سلسلة مشاهير علماء المسلمين العدد الثالث أبو بكر الرّازي

ام أمينة

👑 TOP5 ✍️
طاقم الرقابة
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

العدد الثالث من سلسلة مشاهير علماء المسلمين

الشخصية الثالثة هي العالِم و الطبيب و الكيميائي و الفيلسوف و الرياضياتي و المخترع

أبو بكر الرّازي


وُلد أبو بكر محمد بن زكريا المعروف بالرّازي سنة 251 هـ الموافق ل 865 م في مدينة الرّي التي تقع في إيران الحالية


و مان أحم أوائل رائدي العلم في الفترة المعروفة بالعصر الذهبي للإسلام ( من القرن 8 إلى القرن 15 للميلاد )
و يُطلق على هذه الفترة عصرُ النهضة الإسلامي الذي شهد إنتشارًا واسعًا لثقافة العلوم و التعلّم و برزت خلاله مجموعة من العقول النيّرة

نهل الرًازي في شبابه من أعمال الكتاب اليونانيين و المسلمين السابقين له و كان له فضل كبير في الإسهام بحقلَي الطّب و الصّيدلة و كان مشهورا كأكثر فلاسفة عصره تحرُّرًا في الفِكر

له الكثير من الأعمال الكتابية المُتعلقة بمختلف مجالات الطّب و ترك مخزونا كبيرا من المعرفة الغنّية باكتشافاته و أفكاره و كان يُلّقب ب غالينوس العرب


قضى الرّازي الجزء الأكثر من حياته في بلاد فارس مكرّسا نفسه للدّرس و قد برز إهتمامه بشكل خاص في الموسيقى و يُقال أنه كان عازِفًا بارعًا كما يُقال بأنه كان يكسب قوت عيشه قبل سّن الثلاثين بالعمل في الصّرافة لكن هذا لم يمنعه من متابعة دراسته أثناء عيشه في فارس و قد تدّرب على ممارسة الطّب و بدأت شُهرته تزداد يومًا بعد يوم إلى أن أصبح مُديرا لمستشفى الرّي

و هذا ما وفّر له الفرصة من اختبار المعارف التي نالها من الكتب و وضعها قيد التنفيذ العملي
و كان الرّازي دقيق الملاحظة ماهرًا في تشخيص أعراض الأمراض و قد دوّن بالتفصيل كل ملاحظاته المتعلقة بأمراض النّاس

و كان الرّي في ذلك الحين مدينة عِلم يؤُمها مختلف العلماء و طُلاب المعرفة إلا أنّ الرّازي كان يشعر أنها دون مُستوى طموحاته لذا قرّر الرحيل إلى بغداد

أوصله بحثه عن المعرفة و الخبرات إلى مدينة بغداد الشهيرة و كانت بغداد قد ازدهرت في ظل الخلافة العباسية ( بين 751 و 983 م ) كمركز لدراسة الفنون و العلوم و احتلت الصدارة في الحضارة الإسلامية و قد بنى الخليفة المأمون فيها بيت الحِكمة و هو مركز بحوث علمية و مرصد فلكي سنة 215 هـ الموافق ل 830 م

هيأت بغداد لحُشود الشباب المثقفين القادمين من أرجاء الدولة الإسلامية بيئة مِثالية لتحقيق طموحاتهم حيث بلغ عدد سكان بغداد في القرن التاسع ميلادي إلى 300.000 نسمة

و قد نقل مؤرِخو ذلك الزمن معلومات عن المستشفيات الشهيرة و المعاهد التعليمية و أماكن اللّهو و الترفيه في تلك المدينة و قد تتلمذ الرّازي في بغداد على يد الطبيب " بن ربَّن الطّبري " و قد تلقى الرّازي تحت إشرافه المبادئ الأساسية في عِلمي الطّب و الصّيدلة

تُحكى قصّة عن بناء مستشفى المُقتدري في بغداد و يُقال أنه تمت إستشارة الرّازي بخصوص أنسب مكان لبناءه
فقام بتعليق قطع من اللحم في عدة مناطق من المدينة و بعد أسبوع أدلى الرّزي بخياره للموقع الأنسب حيث كان اللحم أقل فسادًا

ما لبِث الرّازي أن أصبح رئيسا للمشفى فمكنه ذلك من تطوير أساليبه في علاج الأمراض و كان شديد الملاحظة ينهج المنهج التجريبي في البحث و قد وضع نظريات بسيطة في العلاج كأهمية العلاقة بين الطبيب و المريض للمساعدة على شِفاءه و أهمية إتباع نظام حِمية معيّن أثناء المرض
و قد شجع ذاك على تكوين رأي نقدي لأعمال العلماء السابقين
و كان أثناء وصفه للعلاج يهتّم بالآثار الرئيسية و الجانبية للأدوية التي يتناولها المرضى

و كان يعتقد الرّازي أنّ الأمراض كانت تنشأ من أسباب داخلية و خارجية و أنّ الحالة النفسية للإنسان تؤثر على صحته الجِسمية
و هكذا يُعّد الرّازي من بعض العلماء الآخرين كإبن سينا
من أوائل دُعاة العلاج النفسي الجسمي

من أهم ما كتبه الرّازي في مجال الطّب كتاب " الحاوي في الطب " و هو مجموعة من الملاحظات حول الأمراض و أعراضها و عِلاجها و كِتابه الثاني هو " الطّب المنصوري " و كتابًا آخر هو " الجذري الحصباء " لعلاج هذين المرضين و قد كان أول طبيب يميّز بينهما كمرضين مختلفين

كما كان الرّازي يملك معرفة قوية بالكيمياء و المُركبات الكيميائية مما ساعده على تحضير الأدوية المختلفة و يُقال بأنه تابع دراسة الكيمياء بشكل مستقل عن إكتشافات جابر إبن حيّان المشهور برائد الكيمياء

كان الرّازي هو أول من ركّب حمض الكبريت و قدّم شرحًا مفصلًا لإستخدام أكثر من 20 وسيلة مخبرية
و يُقال بأنّ التفريق بين مجالي الكيمياء العضوية و اللاعضوية قد بدأ معه و يعالج في كتابه " الأسرار " مختلف المركبات الميميائية و استخداماتها

و له كتاب آخر " سّر الأسرار " يشرح فيه عملية التقطير و التّكلس و الترسيب "


و كان الرّازي مُفكرا حُرًا و منطقيا و اعتبر سقراط و أفلاطون معلمين له و كان يؤمن أنّ الفلسفة يجب أن لا تضُّم العقائد و اعتقد أنّ طبيعة الوجود متجانسة رغم كل الصراعات و الفوضى التي تشّق طريقها عبرها

و لم يشتهر الرّازي في عالم الفلسفة كما اشتهر في عالمي الطّب و الصّيدلة و حتى بين أقرانه كانت أفكاره الفلسفية مثَار انتقاد أكثر منها مثَار قبول
و من أشهر أعماله الفلسفية كُتبه " السيرة الفلسفية " و " الطّب الروحاني "
و كان يعتبر أنه من الجدير بالطبيب أن يتفهم طبيعة الوجود


لم يكن الرّازي بحّد ذاته رجلًا متدينا و كان ينحو في أفكاره طريقة العلماء الإغريق القدماء كإقليدس و أفلاطون
و كانت طريقته في فهم أي شيئ أقرب من المبدأ الطبيعي
و كان أيضا كثير الإنتقاذ للعُنف الذي يُضلل النّاس عن البحث الأكثر نُبُلًا للوصول إلى الحقيقة و لكن إنتقاده للدّين و السُلطات الدينية جلب له الكثير من الأعداء لدرجة أن المتطرفين الإسلاميين أحرقوا الكثير من مؤلفاته
في آخر أيامه سافر الرًازي في أرجاء بلاد فارس و هو يعلّم الطّلاب الأغنياء و الفقراء دون تمييز بينهم و لُقّب بالشيخ في أواخر حياته كإقرار رسمي بكونه مُعلّما
ثم عاد إلى الرّي بعد إشتهاره


شجع طُلابه إلى التغلب على منطق الشك و البحث عن الإجابات للأسئلة التي يطرحونها على أنفسهم لأنه كان يحاول أن يغرس فيهم التعطش للعلم

في نهاية حياته تراجعت أحواله المالية و قد زاد الأمر سوءًا إصابته بالعمى مما صعّب عليه العمل لتدبير أمور حياته اليومية

توفي حوالي 313 هـ الموافق ل 925 م في مدينة الرّي

و قد أدت مساهماته في مجال الطّب و الصيدلة إلى تمهيد الطريق لتطوير هذين العلمَين أثناء عصور النهضة في أوروبا في القرن الخامس عشر

إنتهى ......
نلتقي في العدد المقبل باذن الله
 
توقيع ام أمينة
توقيع ام أمينة
الله يبارك نحب نتابع العلماء المسلمين القدماء عندي شغف كبير في قراءة قصصهم و سيرة حياتهم
مشكورة جدا ✌️
 
توقيع EL General
الله يبارك نحب نتابع العلماء المسلمين القدماء عندي شغف كبير في قراءة قصصهم و سيرة حياتهم
مشكورة جدا ✌️
يبارك فيك
إذن أدعوك لقراءة هذه السلسلة لمشاهير علماء المسلمين التي هي قيد الكتابة و النشر
شكرا لك
 
توقيع ام أمينة
العودة
Top Bottom