- إنضم
- 26 ماي 2008
- المشاركات
- 1,303
- نقاط التفاعل
- 1
- النقاط
- 37
- العمر
- 41
هذه الحياة ظالمة.. تمارس علينا جبروتها.. تضعنا حيثما شاءت.. لاتدعنا نأخذ
قراراتنا بأنفسنا.. ولا ان نتصرف بحريتنا.. نركض فيها ونجري هنا وهناك ولا نخرج
منها بشيء دون رضاها وعلمها.
وجدنا فيها هكذا كما نحن لم يكن لنا فيها ولا فيما حولنا شأن.
لا احد يعلم ما تخفيه لنا ايامها من مفاجآت وعجائب بعضها يحدث دون مقدمات
ان كان حسنا وطيبا اسعدنا وان كان سيئا اشقانا واتعسنا.
نحب فيها دون يد فالقلب يهوى ولاسلطان عليه ونفارق فيها دون يد ان كان فراقا
مؤقتا بالبعد والغربة او كان بعدا دائما بالموت ووداع الحياة الدنيا.
هي من سمتنا باسمائنا وهي من يتحكم في انسابنا والواننا واعراقنا ودياناتنا
ومستوى تفكيرنا وطموحاتنا وقوة عزائمنا وطبائعنا ونفسياتنا.
تجعل بعضنا جاهلا منغلقا وبعضنا واعيا منفتحا.. تفرقنا بين المدينة والقرية
والدولة والدولة والقارة والقارة.
تختار منا اقواما فتجعل العصبية والغضب يفوح من انوفهم يشتمها البعيد ويتأذى
منها القريب وتجعل اخرين هادئين ساكنين.
وتضع بعضنا في خانة الفقر فتراه مهموما مشغولا بتحصيل قوت يومه
واخرين
تسكنهم قصورا من ذهب.
ولكي نحيا ونعيش فيها بسلام فان علينا ان نرضى بما قسم الله لنا وقديما قالوا
القناعة كنز لايفنى ويقولون اليوم من رضى عاش.
وهذا لايعني ان نتكاسل ونتخاذل فالحياة اقدار والارزاق اقدار وكل شيء يجري
ويسير وفق القدر فلنعمل ونجتهد فكلنا مي لما خلق له.. ولنحاول ان نغير ما
استطعنا شيئا مما لايرضينا ولايرضي طموحاتنا.. ولنجعل لحياتنا هدفا وقيمة
ومعنى بدلا من الضياع والشتات فأعمارنا سنوات ضائعة بل هي سنوات الضياع
فلنشعر بوجودنا ولنشعر الحياة والاخرين بوجودنا وقيمتنا.