مسابقة في العقيدة ( مسابقة علمية عل منهج أهل السنة و الجماعة، وللفائزين جوائز معتبرة)


السؤال الثاني:
هل خلق الله الخلق عبثا، أم خلقهم لحكمة عالية و لغاية رفيعة، ما هو ذلك الأمر الذي خلق الله الخلق لأجله مع ذكر الأدلة على ذلك؟
لم يخلق الله الخلق عبثا، بل خلقهم لحكمة عالية وغاية رفيعة، و ذلك ما جاء صريحا واضحا في نصوص الكتاب.
قال الله تعالى : { وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ () مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ } ، وقال تعالى { وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا } ، وقال تعالى : { وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ } ، وقال تعالى : { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } ، الآيات .
يقول الشيخ السعدي في تفسير الأية الأخيرة:
{ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }
هذه الغاية التي خلق الله الجن والإنس لها ، وبعث جميع الرسل يدعون إليها ، وهي عبادته المتضمنة لمعرفته ومحبته ، والإنابة إليه ، والإقبال عليه ، والإعراض عما سواه . وذلك متوقف على معرفة الله تعالى ، فإن تمام العبادة ، متوقف على المعرفة بالله ، بل كلما ازداد العبد معرفة بربه ، كانت عبادته أكمل ، فهذا الذي خلق الله المكلفين لأجله ، فما خلقهم لحاجة منه إليهم .
 
التقييم:
الأخت(الغفران):العلامة الكاملة.
الأخت
(انسانة ما):17/20
الأخت
(دروب الرحمة):18/20
الأخت
(الملتزمة):15/20
 
التقييم:
الأخت(الغفران):العلامة الكاملة.
الأخت
(انسانة ما):17/20
الأخت
(دروب الرحمة):18/20
الأخت
(الملتزمة):15/20

بارك الله فيكم ونفع بكم ..
نسأل الله أن تكون علاماتنا عند الله كذلك ..
في انتظار بقية الأسئلة حتى نستفيد مما يُطرح ..

 

السؤال الثالث من المرحلة الأولى:

ما معنى العبد و العبادة؟ أذكر كلام أهل العلم في ذلك.
 

بارك الله فيكم ونفع بكم ..
نسأل الله أن تكون علاماتنا عند الله كذلك ..
في انتظار بقية الأسئلة حتى نستفيد مما يُطرح ..

أحسن الله اليك.
الله هو المسؤول أن يتقبل منا صالح العمل.
اللهم أعنا على ذكرك و شكرك و حسن عبادتك.
 

السؤال الثالث من المرحلة الأولى:

ما معنى العبد و العبادة؟ أذكر كلام أهل العلم في ذلك.

بارك الله فيكم ونفع بكم
العبادة: لغة: بمعنى الذل والخُضوع. نقول عبدتُ الطريق أي ذللته.
شرعًا: كما عرفها شيخ الإسلام بن تيمية -رحمه الله- بقوله: (العبادة اِسم جامع لكل ما يُحبه الله ويرضاه من الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة). والبراءة مما يُضاد ذلك.

العبد: أما العبد فله معنيان؛ عام وخاص:
* العام: يأتي بمعني المذلل والمسخر، وهو يشمل بذلك جميع مخلوقات الله.
* الخاص: وقد خُصَّ بذلك المؤمنين المتقين أولياء الله، وهو العابد المتذلل بين يدي ربه المحب لأمر ربه.

والله أعلم

 
آخر تعديل:
ما أول ما يجب على العباد العلم به؟
هو أن الله واحد لا شريك له وان محمدا عبده وسوله صلى الله عليه وسلم
والله أعلم
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نجرب المحاولة في هاته المرة باذن الله ونسأله أن يوفقنا لذلك

تعريف العبد: فقد سبقتنا به الاخت إنسانة ما فلا زيادة على ما قالت بارك الله فيها

العبادة هي: التذلل لله عز وجل محبةً وتعظيماً بفعل أوامره وترك نواهيه خشيتا منه وطمعا في ثوابه

وعرفها الشيخ العثيمين رحمه الله في شرح العقيدة الواسطية فقال:
فما معنى العبادة؟
العبادة: تطلق على أمرين، على الفعل والمفعول.

تطلق على الفعل الذي هو التعبد، فيقال: عبد الرجل ربه عبادة وتعبداً وإطلاقها على التعبد من باب إطلاق اسم المصدر، ونعرفها باعتبار إطلاقها على الفعل بأنها: (التذلل لله عز وجل حباً وتعظيماً، بفعل أوامره واجتناب نواهيه). وكل من ذل لله عز بالله،
(وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ) [المنافقون: 8].
وتطلق على المفعول، أي: المتعبد به, وهي بهذا المعنى تعرف بما عرفها به شيخ الإسلام ابن تيمية حيث قال رحمه الله: (العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة) .



 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وعرفها الشيخ العثيمين رحمه الله في شرح العقيدة الواسطية فقال:
فما معنى العبادة؟
العبادة: تطلق على أمرين، على الفعل والمفعول.

تطلق على الفعل الذي هو التعبد، فيقال: عبد الرجل ربه عبادة وتعبداً وإطلاقها على التعبد من باب إطلاق اسم المصدر، ونعرفها باعتبار إطلاقها على الفعل بأنها: (التذلل لله عز وجل حباً وتعظيماً، بفعل أوامره واجتناب نواهيه). وكل من ذل لله عز بالله،
(وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ) [المنافقون: 8].
وتطلق على المفعول، أي: المتعبد به, وهي بهذا المعنى تعرف بما عرفها به شيخ الإسلام ابن تيمية حيث قال رحمه الله: (العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة) .



وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم ونفع بكم على هذه الفائدة الطيِّبة والتي ذكرها الشيخ رحمه الله في شرحه لكتاب التوحيد. ولمن أراد التوسع أكثر فكتاب الشيخ العثيمين: القول المفيد في شرح كتاب التوحيد مليء بالفوائد.
نفع الله بكم.

 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم ونفع بكم على هذه الفائدة الطيِّبة والتي ذكرها الشيخ رحمه الله في شرحه لكتاب التوحيد. ولمن أراد التوسع أكثر فكتاب الشيخ العثيمين: القول المفيد في شرح كتاب التوحيد مليء بالفوائد.
نفع الله بكم.



وفيكم بارك الله
وهذا ما جاء من كلام الشيخ العثيمين رحمه الله في شرحه لكتاب التوحيد

والعبادة تطلق على شيئين:

الأول: التعبد بمعنى التذلل لله عز وجل بفعل أوامره واجتناب نواهيه; محبة وتعظيما.
الثاني: المتعبد به; فمعناها كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله(اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة).
مثال ذلك: الصلاة; ففعلها عبادة، وهو التعبد.

ونفس الصلاة عبادة، وهو المتعبد به

وكما وجه له سؤال أثناء الدرس - شرحه لكتاب التوحيد - ماهي العبادة
فقسم الشيخ رحمه الله العبادة إلى عبادة كونية وعبادة شرعية لكني لم أستطع فهم المقطع لان التسجيل رديئ ذلك لم أقف عليه
أما ما ذكرته آنفا فهو من شرح العقيدة الواسطية

وبارك الله فيكم وجزاكم خير الجزاء كما لا ننسى أخانا ابو ليث الذي نسال الله له أن يثقل له ميزان حسناته بهذه المبادرة الطيبة وأن يفع الله بها كل الاخوة الاعضاء
 
وفيكم بارك الله
وهذا ما جاء من كلام الشيخ العثيمين رحمه الله في شرحه لكتاب التوحيد

والعبادة تطلق على شيئين:

الأول: التعبد بمعنى التذلل لله عز وجل بفعل أوامره واجتناب نواهيه; محبة وتعظيما.
الثاني: المتعبد به; فمعناها كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله(اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة).
مثال ذلك: الصلاة; ففعلها عبادة، وهو التعبد.

ونفس الصلاة عبادة، وهو المتعبد به

وكما وجه له سؤال أثناء الدرس - شرحه لكتاب التوحيد - ماهي العبادة
فقسم الشيخ رحمه الله العبادة إلى عبادة كونية وعبادة شرعية لكني لم أستطع فهم المقطع لان التسجيل رديئ ذلك لم أقف عليه
أما ما ذكرته آنفا فهو من شرح العقيدة الواسطية

وبارك الله فيكم وجزاكم خير الجزاء كما لا ننسى أخانا ابو ليث الذي نسال الله له أن يثقل له ميزان حسناته بهذه المبادرة الطيبة وأن يفع الله بها كل الاخوة الاعضاء

جزاكم الله خيرًا ونفع بكم.
المقصود من كلامه بالعبادة الكونية والشرعية هو ما ذكرتُه في جوابي الأول، هو المعنى العام والخاص للعبد، فالمعنى العام متعلق بالعبادة الكونية والمعنى الخاص متعلِّق بالعبادة الشرعية.
وإن سمحتم سأنقل لكم جواب الشيخ رحمه الله:
قال رحمه الله: (العبادة لها مفهوم عام، ومفهوم خاص.
فالمفهوم العام : هي: "التذلل لله محبة وتعظيما بفعل أوامره، واجتناب نواهيه على الوجه الذي جاءت به شرائعه".
والمفهوم الخاص : يعني تفصيلها. قال فيه شيخ الإسلام ابن تيمية : "هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال، والأعمال الظاهرة والباطنة كالخوف، والخشية، والتوكل، والصلاة، والزكاة، والصيام، وغير ذلك من شرائع الإسلام " .
وقد يكون قصد السائل بمفهوم العبادة ما ذكره بعض العلماء من أن العبادة إمّا
عبادة كونية، أو عبادة شرعية، يعني أن الإنسان قد يكون متذللا لله - سبحانه وتعالى - تذللا كونيا وتذللا شرعيا.
فالعبادة الكونية تشمل المؤمن والكافر، والبر والفاجر لقوله - تعالى -: (إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا) . فكل من في السماوات والأرض فهو خاضع لله - سبحانه وتعالى - كونا فلا يمكن أبدا أن يضاد الله أو يعارضه فيما أراد - سبحانه وتعالى - بالإرادة الكونية.
وأما العبادة الشرعية : فهي التذلل له - سبحانه وتعالى - شرعا فهذه خاصة بالمؤمنين بالله - سبحانه وتعالى - القائمين بأمره، ثم إن منها ما هو خاص أخص كعبودية الرسل، عليهم الصلاة والسلام، مثل قوله - تعالى -: (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ) وقوله: (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا) . وقوله: (وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ) . وغير ذلك من وصف الرسل، عليهم الصلاة والسلام، بالعبودية.
والعابدون بالعبودية الكونية لا يثابون عليها؛ لأنهم خاضعون لله - تعالى - شاءوا أم أبوا، فالإنسان يمرض، ويفقر، ويفقد محبوبه من غير أن يكون مريدا لذلك بل هو كاره لذلك لكن هذا خضوع لله - عز وجل - خضوعا كونيا). أهــ
______
وقد ذكر رحمه الله في كتاب التوحيد أن العبودية ثلاثة أقسام:
* عبودية عامة: وتشمل جميع المخلوقات.
* عبودية خاصة: وتشمل المؤمنين.
* عبودية خاصة الخاصة: وهي خاصة بالرسل.

نعتذر قد نكون توسعنا في الكلام أكثر ولكن ذلك كله من أجل عموم الفائدة، فمثل هذه المسابقات جُعِلت لتبادل الفوائد.
نعتذر أخ أبو ليث ..
وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح

 

جزاكم الله خيرًا ونفع بكم.
المقصود من كلامه بالعبادة الكونية والشرعية هو ما ذكرتُه في جوابي الأول، هو المعنى العام والخاص للعبد، فالمعنى العام متعلق بالعبادة الكونية والمعنى الخاص متعلِّق بالعبادة الشرعية.
وإن سمحتم سأنقل لكم جواب الشيخ رحمه الله:
قال رحمه الله: (العبادة لها مفهوم عام، ومفهوم خاص.
فالمفهوم العام : هي: "التذلل لله محبة وتعظيما بفعل أوامره، واجتناب نواهيه على الوجه الذي جاءت به شرائعه".
والمفهوم الخاص : يعني تفصيلها. قال فيه شيخ الإسلام ابن تيمية : "هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال، والأعمال الظاهرة والباطنة كالخوف، والخشية، والتوكل، والصلاة، والزكاة، والصيام، وغير ذلك من شرائع الإسلام " .
وقد يكون قصد السائل بمفهوم العبادة ما ذكره بعض العلماء من أن العبادة إمّا
عبادة كونية، أو عبادة شرعية، يعني أن الإنسان قد يكون متذللا لله - سبحانه وتعالى - تذللا كونيا وتذللا شرعيا.
فالعبادة الكونية تشمل المؤمن والكافر، والبر والفاجر لقوله - تعالى -: (إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا) . فكل من في السماوات والأرض فهو خاضع لله - سبحانه وتعالى - كونا فلا يمكن أبدا أن يضاد الله أو يعارضه فيما أراد - سبحانه وتعالى - بالإرادة الكونية.
وأما العبادة الشرعية : فهي التذلل له - سبحانه وتعالى - شرعا فهذه خاصة بالمؤمنين بالله - سبحانه وتعالى - القائمين بأمره، ثم إن منها ما هو خاص أخص كعبودية الرسل، عليهم الصلاة والسلام، مثل قوله - تعالى -: (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ) وقوله: (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا) . وقوله: (وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ) . وغير ذلك من وصف الرسل، عليهم الصلاة والسلام، بالعبودية.
والعابدون بالعبودية الكونية لا يثابون عليها؛ لأنهم خاضعون لله - تعالى - شاءوا أم أبوا، فالإنسان يمرض، ويفقر، ويفقد محبوبه من غير أن يكون مريدا لذلك بل هو كاره لذلك لكن هذا خضوع لله - عز وجل - خضوعا كونيا). أهــ
______
وقد ذكر رحمه الله في كتاب التوحيد أن العبودية ثلاثة أقسام:
* عبودية عامة: وتشمل جميع المخلوقات.
* عبودية خاصة: وتشمل المؤمنين.
* عبودية خاصة الخاصة: وهي خاصة بالرسل.

نعتذر قد نكون توسعنا في الكلام أكثر ولكن ذلك كله من أجل عموم الفائدة، فمثل هذه المسابقات جُعِلت لتبادل الفوائد.
نعتذر أخ أبو ليث ..
وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح


جزاكم الله خيرا
سأدون ما قلتيه عندي باذن الله لان كل تسجيلات شرح كتاب التوحيد رديئة حتى منها ما لا يفهم ......
 
جزاكم الله خيرا
سأدون ما قلتيه عندي باذن الله لان كل تسجيلات شرح كتاب التوحيد رديئة حتى منها ما لا يفهم ......

بإمكانكم اقتناء الكتاب: كتاب القول المفيد في شرح كتاب التوحيد.
كتاب نافع جدًا.


 
بارك الله فيك أخي عبد الرحمان، و أختى انسانة ما، مثلكما من يعتز بهما، و يستفد من مشاركاتهم و فوائدهم النيرة.
نتمنى أن يستفيد الجميع، فما أسست هذه المسابقة الا للفائدة العلمية، ولاجل ترسيخ العقيدة و تصحيحها.
نسأل الله لنا و لكم التوفيق.
 
باركَ اللهُ فيك أخي عبدالرّحمان، وبارك الله فيكِ أختي إنسانة ما؛
لطيب ما أفدتُما؛ فأجدُتما.
الحَمدُ للهِ تَعالى.
الذي يسّر لي تواجُداً في هذا الصّرح؛ مع هكذا إخوانٍ.

السؤال الثالث من المرحلة الأولى:
ما معنى العبد و العبادة؟ أذكر كلام أهل العلم في ذلك.

باركَ اللهُ فيكُم، وثبّتكُم.

في الحَقيقةُ؛ لستُ أدري: إن كُنتُ أستطيع الإجابة بعد ما جاء هُنا.
ولكِن أجيبُ من ناحيةِ الإضافةِ، وأسأل الله تعالى العَون عَلى ذلكَ.

الإجابة – بحَول الله تعالى -:

أمّا العبدُ:

فالعبد إن أريد به المعبد أي المذلّل المسخّر ، فهو بهذا المعنى شامل لجميع المخلوقات من العوالم العلوية والسفلية: من عاقل وغيره، ورطب ويابس، ومتحرك وساكن، وظاهر وكامن، ومؤمن وكافر، وبر وفاجر، وغير ذلك.
الكل مخلوق لله عزّ وجلّ، مربوب له، مُسخّر بتسخيره، مدبّر بتدبيره، ولكل منها رسم يقف عليه، وحد ينتهي إليه، كل يجري لأجل مسمّى لا يتجاوزه مثقال ذرة ذلك تقدير العزيز العليم.
وإن أريد به العابد المُحبّ المُتذلّل خصّ ذلك بالمؤمنين الذي هم عباده المُكرمون وأولياؤه المُتّقون الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
يقول الله تبارك وتعالى: يَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ[الانشقاق:6] أي: فكل بشر كادح... وكل مخلوق كادح... وكل مخلوق عابد كادح فهذا الكدح هو عبادة.
فإن كان يكدح ويعمل في طاعة الله فهذا عبد لله، وإن كان يكدح ويعمل للدنيا فهو عبد للدنيا، وهو الذي قال فيه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: { تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم } ، وإن كان يكدح من أجل أي هدف مادي أو أي غرض دنيوي فهو عبد لذلك الغرض.
يقول ابن القيّم في مدارج السّالكينِ: (والعرب تقول : " طريق معبَّد " أي : مذلَّل ، والتّعبّد : التّذلّل والخُضوع ، فمن أحببتهَ ولم تكن خاضعاً له: لم تكن عابداً له , ومن خضعت له بلا محبّة: لم تكن عابداً له ، حتّى تكون مُحباًّ خاضعاً ).

وأمّا العبادةُ:
فعرّفها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في أول كتاب (العبودية): بأنها اسم جامع لما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة،
وعرّفها الشّيخ ابن سعدي رحمه الله تعالى:
" العبادة والعبودية لله اسم جامعٌ لكل ما يحبه الله ويرضاه من العقائد، وأعمال القلوب، وأعمال الجوارح، فكل ما يقرب إلى الله من الأفعال، والتروك فهو عبادة، ولهذا كان تارك المعصية لله متعبداً متقرباً إلى ربه بذلك ".
ومما ينبغي التنبيه عليه أن العبادة تطلق إطلاقين:
1- الفعل الذي هو التَّعَبُّد.
2- المفعول وهو المُتَعَبَّدُ به أو القربة.
مثال ذلك الصلاة ففعلها عبادة وهو التعبد، وهي نفسها عبادة وهي المتعبد به.

ومن التعريفات العبادةِ أيضاً " الأعمال الصالحة الإراديّة التي تُؤَدَّى لله - تعالى - ويفرد بها ".
وهذا يشمل الإطلاقين أيضاً ( الفعل والمفعول به ).

شُروط العِبادة: 1. الإخلاص: فلابد أن تكون أعمال الإنسان وعبادته خالصة لله سبحانه، لا يشرك مع الله أحداً، ولا يرجو ثناءً ولا مدحاً من أحد. ‏
قال الله عزّ وجلّ: { وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء} [البينة: 5].
2. مُوافقة الشّريعة: فتكون على وفق ما شرعه الله ورسوله، فمن عبد الله بشيء لم يشرعه الله، فعبادته مردودة عليه غير مقبولة. ‏قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ منهِ فَهُوَ رَدٌّ) متفق عليه.

أركانُ العبادة: وأركان العبادةهي : كمال الذلّ والخضوع،مع كمال المحبة،لله تعالى . 1. المحبّة – 2. الخَوف – 3. الرّجاء.

أنواعُ العِبادة: 1. اعتقاديّة - 2. قلبيّة - 3. وقوليّة – 4. بدنيّة – 5. وماليّة.

فائدةٌ:

1. متى يكون العَمل عِبادة؟
إذا تحقّق شيئان وهما كمال الحبّ مع كمال الذلّ، وقد جمع الله تعالى بين ذلك في قوله: ( إنّهم كانوا يُسارعون في الخَيرات ويدعوننا رغبًا ورهبًا وكانوا لنا خاشعين ).
2. العبادةُ في الإسلامِ شاملةٌ.
(قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ).
3. العِبادةُ: تدخُل في توحيد الألوهيّةِ: ذلكَ أنّ من تعريف توحيد الألوهيّة: إفراد الله تعالى بأفعال العِبادِ.


وأختِمُ بقولٍ بديعٍ لشيخِ الإسلامِ ابن تيمية رحمه الله تعالى:

( .... فكلما ازداد القلب حباّ لله: ازداد له عبودية، وكلما ازداد له عبودية: ازداد له حباّ ، وفضَّله عما سواه، والقلب فقير بالذات إلى الله من وجهين: من جهة العبادة الغائية، ومن جهة الاستعانة والتوكل، فالقلب لا يصلح، ولا يفلح، ولا ينعم، ولا يسر، ولا يلتذ، ولا يطيب، ولا يسكن، ولا يطمئن، إلا بعبادة ربه وحبه ، والإنابة إليه ، ولو حصل له كل ما يلتذ به من المخلوقات: لم يطمئن، ولم يسكن؛ إذ فيه فقر ذاتي إلى ربه من حيث هو معبوده، ومحبوبه، ومطلوبه، وبذلك يحصل له الفرحَ، والسرور، واللذة، والنعمة، والسكون، والطمأنينة.
وهذا لا يحصل له إلا بإعانة الله له؛ فإنه لا يقدر على تحصيل ذلك له إلا الله، فهو دائما مفتقر إلى حقيقة: ( إيّاك نعبد وإيّاك نستعين ) ).

والله تَعالى أعلم.

بارك الله فيكُم.
 
بإمكانكم اقتناء الكتاب: كتاب القول المفيد في شرح كتاب التوحيد. كتاب نافع جدًا.

حفظكِ الله، ووفّقكِ.

الحَمدُ لله تعالى.
هُنا - بمنّهُ سُبحانهُ - نُسخة مِن الكِتابِ؛ يُمكنُ تحميلها من الشبكةِ:

http://www.almeshkat.net/books/archive/books/77.zip

وهُنا كتاب مُختصر تسهيل العقيدة الاسلاميّة؛
للشيخ عبدالله بن عبد العزيز الجبرين؛ حفظه الله تعالى.
وهُو متنٌ ميسّرٌ يُعينُ كُلّ من أرادَ أن يستزيد مِن عِلم العقيدة:

http://saaid.net/book/10/3215.rar

وبارك الله فيكُم، ووفّقكُم.
 

السؤال الثالث من المرحلة الأولى:

ما معنى العبد و العبادة؟ أذكر كلام أهل العلم في ذلك.
السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته شكرا أخي على التقيم
أما إجابة على سؤالك الدي طرحت و تفصيلا في الاجابة يشرفني أن أطرح عليكم محاضرة لشيخ عزيز بن فرحان العنزي مدير مركز الدعوة و الارشاد السعودي عنوانها فائدة في معنى العبادة و العبد و أنواع العبودية
[font=&quot]إن حقيقة العبادة لغة: هي الخضوع والذل، يقال طريق معبد:مذلل من كثرة وطء الأقدام عليه[/font][font=&quot].

[/font][font=&quot]والعبادة شرعا تعرف باعتبار شمولها لأفراد كثيرة بأنها: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من [/font][font=&quot]

[/font][font=&quot]الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة ، والبراءة مما ينافي ذلك ويضاده[/font][font=&quot] .

[/font][font=&quot]وتعرف باعتبار حقيقتها بأنها : التذلل لله تعالى بفعل أوامره واجتناب نواهية محبة وتعظيما [/font][font=&quot]

([/font][font=&quot]أي خوفا ورجاء) ولايكون العمل عبادة حتى يجتمع فيه كمال الحب مع كمال الذل ، قال الله تعالى : ( والذين آمنوا أشد حباً لله ) [ البقرة : 165 ] وقال تعالى : ( إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون ) [ المؤمنون : 57 ] وقد جمع الله تعالى بين ذلك في قوله : ( إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين ) [ الأنبياء : 90[/font][font=&quot] ] .

[/font][font=&quot]وأركان العبادة القلبية الثلاث هي المحبة والخوف والرجاء وقد استنبط الشيخ محمد ابن [/font][font=&quot]

[/font][font=&quot]عبدالوهاب رحمه الله تعالى من سورة الفاتحة هذه الثلاث ففي قوله تعالى :(الحمدلله رب العالمين[/font][font=&quot]) [/font][font=&quot]يدل على محبة الله سبحانه لأنه منعم ، والمنعم يحب على قدر إنعامه ، وقوله تعالى:( الرحمن الرحيم) يدل على الرجاء في رحمته سبحانه لأنه رحمان واسع الرحمة رحيم يوصل رحمته إلى من [/font][font=&quot]

[/font][font=&quot]يشاء من عباده ، وقوله تعالى:(مالك يوالدين) يدل على الخوف من الله جل جلاله لأنه مالك يوم الدين ، يوم الحساب والجزاء ، يوم يحاسب الإنسان على عمله ، ثم قال رحمه الله تعالى:((إياك نعبد) أي أعبدك يا رب بما مضى بهذه الثلاث : بمحبتك ورجائك ، وخوفك . فهذه الثلاث [/font][font=&quot]

[/font][font=&quot]أركان العبادة ، وصرفها لغير الله شرك . وفي هذه الثلاث الرد على من تعلق بواحدة منهن ، كمن تعلق بالمحبة وحدها أو تعلق بالرجاء وحده أو تعلق بالخوف وحده ، فمن صرف منها شيئاً لغير الله فهو مشرك[/font][font=&quot] .[/font][font=&quot]وفيها من الفوائد الرد على الثلاث الطوائف التي كل طائفة تتعلق بواحدة منها ، كمن عبد الله تعالى بالمحبة وحدها ، وكذلك من عبد الله بالرجاء وحده كالمرجئة ،وكذلك من عبد الله بالخوف وحده كالخوارج ).اهـ مجوع رسائل الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى[/font][font=&quot]
[/font][font=&quot]والعبد يطلق ويراد به المعبد : وهو المذلل المسخر فهو بهذا المعنى شامل لجميع المخلوقات ، من العوالم العلوية والسفلية من عاقل وغيره ، ورطب ويابس ومتحرك وساكن ، وظاهر وكامن ، ومؤمن وكافر ، وبر وفاجر ، وغير ذلك . الكل مخلوق لله عز وجل مربوب له ، مسخر [/font][font=&quot]

[/font][font=&quot]بتسخيره ، ومدبر بتدبيره ، ولكل منها رسم يقف عليه ، وحد ينتهي إليه ، كل يجري لأجل [/font][font=&quot]

[/font][font=&quot]مسمى لا يتجاوزه مثقال ذرة ( ذلك تقدير العزيز العليم ) وتدبير العدل الحكيم ، [/font][font=&quot]

[/font][font=&quot]ويطلق العبد ويراد به العابد المحب المتذلل ، فذلك خاص بالمؤمنين الذين هم عباده [/font][font=&quot]

[/font][font=&quot]المكرمون وأولياءه المتقون ، الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون[/font][font=&quot] .

[/font][font=&quot]والعبودية نوعان: عامة وخاصة كما ذكر الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى في شرح العقيدة [/font][font=&quot]

[/font][font=&quot]الواسطية[/font][font=&quot] :[/font][font=&quot]فالعامة: هي الخضوع لأمر الله الكوني؛ كقوله تعالى : (ِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً) (مريم:93[/font][font=&quot]).

[/font][font=&quot]والعبودية الخاصة : هي الخضوع لأمر الله الشرعي، وهي خاصة بالمؤمنين ؛ كقوله تعالى[/font][font=&quot]): [/font][font=&quot]وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً )(الفرقان: من الآية63)، وقوله : (تَبَارَكَ الَّذِي [/font][font=&quot]

[/font][font=&quot]نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ )(الفرقان: من الآية1)وهذه أخص من الأولى[/font][font=&quot]

[/font][font=&quot]وعلامة محبة العبد ربه عز وجل أن يحب ما يحبه الله تعالى ، ويبغض ما يسخطه ، فيمتثل أوامره ويجتنب نواهيه ، ويوالي أولياءه ، ويعادي أعدائه ، ولذا كان أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض فيه[/font][font=&quot] .

[/font][font=&quot]وقد عرف العباد ما يحبه الله ويرضاه بإرسال الله تعالى الرسل ، وإنزاله الكتب ، آمراً بما يحبه الله ويرضاه ، ناهياً عما يكرهه ويأباه ، وبذلك قامت عليهم حجته الدامغة ، وظهرت حكمته البالغة ، قال الله تعالى : ( رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل[/font][font=&quot] )

[ [/font][font=&quot]النساء : 165 ] ، وقال تعالى : ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم[/font][font=&quot] ذنوبكم والله غفور رحيم ) [ آل عمران : 31[/font][font=&quot] ] .

[/font][font=&quot]والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمدلله رب العالمين
شكرا بارك الله فيكم ووفقنا ووفقكم الله
[/font]
 
باركَ اللهُ فيك أخي عبدالرّحمان، وبارك الله فيكِ أختي إنسانة ما؛
لطيب ما أفدتُما؛ فأجدُتما.
الحَمدُ للهِ تَعالى.
الذي يسّر لي تواجُداً في هذا الصّرح؛ مع هكذا إخوانٍ.



باركَ اللهُ فيكُم، وثبّتكُم.

في الحَقيقةُ؛ لستُ أدري: إن كُنتُ أستطيع الإجابة بعد ما جاء هُنا.
ولكِن أجيبُ من ناحيةِ الإضافةِ، وأسأل الله تعالى العَون عَلى ذلكَ.

الإجابة – بحَول الله تعالى -:

أمّا العبدُ:

فالعبد إن أريد به المعبد أي المذلّل المسخّر ، فهو بهذا المعنى شامل لجميع المخلوقات من العوالم العلوية والسفلية: من عاقل وغيره، ورطب ويابس، ومتحرك وساكن، وظاهر وكامن، ومؤمن وكافر، وبر وفاجر، وغير ذلك.
الكل مخلوق لله عزّ وجلّ، مربوب له، مُسخّر بتسخيره، مدبّر بتدبيره، ولكل منها رسم يقف عليه، وحد ينتهي إليه، كل يجري لأجل مسمّى لا يتجاوزه مثقال ذرة ذلك تقدير العزيز العليم.
وإن أريد به العابد المُحبّ المُتذلّل خصّ ذلك بالمؤمنين الذي هم عباده المُكرمون وأولياؤه المُتّقون الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
يقول الله تبارك وتعالى: يَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ[الانشقاق:6] أي: فكل بشر كادح... وكل مخلوق كادح... وكل مخلوق عابد كادح فهذا الكدح هو عبادة.
فإن كان يكدح ويعمل في طاعة الله فهذا عبد لله، وإن كان يكدح ويعمل للدنيا فهو عبد للدنيا، وهو الذي قال فيه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: { تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم } ، وإن كان يكدح من أجل أي هدف مادي أو أي غرض دنيوي فهو عبد لذلك الغرض.
يقول ابن القيّم في مدارج السّالكينِ: (والعرب تقول : " طريق معبَّد " أي : مذلَّل ، والتّعبّد : التّذلّل والخُضوع ، فمن أحببتهَ ولم تكن خاضعاً له: لم تكن عابداً له , ومن خضعت له بلا محبّة: لم تكن عابداً له ، حتّى تكون مُحباًّ خاضعاً ).

وأمّا العبادةُ:
فعرّفها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في أول كتاب (العبودية): بأنها اسم جامع لما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة،
وعرّفها الشّيخ ابن سعدي رحمه الله تعالى:
" العبادة والعبودية لله اسم جامعٌ لكل ما يحبه الله ويرضاه من العقائد، وأعمال القلوب، وأعمال الجوارح، فكل ما يقرب إلى الله من الأفعال، والتروك فهو عبادة، ولهذا كان تارك المعصية لله متعبداً متقرباً إلى ربه بذلك ".
ومما ينبغي التنبيه عليه أن العبادة تطلق إطلاقين:
1- الفعل الذي هو التَّعَبُّد.
2- المفعول وهو المُتَعَبَّدُ به أو القربة.
مثال ذلك الصلاة ففعلها عبادة وهو التعبد، وهي نفسها عبادة وهي المتعبد به.

ومن التعريفات العبادةِ أيضاً " الأعمال الصالحة الإراديّة التي تُؤَدَّى لله - تعالى - ويفرد بها ".
وهذا يشمل الإطلاقين أيضاً ( الفعل والمفعول به ).

شُروط العِبادة: 1. الإخلاص: فلابد أن تكون أعمال الإنسان وعبادته خالصة لله سبحانه، لا يشرك مع الله أحداً، ولا يرجو ثناءً ولا مدحاً من أحد. ‏
قال الله عزّ وجلّ: { وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء} [البينة: 5].
2. مُوافقة الشّريعة: فتكون على وفق ما شرعه الله ورسوله، فمن عبد الله بشيء لم يشرعه الله، فعبادته مردودة عليه غير مقبولة. ‏قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ منهِ فَهُوَ رَدٌّ) متفق عليه.

أركانُ العبادة: وأركان العبادةهي : كمال الذلّ والخضوع،مع كمال المحبة،لله تعالى . 1. المحبّة – 2. الخَوف – 3. الرّجاء.

أنواعُ العِبادة: 1. اعتقاديّة - 2. قلبيّة - 3. وقوليّة – 4. بدنيّة – 5. وماليّة.

فائدةٌ:

1. متى يكون العَمل عِبادة؟
إذا تحقّق شيئان وهما كمال الحبّ مع كمال الذلّ، وقد جمع الله تعالى بين ذلك في قوله: ( إنّهم كانوا يُسارعون في الخَيرات ويدعوننا رغبًا ورهبًا وكانوا لنا خاشعين ).
2. العبادةُ في الإسلامِ شاملةٌ.
(قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ).
3. العِبادةُ: تدخُلفي توحيد الألوهيّةِ: ذلكَ أنّ من تعريف توحيد الألوهيّة: إفراد الله تعالى بأفعال العِبادِ.


وأختِمُ بقولٍ بديعٍ لشيخِ الإسلامِ ابن تيمية رحمه الله تعالى:

( .... فكلما ازداد القلب حباّ لله: ازداد له عبودية، وكلما ازداد له عبودية: ازداد له حباّ ، وفضَّله عما سواه، والقلب فقير بالذات إلى الله من وجهين: من جهة العبادة الغائية، ومن جهة الاستعانة والتوكل، فالقلب لا يصلح، ولا يفلح، ولا ينعم، ولا يسر، ولا يلتذ، ولا يطيب، ولا يسكن، ولا يطمئن، إلا بعبادة ربه وحبه ، والإنابة إليه ، ولو حصل له كل ما يلتذ به من المخلوقات: لم يطمئن، ولم يسكن؛ إذ فيه فقر ذاتي إلى ربه من حيث هو معبوده، ومحبوبه، ومطلوبه، وبذلك يحصل له الفرحَ، والسرور، واللذة، والنعمة، والسكون، والطمأنينة.
وهذا لا يحصل له إلا بإعانة الله له؛ فإنه لا يقدر على تحصيل ذلك له إلا الله، فهو دائما مفتقر إلى حقيقة: ( إيّاك نعبد وإيّاك نستعين ) ).

والله تَعالى أعلم.

بارك الله فيكُم.

بارك الله فيكِ على ما أجدتِ وأفدتِ .. زادكِ الله علمًا عملاً.
لكن أخيَّة حبذا لو لم تتوسعي لهذه الدرجة، قد يكون للأخ فيما بعد أسئِلة حول شروط العبادة وغيرها.
هذا مجرَّد رأي بارك الله فيكِ ..
أعاننا الله وإياكِ على طلب العِلم الشرعي ..
موفقة ..

 

السؤال الثالث من المرحلة الأولى:

ما معنى العبد و العبادة؟ أذكر كلام أهل العلم في ذلك.
الجواب
تعريف العبد
1-العبد إن أريد به الْمُعبَّدْ , أي : المذلل المسخر فهو بهذا المعنى شامل لجميع المخلوقات من العوالم العلوية والسفلية من عاقل وغيره ورطب ويابس ومتحرك وساكن وظاهر وكامن ومؤمن وكافر وبر وفاجر , وغير ذلك , الكل مخلوق لله عز وجل مربوب له مسخر بتسخيره مدبر بتدبيره ولكل منها رسم يقف عليه وحد ينتهي إليه وكل يجري لأجل مسمى لا يتجاوزه مثقال ذرة : { ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ } [الأنعام : 96]. وتدبير العدل الحكيم ويمكن تسميتها بالعبودية العامة


2- وإن أريد به العابد المحب المتذلل خُصَّ ذَلك بالمؤمنين الذين هُم عِباده المكرمون وأولياؤه المتقون الذين لا خوف عليهم ولا هُم يحزنون


ونسميها العبودية الخاصة


ومن خرج عن العبودية الخاصة فلا يمكنه الخروج من العبودية العامة فالكل تحت أمر الله وقضاءه


ثانيا


تعريف العبادة


العبادة في اللغة : هي الخضوع والذل تقول العرب هذا طريق مُعَبَّدْ أي مُذَلَّلْ من كثرة وطئ الأقدام عليه .
أما في الشرع فالعبادة تطلق على شيئين :
الأول : فعل العبد كالذي يصلي أو يزكي ففعله هذا عبادة ويعرفها العلماء بقولهم :
هي طاعة الله بفعل أوامره واجتناب نواهيه مع محبة الله وخوفه ورجائه .
الثاني : نفس المأمور به ولو لم يفعله أحد كالصلاة في حد ذاتها والزكاة ونحو ذلك فيعرفها العلماء بقولهم :
هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة .
وسميت هذه المأمورات عبادات لأن المكلفين يفعلونها خاضعين متذللين محبين لربهم جل وتعالى . فلا بد في عبادة الله من كمال محبته مع كمال الخضوع والذل له سبحانه .
وقد بين لنا ربنا أن الغاية العظمى والهدف الأسمى من خلق الجن والإنس هو أن يعبدوه وحده لا شريك له فقال جل شأنه : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) الذاريات/56
فكيف نحقق هذه الغاية ونصل إلى هذا الهدف ؟
كثير من الناس يظن أن العبادة لا تعدو أن تكون مجموعة من الشعائر التعبدية التي أمر الله أن تؤدى في أوقاتها المعلومة ـ كالصلاة والصيام والحج ، وبهذا ينتهي كل شيء ـ . وليس الأمر كما يظن هؤلاء .
فكم تستغرق الشعائر التعبدية من اليوم والليلة ؟ بل كم تستغرق من عمر الإنسان نفسه؟!
فأين بقية العمر إذن ؟ وأين بقية الطاقة ؟ وأين بقية الوقت ؟ أين تنفق وأين تذهب ؟ أتنفق في العبادة أم في غيرها ؟ وإن كانت ستنفق في غير العبادة فكيف تتحقق غاية الوجود الإنساني التي حصرتها الآية حصراً كاملاً في عبادة الله ؟ وكيف يتحقق قوله تعالى : ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ) الأنعام/162 .
إن العبودية قضية كلية تهيمن على حياة المسلم فهو حين يسعى في الأرض لطلب الرزق يعبد الله لأن ربه يأمره بذلك في قوله : ( فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور ) الملك/15 ، وهو حين ينام فهو ينام ليتقوى على عبادة الله تعالى كما قال معاذ بن جبل رضي الله عنه : " إني لأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي " أخرجه البخاري ، أي أنه يحتسب الأجر في نومه كما يحتسب الأجر في قيامه لِلَّيل ، بل إن المسلم لا يرضى إلا أن يكون تمتعه بالطعام والشراب والنكاح في ميزان حسناته كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( وفي بضع أحدكم صدقة . قالوا : يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر ؟ قال : أرأيتم لو وضعها في الحرام أكان عليه وزر ؟ قالوا : نعم . قال : فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر ) أخرجه مسلم
وطريق الوصول إلى هذه المرتبة العظيمة بأن يستحضر العبد ذكر ربه وهو يعمل في شتى مجالات الحياة فيسأل نفسه هل هو في الموضع الذي يرضي ربه عنه أم يسخطه عليه ؟ فإذا كان في موضع الرضى فليحمد الله وليزدد من الخير ، وإن كان على غير ذلك فليستغفر الله وليتب إليه كما هو حال عباد الله المتقين الذين وصفهم الله بقوله : ( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ . أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ) آل عمران/ 135 ، 136 .




 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top