا يقول اكتفينا و نحن في ذروة احتيااجنا، وسط هذا الحديث و تلكم الخواطر بين اليقظة و المنام ، تبادرت لدهني هده الأبيات لأبو فراس الحمداني :
فَلَيْتَكَ تَحْلُو، وَالحَيَاة ُ مَرِيرَة ٌ، وَلَيْتَكَ تَرْضَى وَالأَنَامُ غِضَابُ
وَلَيْتَ الّذي بَيْني وَبَيْنَكَ عَامِرٌ وبيني وبينَ العالمينَ خرابُ
إذا صَحَّ منك الودّ فالكُلُّ هَيِّنٌ وكُلُّ الذي فَوقَ التُّرابِ تُرابِ
وأبيات أخرى سمعتها على لسان النابلسي :
فلو شاهدت عيناك من حسننا الذي * رأوه لما وليت عنا بغيرنا
ولو لاح من أنوارنا لك لائح * تركت جميع الكائنات وجئتنا
ولو نسمت من قربنا لك نسمة * لمت غراما واشتياقا لقربنا
ولو ذقت من طعم المحبة ذرة * عزرت الذي أضحى قتيلا بحبنا
ولو سمعت أذناك حسن خطابنا * خلعت ثياب العجب عنك وجئتنا
كان هدا أجمل ما سمعت عن المحبين و العاشقين الدين ينفردون في الليل سرا بمحراب صلاتهم ، كبرت و أدركت أن فوق الحب الدي نظل نكتب لأجله و ننشده حب أسمى و أعمق ، حب أبدي لاخيانة فيه و لا وفاء نطلبه ، حب يغنيك عن العالمين كلهم فمرحبا لمن أقبل و وداعا لمن أدبر ، وداع مكتف غير معاتب ،
تلك كانت خواطر الثالثة صباحا ، في ما بين النوم و اليقظة .

سانايا
 
آخر تعديل:
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top