ابن غرداية الباهية
:: عضو مُتميز ::
- إنضم
- 17 فيفري 2009
- المشاركات
- 665
- نقاط التفاعل
- 5
- النقاط
- 17
يوم في حياة عاطل
هذه الدنيا , ضاقت , مذ أن رأتني وحدي , اسير على دربي , وبرفقتي بقايا أوهامي , اوهام قضيت عمري في لمها , فتفتت كحبة طوب نالتها قطرات المطر , لأجد نفسي أعاني ...
حملت أوراقي , شهاداتي ومنجزاتي , واتخذت الشارع سبيلي إلى المستقبل , من شركة لشركة , من مصنع لمصنع , من يقبلني , من ينقذني , تراني سأضيع إن بقيت هكذا , لي أب وأم , من سيرد الدين لهما , لي اخوة , لي وطن أريد أن أخدمه , لي كرامة يهتكها الجلوس والخمول .... أنا ضائع ...
الشوارع مليئة بأمثالي ...هم كثر ... أعرفهم بسهولة ...يكفيني أن أقرأ على أعينهم قصيدة تبكيني ...
يكفيني أن أسمع وقع خطاهم السريعة ... وهم يهربون من أشباح تود قتلنا ....تود رمينا إلى حضيض الدنيا... إلى بيت نكتريه ... إلى طعام نقترض ثمنه.... إلى حياة بلا كرامة.... فإلى أين الهروب...
تذكرت موعدي اليومي ... فاتجهت نحو قبة البرلمان.... لأرى من لا يروني ... لأرى من يحسبونني ذبابة تلزمها هراوة لتخرس ... صرخت مع من يجمعني بهم الضياع ... حقوقي حقوقي.... فأجابونا بهراوات كسرت عظام الكل دون استثناء... المعاقين جسديا , العمي , الصم البكم . الشباب القوي المكتمل... تطبيقا للديمقراطية... ونعم الديمقراطية...
لقد أصبت في كتفي... ولكن لابأس ... المهم أن أساعد المصابين وأنقلهم للمستشفى برفقة أصدقائي, عرفت من احدى المارة أن صحفيا أصيب وهو يصور ما جرى لنا , وقد صودرت كمراه , عجبا لهم , يكممون أفواهنا وافواه من يتحدثون عنا... سحقا لهم من بشر...
كان يوما عاديا جدا... فقد اعتدنا على هذه الحياة ... ولكن الغير عادي ... أن محاولات الانتحار امام البرلمان تزداد كالبرق... الوضع يجبرهم على شرب قنينات من الغاز ... لتكون أرواحهم أغلالا تلف أعناق من يسكنون البرلمان... وأنا لست منهم.... لانني ميت أصلا... ولا أحتاج للانتحار...
اتجهت للبحر كعادتي لافرغ فيه ما كتمت , إلا أنه رفضني , و ناداني بصوت غاضب: أنظر إلى هنا , إلى الضفة الأخرى , هناك ستكون حياتك , هناك ستعيش , هناك ستنسى المعاناه... فصرخت مرارة لا لا , لن اترك أبي وامي , لن أترك وطني , لن أترك هذه الأرض التي أحبها.... فهمست لي الأرض التي أطؤها أنك أثقلت على ظهري , فغادرني...
هذه الدنيا , ضاقت , مذ أن رأتني وحدي , اسير على دربي , وبرفقتي بقايا أوهامي , اوهام قضيت عمري في لمها , فتفتت كحبة طوب نالتها قطرات المطر , لأجد نفسي أعاني ...
حملت أوراقي , شهاداتي ومنجزاتي , واتخذت الشارع سبيلي إلى المستقبل , من شركة لشركة , من مصنع لمصنع , من يقبلني , من ينقذني , تراني سأضيع إن بقيت هكذا , لي أب وأم , من سيرد الدين لهما , لي اخوة , لي وطن أريد أن أخدمه , لي كرامة يهتكها الجلوس والخمول .... أنا ضائع ...
الشوارع مليئة بأمثالي ...هم كثر ... أعرفهم بسهولة ...يكفيني أن أقرأ على أعينهم قصيدة تبكيني ...
يكفيني أن أسمع وقع خطاهم السريعة ... وهم يهربون من أشباح تود قتلنا ....تود رمينا إلى حضيض الدنيا... إلى بيت نكتريه ... إلى طعام نقترض ثمنه.... إلى حياة بلا كرامة.... فإلى أين الهروب...
تذكرت موعدي اليومي ... فاتجهت نحو قبة البرلمان.... لأرى من لا يروني ... لأرى من يحسبونني ذبابة تلزمها هراوة لتخرس ... صرخت مع من يجمعني بهم الضياع ... حقوقي حقوقي.... فأجابونا بهراوات كسرت عظام الكل دون استثناء... المعاقين جسديا , العمي , الصم البكم . الشباب القوي المكتمل... تطبيقا للديمقراطية... ونعم الديمقراطية...
لقد أصبت في كتفي... ولكن لابأس ... المهم أن أساعد المصابين وأنقلهم للمستشفى برفقة أصدقائي, عرفت من احدى المارة أن صحفيا أصيب وهو يصور ما جرى لنا , وقد صودرت كمراه , عجبا لهم , يكممون أفواهنا وافواه من يتحدثون عنا... سحقا لهم من بشر...
كان يوما عاديا جدا... فقد اعتدنا على هذه الحياة ... ولكن الغير عادي ... أن محاولات الانتحار امام البرلمان تزداد كالبرق... الوضع يجبرهم على شرب قنينات من الغاز ... لتكون أرواحهم أغلالا تلف أعناق من يسكنون البرلمان... وأنا لست منهم.... لانني ميت أصلا... ولا أحتاج للانتحار...
اتجهت للبحر كعادتي لافرغ فيه ما كتمت , إلا أنه رفضني , و ناداني بصوت غاضب: أنظر إلى هنا , إلى الضفة الأخرى , هناك ستكون حياتك , هناك ستعيش , هناك ستنسى المعاناه... فصرخت مرارة لا لا , لن اترك أبي وامي , لن أترك وطني , لن أترك هذه الأرض التي أحبها.... فهمست لي الأرض التي أطؤها أنك أثقلت على ظهري , فغادرني...